الفتح حامل لقب الدوري السعودي يصارع للنجاة من شبح الهبوط

يمر بفترة انعدام وزن قبل المشاركة بدوري ابطال آسيا للمرة الأولى
النموذجي يحتاج ل 9 نقاط من أصل 12 ممكنة للبقاء ضمن باقة جميل
تذبذب المستوى أدخل فارس الاحساء النفق المظلم ويحتاج لمعجزة للنهوض مجدداً

حيرت نتائج فريق الفتح السعودي لكرة القدم جماهيره ومتابعيه ، حيث يقبع حامل لقب الدوري حالياً فى المركز السابع برصيد 24 نقطه متساويا فى عدد النقاط مع فرق، نجران الثامن، والشعلة التاسع، والعروبة العاشر، والفيصلي الحادي عشر، ولا يفصله عن الإتفاق الثاني عشر سوى نقطتين، ويتقدم بفارق ثلاث نقاط فقط عن الرائد صاحب المركز قبل الاخير ، ويحتاج النموذجي الى 9 نقاط من اصل 12 ممكنه لتأمين بقاءه وتفادي الهبوط للدرجة الأدنى .

و يمر الفتح بحالة من انعدام الوزن، ورسم بمستواه المتذبذب هذا الموسم اكثر من علامة استفهام فمع مرور الجولة 22 من دوري عبد اللطيف جميل، تعرض الفريق ل 10 خسائر وتعادل في 6 مرات ولم يحقق الفوز سوى 6 مرات جميعها امام فرق الوسط، على عكس ما كان عليه الحال فى الموسم الماضي، حيث توج الفريق بلقب الدوري الفتحاوي للمرة الاولى فى تاريخه بعدما جمع 64 نقطة فى الفوز ب 20 مباراة ، وتعادل 4 مرات بينما تلقى الخسارة في مناسبتين.

وحقق الأهلي فوزا كبيرا علي الفتح بنتيجة 4 - صفر مما اجبر الأخير على الدخول فى النفق المظلم، واصبح يعاني من شبح الهبوط الذي يحلق بالفريق فعلى الرغم من ان النموذجي يحتل المركز السابع الا انه ليس بعيدا عن منطقة الخطر.

ويسعى التونسي فتحي الجبال لإيجاد حل سريع من اجل وضع حد للنتائج السيئة والابتعاد عن دائرة الخطر فى الجولات الاربع المتبقية للفريق بالدوري، لكي يبعث برسالة اطمئنان لجماهيره ، قبل بدء مشواره بدوري ابطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه.

وتنتظر الجبال مهمه صعبة فى الجولات المقبلة، حيث ستكون مواجهات الفتح المتبقية فى الدوري بمثابة مباريات كؤوس سواء بالنسبة له ، أو للفرق التي سيواجهها، حيث من المقرر ان يلعب الفتح مع ثلاث فرق تصارع على الهبوط مما ينذر بان النموذجي سيواجه صعوبة بالغة في مبارياته المقبلة لأن الطموحات مشتركة بينه وبين منافسيه الاربع وكلها تطمع في حصد النقاط الثلاث ، حيث سيواجه نجران والرائد خارج ملعبه، بينما سيواجه الاتفاق والهلال على ملعبه، وكلها مباريات صعبة فالفرق الثلاث الأولى تسعى للابتعاد عن دائرة الخطر وتبوأ مكانها فى منطقه الدفء ،بينما يتطلع الهلال للتمسك بأمل التتويج باللقب لآخر لحظه على أمل تعثر النصر المتصدر.

وسيبدأ الفتح مهمته الاسيوية يوم الخميس 25 فبراير الجاري عندما يستضيف على ملعبه فريق بونيودكور الاوزبكي بالإحساء ، وبالتأكيد مهمته لن تكون سهله ويسعى لتحقيق نتيجة ايجابية في بداية المشوار ، تعيد إليه الثقة من جديد وتعطيه دفعه معنوية لبقية المباريات.

ودعم الفتح صفوفه قبل ساعات قليلة من غلق باب الانتقالات الشتوية يناير الماضي، باللاعب محمد حيدر لاعب الصفاء اللبناني كمحترف اسيوي رابع لنهاية الموسم ، بعد استغناء الاتحاد عن خدماته عقب ستة اشهر قضاها مع الفريق، كما سيستفيد الجبال من عودة المدافع السنغالي كيمو سيسكو، بعد فترة غياب امتدت ل 6 اشهر بسبب اجرائه عملية جراحية لإصابته بقطع في الرباط الصليبي. وسيسعى الجبال لتعزيز خط دفاعه بعودة سيسوكو لترميم الخلل الذي اصاب الخط الخلفي للنموذجي مما جعل الفريق يفرط بتقدمه فى ثلاث مباريات متتالية امام الفيصلي والعروبة والنصر ويخرج خاسراً في المواجهات الثلاث .

وظهر خط دفاعي الفريق بشكل متواضع هذا الموسم مما أدى لاختراقه بسهولة من مهاجمي المنافسين ،حيث سكنت شباك الفتح هذا الموسم 35 هدفا مقابل 29 هدفا سجلها مهاجموه فى 22 مباراة حتى الآن، وهو رقم كبير بالمقارنة بالموسم الماضي الذي ظهر فيه الفريق اكثر تماسكاً علي الجانب الدفاعي ولم يدخل مرماه سوي 23 هدفاً في 26 مباراة بينما سجل مهاجموه 52 هدفاً، مما يعكس حجم معاناة الفريق ليس على المستوى الدفاعي فقط بل على المستوى الهجومي أيضا.

ويخوض الفتح غدا الثلاثاء مباراة سهلة امام الجيل فى دور 32 بكأس خادم الحرمين الشريفين، علي ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء، ويسعى الفتح لتحقيق فوز كبير لتعويض جماهيره عن خسارة الأهلي ، وحتى يستعيد جزء من هيبته التي فقدها هذا الموسم ، ولعل الشيء الذي يحسب للفريق هذا الموسم أنه متمرس في البطولات ذات النفس القصير، حيث تأهل الى الدور قبل النهائي بكأس ولي العهد قبل ان يودع البطولة امام الهلال .

بدوره وصف الجبال خساره إمام فريق الأهلي بغير المتوقعة ، و قال ": ظهر الفريق في هذه المواجهة بمستوى غير مرضي رغم حالة الاستعداد الكبير لهذه المواجهة في ظل أهمية نقاطها، للأسف لم نتمكن من تحقيق الهدف المنشود و لم نقدم ما يشفع لنا لتحقيق مبتغانا " .

وتابع الجبال ": سنجعل هذه الخسارة نقطة تحول ايجابية من خلال معالجة الاخطاء التي وقع بها الفريق فى هذه المواجهة و الوقوف عليها من أجل تصحيحها ".

و حول الحلول الذي سيضعها لتجنيب فريقه شبح الهبوط، أكد الجبال ": لا زال لدينا 4 مواجهات سنبذل قصارى جهدنا من اجل الظهور خلالها بمستوانا الحقيقي المقترن بالنتيجة، و انا على ثقة تامة بان لاعبي الفريق قادرين على تحقيق الهدف المنشود، وسنلعب كل مواجهة قادمة من أجل الفوز لا غيره ".

و عن عدم تدعيم الفريق باسماء قادرة علي صنع الفارق خلال فترة الانتقالات الشتوية، قال الجبال ": لم تكن الخيارات أمامنا متسعة، و اعتقد بأننا وفقنا في التعاقد مع اللبناني محمد حيدر ".واكد مدرب الفتح ": آن فريقه تنتظره مرحلة هامه تتطلب بذل قصارى الجهد من أجل الظهور بمستوانا الحقيقي، وسيتحقق ذلك بدعم الجميع ".

وارجع الجبال تراجع مستوي فريقه هذآ الموسم، الى سوء الحظ، وقال ": نصادف سوء حظ غريب منذ بداية الموسم، فنحن عانينا كثيرا من نقص الصفوف بسبب الاصابات التي وقفت لنا بالمرصاد، كما اننا عانينا من غيابات كثيره بسبب الايقافات التي تعرض لها اللاعبين ".

ورفض الجبال، آن يكون للاعبين الذين رحلوا عن توليفة النموذجي تأثير على المستوى العام للفريق ، مؤكدا ": تراجع مستوى الفريق لا يعود لرحيل لاعب او اثنين، ولدينا لاعبين على مستوى عالي، لكن كل ما فى الامر اننا صادفنا سوء حظ غريب ".

ولم يكن أشد المتشائمين أن يكون هذا هو حال الفتح ، حيث حقق الفريق انطلاقة قوية عندما دشن الموسم بالفوز بكأس السوبر بعدما فاز على الاتحاد في عقر داره ، مما جعل محبيه يفرطون في التفاؤل ان فريقهم سيذهب بعيداً هذا الموسم ، ولما لا وهو المتوج قبل شهرين بلقب الدوري ، واقام فترة اعداد جيده في دبي والمانيا والدوحة ، إلا أن الرياح أتت بما تشتهي السفن الفتحاوية ، وانهار الفريق في الدوري حتى آل الحال إلى ما هو عليه الآن .