قصة مطيرة الشمرية والضيوف

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصة مطيره والضيوف " مرة محمد بن فهيد الاسعدي "



في هذه القصة تبين اختلاف طبايع النساء وكما تختلف بالتأكيد طبايع الرجال وأتمنى من نساء اليوم يعرفن مواقف نساء أمس المشرفة ويستفيدون منهن .

صاحب : محمد بن فهيد الاسعدي من عتيبه وقصة زواجه على ( مطيره ) ...

فقد كان محمد متوجه إلى بلدة قصيبه ليحضر بعض الغريس والنخل وفي طريقة توقف مع رفاقه بالرحلة وجهزوا طعامهم وكان عبارة عن قرص مفروك بسمن و تمر وماء وكان بقربهم امرأة ترعى غنم أبيها * ولا يعرفون اسمها أو من أي قبيلة * عندها قدموا لها قطعة من القرص من أجل أنت تشاركهم زادهم كسباً للأجر ومن باب الكرم وفعل الطيب * لكنها رفضته * فتركوه لها على الشجرة لعلها تأخذه بعد مغادرتهم .

وبعد أشهر رجعوا نفس الطريق فوجدوا القطعة مكانها ما لمستها * فتعجب ابن فهيد من أمرها وكيف شامة نفسها مما يدل على أنها من بيت رفيع وعز فسأل عنها فأخبروه أنها بنت سبيله من عبده من أحد فخوذ قبيلة شمر فخطبها من أبوها فكتب الله له نصيب فتزوجها .

وبعد الزواج ولاها كل شي الطعام والزاد والمفاتيح فكل شي تقوم بتدبيره فعرفت نفسيته معرفه تامة فإذا جاءهم أو حل عليهم ضيوف أرسلت أحد العبيد يسأل من يكونون وكم عددهم ومن زعيمهم وتضع لهم على قدر مكانتهم وزوجها مع ضيوفه يؤانسهم بالسوالف والقصص ولا يتحرك من مكانه ..

وذلك لعلمه أنها تقوم بلوازم العمل خير قيام بدون توجيه * فقد أتكل على الله ثم عليها في تدبير شئون البيت من طبخ وغيره من اللوازم الضرورية ..

وفي يوم من الأيام زارهم ابن سليم أمير عنيزه ومعه خمسين من الرجال فبقى معهم طيلة الوقت لم يتحرك حتى قدم لهم الذبائح وكان طيلة ذاك الوقت بمكانه مع الضيوف يؤانسهم بالقصص حتى خروجهم من عنده .

وبعد عامين زارهم ابن سليم وبرفقته خمسه من الرجال فقط .

وبعد أن سلم ورحب بهم * لكن هذه المرة كان ابن فهيد على غير عادته فكان يدخل البيت كل ساعة ولم يجلس معهم كما السابق .

عندها استغرب ابن سليم دخوله وخروجه على غير عادته وبعد أن أكرمهم و ودعهم .

قال له ابن سليم : يا محمد أبنشدك عن شي في بالي و أريد منك جواباً صريحاً * أنت هذه السنة غير ما كنت عليه في زيارتي الأولى ؟

قال محمد : سوف أخبرك عن سبب التغير .

أنت زرتنا وكان معك خمسين وأنا ما تركت المجلس أبد .

ولكن هذه السنة تراني داخل وطالع للبيت والسبب أن زوجتي الأولى كانت تقوم بكل لوازم البيت ولكن قدر الله و توفت رحمها الله وفقدت هذه الصفات الحسنه .

وأما زوجتي الثانيه فهي عكس الزوجة الأولى ما تعرف التدبير إلا إذا طلبت منها * ثم قال : يا ابن سليم اسمع الأبيات التي كتبتها في زوجتي الأولى مطيره .

يقول :



أطلب عسى الجنة مــنــازل مـطـيـره
* حيث أن بها طبع على البيض ما صـــار
ما معجبن زينه ولو هــي نـظـيـــــره
* قــصدي تنومسي الى جـــون خــــطـــار
مع زينتها الوافي بهــا زود ســيــــره
* دبـــره وعــــرف وكـــل شــي بـمـقــدار
لا جو على هجن من أرض الجزيره
* تــعــومــســوا عـنـهـم رديـيــن الأشــوار
أن جـيـيـت للــمـطـبـخ ايـلا فـيه نيره
* تـلـقـى الحـطـب عـنـدها تـقل شغل نجـار
مـاهـيـب مـثـل هـالـعـلـة المـسـتديره
* يـجـي الـعـتـيــم وطـامـي الـقــدر مـافــار
يـفـداكـ ويـن الـلـي خـطـاهـم قصيره
* من جـيـتـه مــا قــط طــلــعـت مـن الـدار
يـاعـنـك مـا يـسـمـع نـبـاهـا قـصيره
* ولا قـط شـفـت الـغـيـض مـنـها والأكـدار
الا ومـع قـصـرة أخـطـاهـا سـتـيـره
* جـتـنا وراحـت مـاسـمـع صـوتـهـا الـجار













فرحمهم الله جميعاً و جمعنا وياهم في جنات النعيم



المصدر : كتاب من روائع القصص والقصائد الشعبيه