الكسب الطّّّيب شرط القبول
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن ابي هريره رضي الله تعالى عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى طيّب لايقبل إلا طيّبا وإن الله أمر الؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى(ياأيها الرسل كلوا من الطيّبات واعملوا صالحآ )وقال تعالى(ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبّات مارزقناكم)ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له)..رواه مسلم
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى عن هذا الحديث :هذا الحديث منه قاعده عظيمه من قواعد الدين قد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه أو هو نصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك)انتهى
ويقصد رحمه الله تعالى الأربعين حديثآ التي جمعها في كتابه المعروف(الأربعين النوويه)ومن ضمنها هذا الحديث الشريف) ويقول النووي رحمه الله تعالى(ينبغي لكل راغب في الآخره أن يعرف هذه الأحاديث لما إشتملت عليه من المهمّات ولما احتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره)انتهى ويقول الإمام العالم الشبشيري بتفسيره لهذا الحديث :ان الله تعالى منزّه عن النقص والخبث ويكون بمعنى القدوّس وعلى هذا هو من اسمائه الحسنى المأخوذه من الصفه كالجميل ..ولايقبل من الاعمال إلا ماكان طاهرآ من المفسدات كالرياء والعجب(الإعجاب باالعمل)ونحوهما ولايقبل اموالآ الا خالصا من شوائب الحرام وان كان الرجل مسافرآ ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام فأنّى أي كيف (يستجاب له)؟يبعد لمن هذه صفته وهذا حاله ان يستجاب له لإثم مطعمه ومشربه فالقوه التي يمد بها يديه داعيآ نشأت من مخالفه وعصيان لكن يجوز ان يستجيب الله تعالى له تفّضلآ من وكرمآ وهذا من الأحاديث التي عليها قواعد إلاسلام ومباني الأحكام ومن فوائده بيان شرط الدعاء ومانعه وآدابه وعدم دعاء بالمعصيه ولابمحال وحسن الظن بالإجابه وحث على الإنفاق من الحلال والنهي بالإنفاق من غيره وان المأكول والملبوس والمشروب ونحوها ينبغي ان تكون حلالآ لاشبهة فيها وكل مريد للدعاء أولى بالإعتناء بذلك من غيره وفي السنّه (إن الدعاء مخ العباده)ووجه ذلك ان الداعي إنما يدعو عند إنقطاع الآمال عمّا سوى الله تعالى فهو حقيقة التوحيد ولإخلاص وأنه سلاح الأنبياء ونعم السلاح.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى رحمة واسعه وجميع علماء الإسلام
اختصرته من شرحه في كتابه الجواهر البهّيه في شرح الأربعين النوويه
وارجوا الله تعالى ان ينفعنا بما علمنا ويرزقنا قولآ طيبّا وعملآ صالحآ وان يغنينا بفضله عما سواه
وصلى الله وسلم على نبينا محمدآ
والحمدلله رب العالمين
|