تذكرون رسالة النصراوي (المزنوق) التي نقلتها لكم هنا في الأسبوع الفائت، والتي أسهب فيها شرحا حول القلق الذي انتابه حول مستقبل النصر مع المدرب الإيطالي والتر زينجا لمجرد أنه يحمل ذات الجنسية التي يحملها ابني جلدته مدرب انجلترا فابيو كابليو، ومدرب إيطاليا مارشيللو ليبي.
النصراوي (المزنوق) الذي لا أعرفه لا من قريب ولا من بعيد، بدا لي أحد اثنين، فإما قارئ فني بارع، أو ضارب ودع من الطراز النادر، فقد أصابت سهام نظرته المدربين الإيطاليين في مقتل، إذ ودعا جنوب أفريقيا يجران أذيال الخيبة، فإيطاليا ودعت المونديال بفشل ذريع من الدور الأول وهي التي تقدمت الصفوف فيه كبطلة للعالم، وانجلترا سقطت مخزية على يد ألمانيا في دور ال16 برباعية ساحقة وهي المرشحة للقب.
الجديد في الأمر ان النصراوي (المزنوق) وبعد الدرس الذي لقنه مدرب المانشافت يواكيم لوف لمدرب الأسود الثلاثة كابيلو، أرسل لي رسالة جديدة لم تزد هذه المرة عن جملة واحدة قال فيها: "هل تعرف يا صديقي كم قيمة الشرط الجزائي للمدرب زينجا؟!".
لا أخفيكم أنني فهمت مغزى الرسالة ومضمونها اللذين لا يخلوان من خبث، فأعدتها إليه مكتفيا ب"هه هه خخ خخ"!، لا قناعة بما فيها، ولا تسخيفا لصاحبها؛ ولكن لأنني -بصراحة- لم أجد حينها ما أقوله، بيد أنني رحت أفكر بجدية بمجرد ما انتهيت من إرسالها، وساءلت نفسي هل صحيح أن سقوط ليبي وفشل كابيلو مؤشر مسبق لفشل زينجا مع النصر؟، وهل بالضرورة حينما ترسب مدرسة فنية ما في اختبار معين، يمكن ان ينسحب ذلك على أبناء تلك المدرسة؟، وهل النجاح الفني لمدرب لابد وأن يتزامن مع نجاح مدرسته التدريبية والفرق التي تعتمدها إن على مستوى المنتخبات أو الأندية؟
لم يطل بحثي عن إجابات إزاء شلال الأسئلة الذي غمر رأسي، فبمجرد ما انتهيت منها حتى وجدت طوق النجاة منتصبا أمامي، حيث تمثل في صورة مدربي الهلال الحالي البلجيكي غريتس، والسابق الروماني كوزمين، فهذان المدربان اللذان يعدان أفضل مدربين مرا على الأندية السعودية على الأقل في السنوات الخمس الماضية لم يتوافق نجاحهما مع واقع الحال مع الكرة البلجيكية والرومانية، إن من جهة فرقها أو مدربيها، فأما الفرق فهي خارج المشهد التنافسي العالمي إن على مستوى المنتخبات أو الأندية، وأما المدربون فلا يعد البلجيك ولا الرومان من صفوة مدربي العالم.
بالفعل.. فلو كانت الأمور تقاس بهذه الطريقة لما أجمع الغالبية على أفضلية البرتغالي خوزيه مورينيو على كل مدربي العالم حاليا، وهو الذي انتزع دوري أبطال أوروبا مع انتر ميلان من بين أيدي عمالقة التدريب، على الرغم من أنه ينتمي إلى كرة لم تحقق شيئا ضاهى منجزات الدول المتقدمة كرويا، بل ليس في تاريخ الكرة البرتغالي إنجاز يستحق الذكر عدا انجاز بورتو بتحقيقه دوري الأبطال قبل 23 عاما!، ولما استطاع مدرب سلوفاكيا المغمور فلاديمير فايس اسقاط نظيره الاسباني الشهير ديل بوسكي بالضربة القاضية وهو الذي حقق ما حقق مع ريال مدريد.
لا عليكم أيها النصراويون فكرة القدم لا تعترف بالحساب غالبا، وتفقد علاقتها بالمنطق في كثير من الأحيان، لذلك اطمأنوا ودعوا الهواجس جانبا فقد يحقق زينجا هذا العام ما عجز عنه العديد من أسلافه الذين فشلوا في إعادة النصر لقمة الدوري التي ضل طريقها منذ أن غادرها قبل 15 عاماً!.
محمد الشيخ ( نقلا عن الرياض )