سوس ياحبيبي سوس..! .... عبدالله زنان (في الصميم)

بصق، وشتم، وضرب، ولم يجد من يعاقبه، وآخر يتابع الكرة تخفق معه قلوب 30 مليون سعودي، وينزلق، ويقوم وهو يضحك بكل برود وعدم مبالاة، ويقف ينتظر الكرة حتى يسقط مرة أخرى ويجري بهدوء، وكأنه ميسي العرب، وآخر لا يعرف أدوار مركزه الجديد ويقف بين اللاعبين كالتائه ويقوم بتوجيه الآخرين، وينسى نفسه وكأنه كابتن الفريق أو المدرب، وحارس لا يستفيد من أخطائه في كل مباراة، ولازال مستمراً في ابتساماته الساخرة.

كل ماسبق نماذج من لاعبي منتخبنا الذي لم ننتخبه، ولم تنتخبه الجدارة والاستحقاق، فقد تعاقب ثلاثة مدربين ريكارد ولوبيز وكوزمين ولازالت التشكيلة ثابتة، ولاتمثل الأجدر بشهادة الجميع، هل هؤلاء المدربون متفقون بوجهات نظرهم التي نفترض صحتها، ونحن كإعلاميين وجماهير ومحلليين فنيين لانفقه شيئاً؟ هل ماقاله المشرف العام على المنتخب عبدالرزاق أبو داود عند تقديم استقالته بقوله: إن هناك تدخلات إدارية وفنية مجرد كلام رجل لايفهم؟


كل ماسبق يشير إلى أننا نسير في طريق مظلم أوله مؤلم، وآخره مؤلم، وما بين أوله وآخره لم نجد الضمير للمسؤول الذي يحاسب ويتابع ويناقش، وقبل كل ذلك، يضع خطة متوسطة وبعيدة المدى واستراتيجية نسير عليها في هذا المنتخب الذي أنسانا الفرح وحصد منّا الآهات والألم.


مايطلبه 30 مليونا ليس كأس آسيا، فقد نسينا معنى الفرح والانتصار ولكنهم يطلبون أن يقوم المسؤول بدوره ويبحث عن السوس الذي ينخر في وطننا بلا مبالاة، فنحن نملك المدخلات الرائعة من ملاعب ورجال مثقفين رياضياً ولاعبين جيدين ونملك المال، ولكننا لانملك الإدارة الجيدة التي تصنع من كل هؤلاء مخرجاً رائعاً ومنتخباً قوياً يليق بنا ونليق به، فالشواهد تؤكد أننا لانعاني من الحظ، ولكننا نعاني كما قال عقلي وفكري وأدلتي : سوس ياحبيبي سوس..!


عبدالله زنان نقلاً عن صحيفة "النادي"