لو صح لي ان اغير في كلمات بيت الشعر العربي الشهير لقلت مخاطبآ لاعبي النصر :
وما نيل النجومية بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا كفاحآ
يميل لاعبوا النصر للركون الى الهالة الاعلامية والاحتفاء الجماهيري الذي يرافقهم من عشاق الشمس حتى يظنوا انهم بلغوا الآفاق واعتلوا النجومية في حين ان مؤشرات اخرى عديدة تكذب هذا الوهم الذي يعيشونه . نتائج المباريات والقاب البطولات والبعد عن المنصات وقائمة المنتخبات كلها تكذب خداع النجومية الذي يحاصرون به انفسهم عن العمل بجد حتى ينالوا النجومية بحق وحقيق . والمؤسف ايضآ ان نجومآ طالما سعى النادي وجمهوره لجلبهم من الاندية الاخرى ما ان يحطوا رحالهم في نادينا حتى يصيبهم ما اصاب غيرهم فيخرجوا من باب النجومية الحقيقية ليعيشوا وهمها مع بقية زملاءهم في الفريق .
لن اقسو على اللاعبين فاحملهم كامل المسئولية, بل للامانة ارى ان الاجهزة الفنية والادارية قضت على اي امل لهؤلاء اللاعبين بالوصول للنجومية بسبب الطريقة البدائية والسطحية التي تقرها تلك الاجهزة في تعاملها مع اللاعبين . من يسلك سبيل التعليم الجامعي وما بعده من التعليم العالي يدرك اهمية وضرورة وجود مرشد اكاديمي يتولى تحديد وجهة الطالب المراد مساعدته وتسمية الحاجات التي تعينه على بلوغ هدفه, وغير بعيد عن هذا, لاعب النادي الشاب اليافع الذي هو في اشد الحاجة لمن يوجهه في كيفية تعزيز مواهبه وتنمية قدراته وتجاوز سلبياته والقضاء على اخطاءه . منذ ثلاث سنوات ونحن نسمع عن وجود ملفات احترافية خاصة بكل لاعب نصراوي, وحقيقة لا استطيع تصور ما هي المعلومات الموجودة في تلك الملفات ولا مدى فائدتها, فإن كانت مجرد سجل للحضور والغياب وعدد المباريات الملعوبة وتاريخ الاصابات وغيرها من الملاحظات الادارية فساعتبرها ملفات ناقصة, فالجانب الفني المتعلق بقدرات وخصائص اللاعبين برأيي اهم من تلك الجوانب الادارية, وكم تمنيت ان يكون هناك مدارسات وجلسات ونقاشات مع كل لاعب ومدرب حول الخصائص الفنية لمستويات اللاعبين حتى يمكن العمل بقرب لتعزيز ايجابيات كل فرد منهم مع تخليصهم من كل سلبية تشوب اداءهم .
العمل النصراوي دائمآ متسرع ويريد الوصول للنهايات قبل ان يدرس البدايات, نريد تحسين الصورة الكلية قبل ان نحسن من التفاصيل, نريد لفريقنا ان يكون بطلآ دون ان يكون لدينا لاعبون ابطال . بين موهبة غالب وحجز مركز النجومية الاول مزيدآ من دقة التسديد البعيد على المرمى وتبكير مراقبة لاعبي الخصم وحرفنة الفاولات التكتيكية ورفع قدرة التحمل والدقة في التمرير السليم لزملاءه.. فمتى ندله ونعلمه تلك الخصائص . بين جموح السهلاوي وخانة قلب الهجوم الرئيسية التسديد بكلتا القدمين وتحسين ارتقاءه وضرباته الرأسية واضفاء طابع السرعة على تحركاته الدائمة .. فهلا منحناه ذلك . بين صلابة عمر هوساوي وتشكيل الثقل الدفاعي للفريق القدرة على كشف تحركات لاعبي الخصم وتحديد ايها اخطر لمواجهته مبكرآ اضافة لتعلم الطريقة الصحيحة لمراقبة مهاجم الخصم حتى تكون كل الكرات المرسلة الى منطقته في احضانه هو لا مهاجم الخصم . ولك ان تقيس هذا على بقية اللاعبين النصراويين واحدآ تلو الاخر حتى يكون لديك افضل اللاعبين السعوديين المميزين بخصائصهم الفنية الحقيقية التي تنصبهم الاقدر والابرع في اداء كل خانة من ارجاء الملعب .
كل خانه في الفريق لها متطلبات وواجبات ومن قدر له ان يشغرها يجب ان يكون عارفآ ومطلعآ لتلك المتطلبات وجاهزآ لتعلم ما يلزم لتنفيذها, بل ان معاودة التدرب عشرات ومئات المرات على اداء حركة فنية بعينها يقود الى التميز الذي يجعل اللاعب الخيار الاول في التنفيذ على مستوى الفريق او المنتخب . وكم مرة رأينا لاعبآ ينفذ ضربة الجزاء بهدوء ووعي فيركنها في احدى الزوايا بينما من لم يتدرب عليها كفاية يسدد بقوة كيفما اتقف وبعين مغمضة لأنه يعلم جيدآ انه لم يبذل من الوقت ما يكفي كي يضمن تسجيلها . نحن في بداية الموسم وكل ما نحتاجه ادارة فنية تجيد دراسة خصائص اللاعبين ثم توجيههم وتحفيزهم, ولاعبون يبحثون عن النجومية الحقيقية فيمضون جل وقتهم لأجل الوصول لها .