أيها الشباب ! هكذا يجب أن تكون .

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشباب مالي أراك في سبات عميق لا تصبو الى المعالي و ليس لك تيار ينبعث من أعماق الفؤاد ليحفزك الى ذكريات الأبطال و آمال المستقبل , جهلت قدر الحياة

الحقيقية فلم تقم لها وزنا , و هي الغرض و الهدف الذي ترمي اليه كل أمة من الأمم حتى تبني فوق مجدها التالد مجدا طريفا , و ما الحياة الا حياة الدين و اللغة و الوطن

فبها تسعد الأمم و تفوز و ترقى الى معارج الكمال بنجاح .

كن أيها الشباب متبصرا , يقظا متفانيا في خدمة الدين و الأمة و الوطن , كن أيها الشباب من أهل الجد و العمل , و ليكن عملك بعد قولك لأن القول كالبرق و الأعمال كالمطر

فاجعل قولك برقا صادق الخبر , و لا خير في أقوال لا تتبعها أعمال , و اجتنب كل من يدنس أمتك و دينك و وطنك .

أيها الشباب اذا أردت أن تحيا حياة الأحرار فلا تتكل على شرف الأباء و الأجداد , فانه ليس من عملك , بل الواجب عليك أن تضم الى مجدهم العريق مجدا طريفا فحينئذ تكون

ممجدا شريفا , و اياك و الكسل فان الكسل عنوان النحوس و لباس ذوي البؤس .

أيها الشباب ان الدين و اللغة و والوطن تناديك فقم مسرعا ملبيا في سبيلها لتؤدي واجبك المنوط بك و احذر أن تكون ممن قال فيهم الشاعر :

و اخوان حسبتهم دروعا فكانوها و لكن للأعادي

و خلتهم سهاما صائبات فكانوها و لكن في فؤادي

و قالوا قد صفت منا قلوب نعم صدقوا , و لكن عن ودادي

(( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا و اغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم )) الممتحنة -5-

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

المرجع : المفيد في التربية الاسلامية للكاتب عيسى بن محمد الدراجي

213