11
احتشدت القوات في ولاية نورماندي مكونة من النورمانديين وجموع كبيرة من الفرنسيين بقيادة جيوم أو روبرت كرسبن ، وسارت الحملة إلى جنوبي فرنسا متجهة نحو الأندلس ، حاصروا أولا مدينة وشقة إحدى مدن سرقسطة ، ولما فشلوا في اقتحامها تركوها متوجهين إلى بربشتر ، من القواعد الأندلسية المنيعة ، فحاصروها سنة 456 هجرية ، ويقدر عدد أفراد الحملة بأربعين ألفا أو يزيدون ، واستمر الحصار أربعين يوما وجرت معارك عديدة خارج المدينة ، ولما قلت الأقوات واشتد الضيق بالمدينة ، استطاع النورمانديين بعد قتال عنيف اقتحام المدينة الخارجية ، وجرت معارك أخرى وتحصن المسلمون بالقصبة والمدينة الداخلية ، مصممين على الثبات حتى اخر رمق ، لكن حدث أن تعرض المهاجمون إلى مكان مجرى الماء - أو دلهم عليه خائن- فقطعوه ، واشتد بالمدافعين العطش ، فعرضوا عى النورمانديين التسليم بشروط فرفضوا ، ثم دخلوا المدينة عنوة ، واستباحوا المدينة بكل مافيها ومن فيها ، وقدر عدد القتلى والأسرى بين أربعين ومئة ألف ! ثم أعطى قائد الحملة الأمان ، لكنه -حين رأى كثرة أهل المدينة -أمر جنده أن تقلل أعدادهم ، حصادا بالسيف ،فأطيح أرضا بستة الاف من الرؤوس ! ثم انهم انتهبوا المدينة واحتلوا دورها لأنفسهم وارتكبوا أبشع الجرائم قتلا وهتكا للأعراض ، وكان الخطب أعظم من أن يوصف أو يتقصى كما قال ابن حيان .