السلآم عليكُم ورحمُة الله وبركآته
رغم أنني تابعت الحلقة من بدايتها في برنامج (الملعب) وتدرجت مع مستوى الإفصاح عن السر الخطير ، إلا أنني لا أكاد أصدق حتى هذه اللحظة أن الشاب الأقوى في ساحة التحكيم منذ سنتين والقادم بقوة وثقة متناهية (فهد المرداسي – 26 سنة) خلع قميص التحكيم أو سيخلعه للأبد..!
وفي المقام ذاته لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن يسبقه غيره أو يلحق به آخرون بمن فيهم من لازالوا (يحبون) في عالم التحكيم مادام أن الطعن في نزاهة الحكم والسب والشتم لايتورع كثيرون في كيلها لأسياد الملاعب، وتأثيرها في (هد المعنويات) و (هز الثقة) أقوى وأسرع من تأخر المستحقات التي تبقى قيد (صندوق رعاية الشباب) سنوات وسنوات، وأقوى أيضا من التعب النفسي والبدني والاجتماعي من جراء مواجهة الصرف من الجيب وتباعد المسافات بين ملعب وآخر وعدم وجود حجوزات والتأثير على العمل الرسمي بكل منغصاته التي لاتتوقف عند حد معين سواء في الاستئذان أو عدم القيام بأعباء العمل وواجباته على أكمل وجه أو التأثير على المستقبل الوظيفي....
الواضح أن الشاب فهد المرداسي يعاني من طريقة (الإدارة) التحكيمية، وكان يواجهها مثل غيره بالصبر والتحمل والعشم في التغيير وخصوصا أنه قطع مشوارا مميزا في مجاله الذي أحبه وما زال يعشقه، وهذا ماكرره في حديثه مرارا، لكن الأقوى والأقسى (الكلمات التجريحية والاتهامات التي تصل حد الخيانة...!!!)،
وفي المقابل عدم ظهور من يدافع عنه وعن زملائه بصفة رسمية سواء ببيان أو تصريح، زاد في ذلك (غبنا) و (قهرا) تفاعل الجهات المعنية في اتحاد القدم مع ردة فعلها تجاه ماواجهه الدكتور الخبير صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف حينما تلقى رسائل مسيئة على هاتفه الجوال، واستنفر المعنيون دفاعا وتوعدا بعقوبات للتعاونيين.
بالطبع لا إعتراض على هذا التصرف المثالي من اتحاد القدم للذب عن أحد مسؤوليه المهمين، ولكن المشكلة في عدم فعل مايوازي ذلك ولو بنسبة أقل كثيرا حينما تعرض حكام وغيرهم بإساءات (علنية)، وخصوصا الحكام الذين يُشتمون ويُخوًنون عبر وسائل الإعلام من مسؤولين كثر في الأندية ومن نقاد، وهذا ما أشار إليه الحكم المتقد نجاحا وجرأة وثقة في حديثه المباشر عبر القناة الرياضية.
وسبق وعبر آخرون من غير سلك التحكيم عن فرحتهم بخطوة اتحاد القدم دفاعا عن الدكتور صالح بن ناصر، مطالبين بأن يكون هذا شموليا وبما ثبت (العدل) مع الجميع وأنه لافرق بين مسؤول وآخر ممن يعملون تحت منظومة اتحاد القدم، والأسوأ أن تكون المعاناة مضاعفة أضعافا كثيرة لمن هم في مناصب أقل ويتحملون ضغوط الملعب والشارع والصحافة والمجتمع والمتهورين في وسائل الإعلام، في حين أن من يعمل تحت (طقس) المكيفات وفي أرقى المباني من يمسهم بكلمة يتم التصدي لهم بعقوبات مغلظة، وبالتالي لابد من الانفجار على غرار مشهد الحكم الصاعد بقوة فهد المرداسي الذي (علق الجرس) ليس في محيط مدرسته بل (على الملأ)..!!
وهنا نعيد ونكرر بأننا – بكل فخر – نبهنا لمشاكل من هذا النوع وبهكذا أسلوب وأننا سنخسر كثيرا وقد نصل إلى مرحلة العدم، ولا نستبعد الآن أن يكون هذا مؤشر
لـ (انفراط السبحة) وفي المقابل – وللأسف الشديد – كثيرون يقرعون الحكام ويهاجمونهم ويعمقون معاناتهم، فإذا بها هذه المرة تأتي من (رئيسهم عمر المهنا) الذي أكن له كل تقدير واحترام وأعتز بعلاقتي به، ولكن المشكلة الأزلية ليست في (رئيس اللجنة) بل في منظومة الرياضة وعجز القياديين عن التناغم مع مشاكل التحكيم وعجز أكبر في التصدي لأغلب رؤساء الأندية، حتى أن عقوبات (بعضهم) تكتب على استحياء وتلصق (باسم النادي)..!!
المرداسي قالها بالفم المليان (التحكيم ينهار ..وظهوري بهذه الصورة الصريحة أتمناه في مصلحة الحكام القادمين، نحن نخاف الله وهمنا إرضاء المولى عز وجل أولا ثم ضمائرنا، وبكل سهولة يأتي من يتهمنا في نزاهتنا، ماذا بعد النزاهة؟ والأسوأ صمت المسؤولين، اعتزالي نهائي ولا رجعة فيه رغم أن من طموحاتي التحكيم في المونديالات الأربع القادمة).
ياليت البعض وخصوصا القياديين ومن هم في إطار (البطانة) يعيدون قراءة الأسطر السابقة بين القوسين أو إذا كان لديهم إحساس بقيمة وصدى وأثر وخطر اعتزال أحد أفضل الحكام الحاليين أن يعودوا لحلقة برنامج الملعب ويشاهدوا وينصتوا مرة واثنتين ربما يصحصحوا.
ربما يقول قائل، دعنا نسمع عمر المهنا ونتعرف على ردة فعل القيادي الأول الأمير نواف بن فيصل الذي نثق كثيرا في تطلعاته وحرصه، وسأجيب بالإيجاب، لكنني أربط مايحدث للحكام منذ سنوات وسنوات بحلقة تمثيلية عن (التحكيم) ضمن (مسلسل) منوع باسم (سكتم بكتم) بطله الممثل القدير (فايز المالكي) وباقي رفاقه في رمضان الماضي في القناة الأولى، وسبق وطلبت من القناة الرياضية إعادة الحلقة الخاصة بالتحكيم لأنها جسدت المعاناة في قالب كوميدي أكثر من رائع، وبهذه المناسبة أتمنى من القناة الرياضية أن تعيدها، وكلي ثقة أن كثيرين سيطالبون بإعادتها أكثر من مرة وستترك ردة فعل قوية جدا على جميع الأصعدة وأعلى المستويات..ياليت القناة الرياضية تعيد مقطعا منها في برنامج (الملعب) تمهيدا لعرضها في يوم آخر حسب الأوقات المناسبة للبرامج.
أنا بطبعي – ولله الحمد – لست متشائما ولا أحبذ أن أنطق الكلمة، لكنني متيقن بدرجة كبيرة أن ماطرقه الحكم الناجح جدا فهد المرداسي ستكون ردة الفعل تجاهه(سكتم بكتم)...!!
والله الهادي إلى سواء السبيل
اخوكم
نبض الهريفي