05-01-2013, 07:54 PM
|
|
هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة وُسم بها التاريخ الإسلامي وأعداؤه يتربصون به
د. عز الدين موسى في إثنينية خوجة:
لضيف مع صاحب الأمسية ويظهر الدكتور رضا عبيد
جدة – سعد بن عبدالله
أخذ الدكتور عز الدين عمر موسى أستاذ التاريخ الإسلامي، بجامعة الملك سعود في ليلة تكريمه بإثنينية عبدالمقصود خوجة على المؤرخين كتابة الشاذ من المعلومات وإعراضهم عن العادي منها، مؤكدًا أن دور المؤرخ مفكرًا لا مجرد راوٍ للأحداث، وأضاف أن المؤرخ هو المؤهل الحقيقي للقيام بالدراسات الإستراتيجية لما يملكه من رؤية مستقبلية يساعده على قراءتها الكمّ المعرفي المتوفر لديه من أخبار الماضي، ودعا إلى ضرورة وجود خطاب إسلامي تجديدي من شأنه أن يُجيب على الإشكاليات التي فتحها التقدم الغربي. وقال الدكتور موسى ان هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة وُسم بها التاريخ الإسلامي فأبناؤه يريدون تمجيد الماضي، فاستحوذهم وانكفؤوا عليه. وأعداؤه يتربصون به لمسخ الهوية والإبقاء على قابلية الاستعمار في شبابنا للسيطرة عليهم؛ الأمر الذي يستوجب إعادة قراءة الماضي، بحيث يبقى على ينفع الناس، والتحرر من الزبد الذي لا بد من التخلص منه، فالماضي يتأرجح بين الخيرية والشرية، وفي تاريخنا ومضات مضيئة، وبؤر وضيعة، شأن كل المجتمعات، ينبغي الاعتراف بذلك ومن ثم البحث في إمكانية تنقيته مما لحقت به من شوائب، وفق منهج علمي مدروس، ومؤرخين شيمتهم الإنصاف والحيادية والوثوقية، وأشار إلى أن (قضايا التجديد في الفكر الإسلامي) قد شغلت فكره لسنواتٍ طويلة، وأن هذا الموضوع يستمد أهميته نتيجة التغيرات السريعة والمذهلة التي تحدث في عالم اليوم، بيد أن المشكلة الكبرى تكمن في هيمنة الحضارة الغربية على العالم كله، وأن المجتمعات العربية والإسلامية غير متقبلة لهيمنة الحضارات الغربية ولذلك ستكون ردة فعلها شديدة. وطرح عدة عوامل اعتبرها أساسية لإحداث التغيير، منها الفكر السوي، والسلوك السليم، والعمل السياسي الرشيد، وأكد أن التغيير والإصلاح من أبرز القضايا المطروحة في تاريخ المجتمعات العربية والإسلامية، ذلك لأن الإسلام يأمر بذلك. مضيفاً: إن العملية الإصلاحية في الفكر الإسلامي تتميز بأمور كثيرة منها: الإسلامية، والشمولية وسعة الفكر في العمل، ويرى الدكتور موسى أن الثابت هو الحقيقة الواردة من الشريعة، والمتغير هو فهم تلك الحقيقة، وأن الرأي السائد حول بواعث التجديد في الفكر الإسلامي بسبب غلبة الغرب العسكرية ثم تفوقه الحضاري، مؤكداً أن الباحثين أغفلوا حقيقتين هامتين هما أن التجديد صفة دائمة وملازمة للفكر الإسلامي، والأخرى أن هناك نمطا إصلاحيا تجديديا بواعثه داخلية في الأساس، وذكر أنماط التجديد في الفكر الإسلامي، وأشار إلى جانبٍ من إيجابياتها مشيراً الى أن السلبيات كامنة في هذه الإيجابيات، فأما الإيجابيات فهي التأكيد على الهوية الإسلامية للأمة والإقبال على الفتوحات الحديثة. والتعبئة الشعبية الناجحة. وأن هنالك ثلاث مشاكل للهيمنة الغربية، زيادة الغني غنىً وزيادة الفقير فقراً، وأن هنالك العديد من الشواهد والإحصائيات التي تبين هذا الأمر.
|