|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
جــزالــة الــقــوافــي جــزالــة الــقــوافــي الــشــعــر الــنــبــطــي .. الــقــصــائــد الــشــعــبــيــه .. قــصــائــد صــوتــيــه وكــتــابــيــه..تــصــامــيــم شــعــريــه..تــعــلــيــم الــشــعــر وقــوافــيــه وأوزانــه , كلمات الشيلات و كلمات الاغاني |
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
ومضَـة
- ومـْـضـَـة -
----- يا لها منْ لحْـظـةٍ نادرةٍ فـجََّـرتْ في داخلي مشاعـر لا عـهـدَ لي بها ملأت نفسي رقــَّـة وعـذوبة وطمأنيـنة . أحسست بولادتي منْ جديد ، أحببتُ كلّ منْ حولي حتى عَـدوِّي ، انهزمَـتْ وسَـاوس الكـُره منْ صدري أمَـام رايات الحبّ والسلام . اسْـتـحال كلّ مَـا في الـكون جـمـيـلا ً ومُـتـألـقـاً ومُبـتـسِـمـاً ، تـفـتـحتْ بـهـْجَـة ًوُرود الأفـراح ، وتوارت خجَـلا ً سـهام الأتـراح . في هـذه اللحْـظة بالـذات بدأ عُـمري الحقـيقـي .. يا لخسارة سـنـيـنـي الماضيات .. امتـدَّ أمامي فجأة طريق السعَـادة والهناء ، مشـيت فـيـه بكلِّ كبرياء المراهـقـة وعـنـفـوان الشباب ومـيـْـعَـة الصبا وتهـوّر العَـاطـفـة . أرنو بـعَـيـْـنـيَّ إلى سَـماءٍ صافـية تشجـعـنـي على الـمُـضيّ في دربي غـير عَـابىءٍ بالـمـعَـوِّقـات . يـرتـد إليَّ طرفـي لأنظر موقـع خـطـواتي عَـلى أرض ضاحكةٍ مُسـتـبـْشـرة تباركُ مشواري وتـزيـدني تـشـجيـعـاً وتـثـبـيـتـاً . أنـقـل خـطـواتي الواثـقـة فـوق طريـق مُـمَـهَّـدٍ بمشاعـر دافــئـةٍ تغـمر وجْـداني بـفـيض منَ الحنان ، وتـثـيـر في فـكري بعْـض التساؤلات ؟ شـمسٌ سَـاطعـة تـغـمُـرُ الكون بأضواء الحبِّ والخيـْـر والجمال ، وأخالها تـلوِّحُ لي بالاقــتـراب أكـثـر .. قـوَّة دافـعَـة تـغـريـنـي بـالـطـيـران والـتـحلـيـق عالـيـاً مُـمْـتـطيـاً شـعَـاعـهـَـا لـمُـعَـانـقـتها ، والـغـوصُ سَـعــيداً بـيــْن طَـيًّـاتـهـَـا . أمـدّ ذراعـي بـعَـفـويـَّـةٍ لـترفـعــني إلى جـوارهـا ، وتـدفـنـنـي فـي أحضانـهـَـا ، وتـضمّـني إلـى صدرهـَـا الـمُـتـوهـِّج . حِـزم من نـور ترسُـمُُ مواقـع قـدمَـيََّ ، وأنـشـودة صادحة بلحن الحيـاة تـزفّ مَـسـيـري إلى لـقـاءٍ مُـرتـقـبٍ يُـدغـدغ مَـشـاعري . أشـعر برجفـةٍ خفـيـفـة تسري في أطرافي ، واختلاجة تعاودُ شـفـَّـتيَّ بينَ الحين والآخر ، أحاول ترطيـبـهما بريق جفَّ يـنـبـوعه . أراجع درسَ الحبِّ الـذي سَـوف ألـقـيـه بـعْـد قـلـيـل ، لـتـنـطـلـق الـكـلـمَـات منْ عـقـالـهـَـا في سِـبـاق محموم لـلـتـعـبـيـر عمـَّـا يَـخـتـلـجُ بـيــْنَ جـنـبـيَّ ، ويُـضيءُ دهـاليـز نـفـسِـي ، وأضمّـه بـيــْن جوانحي منَ الوجـْد والشوق واللـهـفـة بـعْـد طول انـتـظـار . أعَـلــِّـل خـاطـري بـحـديـث شـجيٍّ يُـشـنـِّـفُ مَـسـامـعـي كـصوتِ قـطـر يُـعـانـق أرضاً قـاحلـة بـعْـد سِـنـيـن من الـقـحْـط والجدب والـجَـفـاف ، ويـنـدّ عنْ وجـْـهٍ بـهـيٍّ ولـسَـان طـريٍّ يـنـثـر دُرَراً تـُصافـحُ الوجْـدان ، وتـطوي الأحزان ، وتـغـتـال الحرمَـان . أخيراً تـسَـمَّـرْتُ فـي مكاني مبـهور الأنفـاس ، وضعْـتُ يـدي اليمنى على قـلبي وكأني أحاولُ تـقـديمه قرباناً لهذه اللحظات الغالية . تجلتْ لناظري وقـد افـترَّ ثـغرهـا عَـن ابـتـسامَـة عـذبـة ، والـتهـبَ خـدَّهـا بحُـمْـرة الحيـاءِ والـغـنـج والدَّلال ، وانـسَـدل شـعرهـا بـتـلـقـائية على كتفيها ، وسَـقطت خصلة شـعر شاردة على جبين ينطقُ بالسحر الحلال ، وأشرق صدرها كلوح منَ العاج الأبيض . وقـفـتْ أمَـامـي عـلى بـعْـد خـطوات مـنـِّي بـقـدٍّ مَـمْـشـوق كـغـصْـن طـريٍّ يـتـمايـلُ مـعَ هـبـَّات الـصَّبـَـا بـكـبـريـَـاءٍ وثـقــَـةٍ . ورنـتْ إلـيَّ بـنـظـرةٍ خِـلــْـتُ مَـعَـهَـا أنـنـي أسْـمـعُ نـبَـضات قـلـبـي كـ طـبـول فـرح تـعْـلـنُ مَـقـدم الـعَـريـس ، ثمَّ أغضتْ حياءً بـمُـقـلـةٍ كـحـيـلـةٍ تـظـلـلــِّـهَـا أهـْدابٌ أشـفـقـتُ أنْ تـصيـبـنـي بـمَـقـتـل . تـجَـمـَّدت قـدمـَـايَ ، وشـعَـرتُ بـاسْ ـتـحَـالـتـهـمـَـا إلـى قـالـبـيــْن منْ ثـلـج ، فـقـد صعِـد الـدَّمُ مـنـهُـمَـا إلـى هـامَـتـي الـتـي زُرعَ فـيـهَـا جَـمْـرٌ لاهـبٍ شَـلَّ تـفـكـيـري ، وبَـلــَّـلَ راحَـتـيَّ بـبـعْـض الـعَـرق ، فـأحْـسَـسْـتُ بـإعْـيـَـاءٍ ورغـبـةٍ فـي الجلوس قـبـل أنْ أتـهَـاوى بـفـعْـل الإغـمَـاء ، فـالـمَـوقـف أكـبـَر منْ قـدرةِ جَـوارحِـي عَـلـى الـصّـمُـود . لـقـد بـهَـرنـي نـورٌ مـلائـكـيّ خـدَّر كلَّ ذرَّةٍ منْ كـيـَـاني ، وأصابَ لـسَـانـي بـالـخـرس . ومَـعَ كـلِّ ذلـكَ شـعَـرتُ أنـنـي أعـيـش فـي نـعـيـم . حَـارتْ الـكـلـمـَـات عَـلـى شــفـَّـتـي إلا َّ مِـنْ تـسْـبـيـح الـخـَـالق الـمُـصَـوِّر ، وهـذا مَـا أثـار ضحـكـتـهـَـا الـتـي هـبَـطـتْ عَـلـيَّ بَـرداً وسَـلامـاً ، ولـمْ أجـدْ سِـوى لـغـة الإشـارة وسـيـلـة لـ الـتـفـاهـم . وهـكـذا تـبـخـَّرَ درس الـحُـبِّ الـذي قـضَـيــْت فـي تـألـيـفـهِ وتـنـمْـيـقـهِ وتـهْـذيـبـهِ وقـتـاً طـويـلا ً !! . ولـشـقـائـي لـمْ يَـدُم هـذا الـحُـلــُـمُ الـجـمـيـلُ وقـتـاً طـويـلا ً، فـقـد كـانَ بـإمْـكـانـي اسْـتـعـَـادة هـدوئـي وربـاطـة جَـأشِـي والـسَّـيـْطـرة عَـلـى عَـواطـفـي وإلقاء الدَّرس كما يجبُ أنْ يكون . |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ومضَـة |
|
|
|
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|