في منظر يحدث لأول مرة اثناء التمارين النصراوية, حمل اللاعبون اوزان الحديد الى ساحة التدريب رجاء تعودهم على قدرات تحمل اضافية تؤكد على مصداقية حديث المنسق الفني عن زرع الشراسة في طابع الاداء النصراوي وعقلية لاعبيه . ولاشك ان هذا التوجه محمود ومرغوب لمسح الصورة السيئة لاجيال تخور وتنهار اثناء المباريات وتتقبل هزائم الخمسات والاربعات ثم تتبعها بالتبريرات الفارغة والابتسامات الساذجة . الا ان المقلق في حديث كميخ هو ترديد ان النصر لن يكون لقمة سائغة ولن يكون صيدآ سهلآ لبقية الفرق وفي هذا الكلام منطق خفي يرفض الاستسلام للهزيمة بسهولة ولكن يعد بتقبلها بعد معركة شرسة .
يا حضرة المنسق الفني الخبير : نحن لا نريد للفريق ان يكون لقمة بأي حال من الاحوال, لانريده صيدآ سهلآ ولا صعبآ المنال, ولا لقمة سائغة ولا مرة كالعلقم .. فكبرياء النصر وتاريخه وطموحات جمهوره وسعي ادارته كلها تؤكد ان الفريق النصراوي يجب ان يكون دائمآ الصياد لا الفريسة, الاول وليس الثاني, البطل المتوج وليس الحصان الاسود .
لازال بين لاعبينا من يؤكد ان التعادل مع التعاون على ارضه مكسب, وهناك من الاداريين من يفرح الى الفجر إثر فوز باهت امام الحزم, ناهيك عن مدرب يقلل من اي خسارة بداعي قوة الخصم, هذه يا عزيزي المنسق هي العقبة الكؤود امام عودة النصر لارتقاء المنصات, هذه هي العقلية الانهزامية التي ترضى بأي شيء دون الفوز وتتقبل الهزائم وتستجدي التعادل وتقنع بالأقصاء من المنافسات وتبرر للخروج من الموسم بالوفاض الخالي .
من منطلق فني بحت, لو طلبت من علي كميخ ان يدخل في سباق مائة متر امام اللاعب النصراوي السابق عيد الصغير لسارع بالموافقة والتاكيد على قدرته بالفوز بالسباق لعلمه المسبق بفارق الامكانات البدنية لصالحه, بينما لو كان هذا التحدي مع شاب صغير مثل خالد الزيلعي لادرك منسقنا الفني استحالة فوزه بمثل هكذا سباق بين من ثقل وزنه وازداد شحمه وكبر سنه امام شاب ممتليء بالحيوية والسرعة والنشاط . وقس على هذا حال المنافسة بين لاعبي فريقك ولاعبي الفرق الاخرى, فأن كنت ترمي الى فوزهم امام جميع الخصوم فأمنح لاعبيك الثقة بأنهم الافضل استعدادآ وجاهزية لخوض كل انواع النزالات . نريد للاعبينا ان يؤمنوا بقدرتهم على الفوز امام كل المنافسين, ولن يكتمل الايمان بذلك الا اذا رأوا انهم فعلآ وواقعآ الافضل لياقيآ وفنيآ وصحيآ . ارواحهم يجب ان تستشعر هذا وعقولهم يجب ان تسعى لهذا وابدانهم يجب ان تسخر كل خلية في سبيل هذا .
انها سلسلة من الثقة تدور في حلقة متصلة بين العقل والروح والبدن .. كل جزء منها يرى ان شريكيه متجهان معه لنفس الهدف بما يعزز الايمان بالقدرة على الفوز والحسم . لن يؤمن العقل بقدرته على الفوز حتى يرى الجاهزية والتفوق البدني, ولن تستجمع كل طاقاتك البدنية للفوز حتى تدفعك الروح المتقدة والمتوثبة لتحقيق رغبة العقل ولن ترتقي الروح بطموحاتها وتسعى للتفوق على الخصم حتى تمتلىء بأيمانها العقلي وقدرتها البدنية على الفوز وتحقيق الطموحات .
كنت ولازلت من اشد المرحبين المتفائلين بقدوم علي كميخ وقد رأيت في حديثه الكثير من الايجابيات وكلماتي هذه ليست سوى وضع النقاط على كثير من الحروف التي اثارها حديث المنسق الفني الذي ارجو له التوفيق والنجاح .