من ادبيات الحوار بين الابن وابيه ان يعاتب الاب صغيره لخطأ ارتكبه فيعتذر الابن بلباقة قائلآ : لو كنت اعلم افضل لفعلت افضل . اليوم اظن ان المدرج النصراوي بمثابة الاب الذي ينتظر من ادارة فريقه التي هي الابن ان تفعل الافضل بينما ادارته اعجز واجهل واكسل عن الاتيان بالافضل ناهيك عن القدرة على فهم ماهية الافضل اوالقدرة على استيعابه .
تبدو الادارة النصراوية المختالة بالمال والجمهور والاعلام متسلحة بكل شيء يمهد الطريق للتفوق والريادة , بينما هي في حقيقتها خاوية وخالية من ابسط ابجديات فن الادارة والقيادة والتخطيط . كتب الراحل عبدالعزيز التويجري بتواضع عن نفسه وعنون لها : "حاطب ليل ضجر" , ولا اظن ان افعال ادارة فيصل بن تركي خرجت في قراراتها يومآ عن هذا الوصف المعبر . فكل مدقق للقرارات الادارية والفنية المتخذة يدرك بسهولة ان لا رؤية واضحة تقف خلف هذه القرارات المتخذة بليل بهيم ليس لنور الشمس فيه اي شعاع من فكر او اضاءة من خبرة .
لازال النصر الكيان الذي تتوالى خسائره وتتراجع حظوظه ويتردى تصنيفه وتنحسر جماهيريته في حاجة الى قرارات تاريخية تؤسس لوضع الأطر الصحيحة والاستراتيجيات المثمرة التي تدير كيانه وتحدد طريقته, بينما تبدو ردات الفعل الادارية الحالية على مسارات الفريق الخاطئة صغيرة وضئيلة وسطحية لا تتجاوز اقالة مدرب بريء او استعارة لاعب منتهي الصلاحية . والمؤسف ان قائمة الاسماء النصراوية التي تتجرأ وتدخل لخدمة الفريق ستتساقط تباعآ طالما بقي الرأي الاوحد هو السائد وطالما بقيت اراء الاداريين والفنيين المستقطبين تهادن وتستكين بمقولة : " الشور شورك" . ولم يعد مفاجئآ لي ولا لغيري ان قامات واعية وخبيرة طالما اشتهرت بحرية القول والنقد الصريح ترفض الخنوع والدخول لبلاط ديوان منغلق يمنع الاراء المخالفة ويرفض الاخذ بها , واكبر دليل ان ماجد والهريفي العارفان والمجربان للتفوق والريادة والبطولات يرفضان ان يكونا شاهدي زور على تخبط اداري ويتبرئان من تهمة المشاركة في قراراته, مع العلم ان مزاج القرار الفردي لا يسمح لهما اصلآ بالمجالسة .
واعجب لهذا الجمهور الذي يسلك كل السبل الخاطئة للتعبير عن امتعاضه ويأبى ان يسلك الطريق الوحيد والصحيح للمشاركة في صنع مستقبل ناديه . بالامس القريب صرح احد مسئولي رعاية الشباب في جريدة الحياة ان بطاقة عضوية النادي والمشاركة الفاعلة بانتخابات الجمعية العمومية هي الطريق الوحيد والرسمي والمضمون لجماهير أي نادي في اختيار رئيس مجلس ادارته, وللأسف ان هذا التصريح مر مرور الكرام على الجمهور الغاضب الذي يريد ارتقاء الاسوار والاحتجاج امام الابواب او ارسال البرقيات للقيادات السياسية آملآ في انقاذ الكيان من تخبطات ادارته, فيما الامر بسيط ولا يحتمل كل هذه الانفعالات السلبية التي تضر الفريق اكثر مما تنفعه .
لاسبيل للجمهور من تعبير ومشاركة واحداث التغيير الا ببطاقة العضوية
ولابقاء للاعب الا لفائدته وعطاءه
ولا ولاء لادارة سوى لانجازاتها
وما عدا ذلك, فعواطف وانفعالات وسلبيات تطيح بالفريق ولا تسمح بعودته .