يا أبطال النصر...إصنعوا كانيدا كما صنعتم كارينيو
سوف أبدأ بهذا السؤال...هل صنع لاعبوا النصر كارينيو؟
و لأوضح ما أعنيه في هذا الموضوع سوف أعود بكم إلى الوراء ولكن ليس لزمنٍ بعيد بل إلى زمن قريب حيث لاعبين النصر أنذاك هم أنفسهم الآن و لكن بإختلاف عنصرين أو ثلاثة تقريبا، وما أحلى الكلام بالأمثله، وفي تلك المقارنه إعتمدّت على اللاعب الوطني بالدرجه الأولى من منظور النسبة و التناسب ووضعت جميع اللاعبين الأجانب في ميزان واحد نظرا لعدم وجود تلك الفوارق الفنيه بينهم و لم يكن بنظري لاعب مميز بين تلك الفترات من اللاعبين الأجانب سوى خيمي أيوفي و محمد حسين مع أن الإثنين تواجدا في عهد ماتورانا ولكن لم يتواجدا في وقت كوستاس.
هل صنع لاعبو النصر خوستافو كوستاس؟
بالطبع نحن نتذكر المدرب الأرجنتيني كوستاس (درب النصر في موسم 2011 و أقيل في نفس الموسم) . لقد كانت العناصر هي نفس العناصر اللتي هي الآن اللهم بإختلاف محمد حسين و عناصر أجنبيه تقارب في مستواها من هم متواجدين الآن، السؤال: هل إستطاعت تلك العناصر صناعة المدرب كوستاس؟ و لماذا لم تصنعه؟
هل صنع لاعبو النصر ماتورانا؟
بالطبع نحن نتذكر المدرب الكولومبي ماتورانا (درب النصر بعد إقالة كوستاس و أقيل في نصف الموسم التالي) . لقد كانت العناصر هي نفس العناصر أيضا اللتي هي عليه الآن، بل كان يملك مهاجما أفضل من إلتون برأي الشخصي وهو خيمي أيوفي... السؤال :هل صنعت تلك العناصر المدرب ماتورانا؟ و لماذا لم تصنعه؟
في جميع المقابلات الإعلاميه اللتي أجريت مع المدرب كارينيو كان دائما ما يُسأل (كيف وجدت النصر عند إستلامك لمهام التدريب و ماذا فعلت لكي يصبح النصر كما هو الآن؟) و كانت إجابته في كل مرّه كالتالي ( عندما أتيت للنصر كانت معنويات اللاعبين منخفضه، و ليس لديهم الإيمان التّام بقدراتهم و أنا أؤمن - والحديث لكارينيو- بأن التدريب يجب أن يشمل أربعة أُسس و عوامل مهمة وهي - الجانب النفسي-الجانب التكتيكي- الجانب الفني والتقني- والجانب الذهني. فعملت على تطوير تلك الأُسس في اللاعبين و بشكل مستمر)...هذه كانت إجابة كارينيو.
إذا يتضح هنا بأن المدرب وجد خللاً و قام بإصلاحه، و لأكُن أكثر دقة، لم يَقُم بوضع تكتيك معين أو خطة لعب ورفع الجانب اللياقي فقط كما يفعل أغلب المدربي عند بدأ إستلامهم لمهام التدريب، بل قام بدراسة الوضع العام للفريق ومن ثم إيجاد الخلل و معالجته، و ذلك بالتقرب إلى اللاعبين كلٌ على حدّه، بعد أن أصبح لهم بمثابة الثقة اللتي لاتتزعزع، وعندما تأكد بأن اللاعبين أصبحوا مؤمنين بقدراتهم ووثقوا بأنفسهم أطلق لهم العنان فصالوا و جالوا في المباريات و هنا أيضا كان كارينوا حاضراً و بنجاح يقود الخطط و التغيير أثناء المباريات بشكلٍ جيد جداً. وهذا يدل بأن الرجل لا يملك ذكاء في كرة القدم فقط، بل أيضا ذكاءً في كيفية التعامل مع الغير على المستوى الشخصي، وهي برأي الصفة اللتي يجب أن تكون في أية مدرب ناجح في هذا الوقت و مع لاعبينا على وجه الخصوص. بإختصار كارينيو زرع ثلاثة أمور في لاعبي النصر ، الثقة بالنفس، روح الإنتصار، القتال لآخر ثانيه من المباراة.
وختاماً...إذا كنت مخطئا في كل ما إعتقدته و ما تجلّى في كلماتي السابقه وهو بأن كارينيو هو من صنع الفريق ، إذاً يا لاعبي النصر أثبتوا خطأي و إصنعوا كانيدا كما صنعتم كارينيو.
|