بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلسفة فلكيين وحقائق لا تقبل النقاش
كل عام وأنتم بخير .. اعاده الله عليكم أعواما عديدة .. مُمتّعين بالصحة والعفو والعافية
كنت قد حضرت محاضرة قبل عدة سنوات لإمام الحرم الشيخ صالح آل طالب في جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله في حائل عن رؤية هلال شهر رمضان, والحقيقة أن المحاضرة كانت عبارة عن درس حقيقي وغني مستفاد عن كيفية رؤية هلال شهر رمضان. لقد خرجت بقناعة تامة بأن ما يصدر من قبل هيئة القضاء الأعلى عن رؤية هلال شهر رمضان وشهر شوال غير قابل للنقاش ولا للتشكيك.
لقد قدّم لنا شرحا وافيا لدرء الشبهات التي تمتلئ بها أذهاننا في كل عام, حيث بدأ الدرس في كيفية رؤية الهلال وأنه لا يمكن رؤيته إلا بعيدا عن أنوار المدن قبل مغيب الشمس, ويشترط أن يكون الشخص عارفا لمكان ظهور الهلال, ولذلك لا يمكن لأي شخص أن يحكم إلا إذا كان عالما بمكان ظهور الهلال. ثم انتقل إلى كيفية إثبات رؤية الهلال, وذلك من خلال تأكيد رؤيته من قبل عدة أشخاص مع شهودهم في عدة مناطق مختلفة ثم تصديق ذلك في المحاكم الشرعية. يلي ذلك اجتماع مجلس القضاء الأعلى لحسم الأمر والتأكد من صدق الرؤية والشهود’ ثم بعد ذلك يُعلن عن رؤية هلال الشهر الجديد. ذلك يحدث بمتابعة كاملة من قبل أعلى السلطات في الدولة على عكس ما كنا نظن (حسب قصص العامة) من أن صيام الأمة وإفطارها يقوم على ثلاثة أشخاص فقط! ثم تطرق الشيخ حفظه الله لما يفعله بعض العامة والذي يضع (رجلا على رجل) في مجلسه كما وصفه الشيخ, ثم أكمل الشيخ حفظه الله حديث العامة حين يقول أحدهم: إن الهلال يبدو مرتفعا ويبدو أننا أخطأنا وتورطنا, يبدوا أن اليوم ثالث وليس ثاني أيام رمضان! فيزرع الشك في نفوس المسلمين ويملأ قلوبهم حزنا وهو لا يعرف أي شيء مما يقول. ثم انتقل للحديث عن اختلاف البلدان في إعلان الصيام والإفطار وقال: الهلال يهلّ على بلد وقد لا يهلّ على بلد آخر ولذلك تعلن بعض البلدان رؤيته وبعضها لا تعلن, وأكمل أن ذلك أمر طبيعي ولا يدعو للخوف أو القلق, ثم ذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).
هكذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في رؤية الهلال والصحابة من بعده وتابعيهم إلى يومنا هذا, وقد ظهر الفلكيون هذه السنوات وهم يطمحون أن يكون لهم كل الدور الكامل في تحديد الصيام والإفطار, ولكن ما حدث أنهم سكتوا حتى أقمنا الأعياد ثم نطقوا ليملؤوا قلوب المسليمن حزنا وقلقا تماما كما يفعل العامة, والحقيقة أننا على حق وهم على باطل, فقد فعلنا ما فعله المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ولم نفعل بما يريده هؤلاء. الحمد لله والشكر له فقد عيّدنا وأكلنا العيد وليأكلوا هم التراب إن كانوا مصرين على قذف الشبهات في قلوب المسلمين.
محمد الشمري
.