|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
فارس البقمي |
ذهٌٍîًàيû è êàôه
بقلم : bozRoabs |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
12-18-2018, 12:35 AM | #11 |
عضو ملكي
|
11
احتشدت القوات في ولاية نورماندي مكونة من النورمانديين وجموع كبيرة من الفرنسيين بقيادة جيوم أو روبرت كرسبن ، وسارت الحملة إلى جنوبي فرنسا متجهة نحو الأندلس ، حاصروا أولا مدينة وشقة إحدى مدن سرقسطة ، ولما فشلوا في اقتحامها تركوها متوجهين إلى بربشتر ، من القواعد الأندلسية المنيعة ، فحاصروها سنة 456 هجرية ، ويقدر عدد أفراد الحملة بأربعين ألفا أو يزيدون ، واستمر الحصار أربعين يوما وجرت معارك عديدة خارج المدينة ، ولما قلت الأقوات واشتد الضيق بالمدينة ، استطاع النورمانديين بعد قتال عنيف اقتحام المدينة الخارجية ، وجرت معارك أخرى وتحصن المسلمون بالقصبة والمدينة الداخلية ، مصممين على الثبات حتى اخر رمق ، لكن حدث أن تعرض المهاجمون إلى مكان مجرى الماء - أو دلهم عليه خائن- فقطعوه ، واشتد بالمدافعين العطش ، فعرضوا عى النورمانديين التسليم بشروط فرفضوا ، ثم دخلوا المدينة عنوة ، واستباحوا المدينة بكل مافيها ومن فيها ، وقدر عدد القتلى والأسرى بين أربعين ومئة ألف ! ثم أعطى قائد الحملة الأمان ، لكنه -حين رأى كثرة أهل المدينة -أمر جنده أن تقلل أعدادهم ، حصادا بالسيف ،فأطيح أرضا بستة الاف من الرؤوس ! ثم انهم انتهبوا المدينة واحتلوا دورها لأنفسهم وارتكبوا أبشع الجرائم قتلا وهتكا للأعراض ، وكان الخطب أعظم من أن يوصف أو يتقصى كما قال ابن حيان . |
|
12-18-2018, 12:35 AM | #12 |
عضو ملكي
|
12
يقول ابن حيان فيما ينقله عنه ابن بسام في الذخيرة واصفا المأساة البربشترية :إن جيش الأردمانيين طلبوا عليها ووالوا حصرها وجدوا في قتالها طامعين فيها ، وقد أسلمهم أميرهم يوسف بن سليمان بن هود لخطبهم ووكلهم إلى أنفسهم وقعد على النفير نحوهم ، فأقام عليهم العدو منازلا لأربعين يوما ، ووقع بين أهلها تنازع على القوت لقلته ، ولما علم العدو بذلك جد في القتال فدخل الكفرة المدينة البرانية نحو خمسة الاف دارع ، فبهت الناس وتحصنوا بمدينتهم الداخلة ودارت بينهم حرب شديدة قتل فيها من النصارى خمس مئة ، ثم اتفق - من قدر الله - أن قناة من عمل الأوائل سربا تحت الأرض بتقدير موزون إلى أن أفضت إلى شط النهر فانهارت في نفس ذلك السرب صخرة عظيمة الجرم من حجارة بناية الأول سدت السرب بأسره ، فعدموا الماء وايسوا الحياة ودعوا إلى تأمينهم على النزول بأنفسهم خاصة دون مال وعيال ، فأعطاهم أعداء الله ذلك ، فلما خرجوا نكثوا بهم وقتلوا معا ، ولم يطلقوا منهم غير قائدهم ابن الطويل وقاضيهم ابن عيسى في نفر من الوجوه قليل عديدهم ، فحصلوا على غنائم بربشتر على مالا يقدر كثرة زعموا أنه صار لأكبر رؤسائهم قائد خيل رومة في حصته نحو ألفا وخمس مئة جارية أبكارا كلهن ، ومن أوقار الأمتعة من الحلي والكسوة والوطاء خمس مئة حمل ، ويحدث أيضا أنه أصيب في هذا القتل والسبي مئة ألف نسمة ، وشد الكفار أيدهم بمدينة بربشتر واستوطنوها وهلك من نساء بربشتر جملة يكثر عدها عند افلاتهن من عطش القصبة لتطارحهن على الماء يكرعن فيه بغير مهل ، فكبهم للأذقان موتى ، وكان الخطب في هذه النازلة أعظم من أن يوصف أو يتقصى . |
|
12-18-2018, 12:36 AM | #13 |
عضو ملكي
|
13
علق ابن حيان على هذه الأحداث وعلل أسبابها ، وأنحى باللائمة على الناس والحكام قائلا : (أركستهم الذنوب ، ووصمتهم العيوب ، فليسوا في سبيل الرشد بأتقياء ، ولا على معاني الغي بأقوياء ، نشىء من الناس هامل ، يعللون نفوسهم بالباطل ، من أدل الدلائل على فرط جهلهم بشأنهم واغترارهم بزمانهم وبعادهم عن طاعة خالقهم ورفضهم وصية رسوله نبيهم عليه السلام ، وهو وهم عن النظر في عاقبة أمرهم وغفلتهم عن سد ثغرهم ، حتى لظل عدوهم الساعي لإطفاء نورهم يتبجح عراض ديارهم ويستقري بسائط بقاعهم ، يقطع كل يوم طرقا منهم وسرامة ، ومن لدينا وحوالينا من أهل كلمتنا صموت عن ذكرهم ، لهات عن بثهم ، ما أن يسمع عندنا في مسجد من مساجدنا ومحفل من محافلنا مذكر بهم أو داع لهم فضلا عن نافر إليهم أو مواس لهم ، حتى كأن ليسوا منا وكأن فتقهم ليس بمفض إلينا ، قد بخلنا عليهم بالدعاء بخلنا بالغناء ، عجائب مغربة فاتت التقدير وعرضت للتغيير ، ولله عاقبة الأمور وإليه المصير ) فعل ابن حزم الأندلسي -معاصر الطوائف - مثل ابن حيان في تعرية حال الطوائف وبيان استهتار ملوكهم وما أورثوا الأمة من الوهن والإنحدار ، ولولا دعوة العلماء الأفاضل إلى توحيد الأندلس ونجدة الأخوة المسلمين بعدوة المغرب والعمل على استثارة الروح الاسلامية ، لضاعت الأندلس قبل ضياعها بقرون . استعادة بربشتر : قامت دعوة إلى الجهاد ورفعت راية الإسلام فهب الناس مستجيبين نحو بربشتر فحازوا في جهادهم من الله النصر ، يحدثنا ابن حيان عن ذلك فيقول : (فلما كان عقب جمادى الأولى من سنة سبع وخمسين شاع الخبر بقرطبة بارتجاع المسلمين لبربشتر ، وذلك أن أحمد بن هود الملقب بالمقتدر المفرط فيها والمتهم على أهليها لانحرافهم إلى أخيه ، صمد لها مع مدد عباد حليفه ، وسعى لإصمات سوء القالة عنه ، وقد كتب الله عليه منها مالا يمحوه إلا عفوه ، فتأهب لقصد بربشتر فسار نحوها ورجال ابن عباد نحو من خمس مئة فارس مقدمته من سراة البرابرة وغيرهم من أبطال الأندلس ، فنزل عليها بجمعه ، فجالدوا بباب المدينة جلادا ارتاب منه كل جبان ، وأعز الله أهل الحفيظة والشجعان ، حمى الوسيط بينهم إلى أن أعز الله أولياءه وزلزل أعداءه وولوا الأدبار مقتحمين أبواب المدينة ، فاقتحم المسلمون عليهم وملكوهم أجمعين الا من فر من مكان الوقعة ولم يأت المدينة ، فأجيل في الكافرين واستؤصلوا أجمعين ، إلا من استرق من أصاغرهم وانتقوا للفداء من أعاظمهم ، وسبوا جميع من كان فيها من عيالهم وبناتهم وأبنائهم وملكوا المدينة بقدرة الخالق ، وأصيب على منحة النصر المتاح طائفة من حماة المسلمين الجادين في نصر الدين نحو الخمسين ، كتب الله شهادتهم وقتل فيها من أعداء الله الكافرين نحو ألف فارس وخمس مئة راجل ، فاستولى المسلمون بحمد الله عليها وغسلوها من رجس الشرك وجلوها من صدأ الإفك ، ثبت الله فيها قدم الإسلام وجبر صدع من تولى من إخوانهم بمنه ) |
|
12-18-2018, 12:36 AM | #14 |
عضو ملكي
|
14
مملكة بلنسية : بسم الله ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، لعله من المناسب ذكر بعض ممالك الطوائف عند الحديث عن مملكة بلنسية ، فممالك الطوائف المهمة هي : مملكة طليطلة - مملكة سرقسطة - مملكة قرطبة - مملكة بطليوس - مملكة أشبيلية - مملكة بلنسية - مملكة غرناطة . حكم الصقالبة ( كلمة الصقالبة تعني جميع الأسرى من الأجناس الصقلبية السلافية ثم أصبحت تطلق على جميع الأجانب الذين يضمهم القصر من جلاقة وألمان وفرنسيين ولومبارديين وايطاليين من جنوة وصقلية ، وكان معظمهم يحملون صغارا بواسطة تجار الرقيق ويختارون من الجنسين ، ويربون منذ الحداثة تربية عربية حسنة ويلقنون مبادىء الاسلام )بلنسية مدة من الزمن ثم حكمها بنوعامر أبناء الحاجب المنصور ، ولما توفي عبدالعزيز المنصور خلفه ابنه عبدالملك المظفر الذي تزوج ابنة حاكم طليطلة وجرت بينهما أحداث انتهت بضم بلنسية إلى طليطلة ، وعهد حاكم طليطلة المأمون بأمور بلنسية إلى أبي بكر محمد بن عبدالعزيز وجعله وزيرا ، فأحسن إدارتها وسار فيها سيرة حسنة . |
|
12-18-2018, 12:37 AM | #15 |
عضو ملكي
|
15
توفي المأمون حاكم طليطلة سنة 467ه ، وخلفه حفيده القادر ، واستقل أبو بكر محمد بن عبدالعزيز في حكم بلنسية ، حاول صاحب سرقسطة الإستيلاء على بلنسية وضمها إليه حتى تصبح سرقسطة مملكة قوية ، وكانت بينهما مصاهرة ، وبعد وفاة أبي بكر خلفه في حكم بلنسية ابنه أبوعمرو عثمان ، وبعد سقوط طليطلة سنة 478ه وعد (ادفونش) القادر بأن يحكم بلنسية إذا ساعده في الإستيلاء عليها ، وسار القادر وجنوده إلى بلنسية برفقة الجنود القشتاليين أمده بها ادفونش ، وكان أدفونش يعلم أن تمكين القادر من الإستيلاء على بلنسية سيجعلها واقعة تحت حمايته ، وصل القادر وجنوده إلى بلنسية وجرت مراسلات بينه وبين أهلها انتهت بالموافقة على مطالب القادر وخلع حاكمها أبو عمر عثمان . ساءت أحوال بلنسية بسوء السياسة وإرهاق أهلها بالضرائب لسداد مطالب القشتاليين الذين غدت لهم السيادة الحقيقية على المدينة ، وغادرها الكثير من أعيانها نتيجة لهذه السياسة الطائشة التي اتبعها القادر ارضاء لأنانيته ورغبة في البقاء بمركزه . استعان ادفونش برذريق في عملياته ضد ملوك الطوائف ، ولذريق هذا يصفه ابن بسام في الذخيرة قائلا ولما أحس أحمد بن يوسف بن هود بعساكرأمير المسلمين تقبل من كل حدب وتطلع على أطرافه من كل مرقب ، اسد كلبا من أكلب الجلالقة يسمى (رذريق) ويدعى بالكنبيطور ، وكان عقالا وداء عضالا ، له في الجزيرة وقائع )، وكان الأدفونش غير مرتاحا إليه فقضى بإبعاده ، وبدأ رذريق يؤجر نفسه للأمراء المسلمين أو النصارى فالتحق بخدمة المقتدر الذي قسم المملكة بين ولديه المؤتمن والمنذر قبل وفاته والتحق رذريق بخدمة المؤتمن ثم من بعده بخدمة ابنه أحمد المستعين ، وعندما طلب القادر النجدة من المستعين لدفع خطر المنذر ، سار المستعين ورذريق صوب بلنسية لنجدة القادر ، كان المستعين يطمع بالاستيلاء عليها ، وكانت قوة الجيش بيد الطاغية رذريق حيث كان معه ثلاثة الاف فارس ومع المستعين أربع مئة فارس ! ، وجرت مفاوضات بينهم وبين القادر ، الذي بعث خفية الى رذريق يطلب إليه عقد التحالف سرا دون علم المستعين ، وبعث إليه بالتحف والهدايا ، ولما كانت خدمات رذريق تباع وتستأجر فإن المستعين دفع له المبالغ الكبيرة وطلب منه مساعدته في الاستيلاء على بلنسية فتحجج رذريق بحماية أدفونش للقادر ولابد من استئذانه ، وأخذ رذريق ينصح القادر سرا بعدم تسليم المدينة ، ويعد القادر والمستعين كلا على حدة أنه سوف يساعده ، وفي نفس الوقت يرسل إلى المنذر ليعقد معه المودة والتحالف ، ثم يبعث إلى الادفونش بأنه (تابع له وأن أولئك الفرسان الذين يقودهم في أراضي المسلمين ، دون أية نفقة من الملك ،إنما هم تحت تصرف الملك ، ينزلون ضرباتهم بالكفرة وفي وسعهم أن يحصلوا على شرقي الأندلس بسهولة ) وافقه الأدفونش ، ثم ذهب رذريق إلى الأدفونش بنفسه وحصل منه على وثيقة يؤكد له فيها بأن المناطق التي ينتزعها من المسلمين تكون ملكا له ولأولاده من بعده . |
|
12-18-2018, 12:38 AM | #16 |
عضو ملكي
|
16
إن الحديث عن التاريخ الإسلامي يجعل المسلم يشعر بعزة المسلمين وقوتهم ، فيزداد قوة وعزة وفخرا بإسلامه ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ، وماهو إلا جزء من هذه الحضارة العظيمة المجيدة التي قامت على الإسلام ، واستمدت قوتها من العقيدة الإسلامية ، فكانت نورا استضاءت به البشرية ، ونعمت به حينا من الزمن ، فما أحوجنا -في هذا الزمان- إلى غرس الهوية الإسلامية في نفوس المسلمين ، بعد أن ضعفت وحل محلها الهوية الأوربية أو الأمريكية، وأصبح التحدث باللغة الإنجليزية فخرا ، والتشبه بالغربيين عزة وتقدما ، وأشد مايؤلم النفس حين ترى ابناء المسلمين يرتدون أزياء الأوربيين (البنطال) وأصبح هذا اللبس هو السائد عند الكبار أيضا ، وللأسف فقد وصل هذا الأمر إلى بعض الملتحين الذين لايرون بأسا أن يلبس الأولاد البنطال ، وناهيك عن قصات الشعر الغريبة (القزع) التي انتشرت منذ زمن عندنا (عندالأطفال والكبار ) أو يجعلون الشعر منفوشا (سبايكي) فيصبح الطفل كأنه شيطان ،،أصبحت الثقافة المنتشرة ثقافة الغرب ، تدخل الجمعية التعاونية فترى الاطفال تكلمهم أمهم باللغة الإنكليزية فيردون عليها بنفس اللغة فترى علامات السعادة والفخر على وجهها , فهذا عندها رمز الفخر والعزة !رحم الله أبناء المسلمين وأصلح امهاتهم ،فما ظنك بأبناء تربوا على ذلك ! وللأسف تتخرج إحدانا من المدرسة وقد حفظت تاريخ أوروبا والثورة الفرنسية ومارتن لوثر و كلومبس واكتشاف الأمريكتين الخ ،،، وحين نسأل عن تاريخنا الإسلامي نجد اننا لانعرف عنه إلا القليل،،، فما أحوجنا إلى دراسة تاريخ الإسلام وتدريسه إلى أبنائنا وبناتنا ، فهو لايدرس كماينبغي في المدارس ، وماأحوجنا إلى غرس الهوية الإسلامية في نفوسهم ،،نسأل الله ان يصلح أحوال المسلمين ، وأن يردهم إلى الإسلام ردا جميلا . |
|
12-18-2018, 12:38 AM | #17 |
عضو ملكي
|
17
عاد لذريق من قشتالة يقود سبعة الاف مقاتل (مرتزقة) ، وغدا زعيم عصابة يفرض بالقوة مايريد من الاموال ، واتجه صوب بلنسية ،وفرض أموالا طائلة تدفع له سنويا من صاحب شنتمرية ومن صاحب مربيطر وغيرهما ، ونزل في الكدية شمال بلنسية ، فأرسل إليه القادر بالاموال ن واضعا نفسه تحت حمايته ، ثم تغير ادفونش على لذريق ، فأمر بإخلاء سائر الحصون والدور الخاصة به ، وبالقبض على زوجه وأولاده الصغار . عقد المستعين حلفا مع لذريق المتحالف مع ملكي ارغون ونبارة ،،،،وأراد ادفونش الإستيلاء على بلنسية فعقد حلفا مع جمهوريتي جنوة وبيزا في إيطاليا ، ليتم التعاون بينهم بالأساطيل ، وسار ادفونش بقواته الى بلنسية ، وتهيأ لذريق لذلك وأرسل إليه ، علم ادفونش صعوبة موقفه فرفع الحصار عن بلنسية راجعا إلى قشتالة ، وانتقم لذريق لنفسه بالعيث في أراضي قشتالة وقتال أهلها ، فأصدر ادفونش عفوه عن لذريق وكتب إليه بذلك في سنة 485 هجرية . سرت في بلنسية رغبة شديدة للتخلص من النير المرهق الذي فرضه رذريق على المدينة ، وتزعم هذا الإتجاه قاضي بلنسية أبو أحمد جعفر بن عبدالله بن جعفر بن جحاف بن يمن ، وكان هذا الإتجاه ضد رذريق والقشتاليين وضد القادر ، فاوض ابن جحاف ابن عائشة قائد المرابطين ( أحد كبار قادة تاشفين) ليعينه في ذلك ، فبعث له سريه من جند المرابطين ، قاد ابن جحاف الثورة وقبض على القادر ، الذي وجد مختفيا في حمام القصر ومعه صندوق الحلي والجواهر ، فكانت نهايته . اختير القاضي ابن جحاف رئيسا للجماعة ، وتولى زمام السلطة ، وأخذ ينظم الأمور ويستعد لحماية المدينة والدفاع عنها ، ولعل أهل بلنسية فعلوا ذلك تخوفا من أن يملك القادر بلنسية لأدفونش كما ملكه طليطلة ، على حد تعبير ابن عذارى في (البيان المغرب) . |
|
12-18-2018, 12:39 AM | #18 |
عضو ملكي
|
18
قصة القاضي ابن جحاف-رحمه الله- مع لذريق القاضي ابن جحاف من أهل بلنسية وقاضيها ورئيسها في الفتنة-رحمه الله- وهو المحرق ،،،ابتلاه الله عزوجل بالقنبيطور(لذريق) ، فاستولى على أمواله ثم أحرقه بالنار سنة 488 هجرية ،،،وتبدأ الأحداث حين سار لذريق نحو بلنسية وضرب حولها الحصار ، بعد احراق ماحولها من المروج والزروع ، وأعد ابن جحاف مع المرابطين قوة من 300 فارس لمقاومة لذريق ، كتب لذريق إلى ابن جحاف أن يترك بلنسية وإخراج المرابطين منها (على أن يعطيه الأمان)، وكانت تلك خديعة منه ، وجرت مفاوضات انتهت بان تدفع للطاغية لذريق أموال سنوية ويخرج المرابطين ، ولكن لذريق نقض العهد وبدأ تحرك بالقرب من بلنسية وزادت مطالبه المالية ، وطلب ان ينزل مع جيشه في مناطق حول بلنسية ليحكم الطوق حولها ويحاصرها ، ثم طلب من ابن جحاف ان يسلمه موارد المدينة ويقدم ابنه رهينة ، عند ذلك رفض ابن جحاف ذلك وأغلق أبواب المدينة وبعث الى قائد المرابطين والى المستعين صاحب سرقسطة طالبا العون ، كما كتب الى أدفونش ، وشدد الطاغية الحصار على بلنسية وقطع الأقوات عنها ، وقرر ابن جحاف المقاومة حتى النهاية ، لم يصل للمدينة مدد خارجي واستمر الحصار عشرين شهرا ، وضيق الطاغية لذريق على المسلمين الخناق وقطع عنها المرافق ، وعدم الناس الطعام وأكلوا الفئران والكلاب والجياف حتى وصل بهم الحال أن يأكلوا من مات منهم وبلغ الجهد منهم مبلغه ! رحمهم الله جميعا وغفر لهم . |
|
12-18-2018, 12:39 AM | #19 |
عضو ملكي
|
19
استسلام بلنسية وسقوطها طلب أعيان المدينة إلى ابن جحاف الموافقة على المفاوضة والتسليم ، فاضطر ابن جحاف الى الإذعان وترك لهم المفاوضة ، وسار وفد منهم لمفاوضة الطاغية وسلمت بلنسية حسب الشروط التالية : أن يبقى ابن جحاف قاضيا للمدينة وحاكما لها ، وأن يؤمن في نفسه وماله وأهله ، ويؤمن السكان في انفسهم واموالهم ، وأن يتولى مندوب السيد الإشراف على تحصيل الضرائب ، وأن تحتل المدينة حامية من النصارى المعاهدين الذين يعيشون بين المسلمين ، وأن يرابط السيد بجيشه في جباله ، وألا يغير شيئا من شرائع المدينة وأحكامها . فتحت ابواب المدينة للطاغية وجنده في جمادى الأولى سنة 487 هجرية بعد حصار دام عشرين شهرا ، فاحتلوا المدينة ونقضوا العهود ونزل الطاغية في القصر واحتلت أكثر دور المدينة وضياعها . نكل الطاغية بأهل بلنسية تنكيلا شديدا و أصدر أمرا (من وجد عنده شىء من الات الحديد فماله ودمه حلال) فبرىء الناس منه حتى من الابر والمسامير ووضعوا ذلك بباب القصر ،،يقول ابن عذارى في البيان المغرب ( مشى بريحه باجتماع المسلمين إلى القصر ، ثم خرج عليهم ونظر إليهم وعرض بذكر المرابطين وكثرتهم وأن ذلك ما اغنى عنهم ، وجعل ينظر في عطفه ، ويشمخ بأنفه ثم قال : انظروا إلي في سبع مئة ألف مثقال ، وإلا هلكتم ، وأحلت السيوف عليكم ،،،،ثم خرج وبقي المسلمون في القصر ، وأغلق عليهم الباب ، فصاروا في سجن ، والروم تحفهم بالأسلحة ، فرأوا الموت ، ووقع البهت وخرست الالسنة) ،،رحمهم الله وغفر لهم جميعا |
|
12-18-2018, 12:40 AM | #20 |
عضو ملكي
|
20
تسلم رذريق أموال القادر من القاضي جحاف الذي بقي في منصبه قاضيا للمدينة ، لكنه أخذ يشدد عليه في السؤال عما إذا كان لديه بقية من هذه الاموال ،ثم طلب منه أن يقسم على ذلك وأنه ان وجد شيئا منها فيما بعد فسيسفك دمه ، أقسم القاضي أمام شهود من المسلمين والنصارى، ثم اتهمه لذريق بإخفاء بعض المال فأصدر حكمه بإعدام القاضي حرقا في ساحة المدينة ، ساق لذريق قاضي بلنسية ابن جحاف أبا المطرف وهو في قيوده يرسف ، دافعا به إلى الموت حرقا في ساحة رحبة القاضي البلنسية ، أضرم هناك النارواحتفر له حفرة ، حاشدا الناس للمشاهدة والعبرة ، أحضر أهله وبنيه حوله وقرر عليهم الحرق مثله ، في جمادى الأولى سنة 488هجرية ،فاجتلبه على هذه الحال ،يقول ابن عذارى(وأمر به وبجملته إلى ذلك الضرم ، وقد لفح الوجوه على المسافة البعيدة ، فضج المسلمون والروم ، وتضرعوا إليه في ترك الأطفال والعيال ، إذ لاذنب لهم ، ولاعلم بتلك الأمور عندهم ، فأسعف الرعية في رغبتهم بعد جهد ومدة ، وترك النساء والصبية ، وحفر للقاضي حفرة وأدخل فيها إلى حجزته ، وسوي التراب حوله ، وضمت النار إليه فلما دنت منه ولفحت وجهه ، قال بسم الله الرحمن الرحيم ثم ضمها إلى جسده فاحترق ، رحمه الله تعالى . وعمد الطاغية لعنه الله بعد إحراق القاضي رحمه الله إلى الجلة من أهل بلنسية فثقفهم ، وأغرمهم حتى استأصل جميع ماعندهم ، وجعل الناس في المحنة أسوة ، يأخذهم على طبقاتهم حتى عمتهم المحنة ، وهلك في ذلك الثقاف كثير منهم ، رحمهم الله وجعلها كفارة لهم .) |
|
|
|
|
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|