|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
المنتدى الإسلامي يحتوي المنتدى الإسلامي عن مذهب اهل السنة والجماعة .. وبكل القضايا الاسلامي .. مقالات اسلامي .. مواضيع اسلاميه .. احاديث نبويه .. احاديث قدسية .. ادعية مختاره |
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
تابع صناع المعروف/الحملة 11/الدكتور أحمد المنصوري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مـتـابـعـي بـرنـامـج الشيخ د.أحمد المنصوري على قناة بداية الفضائية كما تعودنا كل يوم أحد يكون هناك موضوع متجدد مع شيخنا الفاضل وموضوع حلقة اليوم عن ..تابع صـــــــنــــائع الـــــمـعروف بإنتظار مشاركتكم وتفاعلاتكم في هذه الصفحة سواء ,,, " تصاميم - فلاشات - كتابات - مواضيع " وفقنا الله وإياكم لكل خير م/ن |
02-14-2012, 07:21 PM | #3 |
وفـي مـــــاســـي
|
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
منتصر بركات الزعبي كمْ مِنْ بليةٍ غائبةٍ في رحمِ الغيبِ , أجهضها معروف بذلته , أو هم فرجته , أو حاجة قضيتها , أو محنة أزحتها , واسمع يا أخي ويا أختي إلى محمد بن الحنفية – رحمه الله – حين يجزم قائلا بأن ( صانعَ المعروفِ لا يقعُ وإذا وقعَ لا يَنْكَسِرُ ) بل ويقسم سيدُنا عليٌّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - في كلمات تلمح فيها بريق الوحي , وتشم منها رائحة النبوة , فيقول : { والذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ , ما مِن أحدٍ أودعَ قلبًا سرورًا , إلا خلقَ اللهُ تعالى من ذلك السرورِ لطفًا , فإذا نزلتْ به نائبةٌ , جرى إليها كالماء في انحداره , حتى يطردهَا كما تُطْرَدُ غريبةُ الإبل} لقد أمر الله - سبحانه وتعالى - بفعل المعروف , وفعل الخيرات , والمبادرة لعمل الصالحات ، وجعل الحسناتِ مذهبةً للسيئات ، وبين نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - أنَّ عملَ المعروفِ من مكارم الأخلاق ومن أجل الصدقات وأعظم القربات إلى الله تعالى وهو الذي مدحه ربه جل في علاه لكمال خلقه فقال: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم:4] لقد حثَّنا نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم - على صنع المعروف , ومن ذلك : ما رواه أهل السنن ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنَّ رجلاً جاء إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال : يا رسول الله ، أيُّ الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { أحبُّ الناسِ إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - أنفعُهم للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرور تدخله على مُسلم ، أو تكشفُ عنه كُربةً، أو تقضيَ عنه دينًا، أو تطردَ عنه جوعًا ، ولإنْ أمشي مع أخ لي في حاجةٍ , أحبُّ إلِيَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجد شهرًا - في مسجد المدينة - ومن كفَّ غضبَه ستر الله عَوْرته ، ومن كَظَم غضبه، ولو شاء أن يُمضيَه أمضاه، ملأ اللهُ قلبَه رخاءً يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتَّى تتهيأَ له ، ثبَّت الله قدمه يوم تزول الأقدام }. لذا صح الخبر عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه حثَّ أمَّتَه على صنع المعروف ، وعرّفهم سبله وكيفيَّته ، وعرَّفهم فضله ومزيته ، فقال بأبي هو وأمي : «صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ , والصدقةُ تطفئُ غضبَ الربِ , وصلةُ الرحمِ تزيدُ في العمرِ , وكلُ معروفٍ صدقةٌ , وأهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ , وأهلُ المنكرِ في الدنيا , هم أهلُ المنكرِ في الآخرةِ , وأولُ مَنْ يدخلُ الجنةَ , أهلُ المعروفِ » وأهل المعروف في الآخرة وحدهم من يكسوهم الله , ويطعمهم الله , ويسقيهم الله , ويغنيهم الله , قال سيدنا عبدا لله بن مسعود – رضي الله عنه - : { يُحشَر الناسُ يومَ القيامةِ أعرى ما كانوا قطُّ , و أظمأ ما كانوا قطُّ , وأنصب ما كانوا قط , فمن كسا لله كساه الله , ومن أطعمَ لله أطعمه اللهُ , ومن سقا لله سقاه الله , ومن عمل لله أغناه الله } والمعروف أيها الأخوة والأخوات : هو كلُ إحسانٍ إلى عباد الله , من قرض حسن ,أو بر , أو هدية, أو صدقة , أو إعانة على قضاء حاجة , أو تحمل دين أو بعضه ، والستر على المسلم , والذب عن عرضه وإقالة عثرته , وإدخال السرور عليه , وإذهاب همِّه وغمِّه، وإعانة العاجز والأخرق، وإسعاف المنقطع ، وإعانة المحتاج ، أو غير ذلك من سُبل الإحسان . وإليكم صورًا ومواقف َمن حياة المتصدقين في العصر الحاضر : أثناء سجن الكاتب المصري المعروف مصطفى أمين سنة 1965 م , رئيس تحرير جريده " الأخبار " صدر قرارًا بمنعه من الأكل والشرب , لإجباره على تغيير مواقفه , وكلنا يعلم أن الأكل يمكن الاستغناء عنه لفترة , أما العطش , فهو عذاب لا يحتمل , وكان الجوُّ حارًا جدًا , وهو مريض بالسكر , ومرضى السكر يشربون الماء بكثرة. في اليوم الأول , لم يجد ما يشربه , فشرب من ماء الاستنجاء الموجود في الحمام أعزكم الله , وفي اليوم التالي , وجد الإناء خاليا , لأنهم اكتشفوا انه يشرب منه , حتى انه اضطُرَّ أن يشرب من ماء البول – أكرمكم الله – لفرط عطشه , وفي اليوم الثالث , لم يجد ما يشربه حتى البول , بسبب الجفاف الذي كان يعاني منه , وبينما هو يدور كالمجنون في زنزانته من شدة العطش , و قد أصابه الإعياء وبدأ يترنح , فإذا بباب الزنزانة يُفتَح بهدوء , ثم رأى يدًا تمتد في ظلام الزنزانة , تحمل كوبَ ماءٍ كبير مثلج ؟ تصور في بادئ , أنه هذيان أو غيبوبة السكر , مدَّ يده ليتناول الكوب , فوجد ضالته , ماءً باردًا ! رفع رأسه فإذا بحامل الكوب يضع أصابعه على فمه , وكأنة يقول له لا تتكلم , اشرب الماء بسرعة . شرب الماء وهو غير مصدق لما حدث , ويقول : إنَّه ألذُّ كوب ماء شربه في حياته . ثم اختفى ذلك المجهول بسرعة , ولكنَّه عرف ملامح وجهه , وعندما خرج في الغد للتريُّض خارج الزنزانة , رأى الذي سقاه بالأمس وعرفه , فهُرِعَ إليه مهرولا ليسأله : أأنت الذي ... ولم يدعه يكمل ...نعم فقال له : لماذا فعلت ما فعلت ؟ لو كانوا ضبطوك لربما فصلوك من عملك , فقال الحارس : يفصلونني فقط ؟ إنهم سيقتلونني رميٍا بالرصاص , إذًا ما الذي جعلك تقوم بهذه المخاطرة ؟ قال : إنني أعرفك وأنت لا تعرفني , منذ 9 سنوات تقريبا , أرسل فلاح في الجيزة خطابا إليك يقول فيه : إنه فلاح في إحدى القرى النائية وكلُّ أمنينه , أن يشتريَ جاموسة ليعيلَ أسرته , ويعيشَ على خيرها , وانه مكث 7 سنوات يقتصد في قوته وقوتِ عياله , حتى جمع مبلغًا من المال , ثم باع مصاغ زوجته , واشترى بالمبلغ جاموسه , وبعد فترة وجيزة , ماتت الجاموسة, و حزن عليها حزنًا شديدًا , حكى لك ذلك الفلاح قصته , وتمنى عليك , أن تهديه جاموسه بدل التي ماتت , وبعد شهور قليلة , دُقَّ باب البيت الصغير الذي يملكه الفلاح , فإذا فتاةٌ تجرُّ وراءها جاموسة , تقول : أنا محررة من جريدة ( أخبار اليوم ) هذه الجاموسة مهداة من الأستاذ مصطفى أمين رئيس تحرير الجريدة . -- وكانت(جريدة أخبار اليوم ) قد اعتادت أن تحقق أحلام المئات من قرَّائها في ليلة القدر , في شهر رمضان المبارك من كل عام - ثم تابع حديثه قائلاً : هذا الفلاح الذي أرسلتم له الجاموسة منذ 9 سنوات هو أبي !!! قصةٌ أخرى حدثت منذ أكثرَ من مئة عام تقريبًا ، فهي واقعية وليست محض خيال ، يقول صاحب القصة ويدعى ابن جدعان : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً , يكاد أن يُفجِّر الربيعُ الحليبَ من ثديَّها ، كلَّما اقترب الحوار - ابن الناقة - من أمِّه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقةٍ من نياقي وابنِهَا خلفها , وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع بنيات ، فقير الحال ، فقلتُ : والله لأتصدقنَّ بهذه الناقة وولدِها لجاري ، والله - عز وجل - يقول : )لنْ تنَالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون( [آل عمران:92] وأحب مالي إليَّ هذه الناقة ، فيقول : أخذتها وابنَها , وطرقت الباب على جاري , وقلت خذها هدية مني لك ، فرأيت الفرح في وجهه , لا يدري ماذا يقول ، فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها , وينتظر وليدها يكبر ليبيعه , وجاءه منها خير عظيم . فلمَّا انتهى الربيع , وجاء الصيف بجفافه وقحطه , وتشققت الارض ، شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول - والدحول : هي حفر في الأرض توصل إلى محابسَ مائيةٍ , لها فتحات فوق الأرض - يعرفها البدو يقول : فدخلت إلى باطن الدُّحل لأُحضرَ الماء حتى نشربَ , وأولادي الثلاثة خارج الدحل ينتظرون , فتهت تحت الأرض , ولم أستطع الخروج , وانتظر الأبناء يومًا , ويومين وثلاثة , حتى يئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات , لعله تاه تحت الأرض وهلك , وكانوا - والعياذ بالله - ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال ، فذهبوا إلى البيت وقسَموا الميراث ، فقام أوسطهم وقال : أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره ، إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذْ بعيرًا أجربًا فنعطيَه الجار , ونسحب منه الناقة وابنها ، فذهبوا إلى جارهم ، وقرعوا عليه باب الدار وقالوا له : أعد الناقة خيرًا لك ، وخذْ هذا الجمل وإلا سنسحبها عنوة ولن نعطيك شيئا . قال : أشتكيكم إلى أبيكم . قالوا : اشكِ إليه ، فإنه قد مات . قال : مات ! وكيف مات ؟ ولم لم أعلم بذلك؟ قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج . قال : ناشدتكم الله , اذهبوا بي إلى مكان هذا الدُّحل ، ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم , ولا أريد جملكم ، فلما ذهبوا به , ورأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ، ذهب وأحضر حبلاً ، وأشعل شمعةً ، ثم ربطه خارج الدحل ، فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ، ويشم رائحة الرطوبة تقترب ، وإذا به يسمع أنينًا ، وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ، حتى وقعت يده على الرجل ، فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع تحت الأرض ، فقام وجرَّه ، وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس ، ثم أخرجه معه خارج الدحل ، وأطعمه وسقاه ، وحمله على ظهره ، وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون ، قال لي الرجل : أخبرني بالله عليك , أسبوع كامل تحت الأرض و لم تمت ! فقلت : سأحدثك حديثاً عجباً ، لما دخلت الدُحل ، وتشعبت بي الطرق ، آويت إلى الماء الذي وصلت إليه ، وأخذت أشرب منه ، ولكنَّ الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي . يقول : وبعد ثلاثةِ أيامٍ ، وقد أخذ الجوع منِّي كلَّ مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي ، وقد أسلمت وفوضت أمري إلى الله ، وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي ، فاعتدلت في جلستي ، فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي , فأشرب حتى أرتويّ ثم يذهب ، فأخذ يأتيني في كل يوم ثلاث مرات ، ولكنه منذ يومين انقطع ، لا أدري ما سبب انقطاعه ؟ فقال لي : لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ! ظن أولادك أنك مت ، وجاءوا إليَّ وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها . والمسلم في ظل صدقته ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب ) أرأيتم كيف تخرج الرحمةُ وقتَ الشدة ! ضاقت فلَّما استحْكَمَتْ حَلَقَاتُها فُرِجَتْ وكنتُ أظُنُّهـا لا تُفْرَجُ |
|
02-15-2012, 11:04 PM | #5 |
عضو ملكي
|
مقال صنائع المعروف
بقلم الدكتور محمد العريفي الإخوة الكرام.. من أعظم ما وصُف به الأنبياء أنهم كانوا صناعين للمعروف باذلين له للناس حتى كان ذلك ظاهرا في حياتهم -عليهم صلوات الله وسلامه- ألم ترى إلى ما ذكر الله-تعالى- عن عيسى -عليه السلام- لما وصفه الله -تعالى- فقال(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَاكُنتُ)قال السيوطــي يعني اجعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت، أينما كنت أنفع الناس وأُحسن إليهم بأنواع الإحسان) ولما ذكر الله تعالى قصة موسى -عليه السلام-قال الله -جل وعلا-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَعَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)لم يطلبا منه إحسانا، ولم يعرضا له بذلك،وإنما بينتا له حاجتهما دون أن تطلبا منه مساعدة ولا إحسانا ومع ذلك لأنه صانع للمعروف باذل له كما وصفه الله في كتابه قال الله -جل وعلا-(فَسَقَى لَهُمَا)ثم لم ينتظر منهما أي مكافأة على فعله وإنما كما قال الله(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّإِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) أيها المسلمــون ...لقد أمر الله تعالى بالإحسان في كتابه فقال الله -جل وعلا- (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)وقال -سبحانه وتعالى- (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)وافعلوا الخير ولقد كان النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- فعالا للخير أينما توجه ..حتى قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- كانأكثر صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جالسا .. قيل لها لما،لما كان يصلي جالسا ؟..قالت : بعدما حَطَمه الناس).. حطمه الناس بقضائه لحاجاتهم وخدمته لهم،أينما اتجه -عليه الصلاة والسلام- يجد امرأة مسكينة ضعيفة جارية مملوكة تشتكي إليه -عليه الصلاة والسلام- من ظلم أهلهافيقول: (هذه يدي في يدك اذهبي بي إلى أيطرق المدينة شئتِ...)حتى يقضي لها ما تريد ثم يمسك العبد الضعيف أو المرأة الخرقاء أوغير ذلك... قالت:[ حتى حطمه الناس إن صنائع المعروف أيها المسلمون لا تكون فقط إلى البشرمن بني آدم وإنما حتى صنائع المعروفتكون إلى المخلوقات من الحيوانات بل ومن النباتات أيضا. ألم ترى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نبه إلى ذلك فقال -عليه الصلاة والسلام- : (دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها إذ حبستهاولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحرصون على صنائع المعروف ومن ييسر الله -تعالى- لهم ذلك |
|
02-15-2012, 11:07 PM | #6 |
عضو ملكي
|
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
نبذة : إن عمل المعروف واصطناعه بين الناس – كل الناس : مسلمهم وكافرهم-لهو من أحب الأعمال إلي الله – عز وجل وبه ينال المسلم خيري الدنيا والآخرة... إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، اللهمَّ صلِّي وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار، أمَّا بعد: قال الله -تعالى-: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله» [مسلم 1893]، وقال أيضًا: «إنَّ الله إذا أنعم على عبدٍ نعمةً يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» [صحَّحه الألباني 1712 في صحيح الجامع]، وقال أيضًا: «إنَّ الله كريم يحبُّ الكرماء، جوادٌ يحب الجودة، يحبُّ معالي الأخلاق، ويكره سفسافها» [صحيح الجامع1800]. وصدق الشَّاعر القائل: إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا***إنَّ التَّشبُّه بالكرام فلاحُ انطلاقًا من ذلك أحببت أن أضرب بسهم في بيان فضائل صنائع المعروف، فإن لم أشارك القوم في صنائعهم ولم ألحق بركبهم فلا أقل من أن أدلي بدلو أو أدل على معلم ففضل الله عظيم وأجره واسع عميم، ويكفيني قول رسوله الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «الدَّال على الخير كفاعله» [رواه التِّرمذي 2670 وقال الألباني: حسن صحيح]. قال ابن عبدربه: "أشرف ملابس الدُّنيا وأزين حللها وأجلبها لحمد، وأدفعها لذم، وأسترها لعيب كرم طبيعة يتحلى بها السّمح السّريّ والجواد السَّخي، ولو لم يكن في الكرام إلا أنَّه صفةٌ من صفات الله تعالى تسمَّى بها، فهو الكريم -عزَّ وجلَّ- ومن كان كريمًا من خلقه فقد تسمَّى باسمه واحتذى على صفته". أهـ قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]. قال ابن كثير -رحمه الله-: "يخلفه عليكم في الدُّنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثَّواب"، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «قال الله -عزَّ وجلَّ-: أنفق أنفق عليك» [رواه مسلم 993، البخاري 4648]، وعنه قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما من يومٍ يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهمَّ أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهمَّ أعط ممسكًا تلفًا» [رواه البخاري 1442، ومسلم 1010]، وعنه قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من تصدق بعدل تمرة من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يقبل الله إلا الطَّيِّب، وإنَّ الله يتقبلها بيمينه ثمَّ يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتَّى تكون مثل الجبل» [رواه البخاري 1410، ومسلم 1014]، ونحن المسلمين أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا إلى عمل الصَّالحات ويبصرنا بمواطن الخيرات عسى أن نظفر بالحسنات وتكفِّر عنَّا السَّيِّئات. قال الله -تعالى-: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92]. وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء و الآفات و الهلكات، وأهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة» [صحَّحه الألباني 3769 في صحيح الجامع]، وفي روايةٍ: «صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء والصَّدقة خفيًا تطفيء غضب الرَّبِّ، وصلة الرَّحم زيادة في العمر، وكلُّ معروفٍ صدقةٌ، و أهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدُّنيا هم أهل المنكر في الآخره» [صحَّحه الألباني 3796 في صحيح الجامع]. إنَّ عمل المعروف واصطناعه بين النَّاس – كل النَّاس: مسلمهم وكافره- لهو من أحبِّ الأعمال إلي الله -عزَّ وجلَّ- وبه ينال المسلم خيري الدُّنيا والآخرة، ويقيه الله مصارع السُّوء ومواقف الخزي والذُّل والعار هذا في الدُّنيا، أمَّا في الآخرة فيكفيه فخرًا واعتزازًا أن يكون من أهل الخير والطَّاعة والفلاح والفوز والنَّجاة، فطالما كان من أهل المعروف في الآخرة. وقد قيل: "اصنع المعروف إلى كلِّ أحدٍ فإن كان من أهله فقد وضعته في موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت أنت أهله". قال الشَّاعر: ولم أر كالمعروف: أمَّا مذاقه***فحلوٌ وأما وجهه فجميلٌ قال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: "في كلِّ شيءٍ سرفٌ إلا في إتيان مكرمةٍ أو اصطناع معروفٍ أو إظهار مروءةٍ". وقد قيل: "حصاد من يزرع المعروف فى الدُّنيا اغتباط في الآخرة". وقيل: "من يزرع معروفًا حصد خيرًا، ومن زرع شرًّا حصد ندامةً. وقال الشَّاعر: من يزرع الخير يحصد ما يُسرُ به***وزارعُ الشر مكنوسٌ على الرَّأس أيُّ فخرٍ ومكرمةٍ واعتزازٍ يوم يدرج المسلم في خير النَّاس بنص كلام الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «خير النَّاس أنفعهم للنَّاس» [حسَّنه الألباني 3289 في صحيح الجامع]. وأي شرفٍ يناله المسلم يوم يسعى على الأرملة والمسكين؟ وأي درجةٍ يحظاها فوق درجة المجاهد فى سبيل الله أو درجة القائم بالليل والصَّائم بالنَّهار عندما يبذل المعروف فهو هو خبر الرَّسول المعصوم بين يديك يدلك على الثَّواب الجزيل والأجر الجميل حيث قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل والصَّائم النَّهار» [رواه البخاري 5353، ومسلم 2982]. وأمَّا إدخال السُّرور على المسلم أو قضاء الدَّين عنه أو إطعامه الطَّعام فهذا كلُّه يدخل فى أفضل الأعمال الَّتي نصَّ عليها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقوله: «أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا أو تقضى عنه دينًا أو تطعمه خبزًا» [صحَّحه الألباني 1096 في صحيح الجامع]. وصاحب هذه الأعمال يعد من أحبِّ عباد الله إليه، وأعماله هذه تعدُّ من أحبِّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ- كما أخبر بذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحبُّ النَّاس إلى الله أنفعهم، وأحبُّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ- سرورٌ تدخله على مسلمٍ أو تكشف عنه كربةً أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتَّى يثبتها له، أثبت الله -تعالى- قدمه يوم تزل الأقدام، وإنَّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل» [حسَّنه الألباني 176 في صحيح الجامع]. وليحرص المسلم على بذل المعروف واصطناعه وأن يفيض بنعم الله الَّتي أنعم بها عليه على عباد الله، حتَّى تثبت له وتستمر عنده، وينميها له ربّه ويبارك له فيها وليحذر المسلم من البخل بها ومنعها فإذا منعها منعه الله هذه النِّعم وحولها إلى غيره، ممن يحفظونها ويوفون حقَّها فإنَّ من حقِّها أن تبذل لأهلها ومستحقيها؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يغيِّر ما بقوم حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم وقد ثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: «إنَّ لله تعالى أقوامًا يختصهم بالنّعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» [حسَّنه الألباني 2164 في صحيح الجامع]، وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحبُّ العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله» [حسَّنه الألباني 172 في صحيح الجامع]، قال عبدالله بن عباس -رضى الله عنهما-: "المعروف أميرٌ زرع وأفضل كنز ولا يتم إلا بثلاث خصال: بتعجيله وتصغيره وستره، فإذا عجل فقد هنا، وإذا صغر فقد عظم وإذا ستر فقد تمم". وقد قيل: "ما شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه". وقيل أيضًا: "من أسلف المعروف كان ربحه الحمد". وقيل أيضًا: "لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره فإنَّه يشكرك عليه من لا تصنعه إليه". وقال ابن المبارك: يد المعروف غنمٌ حيث كانت***تحملها شكورٌ أو كفورُ ففي شكر الشُّكور لها جزاءٌ***وعند الله ما كفر الكفور وقال زهير: ومن يجعل المعروف من دون عرضه***يفره ومن لا يتق الشَّتم يشتم قيل لسفيان بن عيينه: ما السَّخاء؟ قال: "بر الإخوان والجود بالمال". وقد قيل: "عجبت لمن يشتري المماليك بماله، ولا يشتري الأحرار بمعروفه". وقال الحسن البصري: "لأن أقضي حاجةً لأخي أحبّ إليَّ من عبادة سنة". وقال جعفر الصَّادق: "إنَّ الله خلق خلقًا من رحمته برحمته لرحمته وهم الَّذين يقضون حوائج الَّناس فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن". وصدق القائل: ملأت يدي من الدُّنيا مرارًا***وما طمع العواذل في اقتصادِي ولا وجبت علىّ زكاة مالٍ***وهل تجب الزَّكاة على جوادِ وقال إبراهيم بن أدهم: "عجبًا للرَّجل اللئيم يبخل بالدُّنيا على أصدقائه، ويسخى بالجنَّة لأعدائه". وكان أبو القاسم الجنيد لا يمنع قط أحدًا سأله شيئًا ويقول: "أتخلق بأخلاق رسول الله". وقال ابن سيرين: "أدركنا النَّاس وهم يتهادون بالفضة في الأطباق كالفاكهة، وكان به بغل مربوط في دهليزه، فكل من احتاج إلى ركوبه أخذه وركبه من غير استئذانٍ، لما يعلمون من طيب نفسه بذلك". وكان يحيى بن معاذ يقول: "عجبت ممَّن يبقى معه مالٌ وهو يسمع قوله -سبحانه وتعالى-: {إِن تُقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [التَّغابن: 17]. وكان عبدالعزيز بن عمير يقول: "الصَّلاة توصلك إلى نصف الطَّريق والصَّوم يوصلك إلى باب الملك والصَّدقة تدخلك على الملك". وكان الليث بن سعد يقول: "من أخذ منِّي صدقة أو هدية فحقه عليّ أعظم من حقِّي عليه لأنَّه قبل منِّي قرباي إلى الله -عزَّ وجلَّ-". وكان سفيان الثَّوري -رحمه الله- ينشرح صدره إذا رأى سائلًا على بابه ويقول: "مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي". وكان الفضيل بن عياض -رحمه الله- يقول: "نعم السَّائلون يحملوا أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرةٍ حتَّى يضعوها في الميزان بين يدي الله -تعالى-". وكان -رحمه الله- يقول أيضًا: "من المعروف أن ترى المنَّة لأخيك عليك إذا أخذ منك شيئًا؛ لأنَّه لولا أخذه منك ما حصل لك الثَّواب وأيضًا فإنَّه خصَّك بالسَّؤال ورجا فيك الخير دون غيرك". وقال أحد العباد: "يتزوج أحدكم فلانه بنت فلان بالمال الكثير، ولا يتزوج الحور العين بلقمة أو تمرة أو خرقة هذا من العجب!". وكان الفضيل بن عياض يقول: "نحن لا نعد القرض من المعروف؛ لأنَّ صاحبه يطلب المقابلة وإنَّما المعروف المسامحة للنَّاس في كلِّ ما يطلبونه منك فى الدُّنيا والآخرة". وكان مطرف بن عبدالله بن الشِّخِّير يقول: "من كان له عندي حاجه فليكتبها في قرطاس ويرسلها إليّ فإني أكره أن أرى ذلُّ المسألة في وجه مسلمٍ". وكان -صلَّى الله عليه وسلَّم- أكرم النَّاس ويعطي عطاء لا يعطيه أحد من البشر، «فجاءه رجلٌ فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة» [رواه مسلم 2312]. وقال جابر بن عبدالله -رضى الله عنهما-: «ما سئل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- شيئًا قط فقال: لا» [رواه مسلم 2311 والبخاري 6034]. ولمَّا قفل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه فألجؤوه إلى شجرة، فخطفت رداءه وهو على راحلته فقال: «أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا» [رواه البخاري 2821]. وقد أهدت امرأة إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- شملة منسوجة فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجلٌ من الصَّحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فاكسنيها، فقال: «نعم»، فلمَّا قام النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أخذها محتاجًا إليها ثمَّ سألته إيَّاها، وقد عرفت أنَّه لا يسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعلي أكفن فيها" [رواه البخاري1277]. قال ابن عثيمين -رحمه الله-: "وكان كرمه -صلَّى الله عليه وسلَّم- كرمًت في محله ينفق المال لله وبالله، إمَّا لفقيرٍ أو محتاجٍ أو في سبيل الله أو تأليفًا على الإسلام أو تشريعاً للأمَّة" أهـ. فهذا جانبٌ مضيء من جوانب حياة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهذه صورةٌ مشرقةٌ من صور كرمه الواسع وجوده العريض وعطائه الممتد وضعتها هنا عسى أن تكون حاديًا يحدو، ومثالًا يحتذى، ونموذجًا يقتدى به فيرغب الأغنياء والأثرياء وأصحاب الأموال فيما فيه نفع لهم ولغيرهم سواء في الدُّنيا والآخرة. عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «حوسب رجلٌ ممَّن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنَّه كان يخالط النَّاس، وكان موسرًا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: قال الله -عزَّ وجلَّ-: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه» [رواه مسلم 1561]. وعن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من أنظر معسرًا، فله بكلِّ يومٍ مثله صدقةً، قبل أن يحل الدِّين، فإذا حل الدِّين فأنظره فله بكلِّ يومٍ مثلاه صدقة» [صحَّحه الألباني 3154 في صحيح الجامع]. وقال عبدالله بن عباس -رضي الله عنه-: "ثلاثة لا أكافيهم: رجلٌ وسَّع لي فى المجلس لا أقدر أن أكافيه ولو خرجت من جميع ما أملك، والثَّاني من أغبرت قدماه بالاختلاف إليّ فإنِّي لا أقدر أن أكافيه ولو قطرت له من دمي، والثَّالث لا أقدر أن أكافيه حتَّي يكافيه ربُّ العالمين عنِّي: من أنزل بي حاجةً لم يجد لها موضعا غيري". وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «اتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيِّبةٍ» [رواه البخاري 1413، ومسلم 1016]، وفي روايةٍ لمسلم: «من استطاع منكم أن يستتر من النَّار ولو بشق تمرة، فليفعل» [رواه مسلم 1016]. وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «اليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى، فاليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السَّائلة» [رواه البخاري 1429، ومسلم 1033]. وكان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أحسن النَّاس، وأجود النَّاس، وأشجع النَّاس» [رواه البخاري 2820، ومسلم2307]. قال ابن عباس -رضي الله عنهما- كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّ-م أجود بالخير من الرِّيح المرسلة» [رواه البخاري 6، ومسلم 2308]. وعن عبدالله بن يسر قال: «كان للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قصعةً يقال لها: الغراء يحملها أربعة رجال» [صحَّحه الألباني 4833 في صحيح الجامع]. وما هذه الأيام إلا معارةٌ***فما استطعت من معروفها فتزوّد فإنك لا تدري بأية بلدة***تموت ولا ما يحدث الله في غد أسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يستعملني وإياكم لصنائع المعروف، ويستخدمنا في أحبِّ الأعمال إليه، وينلنا أشرف المنازل في الدُّنيا والآخرة، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين |
|
02-16-2012, 08:57 PM | #7 |
وفـي مـــــاســـي
|
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
جرت سنة الله تبارك وتعالى في البشر أن جعل بعضهم لبعضٍ سُخريّاً، لا تتم لهم سعادتهم إلا بالتعاون والتواصل، ولا تستقر حياتهم إلا بالتعاطف وفشو المودة. يرفق القويُّ بالضعيف، ويُحسن المكثر على المقلِّ. ولا يكون الشقاء ولا يحيق البلاء إلا حين يفشو في الناس التقاطع والتدابر، ولا يعرفون إلا أنفسهم، ولا يعترفون لغيرهم بحق. إنه لعزيزٌ على النفس الكريمة المؤمنة أن ترى مسكيناً بليت ثيابه حتى تكاد تُرى عورته، أو تبصر حافيَ القدمين أدمت حجارة الأرض أصابعه وقطعت عقبيه، أو تلحظ جائعاً يمدُّ عينيه إلى شيءِ غيرِه فينقلب إليه البصر وهو حسير. حين تفشو مثلُ هذه الأحوال، ثم لا يكترث القادرون، ولا يهتمُّ الموسرون فكيف يكون الحال؟ وأين وازع الإيمان؟! ولكنَّ الله برحمته حين خلق المعروف خلق له أهلاً، فحبَّبه إليهم، وحبَّب إليهم إسداءه، وجَّههم إليه كما وجَّه الماء إلى الأرض الميتة فتحيا به ويحيا به أهلها، وإن الله إذا أراد بعبده خيراً جعل قضاء حوائج الناس على يديه، ومن كثرت نعم الله عليه كثر تعلق الناس به، فإن قام بما يجب عليه لله فيها فقد شكرها وحافظ عليها، وإن قصَّر وملَّ وتبرَّم فقد عرَّضها للزوال ثم انصرفت وجوه الناس عنه. وإن في دين الله شرائع محكمةً لتحقيق التواصل والترابط، تربي النفوس على الخير، وترشد إلى بذل المساعدات وصنائع المعروف, ففي الخبر الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : {من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } [أخرجه مسلم]. |
|
02-16-2012, 08:58 PM | #8 |
وفـي مـــــاســـي
|
يذكر أن رجلاً يسمّى ابن جدعان، قال: خرجت في فصل الربيع، وإذا بي أرى إبلي سماناً، يكاد الربيع أن يفجّر الحليب من ثديها، وكلما اقترب الحوار-ابن الناقة- من أمه درّت عليه، وانهال الحليب منها لكثرة الخير والبركة. فنظرت إلى ناقة من نياقي ابنها خلفها، وتذكّرت جاراً لي له بنيّات سبع، فقير الحال، فقلت: والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري، والله يقول: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]، وأحب حلالي هذه الناقة. يقول: فأخذتها وابنها، وطرقت الباب على الجار، وقلت خذها هدية مني لك، فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول، فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها، وينتظر وليدها يكبر ليبيعه، وجاءه منها خير عظيم.
فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الأرض، وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء في الدحول -والدحول هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية أو أقبية مائية تحت الأرض، له فتحات فوق الأرض يعرفها البدو-. يقول: فدخلت في هذا الدحل حتى أحضر الماء لنشرب -وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون-، فتاه تحت الأرض، ولم يعرف الخروج. وانتظر أبناؤه يوماً ويومين وثلاثة حتى يئسوا، قالوا: لعل ثعباناً لدغه ومات، أو لعله تاه تحت الأرض وهلك، وكانوا-عياذاً بالله- ينتظرون هلاكه؛ طمعاً في تقسيم المال والحلال. فذهبوا إلى البيت وقسّموا، وتذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم الفقير، فذهبوا إليه وقالوا له: أعد الناقة خيراً لك، وخذ هذا الجمل مكانها، وإلا سنسحبها عنوة الآن، ولن نعطيك شيئاً. قال: أشتكيكم إلى أبيكم. قالوا: اشتك إليه، فإنه قد مات!! قال: مات!! كيف مات؟ وأين مات؟ ولِم لم أعلم بذلك؟ قالوا: دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج. قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل، ثم خذوا الناقة، وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم. فذهبوا به، فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ، ذهب وأحضر حبلاً، وأشعل شمعة، ثم ربط نفسه خارج الدحل، ونزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها يحبو، وأماكن فيها يزحف، وأماكن يتدحرج، ويشم رائحة الرطوبة تقترب، وإذا به يسمع أنين الرجل عند الماء، فأخذ يزحف تجاه الأنين في الظلام، ويتلمس الأرض، فوقعت يده على الطين، ثم وقعت يده على الرجل. فوضع يده على أنفاسه، فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع، فقام وجرّه، وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس، ثم أخرجه معه خارج الدحل، ومرس له التمر وسقاه، وحمله على ظهره، وجاء به إلى داره، ودبت الحياة في الرجل من جديد -وأولاده لا يعلمون-، فقال: أخبرني بالله عليك أسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت! قال: سأحدثك حديثاً عجباً، لما نزلت ضعت، وتشعّبت بي الطرق، فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه، وأخذت أشرب منه، ولكن الجوع لا يرحم، فالماء لا يكفي. يقول: وبعد ثلاثة أيام، وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ، وبينما أنا مستلق على قفاي، قد أسلمت وفوضت أمري إلى الله، وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي. يقول: فاعتدلت في جلستي، وإذا بإناء في الظلام لا أراه، يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوي، ثم يذهب، فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم. ولكنه منذ يومين انقطع ما أدري ما سبب انقطاعه؟ يقول: فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت.. ظنّ أولادك أنك مِت، وجاءوا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها.. والمسلم في ظل صدقته. {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً.وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} اللهم يـــــــــــــا مٌقلبَ القلوب والأبصار اللهم ثبتنى على دينك يــا رب العالميـــن لا إله إلا انت سبحانــــــــــــك إنى كنت من الظالمين |
|
02-16-2012, 09:01 PM | #9 |
وفـي مـــــاســـي
|
لقد فاضل الخالق عز وجل بين عباده في الشرف والجاه ، والعلم والعبادة ، وسخر بعضهم لبعض ليتحقق الاستخلاف وتُعمر الأرض ، ويسود الود والحب والعدل بين عباده المؤمنين .
هل تعلمون أيه الأحبة الكرام أنه : في شكوى الفقير ابتلاءٌ للغني ، وفي انكسار الضعيف امتحان للقوي ، وفي توجُّع المريض حكمة للصحيح ، ومن أجل هذه السنة الكونية جاءت السنة الشرعية بالحث على التعاون بين الناس ، وقضاء حوائجهم ، والسعي في تفريج كروبهم ، وبذل الشفاعة الحسنة لهم ، تحقيقًا لدوام المودة ، وبقاء الألفة ، وإظهار الأخوة ..! قال ابن القيم رحمه الله : "وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير ، وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر ، فما استُجْلبِت نعمُ الله واستُدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه". ونفع الناس والسعي في كشف كروبهم من صفات الأنبياء والرسل .. والأمثلة كثيرة في ذلك .. وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة والصالحون ، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل ، يسقي لهن الماء ليلاً ، وكان أبو وائل رحمه الله يطوف على نساء الحي وعجائزنهن كل يوم ، فيشتري لهن جوائجهن وما يُصلحهن ..! إن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت ، ونقاء الأصل ، وصفاء القلب ، وحسن السريرة ، وربنا يرحم من عباده الرحماء ، ولله أقوامٌ يختصهم بالنعم لمنافع العباد ، وجزاء التفريجِ تفريجُ كربات وكشفُ غمومٍ في الآخرة . يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) رواه مسلم، وفي لفظ له : ((من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه)). الساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة ، مؤيد بالتوفيق ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . في خدمة الناس بركةٌ في الوقت والعمل ، وتيسيرُ ما تعسَّر من الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) . ونبلاء الإسلام وأعلام الأمة شأنهم قضاء الحوائج ، يقول ابن القيم رحمه الله : "كان شيخ الإسلام يسعى سعيًا شديدًا لقضاء حوائج الناس".. بهذا جاء الدين ؛ علمٌ وعمل ، عبادةٌ ومعاملة ..! ببذل المعروف والإحسان تحسن الخاتمة ، وتُصرف ميتة السوء ، يقول عليه الصلاة والسلام : ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)) رواه ابن حبان . في بذل الجاه للضعفاء ومساندة ذوي العاهات والمسكنة نفعٌ في العاجل والآجل ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)) ، ومَن للضعفاء والأرامل واليتامى بعد المولى ..؟ بدعوة صالحة منهم مستجابة تسعد أحوالك ، والدنيا محن ، والحياة ابتلاء ، فالقوي فيها قد يضعف ، والغني ربما يُفلس ، والحي فيها يموت، والسعيد من اغتنم جاهه في خدمة الدين ونفع المسلمين ..! يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة) .والمعروف ذخيرة الأبد ، والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروءات ، ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم ..! يقول حكيم بن حزام رضي الله عنه : (ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب) ، وأعظم من ذلك أنهم يرون أن صاحب الحاجة منعم ومتفضل على صاحب الجاه حينما أنزل حاجته به . يقول ابن عباس رضي الله عنه : (ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام ، ورجل وسَّع لي في المجلس ، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليَّ إرادة التسليم عليَّ ، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله) قيل : ومن هو ؟ قال : (رجل نزل به أمرٌ فبات ليلته يفكر بمن ينزله ، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي) ..! أيها الأحبة في الله .. من أعظم ما يفسد المعروف المنُّ به وذكره عند الناس ، فالمنة تهدم الصنيعة ، ولا خير في المعروف إذا أحصي ، والمعروف لا يتم إلا بثلاث : تعجيله وتصغيره وستره ، فإنه إذا عجله هنأه ، وإذا صغَّره عظمه ، وإذا ستره تممه ..! |
|
02-18-2012, 10:30 PM | #10 |
وفـي مـــــاســـي
|
من أجمل الكلمات، قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: [صنائع المعروف تقي مصارع السوء].
وهذا كلام يصدقه النقل والعقل: ((فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)). وتقول خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم: [كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر]. فانظر كيف استدلت بمحاسن الأفعال على حسن العواقب، وكرم البداية على جلالة النهاية. وفي كتاب الوزراءللصابي ، و المنتظم لـابن الجوزي ، و الفرج بعد الشدةللتنوخي قصة، مفادها: أن ابن الفرات الوزير، كان يتتبع أبا جعفر بن بسطام بالأذية، ويقصده بالمكاره، فلقي منه في ذلك شدائد كثيرة، وكانت أم أبي جعفر قد عودته -منذ كان طفلاً- أن تجعل له في كل ليلة، تحت مخدته التي ينام عليها رغيفاً من الخبز، فإذا كان في غد، تصدقت به عنه. فلما كان بعد مدة من أذية ابن الفرات له، دخل إلى ابن الفرات في شيء احتاج إلى ذلك فيه، فقال له ابن الفرات : لك مع أمك خبز في رغيف؟ قال: لا. فقال: لا بد أن تصدقني. فذكر أبو جعفر الحديث، فحدثه به على سبيل التطايب بذلك من أفعال النساء. فقال ابن الفرات : لا تفعل، فإني بت البارحة، وأنا أدبر عليك تدبيراً لو تم لاستأصلتك، فنمت، فرأيت في منامي كأن بيدي سيفاً مسلولاً، وقد قصدتك لأقتلك به، فاعترضتني أمك بيدها رغيف تترسك به مني، فما وصلت إليك، وانتبهت. فعاتبه أبو جعفر على ما كان بينهما، وجعل ذلك طريقاً إلى استصلاحه، وبذل له من نفسه ما يريده من حسن الطاعة، ولم يبرح حتى أرضاه، وصارا صديقين. وقال له ابن الفرات : والله، لا رأيت مني بعدها سوءاً أبداً. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
11/الدكتور, محمد, المعروف/الحملة, المنصوري, تابع, صناع |
|
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لاتحقرن من المعروف شيئا --الشيخ محمد بن قنة الشهراني | كحيلان الفخر | قسم الـيـوتـيـوب | 4 | 05-02-2013 11:18 PM |
(¯`._.·الإخلاص ..خلاص `·._)<<حملة4 مع الشيخ د.أحمد المنصوري" | الراقية بأخلاقها | المنتدى الإسلامي | 18 | 08-06-2012 02:34 AM |
الادب الحمله13/حملات الشيخ أحمد المنصوري | طبعي الوفاء | المنتدى الإسلامي | 10 | 03-02-2012 07:10 AM |
(الاخلاص ... خلاص) حمله الـ 5 د.الشيخ أحمد المنصوري | عبدالرحمن سالم | المواضيع المكرره | 0 | 12-27-2011 06:18 AM |
حملات الشيخ الدكتور/أحمد المنصوري | عبدالرحمن سالم | المنتدى الإسلامي | 8 | 12-19-2011 05:05 AM |
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|