شكراً للنشامى .. صمودكم المُشرِف جرح كبرياء الأوروجواي !
بقلم : عزالدين الكلاوي
■■ شكراً لمنتخب النشامى، كنتم إسماً على مسمى، بالصورة المشرفة التي ظهرتم بها في مباراة الإياب فجر اليوم أمام نجوم منتخب الاوروجواي ، حين خرجتم بتعادل سلبي، أفسد فرحة تأهل الفريق المضيف لنهائيات المونديال، بإستاد سينتناريو العملاق وسط 70 ألف من جماهيره.
■■ ورغم فوز كافاني ورفاقه بخمسة أهداف نظيفة بإستاد عمان الدولي في مباراة الذهاب ، فإنهم عجزوا عن زيارة مرمي النشامى ولو مرة واحدة ، مما أحرجهم وجرح كبريائهم ، وكسرغرورهم، خاصة أن الجماهير ووسائل الإعلام هناك كانوا ينتظرون كرنفال أهداف يكملون به فرحة تأهلهم ويثبتون به علو كعبهم وفارق المستوى والخبرة والمواهب والإمكانات.
■■ صمود لاعبي النشامى وإرادتهم وحسن إلتزامهم التكتيكي في الملعب وبراعتهم في المواجهة الفنية والبدنية كانت وراء هذه المفاجأة ورد الإعتبار الشرفي بل والإنجاز، الذي كان من ورائه جهازهم الفني بقيادة حسام حسن، وقائد مسيرة الكرة الأردنية الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا الذي حرص على رفع معنويات لاعبيه رغم الخسارة الثقيلة في عمان، والذي خفف عنهم التوتر، بمطالبتهم بنسيان مباراة الذهاب، واللعب بلا ضغوط من أجل تمثيل مشرف حقيقي يساهم في تحسين صورة الكرة الأردنية التي تأثرت قليلاً ، وكان بمثابة الطبيب النفسي للفريق والجهاز الفني.
■■ لم يتوقع أي خبير كروي أن يتمكن منتخب النشامى من الصمود، قياساً بنتيجة مباراة الذهاب، التي أظهرت فارق المستوى الفني والفكري للفريقين، ولم يكن أحد يتوقع أن يفشل كافاني الرهيب وسواريز وفورلان، في فرض كلمتهم وإثبات تفوقهم بمهرجان الأهداف الذي كانوا يحلمون به، ويبدو أنهم فوجئوا بالقوة الكامنة التي ظهرت من النشامى وفشلوا في التعامل معها ، ولم يكن الأمر مجرد تقهقر للدفاع وتطفيش الكرة ، بل كان هناك أداء تكتيكي منضبط ودفاع منظم وعدد لا بأس به من المحاولات الهجومية، وبالتأكيد فلا يكفي التراجع والإنزراع في منطقة الجزاء لمواجهة الفرق المتفوقة التي تلعب للفوز والتهديف ، بل إن استراتيجية الدفاع الذكية وحسن تنفيذ اللاعبين لها وتميزهم بإمكانيات فنية طيبة تؤهلهم لذلك، هو الضامن لنجاح تلك الاستراتيجية خاصة عندما تكون في مواجهة أحد أقوى خطوط الهجوم في العالم.
■■ مرارة تاباريز المدير الفني لمنتخب الاوروجواي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة وهو يتكلم عن عدم رضاه عن أداء فريقه وخاصة فشله في الفوز والتسجيل ومحاولة تبرير النتيجة بلجوء المنتخب الأردني للدفاع، هي بمثابة شهادة تقدير لحسام حسن ولاعبيه. يقول تاباريز " إن المنتخب الأردني إستوعب النتيجة الكبيرة في مباراة الذهاب وإستعد بشكل مختلف ونجح في الخروج بالتعادل ".. وهذا إعتراف من تاباريز يبرهن على قيمة التعادل الذي فرضه النشامى على المباراة وعجز المضيف الكبير بنجومه ومدربه الشهير والخبير عن تحدي إرادة الضيوف في إثبات قيمتهم، وفرض كلمتهم في المباراة.
■■ ورب قائل " لو" .. بقصد أن منتخب النشامى لو لعب بالمثل في ملعبه، لكان يمكن أن يختلف الموقف، نعم وبالطبع هم كانوا يرغبون في ذلك ، ولكنها الكرة ودروسها التي لا تنقطع ، لقد أثبت النشامى أن الكرة مستديرة ، وأن الشجاعة والتحلي بالثقة والواقعية والذكاء في التعامل مع المنافس الكبير مع إحترامه دون خوف ، كلها أمور يجب للفرق الطامحة للمجد أن تلتزم بها إذا كانت تريد أن تمضي في هذا الطريق .
■■ أخيراً أقول للنشامى .. رغم الخروج من النهائيات وعدم تأهلكم للمونديال ، فقد كان بأفضل سيناريو وأشرف وسيلة ، لقد خرجتم مرفوعي الرأس، عالية هاماتكم ومن الباب الكبير !
أهنيء منتخب النشامى ورجاله ومن كانوا خلفه وجهازه الفني وقائده الامير علي .. لقد أحسنتم صنعاً وشرفتم العرب وأثبتم قيمة الكرة الأردنية، وسجلتم أنفسكم في صفحات التاريخ، وأكدتم أن منتخب النشامى أصبح رقما صعباً في الكرة الآسيوية .. وأعتقد وأثق أن هذه الفترة الذهبية ستكون دافعاً لإهتمام متزايد وإمكانيات مضاعفة وميزانيات أكثر واقعية، في الفترة المقبلة من أجل تحقيق ما هو أفضل في المستقبل ، أمامكم كأس أمم آسيا وتصفيات المونديال الروسي، وبالطبع يمكنكم التطلع والحلم والطموح ، وإن شاء الله تتحول هذه الطموحات إلى إنجازات على أرض الواقع .
|