|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
( ملعب الصبان بجدة )
( ملعب الصبان بجدة ) ذكرياتُ ُ ليتها ترجع مافي العمر كانا كان ملعب الصبان بمدينة جدة هو الملعب الوحيد الذي تقام به المباريات ، وكانت أكثر المباريات التي تقام فيه في الماضي كانت بين فريقي الإتحاد من جدة والوحدة من مكة المكرمة ثم بعد ذلك جاء نادي الأهلي وغيره ليلعب فيه مع بقية فرق المملكة ، أما المشجعين فقد كنا نرى في الماضي الكثيرين من المهوسين من المشجعين الذين كانوا يأتون للملعب قبل بدء المباراة بساعات بعضهم من جدة والبعض الآخر من مكة المكرمة ، وربما الكثيرين ممن هم الآن في العقد السادس وما فوق من أهل جدة ومكة المكرمة قد أدركوا ذلك . هناك بعض من مشجعي نادي الوحدة كانوا يأتون لجدة من الظهر عبر الباصات الأنيسة وغيرها من السيارات مثل بساط الريح وغيرها كل ذلك حرصاً منهم على شراء التذاكر من الشبابيك الخاصة ببيع التذاكر قبل نفادها ، وكانت شبابيك التذاكر عددها ستة تقريباً إن لم تكن أكثر بقليل كانت موزعة على جهات الملعب الأربعة ، وكانت أسعارها تبدأ من ريال وريالين وثلاثة حسب المدرج المقطوعة عليه التذكرة، وكان المدرج الغربي الذي تقع الشمس خلفه عصراً يعتبر درجة أولى فتذكرته أغلى من المدرج الشرقي والذي كان يسمونه بجبل الزيود ويطل على الغرب وتضربه الشمس إلى أن تغيب ، ويأتي بعد المدرج الغربي في الأفضلية المدرج الجنوبي ثم الشمالي . وإذا تم شراء التذاكر فهذا يعتبر أنهم ضمنوا دخولهم للملعب ، بعدها يتوجهوا لشراء الغداء من الباعة المتجولين هناك وبعضهم كان يذهب للمطاعم القريبة من ملعب الصبان وكان أكثرها يقع على شارع الميناء ، وهناك بعض المشجعين كانوا يفترشون الكراتين للجلوس عليها فوق الرصيف الذي أمام مبنى فيليبس وكذلك الجهة الخلفية من المبنى وعند حوش البقر الذي يقع شرق مبنى فيليبس ، وكان بعض الباعة يتجولون ناحية ملعب الصبان لبيع الغداء المطبوخ لهم وأتذكر رجل بخاري كان يأتي هناك بدارجته الهوائية ( البسكليته ) وخلفها صندوق أخضر من الخشب شكله نصف بيضاوي موضوع بداخله قدر كبير به رز ولحم قد طبخ مسبقاً ومعه صحون شينكو فكان يغرف فيها الرز ويبيعه للمتواجدين هناك ، أما المشجعين الذين حالهم ميسور فيذهبون لبعض المطاعم التي كانت على شارع الميناء لتناول الغداء فيها . وحينما تم إفتتاح مطعم الرشيد الذي كان يقع بجوار مستشفى دار الشفا في الستينات أصبح الكثيرون يرتادونه لتناول الرز الشهي بالدجاج فقد كان هذا المطعم يمتاز بطبخ الرز البخاري ، وإذا جاء وقت العصر وتم الإنتهاء من تأدية صلاة العصر توجه الجميع للملعب للدخول لمشاهدة المباراة ، وكان الملعب أرضيته تراب وكانت هناك شاحنة خاصة بالملعب تحمل صهريج ماء تجول داخل الملعب وتقوم برش الملعب بالكامل بالماء ليتماسك التراب مع بعضه وذلك قبل بدء المباراة بنصف ساعة على الأقل ، ثم ينزل بعض العاملين بالملعب لتخطيطه بالنورة وتقسيم الملعب لقسمين ويضعون حدود الأبواب لكل فريق ويضعون سنتر الملعب ، ثم ماهي إلا دقايق وينزل الفريقان على أرض الملعب وتنطلق الهتافات والتصفير والتصفيق من المشجعين المتواجدين على مدرجات الملعب ، ويصفّر الحكم معلناً بدء المباراة ويلتزم الجميع السكوت ليشاهدو ويركزو في اللعب وعند إقتراب أحد اللعيبة بالكورة من باب الخصم يعلو الهتاف ويزداد التشجيع والحماس لدى المشجعين حتى تسمع منهم بعض الكلمات التي فيها نوع من رفع المعنوية للفريق وبعضهم يغني والطبول تقرع ، أما اللعيبة فهم في إنشغالهم في اللعب فهذا يسقط من جراّء عرقلة من خصمه والآخر يقف أمام أحد الأبواب متسلل وآخر يمشي في الملعب يعرج من ركلة أصابته بساقه و تجد الحكم يصفّر لهذا ويعطي كرت لذاك ، وهناك خارج الملعب الكثير من المشجعين داخل ببيوتهم وفي المحلات وأصحاب الدكاكين جميعهم يتابعون المباراة من خلال المذياع فتجدهم مجتمعين حول المذياع متخيلين اللعب وحركة وجري اللاعب من خلال تعليق المعلق الذي يسمعونه من خلال المذياع فقد كان التعليق شيقاً وبليغاً في الوصف فكان من دقة وصفه يصور لنا اللعب تصويراً دقيقاً وكأننا نشاهد ذلك أمام أعيننا ، وكانت المفردات التي كنا نسمعها كثيراً من المعلق مثل (دربكة عند الباب ) ، وغيرها من المفردات الجميلة ، وعند دخول هدف تجد الملعب يضج بالصفير والتصفيق فكنا ونحن داخل بيوتنا نعرف أنه دخل هدف من سماعنا تصفيق وصفير الجماهير فقد كان الجو نقي وصافي آنذاك فكان الصوت يصل بيوتنا التي في الهنداوية بكل وضوح ، أما الباعة المتجولون داخل الملعب فكانوا من أخوتنا الأشقاء اليمنيين وكانوا يدخلون بالمجان وأكثرهم كان يحمل تباسي بها فصفص قد تم لف الورق على شكل مخروطي ووضع الفصفص بها ، وكانت اللفة تباع بقرش وكذلك لبان المستكة وسجائر أبو بس ( كرافن ) تباع بالحبة وكانت بقرش والباكيت كان بـ 16 قرش وكان بائع الدخان يحمل صندوقاً خشبياً على شكل مستطيل مقسم لأقسام كل قسم به صنف من الدخان وهذا الصندوق مطلي بالدهان بعدة ألوان ومثبت به حزام جلد يضعة البائع فوق رقبته ويكون الصندوق مستنداً على بطنه للأمام . بداية التسينات كنا ندخل الملعب بالمجان بدون تذاكر فقد كنا نطلب من الكبارالذين سيدخلون الملعب أن يأخذونا معهم بحجة أننا أبنائهم ، لأن الأبناء الذين دون سن البلوغ يدخلون مع آبائهم مجاناً كمرافقين بدون تذاكر وكانت هذه وسيلتنا للدخول للملعب ، وهناك من هم بسن المراهقة بل بعضهم رجال كبار كانوا يتسلقون أسوار الملعب ولكن الملعب كان في أركانه غرف مرتفعة لسكن العاملين الحراس وتستعمل ربما كذلك كأبراج مراقبة فهي تكشف وتطل على الملعب فإذا ما شاهد الحراس أحداً قد تسلّق السور تركوه حتى يضع رجله داخل حرم الملعب بعدها ينفلتون عليه ويلقون القبض عليه ويخرجوه من الملعب مضروباً ، وما إن تنتهي المباراة إلا ونرى اللاعبين يمرون أمامنا في الملعب وملابسهم ليست تلك الملابس النظيفة التي دخلوا فيها الملعب فنجد الفنايل من جهة الظهر لا تكاد تميز بينها وبين لون كفرات السيارات ، فكان اللاعب إذا سقط على ظهره في الملعب كان التراب بوسخه ومائه يلتصق بفنيلته وجسمه ، ويركب اللعبيه الأتوبيس الخاص بهم ويبقى الدور والمشهد للمشجعين فيبدأ العراك والمضاربات بين مشجعي الإتحاد والوحدة خصوصاً إذا أنهزم أحد الفريقين دون تعادلهما ، فتجد العصي والحجارة بيد أكثرهم ويتعطل الطريق الذي يمتد من شارع الميناء من عند مبنى فيلبس حتى بداية قصر خزام وهو الذي محله الآن مبنى تلفزيون جدة ، فتجد السيارات متوقفة بسبب الزحام فهؤلاء فوق سطح الباص رقص وغناء والباص يسير وهناك من يرمي بالحجارة من خلال نوافذ الباص وهناك من يركض خلف الباص حتى يصل إليه ثم يرقى فوق سلمه حتى يصل لسقف الباص ويبدأ بمضاربة من هم فوقه ، وكلها ساعات وتختفي السيارات ويصل مشجعي الوحدة مكة المكرمة ، وينتشر مشجعي الإتحاد مساءاً في المقاهي وتجدهم في أتم الفرح والسرور إذا كان الإتحاد فائزاً ولا أخفيكم أن أكثر الأشقاء اليمنيين كانوا مشجعين لنادي الإتحاد وعندهم ولاء وحب لهذا النادي لا يوصف ، فكانت الدراجات والدبابات الخاصة بهم جميعها يتم تلبيسها بنايلون ذو لونين أسود وأصفر ، بل إن بعضهم يعمل أغطية جهاز الراديو الذي كان يعمله اليمنيين قديماً من القماش كانوا يجعلونه لونين أصفر وأسود ، وكانت قهوة والدي رحمه الله التي بشارع البخارية والتي مستأجرها ويديرها / محمد سالم كنا إذا جئنا إليها مساءاً بعد فوز الإتحاد نجد الكرم من اليمنيين فنجد أن هناك أكثر من صندوق مشن وليمون وسفن أب وتفاح وسينالكو قد وزعت على الطاولات وكل من جاء أخذ منها وشرب بالمجان بمناسبة فوز الإتحاد ، كذلك نجدهم يسمرون تلك الليلة في القهوة ويلعبون ورقة الباصرة وهم في فرح وسرور لا يوصف . وكلها أسبوع بعدها يهدأ المشجعين فلا نكاد نجد أحداً نسمعه يتكلم عن المباراة ، وينشغل الناس في مصالحهم والطلبة في مدارسهم ،وبعدها ينتظر الجماهير بشغف مباراة أخرى . حادثة حصلت في الملعب : - ملعب الصبان أقيم فيه مرة من المرات مصارعة بداية الستينات وكنت وقتها صغير ودخلت مع الوالد رحمه الله فتم وضع منصة خشبية للحلبة بوسط الملعب يرقى فوقها المتصارعين وحولينها جمعت كنبات لأمير منطقة مكة المكرمة آنذاك وللمسؤولين ، وكان بقية الناس على المدرجات الأول والثاني ومدرج جبل الزيود والمدرج الثالث وهي بعيدة ولا يمكن لهم رؤية المصارعة فهاج وقتها الجمهور وصارت مضاربات وأضرمت النار في المدرجات وقام رجال الأمن بإخراج المصارعين وخرج أمير منطقة مكة المكرمة والمسؤولين وكبار الشخصيات ونزل الجمهور من المدرجات وتوجهوا ناحية الحلبة وقاموا بتهشيمها وأخذوا الكنبات والكراسي وحملوها معهم بالسيارات ، فحضرت سيارات المطافئ وقامت بتفريق الجمهور فأخذني والدي رحمه الله وحملني على كتفه وخرج مسرعاً من الباب الغربي كنت وقتها عمري بحدود 9 سنوات وفقد والدي أثناء هذه الغشنة ساعة يده وحذائه وغترته وعقاله سقطوا منه في الملعب ، لكن الحمد لله أن بيتنا كان يبعد عن الملعب بأقل من نصف كيلو تقريباً . هذه لا زلت أتذكرها حتى الآن . بقلم / صالح المسند |
|
|
|
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|