إن الجماهير الرياضية تتطلع دائما إلى عالم الرياضة و تهواها , و خاصة لعبة كرة القدم التي ذاعت شهرتها في العالم , حتى أسرت العقول , و ملكت القلوب و مالت إليها الأسماع و الأبصار إليها , و تغلغلت في الألسن و النفوس , و ملأت الفضائيات و الصحف و المجلات ,
إن التنافس الرياضي الشريف في أي نوع من أنواع الرياضات له دوره الفعال , و آثاره الإيجابية التي تؤدي إلى تقدم مستوى الرياضة عامة , و تنوع العطاء والإبداع لدى الكثير من اللاعبين و ظهور الكثير من المواهب الرياضية المغمورة في عالم الرياضة , و التي لم يكتشفها المدربون , و يكون هذا التنافس عاملا في تطور المستويات و تحسن الأداء و النتائج للأندية الرياضية , و الذي يتطلع إليه المسؤولون , و يبذلون الكثير و الكثير لتحقيق ذلك التطور , فيكون سببا في الرقي بالرياضة إلى الأفضل .
وإن الجماهير الرياضية تتطلع ـ دائما ـ إلى التنافس الجيد , و تأمل أن يستمر هذا التنافس الرياضي متوهجا بين جميع الأندية الرياضية كي ترى التألق و العطاءو أن وأن يتواصل التألق و الإمتاع فهو طريق يكشف لنا مواهب جديدة في الفن والإبداع , خدمت الرياضة والوطن و قدمت العروض الرياضية الجميلة التي أمتعت هذه الجماهير الرياضية المشتاقة ألي التنافس الرياضي , والذواقة للفن والإبداع الرفيع حتى أحبتها تلك الجماهير و أصبحت أسماؤها راسخة في العقول , وهاهي الأندية السعودية تسير بخطا جيدة في تقديم العروض والنتائج الرياضية الإيجابية , واكتشاف المواهب والنجوم .
و إنك ـ أخي الرياضي ـ والمتابع للأندية الرياضية السعودية لتعجب من الفن و الإبداع و الأسلوب المهاري التي يقدمها نجوم الأندية , حتى صار لكل فريق شعبية واسعة و جماهيرية غفيرة تتابعه في المنافسات الرياضية , و لكن من السلبيات التي سلبت الفن و الإبداع و العطاء و الإمتاع ما نراه اليوم من اللعب المتهور من بعض اللاعبين , أو السلوكيات السيئة من اللاعبين أو الجماهير الرياضية عامة , و لكن ما نرى على شدة التنافس الايجابي الذي اظهر لنا المواهب و النجوم , و جمع الرياضيين على المحبة و الإخاء , ظهر لنا الديربي الرياضي الذي اشتد فيه التنافس و المتعة , و صارت الجماهير تتشوق كثيرا إلى الديربي الذي كثر فيه اللعب المتهور و إشهار البطاقات إلا نادرا , و بانت الخلافات و الاختلافات , و يشتد التعصب الرياضي بين الجماهير و الكلمات النابية و الجارحة التي تنافي القيم الفاضلة , و نزول البعض منهم إلى الملعب أو إزعاج الناس , أو ما نجد من التعصب الرياضي من كتابات سيئة أو رسومات على المرافق الحكومية أو الممتلكات الخاصة , لا سيما في الديربي ما بين الهلال أو النصر , أو بين الاتحاد و الأهلي , أو بين التعاون و الرائد , أو بين القادسية و الاتفاق , أو غيرها من أنديتنا الرياضية التي قدمت لنا الكثير من المواهب و العطاء و الإبداع و الإمتاع
وفي ختام مقالي :إن الرياضة متعة و هواية جميلة , قد أحبها الكثير من الشعوب العالمية , و هذه الرياضة لها قيم سامية , و مبادئ نبيلة وفوائد كثيرة على الرياضيين سواء كانوا لاعبين أم أندية أم جماهير رياضية و مسؤولين , أم حكاما و محللين إذا استخدمت الاستخدام الصحيح الذي يسير وفق هذه القوانين و المبادئ الرياضية التي تسمو بالرياضة والرياضيين إلى الأخلاق الكريمة , بعيداً عن اللعب الفوضوي أو الصخب والتعصب في التشجيع من الجماهير و غيرهم .
وإن الإسلام حث على الرياضة , فهي تربي الإنسان على الأخلاق الكريمة والقيم السامية , وأن يبتعد الرياضيون بها عن التعصب والصخب ويتصفوا بالقيم الأخلاقية الرفيعة، التي تحميهم من اللعب الفوضوي في الشوارع بعيداً عن التوجيه السليم واللعب الصحيح، وهي تهذب وتقوي أواصر الألفة والمحبة بين الفرق المنافسة في المباريات والبطولات وأن يتقبل النتائج بروح رياضية . ولكن من المؤسف ـ حقا ـ ما يصدر عن فئة خاصة من المجتمع الرياضي من السلبيات التي سلبت المتعة و الإبداع , و لا تدل على الروح الرياضية و لا الوعي الرياضي كممارسات وأفعال لا تتصل بالأخلاق الرياضية بصلة، وتنافي مبادئنا منذ عرفت الرياضة في بلادنا، وبدلاً من أن نتخذ الرياضة وسيلة للتنافس الشريف و المحبة و التعارف نجعلها سبيلا لإرهاق النفوس بالأمراض النفسية و العضوية و الاضطرابات السلوكية , فما السبب في انتشار ظاهرة التعصب الرياضي الممقوت ؟!وما السبب في نزول بعض الجماهير إلى الملاعب؟! و من المسؤول في إعاقة هذه الجماهير الحركة المرورية في المنافسات الرياضية، وتبادل الألفاظ النابية و السيئة بين بعض الجماهير، والكتابة على المرافق العامة والمساكن عبارات رياضية لا تليق بالرياضة و لا المجتمع .
أليس السبب في انتشار هذه السلبيات الرياضية عدم الوعي الرياضي , ومتى كانت لدينا الروح الرياضية ستظل الرياضة منهجاً للأخلاق والقيم ، فالرياضة صفات أخلاقية يجب التحلي بها كي يقدم كل من الرياضيين والجماهير صورة حضارية تنقل التطور الرياضي في بلادنا الغالية وتعكس الأخلاق الرياضية والوعي الرياضي.
لذلك ينبغي علينا تكاثف الجهود , و نشر الوعي الرياضي بين الوسط الرياضي , وذلك لنتجنب التعصب المرفوض و الممقوت , و نقدم صورة رياضية مشرقة للوطــن