09-10-2011, 08:50 AM
|
|
افصلوا المسحل عن ريكارد!
مدرب المنتخب السعودي الأول فرانك ريكارد يجب أن يخلق له شخصية مستقلة في مجتمعنا الرياضي، ويحاول قدر الإمكان أن يخرج من المحيط الذي لازمه منذ أن وطأت قدماه الأراضي السعودية؛ حتى يصل لآراء وتصورات جديدة عن رياضتنا، أما تقوقعه في محيط معين فلن يزيده إلا انغلاقا وجهلا بأوساطنا الرياضية..؛ ولهذا لا بد أن يحرر ريكارد نفسه من بعض القيود وينطلق في الميدان؛ كي يكتسب تعددية الفكر وانفتاحيته على الكثير من الرؤى والتصورات التي تختلف من منطقة لأخرى، أما أن يبقى ريكارد ملازما بصفة دائمة لمدير شؤون المنتخبات محمد المسحل والتنقل بسيارته وحصر نفسه في محيط معين وتحت تأثير أفكار محددة، فهذا يعني أن هناك وصاية تتم ممارستها عليه، حتى ولو جاءت بطريقة غير مباشرة، على اعتبار أن الشخص يتأثر بالانطباعات والآراء التي تحاصره عندما يعيش في بيئة جديدة ومختلفة تماما عن بيئته السابقة، وتسهم هذه الوصاية في رسم رؤية أولية لدى المدرب ربما تكون غير صحيحة من شأنها أن تنعكس سلبا على مستقبل المنتخب السعودي.. أنا أحترم المسحل وعقليته ولكنه أن يكون مديرا للمنتخبات لا يعني أن يلازم المدرب بصورة دائمة حتى في اللقاءات التليفزيونية، ويستمر في رسم بيئة أحادية لا مجال فيها للتصورات المضادة، وبالتالي يسهم في تكريس بعض العادات السيئة التي ربما يتأثر منها محيطنا الرياضي في المستقبل، فنحن عندما أنكرنا على مسؤولينا في السابق تدخلهم في التشكيلة وحديثهم المستمر عن التفاصيل الفنية الدقيقة، يجب أيضا أن نرفض هذه الوصاية التي يمارسها المسحل على ريكارد، بالشكل الذي ربما يؤثر على شخصيته الاستقلالية حتى على اللاعبين.. ولعل ملامح التأثر بدأت واضحة على ريكارد من خلال الآراء المتطابقة مع المسحل في لقائه التليفزيوني الأخير، وكأن مدير المنتخب يجب عليه ألا يقول رأيا مختلفا عن المدير الفني أو العكس؟، هذه المفاهيم الخاطئة يجب أن تذوب في المرحلة المقبلة، ونخلق لمدربينا شخصيات مستقلة بعيدا عن وصاية المسؤولين حتى ينسجموا مع المجتمع الرياضي بطريقة تمكنهم من الاطلاع على كافة التصورات في شتى المناطق.
|