توظيف طاقات لا تكديس مواهب

الشك لا يساور اي منتم للرياضة ان الموهبة هي العنصر الاهم في تشكيل فريق يحرز البطولات, ولكن المؤكد ان النجومية ليست كل شيء تحتاجه لبناء ذلك الفريق الذي يحقق اهدافه . فالنظرة الضيقة التي تؤكد ان شراء احد عشر لاعب فايف ستار كفيل باحراز البطولات ستصطدم بحقيقة ان اندية عالمية كريال مدريد وتشيلسي انفقت مئات الملايين في السنوات الخمس الماضية لجلب عشرات النجوم دون ان تتوصل الى لقب الدوري المحلي فضلآ عن دوري الابطال . وعكس ذلك تمامآ حافظ مانشستر يونايتد بنجمه الاوحد روني وكذا برشلونه بنجومه الاقل عددآ عن ريال مدريد على الهيمنة المحلية ناهيك عن دوري الابطال الذي لم يعد يطيق فراقآ عن احضان ميسي ورفاقه .

ماهو الشيء الغائب الذي يرجح كفة فرق اقل نجومآ فتسيطر على البطولات امام خصوم اكثر عدة وعتادآ . الراجح للجميع ان القدرة على التوظيف الصحيح لكل الامكانات المتوفرة والاستفادة من كل الطاقات المتاحة هو السبيل العملي الذي يحجم فارق الامكانات العناصرية, فقائمة العناصر تضم خمسة وعشرين اسمآ والذكاء هو في حسن الاستفادة من كل تلك العناصر وليس التركيز على اربعة عشر او خمسة عشر لاعبآ . فربما يكون هناك نجوم كثر في الفريق ولكن سباق الآنا والنرجسية بينهم يدفع نحو التصادم بما يسبب تشتتآ ذهنيآ لتلك العناصر ونتائج فريقها, بينما على الجانب الاخر, وضوح الرؤية لكل لاعب في الفريق وتسخير مواهبه وقدراته في المكان والوقت الصحيح يكون دافعآ للاستفادة من كل العناصر مع ابقاء كل عنصر منهم على اهبة الاستعداد لخدمة الفريق كلما دعت الحاجة وجاء الوقت المناسب لتوظيف مواهبه.

في العام الماضي عانا النصر كمثال من هبوط مستوى جميع مهاجميه لاسباب عديدة, وبدون الدخول في الاسماء, هناك من يعد نفسه نجمآ للفريق وصالح للعب اساسيآ في جميع اللقاءات وما ان يجد نفسه على كرسي الاحتياط لإي سبب حتى ينقم على الفريق ويستسلم للاحباط, وهناك من يرى تفضيل المدرب والادارة والجمهور لاسم لاعب اخر عليه فيدب اليأس في قلبه ويستشعر عدم حاجة الفريق له مما يؤدي الى اهماله وغياب الجدية عن اداءه طوال العام, وهناك من تجبره ظروف الفريق على اللعب في غير مكانه الصحيح فيعجز عن اتقان المهمة الموكلة اليه, وهناك من يتم ركنه في الاحتياط طوال العام باهمال حتى اذا احتاجه الفريق اكتشف متأخرآ ان اللاعب ليس في فورمة المباريات ولا لياقتها لأن ادارة الفريق نسيت ان تعد جدول مباريات ودية للاحتياطيين طوال الموسم كي يكونوا في جاهزية دائمة .

كما ان خانات اخرى مثل الاظهرة تسجل اسم لاعب واحد اساسي طوال الموسم بغض النظر عن ملائمته لطبيعة المباراة المؤداة او سلبيات وايجابيات الفريق المقابل, فحين تلعب مع فريق يغزو من الاطراف فالحاجة ملحة لظهير يجيد النواحي الدفاعية, بينما فريق اخر يركز على العمق وحينها سيفيدك الاعتماد على ظهير هجومي يكسبك زيادة عددية في وسط الملعب, وفرق اخرى متحفظة تلعب امامك بتكتل دفاعي في العمق وحينها ستبحث بين عناصرك من يجيد التقدم نحو الزوايا وارسال الكرات العرضية .

خلاصة القول : ان اي اسم في قائمة الخمسة وعشرين لاعبآ لم يتواجد في تلك القائمة الا لحيازته الموهبة والطاقة التي يتمناها اي فريق, ونجاح الاجهزة الفنية والادارية بالفريق يتمثل في دفع جميع هؤلاء اللاعبين للبقاء على اهبة الاستعداد لخدمة الفريق باقصى ما يستطيعون, وعلى المدرب ان يعرف جيدآ حدود وامكانات جميع لاعبيه حتى يحسن اختيار توقيت وطريقة الاستفادة من كل موهبة في موقعها المناسب .

** المكونات بصل وطماطم وبيض, والفارق ان امك تعرف متى وكيف وكم تضيف من تلك المواد حتى تفضل انت طبخها على شكشوكة البوفيهات .. هل وصلت الفكرة .. ارجو ذلك !!