|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
المنتدى الإسلامي يحتوي المنتدى الإسلامي عن مذهب اهل السنة والجماعة .. وبكل القضايا الاسلامي .. مقالات اسلامي .. مواضيع اسلاميه .. احاديث نبويه .. احاديث قدسية .. ادعية مختاره |
|
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
قدمي لنفسك
الخير زرع والفتى حاصدُ ......................... وغاية المزروع أن يحصدا وأسعد العالم من قدم الإحسان ........................ في الـدنيا لـينـجــو غـــــداً عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الأخرة ) أخرجه الحاكم في المستدرك أختي الحبيبة أنتِ لا تعيشين وحدك في هذا الكون , بل هناك أُناس يحيطون بكِ من كل جانب فصنع المعروف والإحسان إلى أُولئك الناس من أعظم الخير الذي تقدمينه لنفسك . وإن من أعظم ما يجلب السرور لقلب المؤمن , ويشرح صدره , قضاء حوائج الناس والسعي في صنع المعروف لهم , وفي كشف كربهم وزرع الإبتسامة على ثغورهم , وغرس السعادة في قلوبهم . (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء 114 وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (من عبد الله وأحسن إلى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله في اخلاص الدين له ..) فإذا أحسن المرء إلى الناس بالمعروف , وسعى في تفريج كربهم وتيسير أمورهم فإن ذلك كفيل له بأن يحيى حياة طيبة , ترضي الله عزوجل , وترضي عباد الله عنه . وإن من المصائب عند أهل الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم يقول حكيم بن حزام ( ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها ) لأصمعي إعلمي أختي الحبيبة أن خدمة الناس والإحسان إليهم , وحسن الخلق في معاملتهم من أعظم مفاتيح الخير الذي يقدمه الإنسان لنفسه في هذه الدنيا ليجني ثماره في الآخرة . قال ابن عباس (من مشى بحق أخيه ليقظيه فله بكل خطوة صدقة ) رواة السيوطي في الجامع الكبير وإن كثير من الناس يفرطون في مثل هذه العبادات ويظن أن كمال الإيمان هو اصلاح ما بينه وبين الله عزوجل , ناسياً بذلك حق عباد الله عليه . ومن صفات الرسل عليهم السلام هي خدمة الناس والإحسان إليهم بحسن الخلق فقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يخدم الناس والبشر والسرور يعلو محياه , فكان صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل عن حاجته يقول جابر رضي الله عنه (ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط , فقال : لا ) ............................................ ...................متفق عليه . أختي الغالية الخير وصنع المعروف تحصدين ثمرة بنفسك من أجر وثواب في الآخرة والعيش الطيب في حياتك والذكر الحسن بين الناس اصنعي المعروف وابذلي الخير سخري وقتك لقضاء حوائج الناس لا تنتظري شكراً من أحد , بل أخلصي لله وأصدقي مع الله عزوجل وسوف يكفيك ما أهمك وييسر لك الطيبين من خلقه . أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ............ فطالما استعبد الناس إحسانا مر عبد الله ابن المبارك حاجاً بقافلتهلما حج ووصل إلى الكوفة ، وهو في طريقه يخترق من خراسان يريد مكة، فمر بـالكوفة فوجد أهل الكوفة في سنة مجدبة، في قحط لا يعلمه إلا الله، بلغ بهم الجوع إلى أن خرجت جارية من بيت إلى مزبلة -قمامة- فأخذت غراباً ميتاً وذهبت به إلى البيت فقال لغلامه : بالله اذهب واسألها لماذا أخذت الغراب؟ فسألها فقالت: والله مالنا من طعام منذ ثلاث ليال إلا ما يلقى في هذه المزبلة، فلما أخبروا ابن المبارك ، بكى وجعل يده على وجهه وقال: الله المستعان! نحن نأكل الفالوذج وهم يأكلون الغربان الميتة، قسموا هذه القافلة على أهل الكوفة وعودوا لا حج لنا هذه السنة، فقسموا على أهل الكوفة كل ما على القافلة من البر والزبيب والمأكولات والمطعومات، ورجع بدون حج من الطريق، فلما وصل إلى خراسان ونام أول ليلة. رأى قائلاً في المنام يقول: حج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور -فعسى الله أن يتقبل منا ومنه الحج،) عائض القرني(قض نهارك مع ابن المبارك) يقول الله تعالى ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الحشر9 |
02-07-2012, 09:36 PM | #2 |
عضو ملكي
|
صنائع المعروف
أيها الإخوة الكرام.. من أعظم ما وصُف به الأنبياء أنهم كانوا صناعين للمعروف باذلين له للناس حتى كان ذلك ظاهرا في حياتهم -عليهم صلوات الله وسلامه- ألم ترى إلى ما ذكر الله -تعالى- عن عيسى -عليه السلام- لما وصفه الله -تعالى- فقال ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) قال السيوطــي يعني اجعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت، أينما كنت أنفع الناس وأُحسن إليهم بأنواع الإحسان) ولما ذكر الله تعالى قصة موسى -عليه السلام- قال الله -جل وعلا-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لم يطلبا منه إحسانا، ولم يعرضا له بذلك، وإنما بينتا له حاجتهما دون أن تطلبا منه مساعدة ولا إحسانا ومع ذلك لأنه صانع للمعروف باذل له كما وصفه الله في كتابه قال الله -جل وعلا-(فَسَقَى لَهُمَا ) ثم لم ينتظر منهما أي مكافأة على فعله وإنما كما قال الله ( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) أيها المسلمــون ...لقد أمر الله تعالى بالإحسان في كتابه فقال الله -جل وعلا- ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وقال -سبحانه وتعالى- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وافعلوا الخير ولقد كان النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- فعالا للخير أينما توجه ..حتى قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- كان أكثر صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جالسا .. قيل لها لما، لما كان يصلي جالسا ؟.. قالت : بعدما حَطَمه الناس).. حطمه الناس بقضائه لحاجاتهم وخدمته لهم، أينما اتجه -عليه الصلاة والسلام- يجد امرأة مسكينة ضعيفة جارية مملوكة تشتكي إليه - عليه الصلاة والسلام- من ظلم أهلها فيقول: ( هذه يدي في يدك اذهبي بي إلى أي طرق المدينة شئتِ...) حتى يقضي لها ما تريد ثم يمسك العبد الضعيف أو المرأة الخرقاء أو غير ذلك... قالت:[ حتى حطمه الناس إن صنائع المعروف أيها المسلمون لا تكون فقط إلى البشر من بني آدم وإنما حتى صنائع المعروف تكون إلى المخلوقات من الحيوانات بل ومن النباتات أيضا. ألم ترى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نبه إلى ذلك فقال -عليه الصلاة والسلام- : ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحرصون على صنائع المعروف ومن ييسر الله -تعالى- لهم ذلك |
|
02-06-2012, 11:51 AM | #3 |
مـشـرفـة سـابـقـه
|
صناعة المعروف عند السلف كان السلف رحمهم الله أسرع الناس في صناعة المعروف وبذله:ومن ذلك ما ذكر من إنفاق الصديق وعثمان والزبير وأمهات المؤمنين وعبد الرحمن بن عوف، وغيرهم، وهذا يطول ذكره. ومنه أيضاً صنيع أبي بكر الصديق حين ولي الخلافة ، فكان في كل يوم يأتي بيتاً في عوالي المدينة تسكنه عجوز عمياء، فينضج لها طعامها، ويكنس لها بيتها، وهي لا تعلم من هو، فكان يستبق وعمر بن الـخطاب إلى خدمتها.[أُسد الغابة 3/327] ولما ولي عمر الخلافة خرج يتحسس أخبار المسلمين، فوجد أرملة وأيتاماً عندها يبكون، يتضاغون من الجوع، فلم يلبث أن غدا إلى بيت مال المسلمين، فحمل وقر طعام على ظهره وانطلق فأنضج لهم طعامهم، فما زال بهم حتى أكلوا وضحكوا .[الرياض النضرة1/385] ومن صناعة المعروف أيضاً ماذكر عن علي زين العابدين، فقد كان أناس من أهل المدينة، لايدرون من أين معايشهم، فلما مات فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل. ولما غسلوه رحمه الله وجدوا بظهره أثراً مما كان ينقله بالليل إلى بيوت الأرامل.[سير أعلام النبلاء4/393] وهذا عبد الله بن المبارك كان ينفق من ماله على الفقهاء، وكان من أراد الحج من أهل مرو إنما يحج من نفقة ابن المبارك، كما كان يؤدي عن المديون دينه ويشترط على الدائن أن لا يخبر مدينه باسمه[سير أعلام النبلاء8/386] |
|
02-06-2012, 12:13 PM | #4 |
مـشـرفـة سـابـقـه
|
ثمرات صناعة المعروف 1- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنياعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [ابن ماجه ح2417] ولما عرض جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: (( زملوني زملوني )) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب) .[البخاري ح4، مسلم ح160] وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [رواه الطبراني في معجمه الكبير ح8014، وقال الهيثمي: إسناده حسن 3/115] 2- دخول الجنة وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول(إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) [رواه الطبراني في الكبير ح8015] وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [مسلم ح1914] 3- مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه)) وفي رواية عند مسلم ((فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي )) [مسلم ح1560، البخاري ح2077] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر)) [البخاري ح2466، مسلم2244] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخذه، فشكر الله له فغفر له)) [البخاري ح2471، مسلم ح1914] آداب صناعة المعروف ولصناعة المعروف آداب، يتعلق بعضها بالصانع ، وبعضها بالمصنوع له.ومن الآداب المتعلقة بمن صنع له المعروف: 1- شكر الله عز وجل أولاً، إذ هو المنعم الحقيقي، فهو أولى بالحمد من كل أحد، قال الله {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}[النحل:83]قال عون بن عبد الله : إنكارهم إياها : أن يقول الرجل: لولا فلان أصابني كذا وكذا، ولولا فلان لم أصب كذا وكذا.[الدر المنثور 5/155] وقد أسدي إلى بعض السلف معروف، فشكر الله ، ثم عاد إلى صاحبه في اليوم الثاني فشكره على معروفه، وقال: استحييت من الله أن أضيف شكرك إلى شكره. 2- شكر صاحب المعروف فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله )) [الترمذي ح1945، أبو داود ح4811، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح] عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه))[النسائي ح2567، أبو داود ح5109] وعن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء))[الترمذي ح2035] قال المكي بن إبراهيم كنا عند ابن جريج المكي فجاء سائل فسأله فقال ابن جريج لخازنه: أعطه ديناراً فقال: ما عندي إلا دينار، إن أعطيته جعت وعيالك، قال: فغضب وقال: أعطه. قال المكي: فنحن عند ابن جريج إذ جاءه رجل بكتاب وصرة، وقد بعث إليه بعض إخوانه، وفي الكتاب إني قد بعثت خمسين ديناراً قال: فحل ابن جريج الصرة فعدها، فإذا هي أحد وخمسون ديناراً، قال: فقال ابن جريج لخازنه: قد أعطيت واحداً فرده الله عليك وزادك خمسين ديناراً [ذكره الترمذي عقب الحديث السابق] 3- أن يقبل المعروف الذي أسدي إليه، فعن خالد بن عدي الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله عز وجل إليه ))[أحمد ح17477] |
|
02-06-2012, 03:45 PM | #5 |
وفـي مـــــاســـي
|
صنائع المعروف {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}[الحج:77] فقوله {وافعلوا الخير} أمر يشمل كل خير، وقال تعالى{لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}[النساء:114]{وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}[البقرة:195]أدلة صناعة المعروف من القرآن الكريم أدلة صناعة المعروف وتعدد صوره من السنة النبوية عن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ونصف الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً( في مسجد المدينة) ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام)) [رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسّن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة ح906]عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه))[ابن ماجه ح237، وابن أبي عاصم في السنة، وحسنه الألباني بطرقه ، السلسلة الصحيحة ح1322] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) [البخاري ح2566، مسلم ح1030] وعن أبي جرىٍّ الهجيميّ قال أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه إنّا قوم من أهل البادية فعلّمنا شيئًا ينفعنا اللّه تبارك وتعالى به قال ((لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط))[أحمد ح20110] عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة))[مسلم ح1552] عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: ((سقي الماء، فتلك سقاية سعد بالمدينة)) [النسائي ح3666، أحمد ح23333] عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره)) قال أبو هريرة ( ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم) [مسلم ح1609، البخاري ح2463] عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها: قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)).[مسلم ح35] عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال ((اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء))[البخاري ح1432، مسلم ح2627] عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن الرجل ليسألني الشيء، فأمنعه حتى تشفعوا فيه فتؤجروا))، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اشفعوا تؤجروا))[النسائي ح2557، أبو داود ح5132] عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال(الإيمان بالله والجهاد في سبيله، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك)) [البخاري ح2518،مسلم ح84] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((كل معروف صدقة))[البخاري ح6021، مسلم ح1005] عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك))[الترمذي ح1970، قال: هذا حديث حسن صحيح] |
|
02-06-2012, 03:50 PM | #6 |
وفـي مـــــاســـي
|
صنائع المعروف
خطبه الاولى / صالح بن عبد الله بن حميد /مكة المكرمة ............... فقد جرت سنة الله تبارك وتعالى في البشر أن جعل بعضهم لبعضٍ سُخريّاً، لا تتم لهم سعادتهم إلا بالتعاون والتواصل، ولا تستقر حياتهم إلا بالتعاطف وفشو المودة. يرفق القويُّ بالضعيف، ويُحسن المكثر على المقلِّ. ولا يكون الشقاء ولا يحيق البلاء إلا حين يفشو في الناس التقاطع والتدابر، ولا يعرفون إلا أنفسهم، ولا يعترفون لغيرهم بحق. معاشر الإخوة: عزيزٌ على النفس الكريمة المؤمنة أن ترى مسكيناً بليت ثيابه حتى تكاد تُرى عورته، أو تبصر حافيَ القدمين أدمت حجارة الأرض أصابعه وقطعت عقبيه، أو تلحظ جائعاً يمدُّ عينيه إلى شيءِ غيرِه فينقلب إليه البصر وهو حسير. حين تفشو مثلُ هذه الأحوال، ثم لا يكترث القادرون، ولا يهتمُّ الموسرون فكيف يكون الحال؟ وأين وازع الإيمان؟! ولكنَّ الله برحمته حين خلق المعروف خلق له أهلاً، فحبَّبه إليهم، وحبَّب إليهم إسداءه، وجَّههم إليه كما وجَّه الماء إلى الأرض الميتة فتحيا به ويحيا به أهلها، وإن الله إذا أراد بعبده خيراً جعل قضاء حوائج الناس على يديه، ومن كثرت نعم الله عليه كثر تعلق الناس به، فإن قام بما يجب عليه لله فيها فقد شكرها وحافظ عليها، وإن قصَّر وملَّ وتبرَّم فقد عرَّضها للزوال ثم انصرفت وجوه الناس عنه. وقد ورد في الحديث: ((إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع عباده يقرُّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم وحولها إلى غيرهم))[1]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: ((ما من عبد أنعم الله عليه نعمةً وأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرَّم فقد عرَّض تلك النعمة للزوال))[2]. وإن في دين الله – يا عباد الله – شرائع محكمةً لتحقيق التواصل والترابط، تربي النفوس على الخير، وترشد إلى بذل المساعدات وصنائع المعروف. ففي الخبر الصحيح عنه : ((من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[3]. وفي الصحيحين أيضاً: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة))[4]. ولعِظَم الأمر ودقَّتِه – أيها الإخوة – فقد قال أهل العلم: إن تفريج الكروب أعظم من تنفيسها؛ إذ التفريج إزالتها، أما التنفيس فهو تخفيفها، والجزاء من جنس العمل، فمن فرج كربة أخيه فرج الله كربته، والتنفيس جزاؤه تنفيس مثله. والتيسير على المعسر في الدنيا جزاؤه التيسير من عسر يوم القيامة، وحسبك في يومٍ قال فيه ربُّ العزة: فذلك يومئذٍ يومٌ عسير على الكافرين غير يسير [المدثر:9-10]. وفي صحيح مسلم: ((من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه))[5]، ((ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه))[6]. والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً. وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعباده. وصنائع المعروف تقي مصارع السوء. ولقد قال بعض الحكماء: أعظم المصائب أن تقدر على المعروف ثم لا تصنعه. والغبطة – أيها الأحبة – فيمن يسَّر الله له خدمة الناس وأعانه على السعي في مصالحهم. يقول عليٌّ رضي الله عنه: يا سبحان الله ما أزهد كثيراً من الناس في الخير!!! عجبت لرجلٍ يجيئه أخوه لحاجته فلا يرى نفسه للخير أهلاً!!! فلو كنا لا نرجو جنةً ولا نخاف ناراً ولا ننتظر ثواباً ولا نخشى عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق.. فإنها تدل على سُبُلِ النجاح؟؟ فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين: أسمعته من رسول الله ؟ قال: نعم، وما هو خيرٌ منه: لقد أتينا بسبايا طيٍّ.. كان في الناس جاريةٌ حسناء تقدمت إلى رسول الله وقالت: يا محمد، هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت ألا تخلي عنِّي فلا تشمت بي أحياء العرب، فإني بنتُ سيدِ قومي، كان أبي يفك العاني، ويحمي الذِّمار،ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يردَّ طالب حاجة قط ، أنا بنت حاتم الطائي فقال النبي :((يا جارية هذه صفة المؤمن. خلُّوا عنها؛ فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق))[7]. وإن دروب الخير – أيها المسلمون – كثيرة وحوائج الناس متنوعة؛ إطعام جائعٍ، وكسوة عارٍ.. عيادة مريضٍ، وتعليم جاهل.. وإنظار معسر، وإعانة عاجز، وإسعاف منقطع.. تطرد عن أخيك هماً، وتزيل عنه غماً.. تكفل يتيماً، وتواسي أرملة.. تكرم عزيز قومٍ ذلَّ، وتشكر على الإحسان، وتغفر الإساءة.. تسعى في شفاعة حسنة تفك بها أسيراً، وتحقن بها دماً، وتجرُّ بها معروفاً وإحساناً. كل ذلك تكافلٌ في المنافع وتضامنٌ في التخفيف من المتاعب.. وتأمينٌ عند المخاوف، وإصلاحٌ بين المتخاصمين، وهدايةٌ لابن السبيل. فإن كنت لا تملك هذا ولا هذا فادفع بكلمةٍ طيبةٍ وإلا.. فكُفَّ أذاك عن الناس. أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة))[8]. نعم أيها الإخوة: كل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. والصدقة تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، والمال إن لم تصنع به معروفاً أو تقضي به حاجة وتدخر لك به أجراً فما هو إلا لوارث أو لحادث. وصنائع البر والإحسان تُستعبد بها القلوب. والشحيح البخيل كالح الوجه يعيش في الدنيا عيشة الفقراء ويحاسب يوم القيامة حساب الأغنياء، فلا تكن أيها الموسر القادر خازناً لغيرك. أيها الإخوة الأحباب: إن صفو العيش لا يدوم، وإن متاعب الحياة وأرزاءها ليست حكراً على قومٍ دون قوم، وإن حساب الآخرة لعسير، وخذلان المسلم شيء عظيم. والمسلمون هانوا أفراداً وهانوا أمماً حين ضعفت فيهم أواصر الأخوة، ووهت فيهم حبال المودة. عندما تستحكم الأنانيات وتستغلق المسالك على أصحاب الضوائق. بل إن بعض غلاظ الأكباد وقساة القلوب ينظرون إلى الضعيف والمحتاج وكأنه قذى في العين.. يزلقونه بأبصارهم في نظرات كلها اشمئزاز واحتقار. ألا يعتبر هؤلاء بأقوام دار عليهم الزمان وعَدَت عليهم العوادي، واجتاحتهم صروف الليالي... فاستدار عزهم ذلاً، وغناهم فقراً، ونعيمهم جحيماً؟. فاتقوا الله رحمكم الله وأصلحوا ذات بينكم، ولتكن النفوس سخية، والأيدي بالخير ندية، واستمسكوا بعرى السماحة وسارعوا إلى سداد عوز المعوزين، ومن بذل اليوم قليلاً جناه غداً كثيراً.. تجارة مع الله رابحة، وقرض لله حسن مردود إليه أضعافاً مضاعفة.. إنفاق بالليل والنهار والسر والعلن: ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُم عِندَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:274]. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي رسوله الكريم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. [1] أخرجه الهيثمي في كتاب مجمع البحرين في زوائد المعجمين(5/211-ح2939) وفي مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه محمد بن حسان السمتي وثقه ابن معين وغيره، وفيه لين ولكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي ضعفه الأزدي (8/192). وقال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط ولو قيل بتحسين سنده لكان ممكناً. انظر: الترغيب والترهيب (3/391)، وحسنه الألباني بمجموع طرقه.انظر: السلسلة الصحيحة (4/264،265-ح1692). [2] قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. انظر: مجمع الزوائد (8/192). [3] أخرجه مسلم (4/2074-ح2699). [4] أخرجه البخاري (5/116/-ح2442)، ومسلم(4/1996-ح2580). [5] أخرجه مسلم (3/1196-ح1563). [6] أخرجه مسلم (4/2302-ح3006)، والترمذي (3/599-ح1306) وقال: حديث حسن صحيح غريب. واللفظ له. [7] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/341)، وابن كثير في البداية والنهاية (5/77)، وقال: هذا حديث حسن المتن، غريب الإسناد جداً، عزيز المخرج. [8] أخرجه الترمذي (4/299-ح1956) وقال: حديث حسن غريب. |
|
02-06-2012, 03:52 PM | #7 |
وفـي مـــــاســـي
|
الخطبة الثانية
الحمد لله عظيم الشأن قديم الإحسان، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولى من جزيل الفضل والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد ولد عدنان، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان. أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون، واحفظوا لإخوانكم حقوقهم، واعرفوا فضل الله عليكم. فمن وفق لبذل معروف أو أداء إحسان فليكن ذلك بوجه طلق ومظهر بشوش، وليحرص على الكتمان قدر الإمكان ابتغاء الإخلاص، وحفاظاً على كرامة المسلم. ويبلغ الأدب غايته حين يعلم باذل المعروف أن ما يقدمه هو حق لهؤلاء ساقه الله على يديه فلا يريد منهم جزاءً ولا شكوراً. وقد روي أن رجلاً جاء لبعض أهل الفضل يستشفع به في حاجة فقضاها له، فأقبل الرجل يشكره، فقال له: علام تشكرنا؟ ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة. أما من أتبع إحسانه بالمنِّ والأذى فقد محق أجره، وأبطل ثوابه. فاتقوا الله يرحمكم الله، وابذلوا الفضل والمعروف بوجه طلق وقصد حسن، تستقم الأحوال، وتتنزل البركات، ويحل التوفيق. |
|
02-07-2012, 03:53 PM | #8 |
وفـي مـــــاســـي
|
مقال صنائع المعروف بقلم الدكتور محمد العريفي الإخوة الكرام.. من أعظم ما وصُف به الأنبياء أنهم كانوا صناعين للمعروف باذلين له للناس حتى كان ذلك ظاهرا في حياتهم -عليهم صلوات الله وسلامه- ألم ترى إلى ما ذكر الله-تعالى- عن عيسى -عليه السلام- لما وصفه الله -تعالى- فقال(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَاكُنتُ)قال السيوطــي يعني اجعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت، أينما كنت أنفع الناس وأُحسن إليهم بأنواع الإحسان) ولما ذكر الله تعالى قصة موسى -عليه السلام-قال الله -جل وعلا-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَعَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)لم يطلبا منه إحسانا، ولم يعرضا له بذلك،وإنما بينتا له حاجتهما دون أن تطلبا منه مساعدة ولا إحسانا ومع ذلك لأنه صانع للمعروف باذل له كما وصفه الله في كتابه قال الله -جل وعلا-(فَسَقَى لَهُمَا)ثم لم ينتظر منهما أي مكافأة على فعله وإنما كما قال الله(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّإِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) أيها المسلمــون ...لقد أمر الله تعالى بالإحسان في كتابه فقال الله -جل وعلا- (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)وقال -سبحانه وتعالى- (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)وافعلوا الخير ولقد كان النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- فعالا للخير أينما توجه ..حتى قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- كانأكثر صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جالسا .. قيل لها لما،لما كان يصلي جالسا ؟..قالت : بعدما حَطَمه الناس).. حطمه الناس بقضائه لحاجاتهم وخدمته لهم،أينما اتجه -عليه الصلاة والسلام- يجد امرأة مسكينة ضعيفة جارية مملوكة تشتكي إليه -عليه الصلاة والسلام- من ظلم أهلهافيقول: (هذه يدي في يدك اذهبي بي إلى أيطرق المدينة شئتِ...)حتى يقضي لها ما تريد ثم يمسك العبد الضعيف أو المرأة الخرقاء أوغير ذلك... قالت:[ حتى حطمه الناس إن صنائع المعروف أيها المسلمون لا تكون فقط إلى البشرمن بني آدم وإنما حتى صنائع المعروفتكون إلى المخلوقات من الحيوانات بل ومن النباتات أيضا. ألم ترى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نبه إلى ذلك فقال -عليه الصلاة والسلام- : (دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها إذ حبستهاولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحرصون على صنائع المعروف ومن ييسر الله -تعالى- لهم ذلك |
|
02-07-2012, 03:57 PM | #9 |
وفـي مـــــاســـي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول فضيلة الشيخ / عائض عبدالله القرنى من أجمل الكلمات ، قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء. ) وهذا الكلام يصدقه النقل والعقل ( فلولا أنهُ كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون). وتقول خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم: كلا والله لا يُخزيك الله أبداً ، إنك لَتَصِلُ الرَّحِم ، وتحمِلُ الكَـلَّ ، وتكْسِب المعدوم ، وتُعين على نوائِبِ الدَّهْر; فانظر كيف استدلت بمحاسن الأفعال على حسن العواقب، وكرم البدايه على جلالة النهاية. وفي كتاب الوزراء للصبابي، و; المنتظم ; لابن الجوزي، و; الفرج بعد الشدة للتنوخي قصَّةٌ ، مفادها: أن ابن الفرات الوزير ، كان يتتبَّع أبا جعفر بن بسطام بالأذِيَّة ، ويقصده بالمكاره ، فلقي منه في ذلك شدائد كثيرة ،وكانت أُمّ أبي جعفر قد عوَّدتْه _ منذ كان طفلاً _ أن تجعل له في كلًّ ليلةٍ ، تحت مخدَّته التي ينام عليها رغيفاً من الخبز ، فإذا كان في غدٍ ، تصدَّقتْ به عنه . فلمَّا كان بعد مدَّة من أذية ابن الفرات له ، دخل إلى ابن الفرات في شيءٍ احتاج إلى ذلك فيه ، فقال له ابنُ الفرات : لك مع أُمِّك خبز في رغيف ؟ قال : لا . فقال : لا بُدَّ أن تَصْدُقَني . فذكر أبو جعفر الحديث ، فحدَّثه به على سبيل التَّطايُب بذلك من أفعال النساء . فقال ابن الفرات : لاتفعل ، فإنّي بتُّ البارحة، وأنا أُدبِّر عليك تدبيراً لو تمَّ لاستأصلْتُك ، فنمتُ ، فرأيتُ في منامي كأنَّ بيدي سيفاً مسلولاً ، وقد قصدتُك لأقتلك به ، فاعترضتْني أُمُّك بيدها رغيف تُتُرِّسُك به منّي ، فما وصلتُ إليك ، وانتبهتُ. فعاتبه أبو جعفر على ماكان بينهما ، وجعل ذلك طريقاً إلى استصلاحه ، وبَذَل له من نَفْسِه ما يريده من حُسْن الطاعة، ولم يبرح حتى أرضاه ، وصارا صديقيْن . وقال له ابن الفرات : والله ، لا رأيتَ منِّي بعدها سُوءاً أبداً . فجزى الله شيخنا الذي ذكر هذه القصة لتبيِّن صدق هذه المقولة . وأخيرأً أقول : لا تحقرَنْ من المعروف شيئاً فاحصد الأجور وادفع عن نفسك البلاء . المصدر كتاب لا تحزن.. |
|
02-08-2012, 05:40 PM | #10 |
وفـي مـــــاســـي
|
آداب صنائع المعروف صُنع المعروف وخدمة الآخرين عبادةً كسائر العبادات، يلزمها ما يلزم العبادات من آداب، وعلى رأس هذه الآداب: (1) الإخلاص لله تعالى: فمعظم الصالحين كانت صنائعهم للمعروف بينهم وبين الله، وكشفتها ريح الأيام وإرادة الله لنا، يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى.."، وعن الزبير ابن العوام قال: قال صلى الله عليه وسلم:"مَن استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل". (2) موافقة الشرع: فلا إعانة في محرَّم ولا خدمة في معصية، وما أكثر أبواب الإعانة والإغاثة المشروعة. (3) التعجيل والتيسير وعدم المن: قال الماوردي: ينبغي لمَن قدر على ابتداء المعروف أن يعجِّله، فإنه من فرص زمانه وغنائم إمكانه ولا يمهله ثقة القدرة عليه، فكم من واثقٍ بقدرةٍ فأتت فأعقبت ندمًا، ومعوِّل على مُكنة زالت فأورثت خجلاً، ولو فطن نوائب دهره وتحفَّظ من عواقب فكره لكانت مغارمه مدحورة ومغانمه مجبورة. وقيل للمعروف خصال ثلاث: "تعجيله.. وتيسيره.. وعدم المنِّ به"، فمن أخلَّ بواحدة، فقد بخس المعروف حقه، وسقط منه الشكر، ويقال: لكل شيء شرف، وشرف المعروف تعجيله، وفي المثل "خير البر عاجله". وقد قيل: من أضاع الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها. إذا هبَّت رياحك فاغتنمها ******* فإن لكل خافقةٍ سكون (4) عدم انتظار الشكر عليه: ذُكر أن امرأةً جاءت إلى الليث بن سعد، وفي يدها قدح، فسألت عسلاً وقالت: إن زوجي مريض، فأمر لها براوية- إناء كبير عن القدح- عسل. فقالوا: يا أبا الحارث إنما سألت قدحًا، وكان يكفيها. قال: هي سألت على قدرها، ونحن نعطيها على قدرنا. (5) أن يحركه حب الخير لا حب الثناء والشكر: يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)﴾ (الإنسان) ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾ (الكهف: من الآية110). (6) أن يُقدِّم المعروف إلى كل الناس: الحقيقة أن المعروف وإغاثة الملهوف لا تعرف ملةً ولا مذهبًا ولا موطنًا، ولكن هي تجري إلى كل الناس. يقول علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-:" اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله، فإن أصبت أهله أصبت أهله، وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله". وكان أسماء بن خارجة يقول: "ما أحب أن أردُّ أحدًا عن حاجة؛ لأنه إن كان كريمًا أصون عرضه، وإن كان لئيمًا أصون عنه عرضي". (7) لا تنتظر طلب المعروف: ولكن ابدأ وبادر به، يُحكى أنه قصد رجلٌ صديقًا له، فدَّق عليه الباب، فخرج إليه وسأله حاجته فقال: عليَّ دينٌ كذا وكذا، فدخل الدار وأخرج إليه ما كان عليه من دين، ثم دخل الدار باكيًا، فقالت زوجته: هلا تعللت له حيث شقَّت عليك الإجابة؟- ظنَّتْ أنه يبكي على هذا المال الذي أعطاه إلى صديقه- فقال لها: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إليَّ وسألني!. وسأل معاوية الحسن بن علي- رضي الله عنهم- عن الكرم فقال: هو التبرع بالمعروف قبل السؤال، والرأفة بالسائل مع البذل والعطاء. ( يستحب أكثر في أوقات الشدة وحاجة الناس: كما في قوله تعالي: ﴿فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)﴾ منقول
|
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
)حمله, للشيخ, المعروف, د/احمدالمنصوري, صنائع |
|
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صنائع المعروف | ساعد وطني | الــمــنــتــدى الــعــام | 4 | 04-29-2013 08:04 PM |
(الـــــورع) حمله 9للشيخ د/احمدالمنصوري | طبعي الوفاء | المنتدى الإسلامي | 21 | 08-06-2012 02:35 AM |
(داء... العجب) حمله 5للشيخ د/احمدالمنصوري | عبدالرحمن سالم | المنتدى الإسلامي | 19 | 08-06-2012 02:33 AM |
(العلماء..والدعاة) حمله 8 للشيخ د/احمدالمنصوري | نصـــ الوفاءــــــر | المنتدى الإسلامي | 12 | 08-06-2012 02:32 AM |
صنائع المعروف الرمضانيه .. | دلوعه العالمي | المواضيع المكرره | 4 | 08-11-2011 10:08 PM |
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|