اقرأ التاريخ إذ فيه العبر - الصفحة 7 - نادي النصر السعودي شبكة جماهير الوفاء
       
   

إضافة إهداء

   
التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
فارس البقمي
ذهٌٍîًàيû è êàôه
بقلم : bozRoabs
قريبا
       
العودة   نادي النصر السعودي شبكة جماهير الوفاء > المنتديات العامه > مـكـتـبـة الـعـالـمـي لـروائـع الـكـتـب
       
إضافة رد
       
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
       
قديم 12-18-2018, 10:46 PM   #61
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : 10-06-2022 (11:52 PM)
 المشاركات : 89,909 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



9- سير العلماء


1 - قاضي الجماعة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس الأندلسي القرطبي صاحب التصانيف الطنانة منها كتاب أسباب النزول في مائة جزء وكتاب فضائل الصحابة والتابعين في مائتين وخمسين جزءا وكان من جهابذة الحفاظ والمحدثين جمع ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس وكان يملي من حفظه وقيل أن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسمية وولي القضاء والخطابة سنة أربع وتسعين وثلثمائة وعزل بعد تسعة أشهر وقد ولي الوزارة أيضا وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة وسمع من أحمد بن عون وطبقته ( 402 )
2 - أبو الوليد الفرضي عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي الحافظ مؤلف تاريخ الأندلس قال ابن عبد البر كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث والرجال قتلته البربر في داره وقال أبو مروان بن حبان وممن قتل يوم فتح قرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي وواروه من غير غسل ولا كفن ولا صلاة ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث والافتنان في العلوم والأدب البارع ولي قضاء بلنسية وكان حسن البلاغة والحظ وروي أنه تعلق بأستار الكعبة وسأل الله الشهادة قال في العبر وعاش اثنتين وخمسين سنة وقال ابن ناصر الدين كان حافظا من الثقات ( 403 )
3 - أبو علي الهاشمي الحنبلي محمد بن أحمد بن أبي موسى البغدادي صاحب التصانيف ومن إليه انتهت رياسة المذهب اخذ عن أبي الحسن التميمي وغيره وحدث عن ابن المظفر وكان رئيسا رفيع القدر بعيد الصيت قال ابن أن أبي يعلى في طبقاته كان سامي الذكر له القدم العالي والحظ الوافر عند الأمامين القادر بالله والقائم بأمر الله صنف الإرشاد في المذهب وشرح كتاب الخرقي وكانت حلقته بجامع المنصور يفتي ويشهد ( 428 )
4 - أبو عمر الطلمنكي بفتحات وسكون النون نسبة إلى طلمنكة مدينة بالأندلس أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى المعافرى بالفتح وكسر الفاء وراء نسبة إلى المعافر بطن من قحطان الأندلسي المقرئ المحدث الحافظ عالم أهل قرطبة صاحب التصانيف وله تسعون سنة روى عن أبي عيسى الليثي وأحمد بن عون الله وحج فأخذ بمصر عن أبي بكر الأدفوي وأبي بكر المهندس وخلق كثير وكان خبيرا في علوم القرآن تفسيره وقراءاته واعرابه وأحكامه ومعانيه وكان ثقة صاحب سنة واتباع ومعرفة بأصول الديانة قال ابن بشكوال كان سيفا مجردا على أهل الاهواء والبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة شديدا في ذات الله تعالى ( 429 )
5 - توفي أبو نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ الصوفي الأحول الشافعي سبط الزاهد محمد بن يوسف البنا بأصبهان في المحرم وله أربع وتسعون سنة اعتنى به أبوه وسمعه في سنة أربع وأربعين وثلثمائة وبعدها استجاز له خيثمة الأطرابلسي والاصم وطبقتهما وتفرد في الدنيا بعلو الإسناد مع الحفظ والاستبحار من الحديث وفنونه روى عن ابن فارس والعسال وأحمد بن معبد السمسار وأبي علي بن الصواف وأبي بكر بن خلاد وطبقتهم بالعراق والحجاز وخراسان وصنف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار منها كتاب حلية الأولياء قال ابن ناصر الدين ولما صنف كتاب الحلية حملوه إلى نيسابور فبيع بأربعمائة دينار ولا يلتفت إلى قول من تكلم فيه لأنه صدوق عمدة كما لا يسمع قول أبي نعيم في ابن مندة وكلام كل منهما في الآخرة غير مقبول
( 430 )
6 - أبو زيد الدبوسي بفتح الدال المهملة وضم الموحدة المخففة ومهملة إلى دبوسية بلد بين بخارى وسمرقند عبد الله بن عمر بن عيسى الحنفي القاضي العلامة كان أحد من يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج وهو أول من أبرز علم الخلاف إلى الوجود وكان شيخ تلك الديار توفي ببخاري ( 430 )
7 - أبو محمد الجويني نسبة إلى جوين ناحية كبيرة من نواحي نيسابور تشتمل على قرى كثيرة عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيوية بمثناتين تحت أولادهما مضمومة مشددة والثانية مفتوحة شيخ الشافعية ووالد أما الحرمين قال ابن شبهة في طبقاته كان يلقب ركن الإسلام اصله من قبيلة من العرب قرأ الدب بناحية جوين على والده والفقه على أبي يعقوب الابيوردى ثم خرج إلى نيسابور فلازم أبا الطيب الصعلوكي ثم رحل إلى مرو لقصده القفال فلازمه حتى برع عليه خلافا ومذهبا وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة وقعد للتدريس والفتوى وكان إمما في التفسير والفقه والأدب مجتهدا في العبادة ورعا مهيبا صاحب جد ووقار
( 488 )
8 - أبو عثمان الصابوني شيخ الإسلام اسمعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الشافعي الواعظ المفسر المصنف أحد الاعلام روى عن زاهر السرخسي وطبقته وتوفي في صفر وله سبع وسبعون سنة وأول ما جلس للوعظ وله عشر سنين قال ابن ناصر الدين كان إماما حافظا عمدة مقدما في الوعظ والأدب وغيرهما من العلوم وحفظه للحديث وتفسير القرآن معلوم ومن مصنفاته كتاب الفصول في الأصول وقال الذهبي كان شيخ خراسان في زمانه وقال عبد الغافر الفارسي كان أوحد وقته في طريقه وعظ المسلمين سبعين سنة وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة وكان حافظا كثير السماع والتصنيف حريصا على العلم سمع الكثير ورحل وزرق العزة والجاه في الدين والدنيا وكان جمالا في البلد مقبولا عند الموافق والمخالف مجمعا على أنه عديم النظير وكان سيف السنة وأفعى أهل البدعة وقد طول عبد الغافر في ترجمته واطنب في وصفه وقال الحافظ أبو بكر البهيقي شيخ الإسلام صدقا وامام المسلمين حقا أبو عثمان الصابوني ( 449 )
9 - أبو محمد بن حزم العلامة على بن احمد بن سعيد بن حزم بن غالب ابن صالح الأموي مولاهم الفارسي الأصل الاندلسي القرطبي الظاهري صاحب المصنفات مات مشردا عن بلده من قبل الدولة ببادية لبلة بفتح اللامين وبينهما موحدة بلدة بالأندلس بقرية له ليومين بقيا من شعبان عن اثنتين وسبعين سنة روى عن أبي عمر بن الجسور ويحيى بن مسعود وخلق وأول سماعة سنة تسع وتسعين وثلثمائة وكان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسودد والرياسة والثروة وكثرة الكتب قال الغزالي وجدت في أسماء الله تعالى كتابا لأبي محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه وقال ابن صاعد في تاريخه كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم مع توسعه في علم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار اخبرني ابنه الفضل انه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد قاله في العبر وقال ابن خلكان كان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد أن كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك متواضعا ذا فضائل وتآليف كثيرة وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئا كثيرا وسمع سماعا جما وألف في فقه الحديث كتابا سماه كتاب الإيصال إلى الفهم و كتاب الخصال الجامعة نحل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين وله كتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصاري التوراة والانجيل وبيان ناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل وهذا معنى لم يسبق إليه وكتاب التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة وكان له كتاب صغير سماه نقط العروس جمع فيه كل غريبة ونادرة وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح ما رأينا مثله مما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه قال أنشدني لنفسه
لئن أصبحت مرتحلا بجسمي @@@ فروحي عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى @@@ له سأل المعاينة الكليم
وله
وذو عذل فيمن سباني بحسنه @@@ يطيل ملامي في الهوى ويقول
أفي حسن وجه لاح لم تر غيره @@@ ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل
فقلت له أسرفت في اللوم ظالما @@@ وعندي رد لو أردت طويل
ألم تر أني ظاهري وأنني @@@ على ما بدا حتى يقوم دليل
وروى له الحافظ الحميدي
أقمنا ساعة ثم ارتحلنا @@@ وما يغني المشوق وقوف ساعه
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع @@@ إذا ما شتت البين اجتماعه
وكان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد أحد يسلم من لسانه فنفرت عنه القلوب واستملل من فقهاء وقته فمالوا على بغضه وردوا قوله وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنوا إليه والأخذ فأقصته الملوك وشردته عن بلاده وقال ابن العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين ( 456 )
10 - قال ابن خلكان قال شيخنا ابن الأثير في تاريخه في سنة ست وخمسين وأربعمائة ان الوزير المذكور( عميد الملك ) كان شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي رضي الله عنه حتى بلغ في تعصبه انه خاطب السلطان الب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان فأذن له في ذلك فأمر بلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية فأنف من ذلك أئمة خراسان منهم أبو القسم القشيري وأمام الحرمين الجويني وغيرهما ففارقوا خراسان وأقام إمام الحرمين بمكة أربع سنين يدرس ويفتي فلهذا قيل له أمام الحرمين ( 456 )
11 - توفي البيهقي الأمام العلم أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخسروجردى بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء الأولى وكسر الجيم آخره مهملة نسبة إلى خسروجرد قرية ببيهق الشافعي الحافظ صاحب التصانيف قال ابن ناصر الدين كان واحد زمانه وفرد أقرانه حفظا واتقانا وثقة وعمدة وهوشيخ خراسان وله السنن الكبرى والصغرى والمعارف وكتاب الأسماء والصفات ودلائل النبوة والآداب والدعوات والترغيب والترهيب والزهد وغير ذلك
وقال في العبر توفي في عاشر جمادى الأولى بنيسابور ونقل تابوته إلى بيهق وعاش أربعا وسبعين سنة لزم الحاكم مدة وأكثر عن أبي الحسن العلوي وهو أكبر شيوخه وسمع ببغداد من هلال الحفار وبمكة والكوفة وبلغت تصانيفه ألف جزء ونفع الله بها المسلمين شرقا وغربا بالأمانة الرجل ودينه وفضله وإتقانه فالله يرحمه
وقال ابن قاضي شهبه قال عبد الغافر في الدلائل كان علي سيرة العلماء قانعا من الدنيا باليسير متجملا في زهده وورعه وذكر غيره انه سرد الصوم ثلاثين سنة وقال إمام الحرمين ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا البيهقي فان له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه ومن تصانيفه المبسوط في جميع نصوص الشافعي و كتاب الخلاف وكتاب دلائل النبوة و كتاب البعث والنشور ومناقب الشافعي ومناقب أحمد و كتاب الاعتقاد مجلد وغير ذلك من المصنفات الجامعة المفيدة
وقال ابن خلكان وهو أول من جمع نصوص الشافعي في عشر مجلدات وكان أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي وطلب إلى نيسابور لنشر العلم فأجاب وانتقل إليها ( 458 )
12 - توفي القاضي الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي المروزي المروروذي شيخ الشافعية في زمانه واحد أصحاب الوجوه تفقه على أبي بكر القفال وهو والشيخ أبو علي أنجب تلامذته وروى عن أبي نعيم الاسفراييني قال عبد الغافر كان فقيه خراسان وكان عصره تاريخا به وقال الرافعي في التذنيب انه كان كبيراً غواصاً في الدقائق من الأصحاب الغرالميامين وكان يلقب بحبر الأمة وقال النووي في تهذيبه وله التغليق الكبير وما أجزل فوائده وأكثر فروعه المستفادة وله الفتاوي المشهورة و كتاب أسرار الفقه وغير ذلك وممن أخذ عنه أبو سعيد المتولي والبغوي قال ويقال أن أبا المعالي تفقه عليه أيضاً ومتى أطلق القاضي في كتب متأخري المراوزة فالمراد المذكور وقال ابن الأهدل متى أطلق القاضي في فروع الشافعية فهو هو وفي كتب أصول اهل السنة فهو الباقلاني وإذا قالوا القاضيان فهو هو وعبد الجبار المعتزلي وإذا قالوا الشيخ فهو أبو الحسن الأشعري وإذا أطلقته الفقهاء فهو أبو محمد الجويني والد امام الحرمين ( 462 )
13 - أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ أحد الأئمة الأعلام وصاحب التآليف المنتشرة في الإسلام ولد في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة وسمع أول سنة ثلاث وأربعمائة وتفقه في مذهب الشافعي على القاضي أبي الطيب الطبري وأبي الحسن المحاملى وغيرهما وروى عن أبي عمر بن مهدي وابن الصلت الأهوازي وطبقتهما قال ابن ماكولا كان أحد الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا واثباتا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره قال ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله وقال ابن السمعاني كان مهيبا وقروا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ وقال غيره كان يتلو في كل يوم وليلة ختمه وكان حسن القراءة جهورى الصوت وله تاريخ بغداد الذي لم يصنف مثله ( 463 )



14 - العلامة العلم الحافظ أبو عمر بن عبد البر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي أحد الأعلام وصاحب التصانيف توفي في سلخ ربيع الآخر وله خمس وتسعون سنة وخمسة أيام روى عن سعيد ابن نصر وعبد الله بن أسد وابن صيفون وأجاز له من مصر أبو الفتح بن سيبخت الذي يروي عن أبي القاسم البغوي وليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية والأخبار
قال القاضي علي بن سكرة سمعت شيخنا القاضي أبا الوليد الباجي يقول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البرفي الحديث قال الباجي أيضا أبو عمرا احفظ اهل المغرب وقال أبو علي الحسين الغساني الأندلسي ابن عبد البر شيخنا من أهل قرطبة بها طلب العلم وتفقه ولزم أبا عمر وأحمد بن عبد الملك الفقيه الإشبيلي وكتب بين يديه ولزم أبا الوليد بن الفرضي الحافظ وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث ودأب في طلب العلم وتفنن فيه وبرع براعة فاق فيها من تقدمه من رجال الأندلس وألف في الموطأ كتبا مفيدة منها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ورتب أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله وهو سبعون جزءا قال أبو محمد بن حزم لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ثم وضع كتاب الأستذكار لمذاهب علماء الامصار فيما تضمنه الموطأ من المعاني والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه ونسق أبوابه وجمع في أسماء الصحابة كتابا جليلا مفيدا سماه الاستيعاب وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله و كتاب الدرر في اختصار المغازي والسير و كتاب العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم وكتاب صغير في قبائل العرب وأنسابهم وغير ذلك وكان موفقا في التأليف معانا عليه ونفع الله به وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره في الفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب وفارق قرطبة وجال في غرب الأندلس وسكن دانية من بلادها وبلنسية وشاطبة في أوقات مختلفة وتولى قضاء الأشبون وشنترين في أيام ملكها المظفر بن الأفطس وصنف كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس في ثلاثة أسفار جمع فيه أشياء مستحسنة تصلح للمذاكرة والمحاضرة
( 463 )
15 - أبو جعفر بن أبي موسى شيخ الحنابلة عبد الخالق بن عيسى بن أحمد كان ورعا زاهدا علامة كثير الفنون رأسا في الفقه شديدا على المبتدعه نافذ الكلمة روى عن أبي القسم بن بشران وقد أخذ في فتنة ابن القشيري وحبس أياما قاله في العبر
وقال ابن السمعاني كان إمام الحنابلة في عصره بلا مدافعة مليح التدريس حسن الكلام في المناظرة ورعا زاهدا متقنا عالما بأحكام القرآن والفرائض مرضى الطريقة وقال ابن عقيل كان يفوق الجماعة من مذهبه وغيرهم في علم الفرائض وكان عند الإمام يعني الخليفة معظما حتى أنه وصى عند موته بأن يغسله تبركابه وكان حول الخليفة ما لو كان غيره لأخذه وكان ذلك كفاية عمرة فوالله ما التفت الي شيء منه بل خرج ونسى مئزره حتى حمل إليه قال ولم يشهد منه انه شرب ماء في حلقته مع شدة الحر ولا غمس يده في طعام أحد من أبناء الدنيا وقال ابن رجب له تصانيف عدة منها رءوس المسائل وشرح المذهب وله جزة في أدب الفقه وفي فضائل أحمد وترجيح مذهبه وتفقه عليه طائفة من أكابر المذهب كالحلواني والقاضي أبي الحسين وغيرهم وكان معظما عند الخاصة والعامة زاهدا في الدنيا إلى الغاية قائما في إنكار المنكرات بيده ولسانه مجتهدا في ذلك ( 470 )
16 - أبو القاسم بن منده عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق بن محمد بن يحيى ابن إبراهيم بن الوليد بن منده بن بطة بن استندار واسمه الفيرزان بن جهان بخت العبدي الاصبهاني الأمام الحافظ ابن الحافظ الكبير أبي عبد الله بن منده ومنده لقب إبراهيم جده الأعلى ذكره ابن الجوزى في طبقات الحنابلة وترجمه في تاريخه فقال ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وسمع أباه وأبا بكر بن مردويه وخلقا كثيرا وكان كثير السماع كبير الشأن سافر البلاد وصنف التصانيف وخرج التخاريج وكان ذا وقار وسمت وأتباع فيهم كثرة وكان متمسكا بالسنة معرضا عن أهل البدع آمر بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم وقال ابن السمعاني كان كبير الشأن جليل القدر كثير السماع واسع الرواية سافر إلى الحجاز وبغداد وهمذان وخراسان وصنف التصانيف وقال سعد بن محمد الزنجاني حفظ الله الإسلام برجلين أحدهما بأصبهان والآخر بهراة عبد الرحمن بن منده وعبد الله الأنصاري وقال يحيى بن منده كان عمي سيفا علي أهل البدع وهو أكبر من أن ينبه عليه مثلى كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وفي الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه في المصالح قاهرا أعقب الله من ذكره بالشر الندامة وكان عظيم الحلم كبير العلم قرأت عليه قول شعبة من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد فقال من كتب عني حديثا فأنا له عبد وقال ابن تيمية وكان أبو القسم بن منده من الأصحاب وكان يذهب إلى الجهر بالبسملة في الصلاة وقال ابن منده في كتابه الرد على الجهمية التأويل عند أصحاب الحديث نوع من الكذب وقال في العبر كان ذا سمت ووقار وله أصحاب وأتباع وفيه تسنن مفرط أوقع بعض العلماء في الكلام في معتقده وتوهموا فيه التجسيم وهو برئ منه فيما علمت ولكن لو قصر من شأنه لكان أولى به أجاز له زاهر ابن أحمد السرخسي وروى الكثير عن أبيه وأبي جعفر الابهري وطبقتهما وسمع بنيسابور من أصحاب الأصم وبمكة من ابن جهضم وبهمذان والدينور وشيراز وبغداد وعاش تسعا وثمانين سنة
( 470 )
17 - أبو علي بن البنا الفقيه الزاهد الحسن بن أحمد بن عبد الله الحنبلي البغدادي الأمام المقرئ المحدث الفقيه الواعظ صاحب التصانيف ولد سنة ست وتسعين وثلثمائة وقرأ القراءات السبع على أبي الحسن الحمامي وغيره وسمع الحديث على القاضي أبي يعلى وهو من قدماء أصحابه وحضر عند ابن أبي موسى وناظر في مجلسه وتفقه أيضا علي أبي الفضل التميمي وأخيه أبي الفرج وقرأ عليه القرآن جماعة مثل عبد الله البارع وأبى العز القلانسى وغيرهما وسمع منه الحديث خلق كثير وقرأ عليه الحافظ الحميدي كثيرا ودرس الفقه كثيرا وأفتى زمانا طويلا وصنف كتبا في الفقه والحديث والفرائض وأصول الدين وفي علوم مختلفات قال ابن الجوزى ذكر عنه انه قال صنفت خمسمائة مصنف وتراجم كتبه مسجوعة وقال ابن شافع كتبت الحديث عن نحو من ثلثمائة شيخ ما رأيت فيهم من كتب بخطه اكثر من ابن البنا ( 471 )
18 - أبو محمد عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن ابن إبراهيم الإبراهيمي الهروي المحدث الحافظ أحد الحفاظ المشهورين الرحالين سمع بهراة من عبد الواحد المليحي وشيخ الإسلام الأنصاري
وببوشنج من أبي الحسن الداودي وبنيسابور من أبي القسم القشيري وجماعة وببغداد من ابن النقور وطبقته وبأصبهان من عبد الوهاب وعبد الرحمن ابني منده وجماعة وكتب بخطه الكثير وخرج التاريخ للشيوخ وحدث وروى عنه أبو محمد سبط الخياط وابن الزعفراني وآخر من روى عنه أبو المعالي بن النحاس ووثقة طائفة منهم المؤتمن الساجي وقال شهردار الديلمي عنه كان صدوقا حافظا متقنا واعظا حسن التذكير وقد تكلم فيه هبة الله السقطي والسقطي مجروح لا يقبل قوله وقد رد قوله ابن السمعاني وابن الجوزى وغيرهما وتوفي في طريق مكة بعد عوده منها على يومين من البصرة ( 476 )
19 - إمام الحرمين أبو المعالي الجويني عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بن يوسف الفقيه الشافعي ضياء الدين أحد الأئمة الأعلام قال ابن الأهدل تفقه على والده في صباه واشتغل به مدته فلما توفي والده أتى على جميع مصنفاته ونقلها ظهرا لبطن وتصرف فيها وخرج المسائل بعضها على بعض ولم يرض بتقليد والده من كل وجه حتى أخذ في تحقيق المذهب والخلاف وسلك طريق المباحثة والمناظرة وجمع الطرق بالمطالعة حتى أربى على المتقدمين وأنسى مصنفات الأولين توفي والده وهو دون العشرين سنة فأقعد مكانه للتدريس وكان يتردد إلى المشايخ في أنواع العلوم حتى ظهرت براعته ولما ظهر التعصب بين الأشعرية والمبتدعة خرج مع المشايخ الى بغداد فلقى الأكابر وناظر فظهرت فطنته وشاع ذكره ثم خرج إلى مكة فجاور بها أربع سنين ينشر العلم ولهذا قيل له إمام الحرمين ثم رجع بعد مضى نوبة التعصب إلى نيسابور في ولاية ألب أرسلان السلجوقي ثم قدم بغداد فتولى تدريس النظامية والخطابة والتذكير والإمامة وهجرت له المجالس وانغمر ذكر غيره من العلماء وشاعت مصنفاته وبركاته وكان يقعد بين يديه كل يوم نحو ثلثمائة رجل من الطلبة والائمة وأولاد الصدور وحصل له من القبول عند السلطان ما هو لائق بمنصبه بحيث لا يذكر غيره والمقبول من انتمى إليه وقرأ عليه وصنف النظامي والغياثي فقوبل بمل يليق به من الشكر والخلع الفائقة والمراكب الثمينة ثم قلد رعاية الأصحاب ورياسة الطائفة وفوض إليه أمر الأوقاف وسار إلى أصبهان بسبب مخالفة الأصحاب فقابله نظام الملك بما هو لائق بمنصبه وعاد إلى نيسابور وصار أكثر عنايته بنهاية المطلب في دراية المذهب وأودعه من التدقيق والتحقيق ما تعلم به مكانته من العلم والفهم واعترف أهل وقته بأنه لم يصنف في المذهب مثله وصنف الشامل في أصول الدين والإرشاد والعقيدة النظامية وغياث الأمم في الإمامة ومغيث الخلق في اختيار الأحق والبرهان في أصول الفقه وغيرها وكان مع رفعة قدره وجلالته له حظ وافر من التواضع فمن ذلك انه لما قدم عليه أبو الحسن المجاشعي تلمذ له وقرأ عليه كتاب اكسير الذهب في صناعة الأدب من تصنيفه
وكان إذا شرع في حكايات الأحوال وعلوم الصوفية ومجلس الوعظ والتذكير بكى طويلا حتى يبكي غيره لبكائه وربما زعق ولحقه الاحتراق العظيم لا سيما إذا أخذ في التفكر وسمع الحديث من جماعة كثيرة وأجاز له أبو نعيم صاحب الحلية وسمع سنن الدار قطني من ابن عليك وكان يعتمد تلك الأحاديث في مسائل الخلاف ويذكر الجرح والتعديل في الرواية ومن شعر أبي المعالي
نهاية أقدام العقول عقال @@@ وغاية آراء الرجال ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا @@@ وغاية دنيانا أذى ووبال
وذكر المناوي في شرحه على الجامع الصغير ما نصه وقال السمعاني في الذيل عن الهمداني سمعت أبا المعالي يعني إمام الحرمين يقول قرأت خمسين آلفا في خمسين آلفا ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه كل ذلك في طلب الحق وهرباً من التقليد والآن رجعت من العمل إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطفه وأموت على دين العجائز وتختم عاقبة أمري على الحق وكلمة الإخلاص وألا فالويل لابن الجويني انتهى بحروفه فرحمه الله ورضى عنه ( 478 )
20 - آخر يوم من هذه السنة وهو يوم الأحد سلخ ذي الحجة أبو بكر محمد ابن علي بن الحسين بن القيم الحزار الحريمي الحنبلي ودفن بباب حرب طلب الحديث وسمع من أبي الغنايم بن المأمون والعشارى وغيرهما وكتب بخطهالحديث والفقه وحدث باليسير وسمع منه أبو طاهر بن الرحبي القطان وأبو المكارم الظاهري ( 480 )
21 - أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن علي الهروي الصوفي القدوة الحنبلي الحافظ أحد الأعلام توفي في ذي الحجة وله ثمانون سنة وأشهر سمع من عبد الجبار الجراحي وأبي منصور محمد بن محمد الأزدي وخلق كثير وبنيسابور من أبي سعيد الصيرفي وأحمد السليطي صاحبي الأصم وكان قذى في أعين المبتدعة وسيفا على الجهميه وقد امتحن مرات وصنف عدة مصنفات وكان شيخ خراسان في زمانه غير مدافع ( 481 )
22 - توفي أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد أبو نصر الحنفي رئيس نيسابور وقاضيها وكبيرها روى عن جده والقاضي أبي الحرى وطائفة وكان يقال له شيخ الإسلام وكان مبالغا في التعصب في المذهب فأغرى بعضا ببعض حتى لعنت الخطباء أكثر الطوائف في دولة طغرلبك فلما مات طغر لبك خمد هذا ولزم بيته مدة ثم ولى القضاء ( 482 )
23 - الشيخ أبو الفرج الشيرازي الحنبلي عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي ثم الدمشقي الفقيه الزاهد الأنصاري السعدي العبادي الخزرجي شيخ الشام في وقته الواعظ الفقيه القدوة سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار وأبي عثمان الصابوني وتفقه ببغداد زمانا على القاضي أبي يعلي ونشر بالشام مذهب أحمد وتخرج به الأصحاب وكان اماما عارفا بالفقه والأصول صاحب حال وعبادة وتأله وكان تتش صاحب الشام يعظمه لأنه كاشفه مرة وذلك أنه دعاه أخو السلطان وهو ببغداد فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له فقال لا تراه ولا تجتمع به فقال له تتش هو مقيم ببغداد ولا بد من المصير إليه فقال له لا تراه فعجب من ذلك وبلغ هيت فجاءه الخبر بوفاة السلطان ببغداد فعاد إلى دمشق وزادت حشمة أبي الفرج عنده ومنزلته لديه قال ابن رجب وكان أبو الفرج ناصرا لاعتقادنا متجردا في نشره مبطلا لتأويلات أخبار الصفات وله تصنيف في الفقه والوعظ والأصول ومات في مجلس وعظه شخص لوقع وعظه في القلوب ولاخلاصه وقال أبو يعلي بن القلانسي في تاريخه كان وافر العلم متين الدين حسن المواعظ محمود السمت توفي يوم الأحد ثامن عشرى ذي الحجة بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير وقبره مشهور يزار وله ذرية فيهم كثير من العلماء يعرفون ببيت ابن الحنبلي ( 486 )
24 - قدم الأمام الغزالي دمشق متزهدا وصنف الأحياء واسمعه بدمشق وأقام بها سنتين ثم حج ورد إلى وطنه ( 488 )
25 - رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحرث الأمام أبو محمد التميمي البغدادي الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وتقدم في الفقه والأصول والتفسير والعربية واللغة وحدث عن أبي الحسين ابن المتيم وأبي عمر بن مهدي والكبار وتوفي في نصف جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة قال أبو علي بن سكرة قرأت عليه ختمة لقالون وكان كبير بغداد وجليلها وكان يقول كل الطوائف تدعيني قاله في العبر وقال ابن عقيل في فنونه ومن كبار مشايخى أبو محمد التميمي شيخ زمانه كان حسنه العالم وما شطة بغداد وقال كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد بيتا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي وكان احلى الناس عبارة في النظر وأجراهم قلما في الفتيا وأحسنهم وعظا ( 488 ))
26 - أبو عبد الله الحميدي محمد بن نصر بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن بطل الميورقي بفتح الميم وضم التحتية وسكون الراء وقاف نسبة إلى ميورقة جزيرة قرب الأندلسي الحافظ الحجة العلامة مؤلف الجمع بين الصحيحين توفي في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة وكان أحد أوعية العلم وكان ظاهري المذهب أكثر عن ابن حزم وابن عبد البر وحدث عن خلق ورحل في حدود الخمسين فسمع بالقيروان والحجاز ومصر والشام والعراق وكتب عن خلق كثير وكان دؤبا على الطلب للعلم كثير الاطلاع ذكيا فطنا صينا ورعا أخباريا متقنا كثير التصانيف حجة ثقة رحمه الله تعالى ( 488 )
27 - أبو عبد الله الطبري الحسين بن علي بن الحسين الفقيه الشافعي محدث مكة ونزيلها توفي في شعبان وله ثمانون سنة روى صحيح البخاري عن عبد الغافر بن محمد وكان فقيها مفتيا تفقه على ناصر بن الحسين العمري وجرت له فتن وخطوب مع هياج ابن عبيد وأهل السنة بمكة وكان عارفا بمذهب ألاشعري قاله في العبر وقال ابن قاضي شهبه تفقه على ناصر العمري بخراسان وعلى القاضي أبي الطيب الطبري ببغداد ثم لازم الشيخ أبا اسحق الشيرازي حتى برع في المذهب والخلاف وصار من عظماء أصحابه ودرس بنظامية بغداد قبل الغزالي وكان يدعى إمام الحرمين لأنه جاور بمكة نحوا من ثلاثين سنة يدرس ويفتي ويسمع وتوفي بها في شعبان وكتابه العدة خمسة أجزاء ضخمة ( 498 )


 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس
قديم 12-18-2018, 10:47 PM   #62
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : 10-06-2022 (11:52 PM)
 المشاركات : 89,909 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



10- الأوائل والأواخر والوقائع والأحداث

1 - فيها كتب محضر ببغداد في قدح النسب الذي تدعيه خلفاء مصر والقدح في عقائدهم وأنهم زنادقة وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرمي أخوان الكافرين شهادة يتقرب بها إلى الله شهدوا جميعا أن الناجم بمصر وهو منصور ابن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار إلى أن قال فإنه صار يعني المهدي إلى المغرب وتسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي وهو ومن تقدمه من سلف الأنجاس أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي رضي الله عنهم ولا يعلمون أن أحدا من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج لأنهم أدعياء وقد كان هذا الإنكار شائعا بالحرمين وأن هذا الناجم بمصر وسيلة كفار وفساق لمذهب الثنوية والمجوسية معتدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة وكتب خلق في المحضر منهم الشريف المرتضي وأخوه الشريف الرضي وجماعة من كبار العلوية والقاضي أبو محمد الأكفاني والإمام أبو حامد الإسفرائيني والإمام أبو الحسين القدوري وخلق ( 402 )
2 - فيها سبق رجل بدوي اسمه فليتة بن القرى الحاج إلى واقصة في ستمائة إنسان من بني خفاجة قبيلته فغور المياه وطرح الحنظل في مصانع البرمكي والريان وغورهما فلما جاء الركب إلى العقبة حبسهم ومنعهم العبور إلا بخمسين ألف دينار فخافوا وضعفوا وعطشوا فهجم الملعون عليهم فلم تكن عندهم منعة وسلموا أنفسهم فاحتوى على الجمال بالأحمال فاستاقها وهلك الركب إلا القليل فقيل أنه هلك خمسة عشر ألف إنسان فأمر فخر الدولة الوزير علي بن مزيد فسار فأدركهم بناحية البصرة فظفر بهم وقتل طائفة كثيرة وأسر والد فليتة والاشتر وأربعة عشر رجلا ووجد أموال الناس قد تمزعت فانتزع ما أمكنه فعطشوا الأسرى على جانب دجلة يرون الماء ولا يسقون حتى هلكوا ( 403 )
3 - فيها كما قال في الشذور ورد إلى القادر كتاب من عين الدولة محمود بن سبكتكين يذكر ما افتتحه من بلاد الهند فيه أني فتحت قلاعا وحصونا وأسلم زهاء عشرين ألفا من عباد الأوثان وسلموا قدر ألف ألف درهم من الورق وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفا ووافى العبد مدينة لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مشيد وألف بيت للأصنام ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال وثلثمائة مثقال وقلع من الأصنام الفضة زيادة على ألف صنم فحصل منهم عشرون ألف ألف درهم وأفرد خمس الرقيق فبلغ ثلاثة وخمسين ألفا واستعرض ثلثمائة وستة وخمسين فيلا
وقال الذهبي وكان جيشه ثلاثين ألف فارس سوى الرجالة والمطوعة وقال ابن الأهدل فتح ما لم يبلغه أحد في الإسلام وبنى فيها أي الهند مساجد وكسر الصنم المشهور بسر منات وهو عند كفرة الهند يحيى ويميت ويقصدونه لأنواع العلل ومن لم يشف منهم احتج بالذنب وعدم الإخلاص ويزعمون أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه على مذهب أهل التناسخ ويتركها فيمن شاء وإن مد البحر وجزره عبادة له ويتحفه كل ملوك الهند والسند بخواص ما عندهم حتى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية وخدمه من البراهمة ألف رجل وثلثمائة يحلقون رءوسهم ولحاهم عند الورود وثلثمائة امرأة يغنون ويضربون عند بابه وبين قلعة الصنم وبلاد المسلمين مسيرة شهر مفازة قليلة الماء صعبة المسلك لا تهتدي طرقها فأنفق محمود ما لا يحصى في طلبها حتى وصلها وفتحها في ثلاثة أيام ودخل بيت الصنم وحوله أصنام كثيرة من الذهب المرصع بالجوهر محيطة بعرشه يزعمون أنها الملائكة فأحرق الصنم ووجد في أذنه نيفا وثلاثين حلقة فسألهم محمود عن تلك الحلق فقالوا كل حلقة عبادة ألف سنة كلما عبدوه ألف سنة علقوا في أذنه حلقة ولهم فيه أخبار طويلة ( 410 )
4 - الحاكم بأمر الله أبو علي منصور بن عبد العزيز نزار بن المعز العبيدي
صاحب مصر والشام والحجاز والمغرب فقد في شوال وله ست وثلاثون سنة قتلته أخته ست الملك بعد أن كتب إليها ما أوحشها وخوفها واتهمها بالزنا فدست من قتله وهو طليب بن دواس المتهم بها ولم يوجد من جسده شيء وأقامت بعده ولده ثم قتلت طليبا وكل من اطلع على أمر أخيها وكان الحاكم شيطانا مريدا خبيث النفس متلون الاعتقاد سمحا جوادا سفاكا للدماء قتل عددا كثيرا من كبراء دولته صبرا وأمر بشتم الصحابة وكتبه على أبواب المساجد وأمر بقتل الكلاب حتى لم يبق في مملكته منها إلا القليل وأبطل الفقاع والملوخية والسمك الذي لافلوس له وأتى بمن باع ذلك سرا فقتلهم ونهى عن بيع الرطب ثم جمع منه شيئا عظيما وحرقه وأباد أكثر الكروم وشدد في الخمر وألزم الذمة بحمل الصلبان والقرامى في أعناقهم كما قدمناه وأمرهم بلبس العمائم السود وهدم الكنائس ونهى عن تقبيل الأرض له ديانة منه وأمر بالسلام فقط وأمر الفقهاء ببث ذلك واتخذ له مالكيين يفقهانه ثم ذبحهما صبرا ثم نفى المنجمين من بلاده وحرم على النساء الخروج فما زلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهر حتى قتل ثم تزهد وتأله ولبس الصوف وبقي يركب حمارا ويمر وحده في الأسواق ويقيم الحسبة بنفسه ويقال أنه أراد يدعى الآلهية كفرعون وشرع في ذلك فخوفه خواصه من زوال دولته فانتهى وكان المسلمون والذمة في ويل وبلاء شديد معه ( 411 )
5 - تقدم بعض الباطنية من المصريين فضرب الحجر الأسود بدبوس ثلاث مرات وقال إلى متى يعبد الحجر ولا محمد ولا علي أفيمنعني محمد مما أفعله فإني اليوم أهدم هذا البيت فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد يفلت وكان أحمر أشقر جسيما طويلا وكان على باب المسجد عشرة فوارس ينصرونه فاحتسب رجل فوجأه بخنجر ثم تكاثروا عليه فهلك وأحرق وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته واختبط الوفد ومال الناس على ركب المصريين بالنهب وتخشن وجه الحجر وتساقط منه شظايا يسيرة وتشقق وظهر مكسوره أسمر يضرب إلى صفرة محببا مثل حب الخشخاش فعجن الفتات بالمسك واللك وحشيت الشقوق وطليت فهو يبين لمن تأمله ( 413 )
6 - المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ويعرف أيضا بابن المعلم عالم الشيعة وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة قال ابن أبي طي في تاريخ الإمامية هو شيخ مشايخ الصوفية ولسان الإمامية رئيس الكلام والفقه والجدل وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية قال وكان كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة والصوم حسن اللباس وقال غيره كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد وكان شيخا ربعة نحيفا أسمر عاش ستا وسبعين سنة وله أكثر من مائتي مصنف كانت جنازته مشهورة شيعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة وأراح الله منه وكان موته في رمضان ( 413)
7 - السلطان محمود بن سبكتكين سيف الدولة أبو القسم بن الأمير ناصر الدولة أبي منصور كان أبوه أميرا للغزاة الذين يغيرون من بلاد ما وراء النهر على أطراف الهند فأخذ عدة حصون وقلاع وافتتح ناحية بست وكان كراميا وأما محمود فافتتح غزنة ثم بلاد ما وراء النهر ثم استولى على سائر خراسان وعظم ملكه ودانت له الأمم وفرض على نفسه غزو الهند كل سنة فافتتح منه بلادا واسعة وكان ذا عزم وصدق في الجهاد قال عبد الغافر الفارسي كان صادق النية في إعلاء كلمة الله تعالى مظفرا في غزواته ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة أو سفرة وكان ذكيا بعيد الغور موفق الرأي وكان مجلسه مورد العلماء
وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه أن بعض الملوك بقلاع الهند أهدى له هدايا كثيرة من جملتها طائر على هيئة القمري من خاصيته انه إذا حضر الطعام وفيه سم دمعت عيناه وجرى منها ماء وتحجر فإذا حل ووضع على الجراحات الواسعة ألحمها وذلك في سنة أربع عشرة وأربعمائة وذكر أمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني في كتابه الذي سماه مغيث الخلق في اختيار الأحق أن السطان محمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه وكان مولعا بعلم الحديث وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع وكان يستفسر الأحاديث فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشافعي رضي الله عنه فوقع في خلده حكمة ذلك فصار شافعيا وذكر قصة القفال في الصلاة بين يديه على كل من المذهبين وبالجملة فمناقبه كثيرة وسيرته أحسن السير ومولده ليلة عاشوراء سنة إحدى وستين وثلثمائة وتوفي بغرنة وقبره بها يزار ويدعى عنده وقد صنف في حركاته وسكناته وأحواله لحظة لحظة رحمه الله تعالى وتوفي في جمادي الأولى ( 421 )
8 - توفي القادر بالله الخليفة أبو العباس أحمد بن الأمير اسحق بن المقتدر جعفر بن المعتضد العباسي توفي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة وله سبع وثمانون سنة وكانت خلافته إحدى ورأبعين سنة وثلاثة أشهر وكان أبيض كث اللحية طويلها يخضب شيبه قال الخطيب كان من الديانة وأدامة التهجيد وكثرة الصدقات على صفة اشتهرت عنه صنف كتابا في الأصول فيه فضل الصحابة رضي الله عنهم وتكفير المعتزلة القائلين بخلق القرآن فكان يقرأ كل جمعة ويحضره الناس مدة وقال أبو الحسن الأبهري أرسلني بهاء الدولة إلى القادر بالله فسمعته ينشد
سبق القضاء بكل ما هو كائن @@@ والله يا هذا لرزقك ضامن
تعنى بما يفنى وتترك ما به @@@ تغنى كأنك للحوادث آمن
أو ما ترى الدنيا ومصرع أهلها @@@ فاعمل ليوم فراقها يا خائن
واعلم بأنك لا أبالك في الذى @@@ أصبحت تجمعه لغيرك خازن
يا عامر الدنيا أتعمر منزلا @@@ لم يبق فيه مع المنية ساكن
الموت شيء أنت تعلم أنه @@@ حق وأنت بذكره متهاون
أن المنية لا تؤامر من أتت @@@ في نفسه يوما ولا تستأذن
فقلت الحمد الله الذي وفق أمير المؤمنين لإنشاد مثل هذه الأبيات فقال بل لله المنة إذا ألهمنا لذكره ووفقنا لشكره ألم تسمع قول الحسن البصري في أهل المعاصي هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم ( 422 )
9 - وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء قال الذهبي كان في هذا العصر رأس الأشعرية أبو إسحاق الإسفراييني ورأس والمعتزلة القاضي عبد الجبار ورأس الرافضة الشيخ المفيد ورأس الكرامية محمد بن الهيصم ورأس القراء أبو الحسن الحمامى ورأس المحدثين الحافظ عبد الغني بن سعيد ورأس الصوفية أبو عبد الرحمن السلمى ورأس الشعراء أبو عمر ابن دراج ورأس المجودين ابن البواب ورأس الملوك السلطان محمود بن سبكتكين قلت ويضم إلى هذا رأس الزنادقة الحاكم بأمر الله ورأس اللغويين الجوهري ورأس النجاة ابن جني ورأس البلغاء البديع ورأس الخطباء ابن نباتة ورأس المفسرين أبو القاسم بن حبيب النيسابوري ورأس الخلفاء القادر فإنه من أعلامهم تفقه وصنف وناهيك بأن الشيخ تقي الدين بن الصلاح عدة من الفقهاء الشافعية وأورده في طبقاتهم ومدته في الخلافة من أطول المدد . ( 422 )
10 - اشتد الخطب ببغداد بأمر الحرامية وأخذوا أموال الناس عيانا وقتلوا صاحب الشرطة وأخذوت لتاجر ما قيمته عشرة آلاف ديناروبقي الناس لا يجسرون إن يقولوا فعل البرجمي فوفا منه بل يقولوا عنه القائد أبو علي وإشتهر عنه إنه لا يتعرض لامرأة ولا يدع أحدا يأخذ شيئا عليها ( 424 )
11 - قويت شوكة الغز وتملك بنو سلجوق خراسان وأخذوا البلاد من السلطان مسعود ( 430 )
12 - لقب أبو منصور بن السلطان جلال الدولة بالملك العزيز وهو أول من لقب بهذا النوع من ألقاب ملوك زماننا
( 430 )
13 - أبو القاسم المعتمد بن عباد القاضي محمد بن إسمعيل بن عباد بن قريش اللخمي الإشبيلي الذي ملكه أهل اشبيلية عليهم عند ما قصدهم الظالم يحيى بن علي الادريسي الملقب بالمستعلي وكانت لصاحب الترجمة اخبار ومناقب وسيرة عالية قال ابن خلكان كان المعتمد المذكور صاحب قرطبة واشبيلية وما والاهما من جزيرة الأندلس وفيه وفي أبيه المعتضد يقول بعض الشعراء
من نبي المنذرين وهو انتساب @@@ زاد في فخره بنو عباد
فتيه لم تلد سواها المعالي @@@ والمعالي قليلة الأولاد
وكان من بلاد الشرق من أهل العريش المدينة القديمة الفاصلة بين الشام ومصر في أول الرمل من جهة الشام فتوجه به أبوه إلى المغرب فاستوطناقرية تومين من إقليم طشاتة من ارض اشبيلية ومحمد هذا أول من نبغ في تلك البلاد وتقدم بإشبيلية إلى أن ولى القضاء بها فأحسن السياسة مع الرعية وتلطف بهم فومقته القلوب وكان يحيى المستعلي صاحب قرطبة مذموم السيرة فتوجه إلى إشبيلية محاصرا لها فلما نزل عليها اجتمع رؤساء إشبيلية وأعيانها وأتو القاضي محمد المذكور وقالوا له ترى ما حل بنا من هذا الظالم وما أفسد من أموال الناس فقم بنا نخرج إليه ونملكك ونجعل الأمر لك ففعل ووثبوا علي يحيى فركب إليهم وهو سكران فقتل وتم الأمر لمحمد ثم ملك وبعد ذلك قرطبة وغيرها ثم قيل له بعد تملكه واستيلائه على البلاد أن هشام بن الحكم في مسجد بقلعة رباح فأرسل إليه من أحضره وفوض الأمر إليه وجعل نفسه كالوزير بين يديه وفي هذه الواقعة يقول الحافظ أبو محمد بن حزم الظاهري في كتابه نقط العروس أعجوبة لم يقع في الدهر مثلها فإنه ظهر رجل يقال له خلف الحضري بعد نيف وعشرين سنة من موت هشام بن الحكم المنعوت بالمؤيد وادعي انه هشام فبويع وخطب له على جميع منابر الأندلس في أوقات شتى وسفك الدماء وتصادمت الجيوش في أمره وأقام المدعي أنه هشام نيفا وعشرين سنة والقاضي محمد بن إسمعيل في رتبة الوزير بين يديه والأمر إليه ولم يزل كذلك إلى أن توفي المدعو هشام فاستبد القاضي محمد بالأمر بعده وكان من أهل العلم والأدب والمعرفة التامة بتدبير الدول ولم يزل ملكا مستقلا إلى أن توفي يوم الأحد تاسع عشرى جمادى الأولى ودفن بقصر إشبيلية وقيل أنه عاش إلى قريب خمسين وأربعمائة واختلف أيضا في مبدأ استيلائه فقيل سنة أربع عشرة وهو الذي ذكره العماد الكاتب في الخريدة وقيل سنة أربع وعشرين ولما مات محمد القاضي قام مقامه ولده المعتضد بالله عباد ( 433 )
14 - استولى طغرلبك السلجوقي على الري وخسر بها عسكره بالقتل والنهب حتى لم يبق بها إلا نحو ثلاثة آلاف نفس وجاءت رسل طغر لبك إلى بغداد فأرسل القاضي الماوردي إليه بذم مما صنع في البلاد ويأمره بالإحسان إلى الرعية فتلقاه طغر لبك واحترمه إجلالا لرسالة الخليفة ( 435 )
15 - توفي أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور أمير قرطبة ورئيسها وصاحبها ساس البلد أحسن سياسة وكان من رجال الدهر حزما وعزما ودعاء ورأيا ولم يتسم بالملك وقال أنا أدبر الناس إلى أن يقوم لهم من يصلح فجعل ارتفاع الأموال بأيدي الاكابر وديعة وصير العوام جندا وأعطاهم أموالا مضاربة وقرر عليهم السلاح والعدة وكان يشهد الجنائز ويعوج المرضي وهو بزي الصالحين لم يتحول من داره الى دار السلطنة وتوفي في المحرم عن إحدى وسبعين سنة وولى بعده ابنه أبو الوليد ( 435 )
16 - الشريف المرتضى نقيب الطالبيين وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق أبو طالب علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسيني الموسوى وله إحدى وثمانون سنة وكان إماما في التشيع والكلام والشعر والبلاغة كثير التصانيف متبحرا في فنون العلم أخذ عن الشيخ المفيد وروى الحديث عن سهل الديباجي الكذاب وولى النقابة بعده ابن أخيه عدنان بن الشريف الرضي قال ابن خلكان كان إماما في علم الكلام والشعر والأدب وله تصانيف على مذهب الشيعة ومقالة في أصول الدين وله ديوان شعر إذا وصف الطيف أجاد فيه وقد أستعمله
كثير من المواضع
وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل هو جمعه أم جمع أخيه الرضى وقد قيل انه ليس من كلام علي وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه والله أعلم وله الكتاب الذي سماه الدرر والغرر وهو في مجالس أملاها تشتمل على فنون في معاني الأدب تكلم فيها على النحو واللغة وغير ذلك وهو كتاب ممتع يدل على فضل كثير وتوسع في الاطلاع على العلوم ( 436 )
17 - أقام المعز بن باديس الدعوة بالمغرب للقائم بأمر الله العباسي وخلع طاعة المستنصر العبيدي فبعث المستنصر جيشا من العرب يحاربونه فذلك أول دخول العربان إلى إفريقية وهم بنو رياح وبنو زغبة وتمت لهم أمور يطول شرحها ( 440 )
18 - المعز بن باديس بن منصور بن بلكين الحميري الصنهاجي صاحب المغرب وكان الحاكم العبيدي قد لقبه شرف الدولة وأرسل له الخلعة والتقليد في سنة سبع وأربعمائة وله تسعة أعوام وكان ملكا جليلا عالي الهمة محبا للعلماء جوادا ممدحا أصيلا في الامرة حسن الديانة حمل أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك وخلع طاعة العبيديين في أثناء أيامه وخطب لخليفة العراق فجهز المستنصر لحربه جيشا وطال حربهم له وخربوا حصون برقة وافرايقية وتوفي في شعبان بالبرص وله ست وخمسون سنة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان واسطة عقد أهل بيته وكانت حضرته محط الآمال وكان مذهب أي حنيفة رضي الله عنه بأفريقية أظهر المذاهب فحمل المعز المذكور جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب مالك بن أنس رضي الله عنه وحسم مادة الخلاف في المذاهب واستمر الحال في ذلك إلى الآن ( 454 )
19 - دخل السلطان أبو طالب محمد بن ميكال سلطان الغز المعروف بطغرلبك بغداد
قال في العبر وهو أول ملوك السلجوقية وأصلهم من أعمال بخارا وهم أهل عمود أول ما ملك هذا الري ثم نيسابور ثم أخذ أخوه داود بلخ وغيرهما واقتسما الممالك وملك طغرلبك العراق وقمع الرافضة وزال به شعارهم وكان عادلا في الجملة حليما كريما محافظا على الصلوات يصوم الخميس والاثنين ويعمر المساجد ودخل بابنة القائم وله سبعون سنة وعاش عقيما ما بشر بولد ومات بالري
وأقيم في السلطنة بعده ابن أخيه عضد الدولة الب أرسلان صاحب خراسان وبعث إليه القائم بالخلع والتقليد قال الذهبي هو أول من ذكر بالسلطان على منابر بغداد وبلغ ما لم يبلغه أحد من الملوك وافتتح بلادا كثيرة من بلاد النصاري واستوزر نظام الملك فأبطل ما كان عليه الوزير قبله عميد الملك من سب الأشعرية فانتصر للشافعية وأكرم إمام الحرمين وأبا القسم القشيري وبنى النظامية قيل وهي أول مدرسة بنيت للفقهاء
وطغرلبك بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وضم الراء وسكون اللام وفتح الموحدة وبعدها كاف هو اسم تركي مركب من طغرل وهو بلغة الترك اسم علم لطائر معروف عندهم وبه سمى الرجل وبك معناه أمير ( 455 )
20 - ولما قام بالمملكة ألب أرسلان أقرالوزير عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري على حاله وزاد في إكرامه ورتبته ثم أنه سيره إلى خوارزم شاه ليخطب له ابنته فارجف اعداؤه انه خطبها لنفسه وشاع ذلك بين الناس فبلغ عميد الملك الخبر فخاف تغير قلب مخدومه عليه فعمد إلى لحيته فحلقها والى مذاكيره فجبها فكان ذلك سبب سلامته من ألب أرسلان وقيل أن السلطان خصاه ثم أن الب ارسلان عزله ونقله إلى مرو الروذ وحبسه في دار وكان في حجرة تلك الدار عياله وكانت له بنت واحدة لا غير فلما احس بالقتل دخل الحجرة وأخرج كفنه وودع عياله وأغلق باب الحجرة وأغتسل وصلى ركعتين وأعطى الذي هم بقتله مائة دينار نيسابورية وقال حقي عليك أن تكفنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم وقال لجلاده قل للوزير نظام الملك بئس ما فعلت علمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الديوان ومن حفر مهواة وقع فيها ومن سن سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ورضى بقضاء الله المحتوم وقتل يوم الأربعاء سادس عشرى ذي الحجة وعمره يومئذ نيف وأربعون سنة ومن العجائب انه دفنت مذاكيره بخوارزم وأريق دمه بمرو الروذ ودفن جسده بقرية كندر وجمجمته ودماغه بنيسابور وحشيت جثته بالتبن ونقلت إلى كرمان وفي ذلك عبرة لمن اعتبروا كندر قرية من قرى طرثيث من نواحي نيسابور ( 456 )
21 - خرج أرمانوس الرومي في مائتي ألف فارس من الروم والفرنج والكرج بالزاي والجيم وأرسل إليه السلطان ألب أرسلان يريد المهادنة فأبى فاستعد للشهادة وعهد إلى ولده ملكشاه ثم حمل عليهم في خمسة عشر ألف فارس فأعطاه الله النصر وقتل ما لا يحصى وأسر كثيرا وجيء بملكهم إلى بين يديه فضربه بيده ثم فاداه بألف ألف وخمسمائه الف دينار وبكل اسير معهم من المسلمين ولما اطلقه خلع عليه وهادنه خمسين سنة وزوده عشرة آلاف دينار ( 463 )



22 - المعتضد بالله أبو عمرو عباد بن القاضي محمد بن اسمعيل بن عباد اللخمي صاحب إشبيلية ولى بعد أبيه وكان شهما مهيبا صارما ذا هيبة مقداما جرى على سنن أبيه ثم تلقب بأمير المؤمنين وقتل جماعة صبرا وصادر آخرين ودانت له الملوك
وأخبار المعتضد في جميع انحائه وضروب أفعاله بديعة وكان ذا كلف بالنساء فاستوسع في اتخاذهن وخلط في أجناسهن فانتهى في ذلك إلى مدى لم يبلغه أحد من نظرائه ففشا نسله لتوسعته في النكاح وقوته عليه فذكر انه كان له من الولد نحو العشرين ذكورا ومن الإناث مثلهم
ولم يزل في عز سلطانه واغتنام مساره حتى أصابته علة الذبحة فلم تطل مدتها ولما أحس بتداني حمامه استدعى مغنيا يغنيه ليجعل ما يبدأ به فألا فأول ما غنى
نطوي الليالي علما أن ستطوينا @@@ فشعشعيها بماء المزن واسقينا
فتطير من ذلك ولم يعش بعده سوى خمسة أيام وقبل انه ما غنى منها إلا خمسة أبيات . ( 464 )
23 - قتل أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق الملقب عضد الدولة ألب أرسلان وهو ابن أخي السلطان طغرلبك وتقدم ذكره واستولى ألب أرسلان على الممالك بعد عمه طغرلبك وعظمت مملكته ورهبت سطوته وفتح من البلاد ما لم يكن لعمه مع سعة ملك عمه فقصد هذا بلاد الشام فانتهى إلى مدينة حلب وصاحبها يومئذ محمود بن نصر بن صالح بن برداس الكلابي فحاصره مدة ثم جرت المصالحة بينهما فقال ألب أرسلان لا بد له من دوس بساطى فخرج إليه محمود ذليلا ومعه أمه فتلقاهما بالجميل وخلع عليهما وأعادهما إلى البلد ورحل عنهما قال المأموني في تاريخه قيل انه لم يعبر الفرات في قديم الزمان ولا حديثه في الإسلام ملك تركي قبل ألب أرسلان فانه أول من عبرها من ملوك الترك
وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وأربعمائة وكانت مدة مملكته تسع سنين واشهر ونقل إلى مرو ودفن عند قبر أبيه داود وعمه طغرلبك ولم يدخل بغداد ولا رآها مع إنها كانت داخلة في مملكته وهو الذي بنى على قبر الأمام أبي حنيفة رضي الله عنه القبة وبني ببغداد مدرسة أنفق عليها أموالا عظيمة وألب أرسلان بفتح الهمزة وسكون اللام وبعدها باء موحدة اسم تركي معناه شجاع أسد فالب شجاع وأرسلان أسد وقال في العبر كان ألب أرسلان في آخر دولته من أعدل الناس وأحسنهم سيرة وأرغبهم في الجهاد وفي نصر الإسلام وكان أهل سمر قند قد خافوه وابتهلوا إلى الله وقرأوا الختم ليكفيهم أمر ألب أرسلان فكفوا ( 465 )
24 - عمل السلطان ملكشاه الرصد وانفق عليه أموالا عظيمة قال
السيوطي فيها جمع نظام الملك المنجمين وجعلوا النيروز أول نقطة من الحمل وكان قبل ذلك عند دخول الشمس نصف الحوت وصار ما فعله النظام مبدأ التقاويم ( 467 )
25 - القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد بن اسحق بن المقتدر العباسي توفي في شعبان وله ست وسبعون سنة وبقى في الخلافة أربعا وأربعين سنة وتسعة أشهر وأمه أرمنية كان ابيض مليح الوجه مشربا حمرة ورعا دينا كثير الصدقة له علم وفضل من خير الخلائف ولا سيما بعد عوده إلى الخلافة في نوبة البساسيري فأنه صار يكثر الصيام والتجهد غسله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى شيخ الحنابلة وبويع حفيده المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم ( 467 )
26 - أبو الحسن علي بن محمد الصليحي القائم باليمن كان أبوه قاضيا باليمن سيء العقيدة وكان الداعي عامر بن عبد الله الرواحي يتردد إليه لرياسته وصلاحه فاستمال الداعي ولده المذكور وهو دون البلوغ قيل انه رأى حليته في كتاب الصور وتنقل حاله وما يؤول إليه وهو عندهم من الذخائر القديمة المظنونة فاطلعه على ذلك وكتمه عن أبيه وأهله ومات الرواحي على القرب من ذلك وأوصى له بكتبه فعكف على درسها مع فطنته فلم يبلغ الحلم حتى تضلع من علوم الباطنية الضلالية الأوهامية الإسمعيلية متبصرا في علم التأويل المخالف لمفهوم التنزيل وكان قد قام بالدعوة الباطنية قبل الصليحي علي بن فضل من ولد جنفر بن سبأ سنة سبعين ومائتين وملك تهامة وجبالها وطرد الناصر بن الهادي ( 474 )
27 - عزم أهل حران وقاضيهم ابن جلبة الحنبلي على تسليم حران إلى جنق أمير التركمان لكونه سنيا وعصوا على مسلم بن قريش صاحب الموصل لكونه رافضيا ولكونه مشغولا بمحاصرة دمشق مع المصريين كانوا يحاصرون بها تاج الدولة تتش فأسرع إلى حران ورماها بالمجانيق وأخذها وذبح القاضي وولديه رحمهم الله تعالى ( 476 )
28 - أخذ الأذفونش لعنه الله مدينة طليطلة من الأندلس بعد حصار سبع سنين فطغى وتمرد وحملت إليه ملوك الأندلس الضريبة حتى المعتمد بن عباد ثم استعان المعتمد على حربه بالملثمين وأدخلهم الأندلس ( 478 )
29 - أبو علي بن الوليد شيخ المعتزلة محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الكرخي وله اثنتان وثمانون سنة أخذ عن أبي الحسين البصري وغيره وبه انحرف ابن عقيل عن السنة قليلا وكان ذا زاهد وورع وقناعة وتعبد وله عدة تصانيف ولما افتقر جعل ينقض داره ويبيع خشبها ويتقوت وكانت من حسان الدور ببغداد ( 478 )
30 - كانت وقعة الزلاقة بين الأدفونش والمعتمد بن عباد ومعه الملثمون فأتوا الزلاقة من عمل بطليوس فالتقى الجمعان فوقعت الهزيمة على الملاعين وكانت ملحمة عظيمة في أول جمعة من رمضان وجرح المعتمد عدة جراحات سليمة وطابت للملثمين فعمل أميرهم ابن تاشفين على ملكها ( 479 )
31 - أعيدت الخطبة العباسية بالحرمين وقطعت خطبة العبيديين ( 479 )
32 - أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سبتة ومراكش إلى المعتمد أن يسلطنه وان يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الخلع والاعلام والتقليد ولقبه بأمير المؤمنين ففرح بذلك وسربه فقهاء المغرب وهو الذي انشأ مدينة مراكش ( 479 )
33 - كانت فتنة هائلة لم يسمع بمثلها بين السنة والرافضة وقتل بينهم عدد كثير وعجز والى البلد واستظهرت السنة بكثرة من معهم من أعوان الخليفة واستكانت الشيعة وذلوا ولزموا التقية وأجابوا إلى أن كتبوا على مساجد الكرخ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ( 483 )
34 - نظام الملك الوزير أبو علي الحسن بن علي بن اسحق الطوسي قوام الدين كان من جلة الوزراء ذكره ابن السمعاني فقال كعبة المجد ومنبع الجود وكان مجلسه عامرا بالقراء والفقهاء أنشأ المدارس بالأمصار ورغب في العلم وأملى وحدث عاش ثمانيا وسبعين سنة أتاه شاب صوفي الشكل من الباطنية ليلة عاشر رمضان فناوله قصة ثم ضربه بسكين في صدره فقضى عليه فيقال أن ملكشاه دس عليه هذا والله أعلم
وكان إذا سمع الاذان امسك عن جميع ما هو فيه وكان إذا قدم عليه إمام الحرمين والإمام القشيري بالغ في اكرامهما وأجلسهما في مستنده وبنى المساجد والربط وهو أول من أنشأ المدارس فاقتدى الناس به وسمع نظام الملك الحديث وأسمعه وكان يقول أني أعلم أني لست أهلا لذلك ولكني أريد اربط نفسي في قطار النقلة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروي له من الشعر قوله
بعد الثمانين ليس قوة @@@ قد ذهبت شرة الصبوة
كأنني والعصا بكفى @@@ موسى ولكن بلا نبوة ( 485 )
35 - السلطان ملكشاه أبو الفتح جلال الدولة بن السلطان ألب أرسلان محمد بن داود السلجوقي التركي تملك بلاد ما وراء النهر وبلاد الهياطلة وبلاد الروم والجزيرة والشام والعراق وخراسان وغير ذلك قال في العبر ملك من مدينة كاشغر الترك إلى بيت المقدس طولا ومن القسطنطينية وبلاد الخزر إلى نهر الهند عرضا وكان حسن السيرة محسنا إلى الرعية وكانوا يلقبونه بالسلطان العادل وكان ذا غرام بالعمائر والصيد مات في شوال بعد وزيره النظام بشهر فقيل انه سم في خلال ونقل في تابوت فدفن بأصبهان في مدرسة كبيرة له ( 485 )
36 - المقتدى بالله أبو القاسم عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله احمد بن الأمير اسحق بن المقتدر العباسي بويع بالخلافة بعد جده في ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وله تسع عشرة سنة وثلاثة اشهر قال السيوطي في تاريخ الخلفاء مات أبوه في حياة القائم وهو حمل فولد بعد وفاة أبيه بستة اشهر وأمه أم ولد اسمها ارجوان وبويع له بالخلافة عند موت جده وكانت البيعة بحضرة الشيخ أبي اسحق الشيرازي وابن الصباغ والدامغاني وظهر في أيامه خيرات كثيرة وآثار حسنة في البلدان وكانت قواعد الخلافة في أيامه باهرة وافرة الحرمة بخلاف من تقدمه ومن محاسنه انه نفى المغنيات والحواظي ببغداد وأمر أن لا يدخل أحد الحمام إلا بمئزر وخرب ابراج الحمام صيانة لحرم الناس وكان دينا خيرا قوى النفس عالي الهمة من نجباء بني العباس ( 487 )
37 - المستنصر بالله أبو تميم معد بن الظاهر علي بن الحاكم بأمر الله منصور ابن العزيز بن المعز العبيدي الرافضي صاحب مصر وكانت أيامه ستين سنة وأربعة أشهر وقد خطب له ببغداد في سنة إحدى وخمسين ومات في ذي الحجة عن ثمان وستين سنة وبويع بعده ابنه المستعلى
وقال ابن خلكان اتفق للمستنصر هذا أمور لم تتفق لغيره وسردها منها انه أقام في الأمر سنين سنة وهذا شيء لم يبلغه أحد من أهل بيته ولا من بني العباس ومنها انه ولى وهوابن سبع سنين ومنها انه حدث في أيامه الغلاء العظيم الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف عليه السلام وأقام سبع سنين وأكل الناس بعضهم بعضا وكانت ولادته صبيحة يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة وتوفي في ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجة وهذه الليلة تسمى عيد الغدير أعني غدير خم بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم اسم مكان
بين مكة والمدينة فيه غدير ماء يقال انه غيض هناك فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم على منى كهرون من موسى اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وللشيعة فيه تعلق كبير وهذا المكان موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحمى
( 487 )
38 - أبو يوسف القزويني عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار شيخ المعتزلة وصاحب التفسير الكبير الذي هو أزيد من ثلثمائة مجلد درس الكلام علي القاضي عبد الجبار بالري وسمع منه ومن أبي عمر بن مهدي الفارسي وتنقل في البلاد ودخل مصر وكان صاحب كتب كثيرة وذكاء مفرط وتبحر في المعارف وإطلاع كثير إلا انه كان داعية إلى الاعتزال مات في ذي القعدة وله خمس وتسعون سنة وأشهر ( 488 )
39 - المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد عباد بن القاضي محمد بن اسمعيل اللخمي الاندلسي صاحب الأندلس كان ملكا جليلا وعالما ذكيا وشاعرا محسنا وبطلا شجاعا وجوادا ممدحا كان بابه محط الرحال وكعبة الآمال وشعره في الذروة العليا ملك من الأندلس من المدائن والحصون والمعاقل مائه وثلاثين سورا وبقى في المملكة نيفا وعشرين سنة وقبض عليه أمير المسلمين ابن تاشفين لما قهره وغلب على ممالكه وسجنه بأغمات حتى مات في شوال بعد أربع وستين سنة وخلع من ملكه عن ثمانمائة سرية ومائة وسبعين ولدا وكان راتبه في اليوم ثمانمائة رطل لحم قاله جميعه في العبر وقال ابن خلكان جعل خواص الأمير يوسف بن تاشفين يعظمون عنده بلاد الأندلس لأنهم كانوا بمراكش وهي بلاد بربر وأجلاف العربان فجعلوا يحسنون له أخذ الأندلس ويوغرون قلبه على المعتمد بأشياء نقلوها عنه فتغير عليه وقصده فلما انتهى إلى سبتة جهز إليه العساكر وقدم عليها سيرين بن أبي بكر الاندلسي فوصل إلى إشبيلية وبها المعتمد فحاصره أشد محاصرة وظهر من مصابرة المعتمد وشدة بأشه وتراميه على الموت بنفسه ما لم يسمع بمثله والناس بالبلد قد استولى عليهم الفزع وخامرهم الجزع يقطعون سبلها سياحه ويخوضون نهرها سباحه ويترامون من شرفات الأسوار فلما كان يوم الأحد عشرى رجب سنة أربع وثمانين هجم عسكر الأمير يوسف البلد وشنوا فيه الغارات ولم يتركوا لأحد شيئا وخرج الناس من منازلهم يسترون عوراتهم بأيديهم وقبض على المعتمد وأهله
ولما أخذ المعتمد قيدوه من ساعته وجعل مع أهله في سفينة قال ابن خاقان في قلائد العقيان ثم جمع هو وأهله وحملتهم الجواري المنشآت وضمتهم كأنهم أموات بعد ما ضاق عنهم القصر وراق منهم العصر والناس قد حشروا بضفتي الوادي وبكوا بدموع الغوادي فساروا والنوح يحدهم والبوح باللوعة لا يحدوهم وفي ذلك يقول ابن اللبانة
تبكي السماء بدمع رائحٍ غادي @@@ على البهاليل من أبناء عباد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ @@@ في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
وقال في هذه الحال وصفتها ابن حمد يس الصقلي
ولما رحلتم بالندى في أكفكم @@@ وقلقل رضوى منكم وثبير
رفعت لساني بالقيامة قد دنت @@@ فهذي الجبال الراسيات تسير
وتألم المعتمد يوما من قيده وضيقه وثقله فأنشد
تبدلت من ظل عز البنود @@@ بذل الحديد وثقل القيود
وكان حديدي سنانا ذليقا @@@ وعضبا رقيقا صقيل الحديد
وقد صاز ذاك وذا أدهما @@@ يعضعض ساقي عض الأسود
ثم انهم حملوه إلى الأمير يوسف بمراكش فأمر بإرسال المعتمد إلى مدينة اغمات واعتقله بها فلم يخرج إلى الممات
وفي اعتقاله يقول أبو بكر الداني قصيدته المشورة التي أولها
لكل شيء من الاشياء ميقات @@@ وللمنى من مناياهن غايات
والدهر في صبغة الحرباء منغمس @@@ ألوان حالاته فيها استحالات
ونحن من لعب الشطرنج في يده@@@ وربما قمرت بالبيدق الشاة
انفض يديك من الدنيا وساكنها @@@ فالأرض قد اقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت @@@ سريرة العالم العلوي أغمات
وهي طويلة ودخل عليه يوما بناته السجن وكان يوم عيد وكن يغزلن للناس بالأجرة في أغمات حتى أن أحداهن غزلت لبيت صاحب الشرطة الذي كان في خدمة أبيها وهو في سلطانه فرآهن في إطماررثة وحالة سيئة فصدعن قلبه وأنشد
فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً @@@ فساءك العيد في أغمات مأسوراً
ترى بناتك في الاطمار جائعة @@@ يغزلن للناس لا يملكن قمطيرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة @@@ أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية @@@ كأنها تطأ مسكا وكافورا
ومنها
قد كان دهرك أن تأمره ممتثلا @@@ فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في دهر يسر به @@@ فإنما بات بالأحلام مغرورا
وله
قالت لقد هِنّا هُنَا @@@ مولاي أين جاهنا
قلت لها إلى هنا @@@ صيرنا إلهنا
وأشعار المعتمد وأشعار الناس فيه كثيرة وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة بمدينة باجة من بلاد الأندلس وملك بعد وفاة أبيه هناك وتوفي في السجن باغمات حادي عشر شوال وقيل في الحجة رحمه الله ومن النادر الغريب انه نودى في جنازته بالصلاة على الغريب بعد عظم سلطانه وجلالة وشأنه فتبارك من له البقاء والعزة والكبرياء واجتمع عند قبره جماعة من الشعراء الذين كانوا يقصدونه بالمدائح ويجزل لهم المنائح فرثوه بقصائد مطولات وأنشدوها عند قبره وبكوا عليه ( 488 )
40 - انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان وأعمالها وقويت شوكتهم وأخذت الفرنج بيت المقدس بكرة الجمعة لسبع بقين من شعبان بعد حصار شهر ونصف قال ابن الأثير قتلت الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين آلفا وقال ابن الجوزى في الشذور أخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل قنديل وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم وأخذوا تنور فضة وزنه أربعون رطلا وأخذوا نيفا وعشرين قنديلا وعشرين قنديلا من ذهب ( 492 )
41 - كثرت الباطنية بالعراق والجبل وزعيمهم الحسن بن صباح فملكوا القلاع وقطعوا السبيل وأهم الناس شأنهم واستفحل أمرهم لاشتغال أولاد ملكشاه بنفوسهم ( 494 )
42 - ظهر بنهاوند رجل ادعى النبوة وكان ساحرا صاحب مخاريق فتبعه خلق وكثرت عليهم الأموال وكان لا يدخر شيئا فأخذ وقتل ولله الحمد ( 499 )
43 - يوسف بن تاشفين أبو يعقوب أمير المسلمين وملك الملثمين وهو الذي اختط مدينة مراكش وكان عظيم الشأن كبير السلطان معتدل القامة أسمر اللون نحيف الجسم خفيف العارضين دقيق الصوت وكان يخطب لبني العباس وهو أول من تسمى بأمير المسلمين ولم يزل على حاله وعزة سلطانه إلى أن توفي يوم الاثنين ثالث محرم هذه السنة وعاش تسعين سنة ملك منها خمسين سنة قال ابن الأثير في تاريخه كان حسن السيرة خيرا عادلا يميل إلى أهل العلم والدين ويكرمهم ويحكمهم في بلاده ويصدر عن رأيهم وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام فمن ذلك أن ثلاثة نفر اجتمعوا فتمنى أحدهم ألف دينار يتجر بها وتمنى الآخر زوجته وكانت من أحسن النساء ولها الحكم
في بلاده وتمنى الآخر عملا فبلغه الخبر فأحضرهم وأعطى متمنى المال ألف دينار واستعمل الآخر وقال للذي تمنى زوجته با جاهل ما حملك على هذا الذي لا تصل إليه ثم أرسله إليها فتركته في خيمة ثلاثة أيام يحمل إليه في كلها طعام واحد ثم أحضرته وقالت له ما أكلت في هذه الثلاثة أيام فقال طعاما واحد فقالت كل النساء شيء واحد وأمرت له بمال وكسوة وأطلقته( 500 )



 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس
قديم 12-18-2018, 10:47 PM   #63
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : 10-06-2022 (11:52 PM)
 المشاركات : 89,909 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



11- الطرائف والملح والغرائب والعجائب

1 - ابن وجه الجنة أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي الخزاز شيخ ابن حزم روى عن قاسم بن أصبغ وطائفة وكان عدلا صالحا ( 402 )
2 - ذو القرنين أبو المطاع المطاع بن الحسن بن عبد الله بن حمدان وجيه الدولة بن ناصر الدولة الموصلي الأديب الشاعر الأمير ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعمائة وعزل بعد أشهر من جهة الحاكم ثم وليها لابنه الظاهر سنة اثنتي عشرة وعزل ثم وليها ثالثا سنة خمس عشرة فبقى إلى سنة تسع عشرة وله شعر فائق ( 428 )
3 - رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أبو الحسن الدمشقي المقرئ المحدث قرأ بدمشق ومصر وبغداد بالروايات ( 444 )
4 - فيها كما قال ابن الأثير وابن الجوزي والذهبي والسيوطي ولدت بنت لها رأسان ورقبتان ووجهان على بدن واحد ببغداد بباب الأزج وماتت ( 458 )
5 - أبو الفرج الزاز بالزاي المكررة عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن زاز ابن حميد الأستاذ السرخسي ثم المروزي فقيه مرو كان لا يأكل الأرز لأنه يحتاج إلى ماء كثير ( 494 )



 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس
قديم 12-18-2018, 10:47 PM   #64
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : 10-06-2022 (11:52 PM)
 المشاركات : 89,909 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



12- الكوارث

1 - فيهاكان الغلاء المفرط بالعراق حتى أكلوا الكلاب والحمر ( 411 )
2 - كانت الزلزلة العظمي بتبريز فهدمت أسوارها وأحصى من هلك تحت الردم فكانوا أكثر من أربعين ألفا ( 434 )
3 - وفيها كان القحط الشديد بديار مصر والوباء المفرط وكانت العراق تموج بالفتن والخوف والنهب من جماعة طغرلبك ومن الأعراب ومن البساسيري قال ابن الجوزي في الشذور ثم وقع الغلاء والوباء في الناس وفسد الهواء وكثر الذباب واشتد الجوع حتى أكلوا الميتة وبلغ المكوك من بزر البقلة سبعة دنانير والسفرجلة والرمانة دينار والخيارة واللينوفرة دينار وعم الغلاء والوباء جميع البلاد وورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارا فوجودا عند الصباح موتى أحدهم على باب البيت والثاني على رأس الدرجة والثالث على الثياب المكوره ( 448 )
4 - فيها كما قال في الشذور بلغت كارة الخشكار أي النخالة عشرة دنانير ومات من الجوع خلق كثير وأكلت الكلاب وورد كتاب من بخاري انه وقع في تلك الديار وباء حتى أخرج في يوم ثمانية عشر ألف جنازة وأحصى من مات إلى تاريخ هذا الكتاب ألف ألف وستمائة وخمسون آلفا وبقيت الأسواق فارغة والبيوت خالية ووقع الوباء باذربيجان وأعمالها والأهواز وأعمالها وواسط والكوفة وطبق الأرض حتى كان يحفر للعشرين والثلاثين زبية فيلقون فيها وكان سببه الجوع وباع رجل أرضا له بخمسة أرطال خبز فأكلها ومات في الحال وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور وكسروا المعازف وتصدقوا بمعظم أموالهم ولزموا المساجد وكان كل من اجتمع بامرأة حراما ماتا من ساعتهما ودخلوا على مريض قد طال نزعه سبعة أيام فأشار بأصبعه إلى بيت في الدار فإذا بجانبه خمر فقلبوها فمات وتوفي رجل كان مقيما بمسجد فخلف خمسين الف درهم فلم يقبلها احد ورميت في المسجد فدخل أربعة أنفس ليلا إلى المسجد فماتوا ودخل رجل على ميت مسجي بلحاف فاجتذبه عنه فمات وطرفه في يده ( 449 )
5 - فيها على ما قال ابن الأثير وابن الجوزى واللفظ له كانت زلزلة بفلسطين وغيرها أهلكت من أهل الرملة خمسة عشر آلفا ووقعت شرافتان من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشقت الأرض عن كنوز من المال وانشقت صخرة بيت المقدس ثم عادت فالتأمت وغار البحر من الساحل مسيرة يوم وساح في البر ودخل الناس إلى أرضه يلتقطون فرجع عليهم فأهلك خلقا كثيرا منهم وبلغت هذه الزلزلة إلى الرحبة والكوفة ( 460 )
6 - في نصف شعبان منها احترق جامع دمشق كله من حرب وقع بين الدولة فضربوا بالنار دارا مجاورة للجامع فقضى الأمر واشتد الخطب وأتى الحريق على سائره ودثرت محاسنه وانقضت مدة ملاحته ( 461 )
7 - أقيمت الخطبة العباسية بالحجاز وقطعت خطبة المصريين لاشتغالهم بماهم فيه من القحط والوباء الذي لم يسمع في الدهور بمثله وكاد الخراب يستولي على وادي مصر حتى أن صاحب مرآة الزمان نقل أن امرأة خرجت وبيدها مدجوهر فقالت من يأخذه بمد بر فلم يلتفت إليها أحد فألقته في الطريق وقالت هذا ما نفعني وقت الحاجة فلا أريده فلم يلتفت أحد إليه ( 462 )
8 - كان الغرق الكثير ببغداد فهلك خلق تحت الردم وأقيمت الجمعة في الطيار( نوع من السفن) على ظهر الماء وكان الموج كالجبال وبعض المحال غرقت بالكلية وبقيت كأن لم تكن وقيل أن ارتفاع الماء بلغ ثلاثين ذراعا ( 466 )



 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس
قديم 12-18-2018, 10:48 PM   #65
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : 10-06-2022 (11:52 PM)
 المشاركات : 89,909 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



13- أقوال مأثورة

1 – سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي مفتي خراسان سئل عن الشطرنج فقال إذا سلم المال من الخسران والصلاة من النسيان فذلك أنس بين الأخوان وكتبه سهل بن محمد بن سليمان وله ألفاظ حسنة منها من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه وقوله انما يحتاج الى اخوان العشرة لزمان العسرة ( 404 )

2 - أبو علي الدقاق الحسن بن علي النيسابوري الزاهد العارف شيخ الصوفية توفي في ذي الحجة
قال الغزالي وكان زاهد زمانه وعالم أوانه وأتاه بعض أكابر الأمراء فقعد على ركبتيه بين يديه وقال عظني فقال أسألك عن مسئلة وأريد الجواب بغير نفاق فقال نعم فقال أيما أحب إليك المال أو العدو قال المال قال كيف تترك ما تحبه بعدك وتستصحب العدو الذي لا تحبه معك فبكى وقال نعم الموعظة هذه ومن كلامه من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس وقال من علامة الشوق تمني الموت على بساط العوافي كيوسف لما ألقي في الجب ولما أدخل السجن لم يقل توفني ولما تم له الملك والنعمة قال توفني وكان كثيرا ما ينشد
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت @@@ ولم تخف شر ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها @@@ وعند صفو الليالي يحدث الكدر

3 - صريع الدلاء قتيل الغواشي محمد بن عبد الواحد البصري الشاعر الماجن صاحب المقصورة المشهورة
وله قصيدة في المجون ختمها ببيت لو لم يكن له فى الجد سواه لبلغ درجة الفضل وأحرز معه قصب السبق وهو
من فاته العلم وأخطاه الغنى @@@ فذاك والكلب على حال سوا ( 412 )

14- الكرامات
أبو حليم الخبري نسبة إلى خبر بنواحي شيراز كان فقيها صالحا وكان يكتب في مصحف فألقى القلم من يده واستند وقال والله أن هذا هو موت هنى طيب ثم مات رحمه الله تعالى ( 476 )

م0ن


 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس
إضافة رد

       

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
       
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

 

ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط

 

 


الساعة الآن 05:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd


F.T.G.Y 3.0 BY:
D-sAb.NeT © 2011

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
This site is safe