مسمار .. وطاح من نفسه !!

يحكى ان رجلآ فذآ اراد خدمة قومه وقد رآهم يجهدون ويتعبون في وسيلة ركوبهم البدائية والبسيطة فقرر تجديدها وتزويدها بمحركات قوية ومساعدات متينة, ولم يكتفي بذلك, فادخل تحسينات داخلية وخارجية على هذه العربة التي ازدادت قوة وابحر بها الى بر الامان واوصل جميع ركابها الى حيث ينشدون ويتمنون بكل راحة ويسر . ومن سوء حظ هذه العربة وركابها ان هذا القائد وهو في خضم عمله بتلك العربة نسي في داخلها مسمار متفلت لم يستطع ان يجد له خرمآ يتناسب مع حلزونية رأسه العنيد والمدبب فظل هذا المسمار يتقافز يمنة ويسرة كلما حثت العربة المسير مسببآ لركابها الازعاج والضوضاء فلا هو بالذي افادهم في حفظ تماسك العربة ولا هو بالذي اراحهم من قرقعته المستمرة . فلما مات قائدها الاول, لم يجد القائد الجديد للعربة بدآ من ابعاد هذا المسمار المزعج الذي لا حاجة له فركنه في الخلف آملآ ان تخف وتيرة ازعاجه وتهدأ قرقعة تحركاته التي ازدادت شراسة وتمرست خبثآ بعد ان حرم حرية التحرك العبثي في ارجاء العربة واضمر لقائدها وراكبيها كل شر . وشاء الله ان تسلك العربة طريق وعرآ طالما تمناه هذا المسمار آملآ ان تنقلب العربة على روؤس راكبيها في اول مطب فأعد نفسه للهرب وجلس على اطراف العربة فلما احس بقرب المطب قفز من تلقاء نفسه واعلن تخليه عن العربة التي اصابته بالذهول حيث لم تنقلب ولم تخرج عن سيطرة قائدها الواثق فيما اكمل ركابها رحلتهم لاول مرة دون ضجيج سائلين الله ان لا يعودوا لذلك الطريق وان لا يصحبهم ذلك المسمار اي رحلة في المستقبل .