رهـف في كنــدا

السلام عليكم

رهف في كندا

الزوبعة التي أثيرت حول هروب هذه الطفلة أو لنقل المراهقة ( 18 عام ) هو عمر تلك
الفتاة التي غادرت حضن والديها لترتمي في أحضان المجهول في قادم الأيام .

رهف استقبلتها في المطار وزيرة الخارجية الكندية .!!
نعم أيه الأعزاء وزيرة الخارجية تستقبل تلك المراهقة وتحتضنها !!
والعاقل يعلم أنه ليس حبا وليس خوفا عليها أو ترحيبا بها فوق الأرض الكندية بقدر
ما هو تصفية حسابات سياسية مقابل طرد السفير الكندي من المملكة وقطع
العلاقات السعودية الدبلوماسية والإقتصادية مع هذه الدولة بتاريخ 6-8-2018
ولكن ومن الجهل إعتقدت تلك الفتاة أن هذه الحفاوة والاستقبال هو لشخصها وحبهم لها
ودفاعا عنها ووقفة مع حقوق الإنسان .
قبلها ( سلوى الزهراني ) المراهقة أيضاً التي فضلت الهرب لكندا ولكن لم تستقبل
استقبال الأبطال الفاتحين ولم تسلط عليها الأضواء كما فعلوا مع رهف !!
حتى أن الفتاة سلوى الزهراني ظهرت بالصوت والصورة وهي تشتكي من سوء
المعاملة التي تتعرض لها سواء من الرجل الذي طردها من الغرفة التي تسكنها أو من قبل
السلطات هناك الممثلة برجال الأمن الذين لم يأخذوا الشكوى منها على محمل الجد وما تعانيه
من تمييز عنصري على يد ذلك الكندي حتى ينصفوها من ذلك العنصري !!.
لأن الوضع بين الحالتين مختلف سياسياً . من هنا يتضح قدر القذارة التي قامت بها
وزيرة الخارجية الكندية وتسييس قضية الفتاة ( رهف ) وذلك بطلب اللجوء إلى كندا .


وهنا أقول لتلك الفتاة ولكل فتاة فكرت أو خامرتها فكرة المغادرة لوالديها لأي سبب
من الأسباب . إن الأوطان لا تؤثر بها هروب مواطنة وإنما التأثير والمصيبة تقع على رأس
والديك وعائلتك وسمعتهم وآلامهم التي سوف تلحق بهم من تصرفك وعقوقك لهم .

وأما الأوطان فهي أكبر من أن تمس بتصرف أرعن من قبل مراهق أو مراهقة نظرت إلى
الحياة خارج المملكة من خلال تصور وردي وظنت أنها سوف تكون بهروبها نجمة عصرها
وسوف تحقق أحلامها الوردية والتي تعتقد أنها في الحرية المطلقة حين تتسكع بين المراقص
والبارات والشوارع وسوف تنال الشهرة التي تتمناها والأنوار التي سوف تسلط عليها .!!

يا رهف ..

أنتي مجرد منديل من الورق الناعم وبمجرد أن يمتلئ وتنتهي الحاجة منه
سوف يرمى في أقرب سلة مهملات ولن يلتفت إليك أحد وسوف تطفئ
من حولك الأنوار وسوف تجدين نفسك بظلمة من الضياع فوق أرض غريبة تتقاذفك
الأيادي القذرة كما فعلوا مع من هي قبلك ( سلوى الزهراني )
وسوف ينساك أقرب الناس إليك . وأما الوطن فهو بمجرد مغادرته فأنتي أصبحتي
إنسان آخر لا يعترف بك ولا حتى بإسمك ضمن السجل المدني لأنك إخترتي التخلي
عنه بل خيانته ونكران جميلة عليك .

يا رهف ..

ما ترينه اليوم من أضواء حولك سوف تخبو وتنطفئ ولن تستمر طويلا لحظتها سوف
تعضين أصابع الندم حرقة وندم على تصرف لم تفكري به .
حينها سوف لن تجدي سوى الشارع وحتى لقمة الخبز سوف تستجدينها مثلك مثل
أي مشرد من خلال الكنائس كما يفعل أهل البلد هناك .