محنة القدس والأقصى
الأستاذ الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
ليست هذه المحنة الاولى التي يمر بها المسجد الاقصى ففي سنة 638 هجرية تحالف أبو الخيش اسماعيل(ابن العادل “والعادل شقيق صلاح الدين”) مع الصليبيين ضد ابن اخيه الصالح أيوب سلطان مصر وسلًم أبو الخيش للصليبيين كل فتوحات عمه صلاح الدين في فلسطين بما فيها القدس بل ووعدهم بنصف مصر اذا نصروه على ابن اخيه .
وروى المؤرخ والقاضي ابن واصل في تاريخه عن بني أيوب أنه مرً بتفسه بالقدس سنة 641 هجرية وهو في طريقه الى مصر فوجد الصليبيين قد انتهكوا حرمة المسجد الاقصى فأبطلوا الأذان والاقامة فيه وعلقوا الصليب في محرابه ووضعوا كاسات الخمر على الصخرة المقدسة لاقامة القداس النصراني داخل مسجد الصخرة.
فاستنجد الصالح أيوب بالخوارزمية المسلمين فجاءوا من أعالي الفرات ودجلة واقتحموا القدس وقتلوا من الصليبيين 6000 وطاردوا الهاربين منهم الى أسوار عكا ثم ذهبوا الى غزة وانضمت اليهم قوات الصالح أيوب وجرت معركة غزة الرهيبة الشبيهة بمعركة حطين بين المسلمين وقوات أبي الخيش وحلفائه الصليبيين سنة 642 هجرية واباد المسلمون كل مقاتلي الصليبيين والقوات الخيشية . وتلك المعركة هي التي قصمت ظهر الوجود الصليبي في بلاد الشام . اما الخائن ابو الخيش فقد ظفر به بيبرس ورفاقه فضربوا عنقه خارج اسوار القاهرة سنة 648 هجرية.
ولعل محنة القدس الحالية تكون مقدمة لتحريره وسحق اليهود مثلما حدث زمن تلك المحنة التي اختصرتها آنفا .
http://alghamdiprof.com/ali/%D9%85%D...2%D8%B5%D9%89/