|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
زًَèٌٍè÷هٌêèه ٌîâهٍû
بقلم : bozRoabs |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
12-18-2018, 10:46 PM | #36 |
عضو ملكي
|
9- سير العلماء 1 - قاضي الجماعة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس الأندلسي القرطبي صاحب التصانيف الطنانة منها كتاب أسباب النزول في مائة جزء وكتاب فضائل الصحابة والتابعين في مائتين وخمسين جزءا وكان من جهابذة الحفاظ والمحدثين جمع ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس وكان يملي من حفظه وقيل أن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسمية وولي القضاء والخطابة سنة أربع وتسعين وثلثمائة وعزل بعد تسعة أشهر وقد ولي الوزارة أيضا وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة وسمع من أحمد بن عون وطبقته ( 402 ) 2 - أبو الوليد الفرضي عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي الحافظ مؤلف تاريخ الأندلس قال ابن عبد البر كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث والرجال قتلته البربر في داره وقال أبو مروان بن حبان وممن قتل يوم فتح قرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي وواروه من غير غسل ولا كفن ولا صلاة ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث والافتنان في العلوم والأدب البارع ولي قضاء بلنسية وكان حسن البلاغة والحظ وروي أنه تعلق بأستار الكعبة وسأل الله الشهادة قال في العبر وعاش اثنتين وخمسين سنة وقال ابن ناصر الدين كان حافظا من الثقات ( 403 ) 3 - أبو علي الهاشمي الحنبلي محمد بن أحمد بن أبي موسى البغدادي صاحب التصانيف ومن إليه انتهت رياسة المذهب اخذ عن أبي الحسن التميمي وغيره وحدث عن ابن المظفر وكان رئيسا رفيع القدر بعيد الصيت قال ابن أن أبي يعلى في طبقاته كان سامي الذكر له القدم العالي والحظ الوافر عند الأمامين القادر بالله والقائم بأمر الله صنف الإرشاد في المذهب وشرح كتاب الخرقي وكانت حلقته بجامع المنصور يفتي ويشهد ( 428 ) 4 - أبو عمر الطلمنكي بفتحات وسكون النون نسبة إلى طلمنكة مدينة بالأندلس أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى المعافرى بالفتح وكسر الفاء وراء نسبة إلى المعافر بطن من قحطان الأندلسي المقرئ المحدث الحافظ عالم أهل قرطبة صاحب التصانيف وله تسعون سنة روى عن أبي عيسى الليثي وأحمد بن عون الله وحج فأخذ بمصر عن أبي بكر الأدفوي وأبي بكر المهندس وخلق كثير وكان خبيرا في علوم القرآن تفسيره وقراءاته واعرابه وأحكامه ومعانيه وكان ثقة صاحب سنة واتباع ومعرفة بأصول الديانة قال ابن بشكوال كان سيفا مجردا على أهل الاهواء والبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة شديدا في ذات الله تعالى ( 429 ) 5 - توفي أبو نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ الصوفي الأحول الشافعي سبط الزاهد محمد بن يوسف البنا بأصبهان في المحرم وله أربع وتسعون سنة اعتنى به أبوه وسمعه في سنة أربع وأربعين وثلثمائة وبعدها استجاز له خيثمة الأطرابلسي والاصم وطبقتهما وتفرد في الدنيا بعلو الإسناد مع الحفظ والاستبحار من الحديث وفنونه روى عن ابن فارس والعسال وأحمد بن معبد السمسار وأبي علي بن الصواف وأبي بكر بن خلاد وطبقتهم بالعراق والحجاز وخراسان وصنف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار منها كتاب حلية الأولياء قال ابن ناصر الدين ولما صنف كتاب الحلية حملوه إلى نيسابور فبيع بأربعمائة دينار ولا يلتفت إلى قول من تكلم فيه لأنه صدوق عمدة كما لا يسمع قول أبي نعيم في ابن مندة وكلام كل منهما في الآخرة غير مقبول ( 430 ) 6 - أبو زيد الدبوسي بفتح الدال المهملة وضم الموحدة المخففة ومهملة إلى دبوسية بلد بين بخارى وسمرقند عبد الله بن عمر بن عيسى الحنفي القاضي العلامة كان أحد من يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج وهو أول من أبرز علم الخلاف إلى الوجود وكان شيخ تلك الديار توفي ببخاري ( 430 ) 7 - أبو محمد الجويني نسبة إلى جوين ناحية كبيرة من نواحي نيسابور تشتمل على قرى كثيرة عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيوية بمثناتين تحت أولادهما مضمومة مشددة والثانية مفتوحة شيخ الشافعية ووالد أما الحرمين قال ابن شبهة في طبقاته كان يلقب ركن الإسلام اصله من قبيلة من العرب قرأ الدب بناحية جوين على والده والفقه على أبي يعقوب الابيوردى ثم خرج إلى نيسابور فلازم أبا الطيب الصعلوكي ثم رحل إلى مرو لقصده القفال فلازمه حتى برع عليه خلافا ومذهبا وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة وقعد للتدريس والفتوى وكان إمما في التفسير والفقه والأدب مجتهدا في العبادة ورعا مهيبا صاحب جد ووقار ( 488 ) 8 - أبو عثمان الصابوني شيخ الإسلام اسمعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الشافعي الواعظ المفسر المصنف أحد الاعلام روى عن زاهر السرخسي وطبقته وتوفي في صفر وله سبع وسبعون سنة وأول ما جلس للوعظ وله عشر سنين قال ابن ناصر الدين كان إماما حافظا عمدة مقدما في الوعظ والأدب وغيرهما من العلوم وحفظه للحديث وتفسير القرآن معلوم ومن مصنفاته كتاب الفصول في الأصول وقال الذهبي كان شيخ خراسان في زمانه وقال عبد الغافر الفارسي كان أوحد وقته في طريقه وعظ المسلمين سبعين سنة وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة وكان حافظا كثير السماع والتصنيف حريصا على العلم سمع الكثير ورحل وزرق العزة والجاه في الدين والدنيا وكان جمالا في البلد مقبولا عند الموافق والمخالف مجمعا على أنه عديم النظير وكان سيف السنة وأفعى أهل البدعة وقد طول عبد الغافر في ترجمته واطنب في وصفه وقال الحافظ أبو بكر البهيقي شيخ الإسلام صدقا وامام المسلمين حقا أبو عثمان الصابوني ( 449 ) 9 - أبو محمد بن حزم العلامة على بن احمد بن سعيد بن حزم بن غالب ابن صالح الأموي مولاهم الفارسي الأصل الاندلسي القرطبي الظاهري صاحب المصنفات مات مشردا عن بلده من قبل الدولة ببادية لبلة بفتح اللامين وبينهما موحدة بلدة بالأندلس بقرية له ليومين بقيا من شعبان عن اثنتين وسبعين سنة روى عن أبي عمر بن الجسور ويحيى بن مسعود وخلق وأول سماعة سنة تسع وتسعين وثلثمائة وكان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسودد والرياسة والثروة وكثرة الكتب قال الغزالي وجدت في أسماء الله تعالى كتابا لأبي محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه وقال ابن صاعد في تاريخه كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم مع توسعه في علم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار اخبرني ابنه الفضل انه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد قاله في العبر وقال ابن خلكان كان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد أن كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك متواضعا ذا فضائل وتآليف كثيرة وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئا كثيرا وسمع سماعا جما وألف في فقه الحديث كتابا سماه كتاب الإيصال إلى الفهم و كتاب الخصال الجامعة نحل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين وله كتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصاري التوراة والانجيل وبيان ناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل وهذا معنى لم يسبق إليه وكتاب التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة وكان له كتاب صغير سماه نقط العروس جمع فيه كل غريبة ونادرة وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح ما رأينا مثله مما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه قال أنشدني لنفسه لئن أصبحت مرتحلا بجسمي @@@ فروحي عندكم أبدا مقيم ولكن للعيان لطيف معنى @@@ له سأل المعاينة الكليم وله وذو عذل فيمن سباني بحسنه @@@ يطيل ملامي في الهوى ويقول أفي حسن وجه لاح لم تر غيره @@@ ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل فقلت له أسرفت في اللوم ظالما @@@ وعندي رد لو أردت طويل ألم تر أني ظاهري وأنني @@@ على ما بدا حتى يقوم دليل وروى له الحافظ الحميدي أقمنا ساعة ثم ارتحلنا @@@ وما يغني المشوق وقوف ساعه كأن الشمل لم يك ذا اجتماع @@@ إذا ما شتت البين اجتماعه وكان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد أحد يسلم من لسانه فنفرت عنه القلوب واستملل من فقهاء وقته فمالوا على بغضه وردوا قوله وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنوا إليه والأخذ فأقصته الملوك وشردته عن بلاده وقال ابن العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين ( 456 ) 10 - قال ابن خلكان قال شيخنا ابن الأثير في تاريخه في سنة ست وخمسين وأربعمائة ان الوزير المذكور( عميد الملك ) كان شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي رضي الله عنه حتى بلغ في تعصبه انه خاطب السلطان الب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان فأذن له في ذلك فأمر بلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية فأنف من ذلك أئمة خراسان منهم أبو القسم القشيري وأمام الحرمين الجويني وغيرهما ففارقوا خراسان وأقام إمام الحرمين بمكة أربع سنين يدرس ويفتي فلهذا قيل له أمام الحرمين ( 456 ) 11 - توفي البيهقي الأمام العلم أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخسروجردى بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء الأولى وكسر الجيم آخره مهملة نسبة إلى خسروجرد قرية ببيهق الشافعي الحافظ صاحب التصانيف قال ابن ناصر الدين كان واحد زمانه وفرد أقرانه حفظا واتقانا وثقة وعمدة وهوشيخ خراسان وله السنن الكبرى والصغرى والمعارف وكتاب الأسماء والصفات ودلائل النبوة والآداب والدعوات والترغيب والترهيب والزهد وغير ذلك وقال في العبر توفي في عاشر جمادى الأولى بنيسابور ونقل تابوته إلى بيهق وعاش أربعا وسبعين سنة لزم الحاكم مدة وأكثر عن أبي الحسن العلوي وهو أكبر شيوخه وسمع ببغداد من هلال الحفار وبمكة والكوفة وبلغت تصانيفه ألف جزء ونفع الله بها المسلمين شرقا وغربا بالأمانة الرجل ودينه وفضله وإتقانه فالله يرحمه وقال ابن قاضي شهبه قال عبد الغافر في الدلائل كان علي سيرة العلماء قانعا من الدنيا باليسير متجملا في زهده وورعه وذكر غيره انه سرد الصوم ثلاثين سنة وقال إمام الحرمين ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا البيهقي فان له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه ومن تصانيفه المبسوط في جميع نصوص الشافعي و كتاب الخلاف وكتاب دلائل النبوة و كتاب البعث والنشور ومناقب الشافعي ومناقب أحمد و كتاب الاعتقاد مجلد وغير ذلك من المصنفات الجامعة المفيدة وقال ابن خلكان وهو أول من جمع نصوص الشافعي في عشر مجلدات وكان أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي وطلب إلى نيسابور لنشر العلم فأجاب وانتقل إليها ( 458 ) 12 - توفي القاضي الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي المروزي المروروذي شيخ الشافعية في زمانه واحد أصحاب الوجوه تفقه على أبي بكر القفال وهو والشيخ أبو علي أنجب تلامذته وروى عن أبي نعيم الاسفراييني قال عبد الغافر كان فقيه خراسان وكان عصره تاريخا به وقال الرافعي في التذنيب انه كان كبيراً غواصاً في الدقائق من الأصحاب الغرالميامين وكان يلقب بحبر الأمة وقال النووي في تهذيبه وله التغليق الكبير وما أجزل فوائده وأكثر فروعه المستفادة وله الفتاوي المشهورة و كتاب أسرار الفقه وغير ذلك وممن أخذ عنه أبو سعيد المتولي والبغوي قال ويقال أن أبا المعالي تفقه عليه أيضاً ومتى أطلق القاضي في كتب متأخري المراوزة فالمراد المذكور وقال ابن الأهدل متى أطلق القاضي في فروع الشافعية فهو هو وفي كتب أصول اهل السنة فهو الباقلاني وإذا قالوا القاضيان فهو هو وعبد الجبار المعتزلي وإذا قالوا الشيخ فهو أبو الحسن الأشعري وإذا أطلقته الفقهاء فهو أبو محمد الجويني والد امام الحرمين ( 462 ) 13 - أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ أحد الأئمة الأعلام وصاحب التآليف المنتشرة في الإسلام ولد في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة وسمع أول سنة ثلاث وأربعمائة وتفقه في مذهب الشافعي على القاضي أبي الطيب الطبري وأبي الحسن المحاملى وغيرهما وروى عن أبي عمر بن مهدي وابن الصلت الأهوازي وطبقتهما قال ابن ماكولا كان أحد الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا واثباتا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره قال ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله وقال ابن السمعاني كان مهيبا وقروا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ وقال غيره كان يتلو في كل يوم وليلة ختمه وكان حسن القراءة جهورى الصوت وله تاريخ بغداد الذي لم يصنف مثله ( 463 ) 14 - العلامة العلم الحافظ أبو عمر بن عبد البر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي أحد الأعلام وصاحب التصانيف توفي في سلخ ربيع الآخر وله خمس وتسعون سنة وخمسة أيام روى عن سعيد ابن نصر وعبد الله بن أسد وابن صيفون وأجاز له من مصر أبو الفتح بن سيبخت الذي يروي عن أبي القاسم البغوي وليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية والأخبار
قال القاضي علي بن سكرة سمعت شيخنا القاضي أبا الوليد الباجي يقول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البرفي الحديث قال الباجي أيضا أبو عمرا احفظ اهل المغرب وقال أبو علي الحسين الغساني الأندلسي ابن عبد البر شيخنا من أهل قرطبة بها طلب العلم وتفقه ولزم أبا عمر وأحمد بن عبد الملك الفقيه الإشبيلي وكتب بين يديه ولزم أبا الوليد بن الفرضي الحافظ وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث ودأب في طلب العلم وتفنن فيه وبرع براعة فاق فيها من تقدمه من رجال الأندلس وألف في الموطأ كتبا مفيدة منها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ورتب أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله وهو سبعون جزءا قال أبو محمد بن حزم لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ثم وضع كتاب الأستذكار لمذاهب علماء الامصار فيما تضمنه الموطأ من المعاني والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه ونسق أبوابه وجمع في أسماء الصحابة كتابا جليلا مفيدا سماه الاستيعاب وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله و كتاب الدرر في اختصار المغازي والسير و كتاب العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم وكتاب صغير في قبائل العرب وأنسابهم وغير ذلك وكان موفقا في التأليف معانا عليه ونفع الله به وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره في الفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب وفارق قرطبة وجال في غرب الأندلس وسكن دانية من بلادها وبلنسية وشاطبة في أوقات مختلفة وتولى قضاء الأشبون وشنترين في أيام ملكها المظفر بن الأفطس وصنف كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس في ثلاثة أسفار جمع فيه أشياء مستحسنة تصلح للمذاكرة والمحاضرة ( 463 ) 15 - أبو جعفر بن أبي موسى شيخ الحنابلة عبد الخالق بن عيسى بن أحمد كان ورعا زاهدا علامة كثير الفنون رأسا في الفقه شديدا على المبتدعه نافذ الكلمة روى عن أبي القسم بن بشران وقد أخذ في فتنة ابن القشيري وحبس أياما قاله في العبر وقال ابن السمعاني كان إمام الحنابلة في عصره بلا مدافعة مليح التدريس حسن الكلام في المناظرة ورعا زاهدا متقنا عالما بأحكام القرآن والفرائض مرضى الطريقة وقال ابن عقيل كان يفوق الجماعة من مذهبه وغيرهم في علم الفرائض وكان عند الإمام يعني الخليفة معظما حتى أنه وصى عند موته بأن يغسله تبركابه وكان حول الخليفة ما لو كان غيره لأخذه وكان ذلك كفاية عمرة فوالله ما التفت الي شيء منه بل خرج ونسى مئزره حتى حمل إليه قال ولم يشهد منه انه شرب ماء في حلقته مع شدة الحر ولا غمس يده في طعام أحد من أبناء الدنيا وقال ابن رجب له تصانيف عدة منها رءوس المسائل وشرح المذهب وله جزة في أدب الفقه وفي فضائل أحمد وترجيح مذهبه وتفقه عليه طائفة من أكابر المذهب كالحلواني والقاضي أبي الحسين وغيرهم وكان معظما عند الخاصة والعامة زاهدا في الدنيا إلى الغاية قائما في إنكار المنكرات بيده ولسانه مجتهدا في ذلك ( 470 ) 16 - أبو القاسم بن منده عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق بن محمد بن يحيى ابن إبراهيم بن الوليد بن منده بن بطة بن استندار واسمه الفيرزان بن جهان بخت العبدي الاصبهاني الأمام الحافظ ابن الحافظ الكبير أبي عبد الله بن منده ومنده لقب إبراهيم جده الأعلى ذكره ابن الجوزى في طبقات الحنابلة وترجمه في تاريخه فقال ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وسمع أباه وأبا بكر بن مردويه وخلقا كثيرا وكان كثير السماع كبير الشأن سافر البلاد وصنف التصانيف وخرج التخاريج وكان ذا وقار وسمت وأتباع فيهم كثرة وكان متمسكا بالسنة معرضا عن أهل البدع آمر بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم وقال ابن السمعاني كان كبير الشأن جليل القدر كثير السماع واسع الرواية سافر إلى الحجاز وبغداد وهمذان وخراسان وصنف التصانيف وقال سعد بن محمد الزنجاني حفظ الله الإسلام برجلين أحدهما بأصبهان والآخر بهراة عبد الرحمن بن منده وعبد الله الأنصاري وقال يحيى بن منده كان عمي سيفا علي أهل البدع وهو أكبر من أن ينبه عليه مثلى كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وفي الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه في المصالح قاهرا أعقب الله من ذكره بالشر الندامة وكان عظيم الحلم كبير العلم قرأت عليه قول شعبة من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد فقال من كتب عني حديثا فأنا له عبد وقال ابن تيمية وكان أبو القسم بن منده من الأصحاب وكان يذهب إلى الجهر بالبسملة في الصلاة وقال ابن منده في كتابه الرد على الجهمية التأويل عند أصحاب الحديث نوع من الكذب وقال في العبر كان ذا سمت ووقار وله أصحاب وأتباع وفيه تسنن مفرط أوقع بعض العلماء في الكلام في معتقده وتوهموا فيه التجسيم وهو برئ منه فيما علمت ولكن لو قصر من شأنه لكان أولى به أجاز له زاهر ابن أحمد السرخسي وروى الكثير عن أبيه وأبي جعفر الابهري وطبقتهما وسمع بنيسابور من أصحاب الأصم وبمكة من ابن جهضم وبهمذان والدينور وشيراز وبغداد وعاش تسعا وثمانين سنة ( 470 ) 17 - أبو علي بن البنا الفقيه الزاهد الحسن بن أحمد بن عبد الله الحنبلي البغدادي الأمام المقرئ المحدث الفقيه الواعظ صاحب التصانيف ولد سنة ست وتسعين وثلثمائة وقرأ القراءات السبع على أبي الحسن الحمامي وغيره وسمع الحديث على القاضي أبي يعلى وهو من قدماء أصحابه وحضر عند ابن أبي موسى وناظر في مجلسه وتفقه أيضا علي أبي الفضل التميمي وأخيه أبي الفرج وقرأ عليه القرآن جماعة مثل عبد الله البارع وأبى العز القلانسى وغيرهما وسمع منه الحديث خلق كثير وقرأ عليه الحافظ الحميدي كثيرا ودرس الفقه كثيرا وأفتى زمانا طويلا وصنف كتبا في الفقه والحديث والفرائض وأصول الدين وفي علوم مختلفات قال ابن الجوزى ذكر عنه انه قال صنفت خمسمائة مصنف وتراجم كتبه مسجوعة وقال ابن شافع كتبت الحديث عن نحو من ثلثمائة شيخ ما رأيت فيهم من كتب بخطه اكثر من ابن البنا ( 471 ) 18 - أبو محمد عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن ابن إبراهيم الإبراهيمي الهروي المحدث الحافظ أحد الحفاظ المشهورين الرحالين سمع بهراة من عبد الواحد المليحي وشيخ الإسلام الأنصاري وببوشنج من أبي الحسن الداودي وبنيسابور من أبي القسم القشيري وجماعة وببغداد من ابن النقور وطبقته وبأصبهان من عبد الوهاب وعبد الرحمن ابني منده وجماعة وكتب بخطه الكثير وخرج التاريخ للشيوخ وحدث وروى عنه أبو محمد سبط الخياط وابن الزعفراني وآخر من روى عنه أبو المعالي بن النحاس ووثقة طائفة منهم المؤتمن الساجي وقال شهردار الديلمي عنه كان صدوقا حافظا متقنا واعظا حسن التذكير وقد تكلم فيه هبة الله السقطي والسقطي مجروح لا يقبل قوله وقد رد قوله ابن السمعاني وابن الجوزى وغيرهما وتوفي في طريق مكة بعد عوده منها على يومين من البصرة ( 476 ) 19 - إمام الحرمين أبو المعالي الجويني عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بن يوسف الفقيه الشافعي ضياء الدين أحد الأئمة الأعلام قال ابن الأهدل تفقه على والده في صباه واشتغل به مدته فلما توفي والده أتى على جميع مصنفاته ونقلها ظهرا لبطن وتصرف فيها وخرج المسائل بعضها على بعض ولم يرض بتقليد والده من كل وجه حتى أخذ في تحقيق المذهب والخلاف وسلك طريق المباحثة والمناظرة وجمع الطرق بالمطالعة حتى أربى على المتقدمين وأنسى مصنفات الأولين توفي والده وهو دون العشرين سنة فأقعد مكانه للتدريس وكان يتردد إلى المشايخ في أنواع العلوم حتى ظهرت براعته ولما ظهر التعصب بين الأشعرية والمبتدعة خرج مع المشايخ الى بغداد فلقى الأكابر وناظر فظهرت فطنته وشاع ذكره ثم خرج إلى مكة فجاور بها أربع سنين ينشر العلم ولهذا قيل له إمام الحرمين ثم رجع بعد مضى نوبة التعصب إلى نيسابور في ولاية ألب أرسلان السلجوقي ثم قدم بغداد فتولى تدريس النظامية والخطابة والتذكير والإمامة وهجرت له المجالس وانغمر ذكر غيره من العلماء وشاعت مصنفاته وبركاته وكان يقعد بين يديه كل يوم نحو ثلثمائة رجل من الطلبة والائمة وأولاد الصدور وحصل له من القبول عند السلطان ما هو لائق بمنصبه بحيث لا يذكر غيره والمقبول من انتمى إليه وقرأ عليه وصنف النظامي والغياثي فقوبل بمل يليق به من الشكر والخلع الفائقة والمراكب الثمينة ثم قلد رعاية الأصحاب ورياسة الطائفة وفوض إليه أمر الأوقاف وسار إلى أصبهان بسبب مخالفة الأصحاب فقابله نظام الملك بما هو لائق بمنصبه وعاد إلى نيسابور وصار أكثر عنايته بنهاية المطلب في دراية المذهب وأودعه من التدقيق والتحقيق ما تعلم به مكانته من العلم والفهم واعترف أهل وقته بأنه لم يصنف في المذهب مثله وصنف الشامل في أصول الدين والإرشاد والعقيدة النظامية وغياث الأمم في الإمامة ومغيث الخلق في اختيار الأحق والبرهان في أصول الفقه وغيرها وكان مع رفعة قدره وجلالته له حظ وافر من التواضع فمن ذلك انه لما قدم عليه أبو الحسن المجاشعي تلمذ له وقرأ عليه كتاب اكسير الذهب في صناعة الأدب من تصنيفه وكان إذا شرع في حكايات الأحوال وعلوم الصوفية ومجلس الوعظ والتذكير بكى طويلا حتى يبكي غيره لبكائه وربما زعق ولحقه الاحتراق العظيم لا سيما إذا أخذ في التفكر وسمع الحديث من جماعة كثيرة وأجاز له أبو نعيم صاحب الحلية وسمع سنن الدار قطني من ابن عليك وكان يعتمد تلك الأحاديث في مسائل الخلاف ويذكر الجرح والتعديل في الرواية ومن شعر أبي المعالي نهاية أقدام العقول عقال @@@ وغاية آراء الرجال ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا @@@ وغاية دنيانا أذى ووبال وذكر المناوي في شرحه على الجامع الصغير ما نصه وقال السمعاني في الذيل عن الهمداني سمعت أبا المعالي يعني إمام الحرمين يقول قرأت خمسين آلفا في خمسين آلفا ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه كل ذلك في طلب الحق وهرباً من التقليد والآن رجعت من العمل إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطفه وأموت على دين العجائز وتختم عاقبة أمري على الحق وكلمة الإخلاص وألا فالويل لابن الجويني انتهى بحروفه فرحمه الله ورضى عنه ( 478 ) 20 - آخر يوم من هذه السنة وهو يوم الأحد سلخ ذي الحجة أبو بكر محمد ابن علي بن الحسين بن القيم الحزار الحريمي الحنبلي ودفن بباب حرب طلب الحديث وسمع من أبي الغنايم بن المأمون والعشارى وغيرهما وكتب بخطهالحديث والفقه وحدث باليسير وسمع منه أبو طاهر بن الرحبي القطان وأبو المكارم الظاهري ( 480 ) 21 - أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن علي الهروي الصوفي القدوة الحنبلي الحافظ أحد الأعلام توفي في ذي الحجة وله ثمانون سنة وأشهر سمع من عبد الجبار الجراحي وأبي منصور محمد بن محمد الأزدي وخلق كثير وبنيسابور من أبي سعيد الصيرفي وأحمد السليطي صاحبي الأصم وكان قذى في أعين المبتدعة وسيفا على الجهميه وقد امتحن مرات وصنف عدة مصنفات وكان شيخ خراسان في زمانه غير مدافع ( 481 ) 22 - توفي أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد أبو نصر الحنفي رئيس نيسابور وقاضيها وكبيرها روى عن جده والقاضي أبي الحرى وطائفة وكان يقال له شيخ الإسلام وكان مبالغا في التعصب في المذهب فأغرى بعضا ببعض حتى لعنت الخطباء أكثر الطوائف في دولة طغرلبك فلما مات طغر لبك خمد هذا ولزم بيته مدة ثم ولى القضاء ( 482 ) 23 - الشيخ أبو الفرج الشيرازي الحنبلي عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي ثم الدمشقي الفقيه الزاهد الأنصاري السعدي العبادي الخزرجي شيخ الشام في وقته الواعظ الفقيه القدوة سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار وأبي عثمان الصابوني وتفقه ببغداد زمانا على القاضي أبي يعلي ونشر بالشام مذهب أحمد وتخرج به الأصحاب وكان اماما عارفا بالفقه والأصول صاحب حال وعبادة وتأله وكان تتش صاحب الشام يعظمه لأنه كاشفه مرة وذلك أنه دعاه أخو السلطان وهو ببغداد فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له فقال لا تراه ولا تجتمع به فقال له تتش هو مقيم ببغداد ولا بد من المصير إليه فقال له لا تراه فعجب من ذلك وبلغ هيت فجاءه الخبر بوفاة السلطان ببغداد فعاد إلى دمشق وزادت حشمة أبي الفرج عنده ومنزلته لديه قال ابن رجب وكان أبو الفرج ناصرا لاعتقادنا متجردا في نشره مبطلا لتأويلات أخبار الصفات وله تصنيف في الفقه والوعظ والأصول ومات في مجلس وعظه شخص لوقع وعظه في القلوب ولاخلاصه وقال أبو يعلي بن القلانسي في تاريخه كان وافر العلم متين الدين حسن المواعظ محمود السمت توفي يوم الأحد ثامن عشرى ذي الحجة بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير وقبره مشهور يزار وله ذرية فيهم كثير من العلماء يعرفون ببيت ابن الحنبلي ( 486 ) 24 - قدم الأمام الغزالي دمشق متزهدا وصنف الأحياء واسمعه بدمشق وأقام بها سنتين ثم حج ورد إلى وطنه ( 488 ) 25 - رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحرث الأمام أبو محمد التميمي البغدادي الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وتقدم في الفقه والأصول والتفسير والعربية واللغة وحدث عن أبي الحسين ابن المتيم وأبي عمر بن مهدي والكبار وتوفي في نصف جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة قال أبو علي بن سكرة قرأت عليه ختمة لقالون وكان كبير بغداد وجليلها وكان يقول كل الطوائف تدعيني قاله في العبر وقال ابن عقيل في فنونه ومن كبار مشايخى أبو محمد التميمي شيخ زمانه كان حسنه العالم وما شطة بغداد وقال كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد بيتا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي وكان احلى الناس عبارة في النظر وأجراهم قلما في الفتيا وأحسنهم وعظا ( 488 )) 26 - أبو عبد الله الحميدي محمد بن نصر بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن بطل الميورقي بفتح الميم وضم التحتية وسكون الراء وقاف نسبة إلى ميورقة جزيرة قرب الأندلسي الحافظ الحجة العلامة مؤلف الجمع بين الصحيحين توفي في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة وكان أحد أوعية العلم وكان ظاهري المذهب أكثر عن ابن حزم وابن عبد البر وحدث عن خلق ورحل في حدود الخمسين فسمع بالقيروان والحجاز ومصر والشام والعراق وكتب عن خلق كثير وكان دؤبا على الطلب للعلم كثير الاطلاع ذكيا فطنا صينا ورعا أخباريا متقنا كثير التصانيف حجة ثقة رحمه الله تعالى ( 488 ) 27 - أبو عبد الله الطبري الحسين بن علي بن الحسين الفقيه الشافعي محدث مكة ونزيلها توفي في شعبان وله ثمانون سنة روى صحيح البخاري عن عبد الغافر بن محمد وكان فقيها مفتيا تفقه على ناصر بن الحسين العمري وجرت له فتن وخطوب مع هياج ابن عبيد وأهل السنة بمكة وكان عارفا بمذهب ألاشعري قاله في العبر وقال ابن قاضي شهبه تفقه على ناصر العمري بخراسان وعلى القاضي أبي الطيب الطبري ببغداد ثم لازم الشيخ أبا اسحق الشيرازي حتى برع في المذهب والخلاف وصار من عظماء أصحابه ودرس بنظامية بغداد قبل الغزالي وكان يدعى إمام الحرمين لأنه جاور بمكة نحوا من ثلاثين سنة يدرس ويفتي ويسمع وتوفي بها في شعبان وكتابه العدة خمسة أجزاء ضخمة ( 498 ) |
|
|
|
|
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|