الاسئلة الخمسة !!

كتبت سابقاً أن لاعبي النصر يحتاجون إلى غسيل مخ ينسف وللأبد كل مفاهيمهم الخاطئة حول النجومية الحقيقية التي يجب أن يسعوا لها والشكل العام للفريق الذي يمثلونه، ويعز علي اليوم أن ارى منسق الفريق الفني وهو يعد بتقديم فريق شرس ولكن للأسف بلا عقل كروي . فالشراسة بلا عقل واعي لا تعني سوى مزيد من الاندفاع الاعمى والتهور المجنون الذي لا يفرق بين الصح والخطأ في ارض الميدان بما يتسبب في التفريط بنقاط الفريق والمصيبة بلا أي احساس بالذنب من اللاعبين تجاه إدارة الفريق ومدربه وجمهوره، ولاشيء ادل على ذلك افضل من الطريقة التي اهدينا فيها الاهلي ضربتي جزاء لم يكن احد من الاهلاويين يحلم بها.

من تجارب الحياة أن من يقتحم مجالاً يجب عليه أن يكون فضولياً في اسئلته فيبادر إلى طرح خمسة اسئلة حول كل نقطة يواجهها أو يقدم عليها : كيف؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟ وما هذا؟ .. خمسة اسئلة لو وضعها كل لاعب امام عينيه وحاول أن يوجهها لنفسه أو لمدربه في كل تدريب ومباراة ومع كل خطة ومهمة لعرف بالضبط كل ما يتعلق بماهية وكيفية وجوده مع الفريق مع رؤية شاملة لما يجب أن يفعله حتى يحافظ على خانته فيما يحافظ فريقه على تصنيفه ضمن الكبار.

متى يعفى هوساوي من اللعب كظهير وقد اثبت مراراً أنه لا يجيد إلا العمق الدفاعي؟
كيف يصبح الحوسني اقرب لمرمانا وظهيرنا الذي يراقبه اقرب لمرمى الاهلي وليس لمرمانا؟
أين يستطيع هوساوي اعتراض الخصم بيديه دون خطورة وأين لا يستطيع؟
لماذا يتم اسقاط المهاجم الاهلاوي الثاني داخل المنطقة المحرمة بدون كرة وبدون خطورة؟
ما هذا الفريق الذي لا يستطيع افراده أن يمرروا الكرة ثلاث باصات متتالية طوال الشوط الأول؟

ولن ارهق نفسي في تتبع زلات الحكم الذي زاد اوضاعنا سوءاً بقرارات لا استغربها كلما بحثت في تاريخه الطويل مع النصر، ولكن بمنظار فني بحت، اود أن اعرف بصيغة تساؤلية مريرة : ما فائدة كل التدريبات النصراوية إذا كانت مهمة تنفيذ هذه الخطط الفنية ستناط بمن لا يدركون كيف يحدث الفارق بين مستوى ارطاوي الرقاص وبرشلونة؟ ميسي وانيستا وتشافي حصلوا جميعاً على افضل ثلاثة لاعبين في أوربا, ولا اعرف إن كان لاعبي النصر يفهمون إلى هذه اللحظة مسببات تسمية تشافي وانيستا كنجوم أوربا وهم لا يراوغون ولا يجندلون لاعبي الفرق الأخرى؟ ولو عرف لاعبونا سر ترشيح هاذين النجمين (اللذين لا يراوغان) لربما نحلم مستقبلاً أن يبادر لاعبونا إلى اعتبار التمرير للزملاء هو الخيار الأول كلما امسكوا بالكرة ولكرهوا الاحتفاظ بها حتى يحاصرهم الخصوم. خمس واربعين دقيقة كاملة قضيتها في الشوط الأول ابحث عن جملة تكتيكية واحدة فلم اجدها .. فهل بعد هذا يتم الحديث عن اللعب الجماعي والسيطرة على منطقة المناورة وفرض السيادة فيها؟

يا سيادة المنسق الفني ويا سعادة المدرب كوستاس خاطبوا عقول لاعبيكم قبل أن تستنفروا عضلاتهم، افهموهم الكرة قبل أن تطلبوا منهم ركلها، حاضروهم عنها قبل أن تدربوهم عليها. فكرة القدم فهم ووعي قبل أن تكون قفز وجري، ولا مجال لمن لا يعي اسرارها ويفهم طرقها أن ينزل لأرض الميدان فيقنع العارفين من جمهورها. بكل بساطة، فريقنا يحتاج لمحاضرة توعوية وفكرية قبل كل تدريب يومي، فهل نبدأ بالارتقاء بعقلياتهم قبل لياقتهم ومهاراتهم؟.