النصر الحديدي
يسير نادي النصر هذا الموسم بخطىً ثابتة، وذلك بعد أن توصل كارينو لتوليفة الانتصار، وبث في اللاعبين سيمفونية الفوز، لينثروا إبداعاتهم داخل المستطيل الأخضر، وهاهو يفوز مجدداً على الرائد في أرضه وبين جماهيره بثلاثية نظيفة أتت بأقدام برازيلية أحرزها على التوالي التون بتسديدة صاروخية في د. 24 وراموس من داخل منطقة الجزاء في د. 45 وباستوس من ركلة جزاء د. 61 وأكتفى نادي الرائد بمتعة مشاهدة إبداعات لاعبي النصر.
لم تنل الأخطاء التحكيمية من نادي النصر وحده بل نالت من أغلب فرق الدوري، ويبقى المهم هو أن من يستطيع أن يتجاوز هذه الاخطاء يستطيع السير قدماً في سلم الترتيب، وعلى لاعبي النصر وغيرهم أن يعوا جيداً أن الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم، والحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية ولابد له من الخطأ كما لابد له من الصواب، شأنه شأن سائر الخلق.
من الطبيعي أن الالتفات للترهات التي تأصل مبدأ أن الفريق مظلوم تحكيمياً ومحارب، من شأنها أن تشد أعصاب لاعبي الفريق داخل الملعب فتؤثر على نتيجة المباراة سلفاً، كما أنه من الطبيعي عند سماع اللاعب لمثل هذه الأقاويل قد يهيئ نفسه مسبقاً بحيث يجير أي تصرف للحكم وإن كان عفوياً على أنه تصرف ظالم ويترك العطاء داخل الميدان، فالمسألة مسألة نفسية بحتة لاجدال فيها.
ما شدني لمثل هذا القول هو ظهور بعض من الأصوات المدسوسة بين جماهير الشمس، التي كانت ومازالت وبكل براءة خبث تنادي برفع الظلم التحكيمي الذي يتعرض له فريقها، علماً أن الفريق شأنه شأن باقي فرق جميل تضرر من بعض الاخطاء التحكيمية واستفاد من بعضها أيضاً، ولكن الغريب في الأمر أن تلك الأصوات لم تأت إلا في وقت الانتصار، وكأنها أرادت إيصال رسالة موجهاً للاعبي الفريق، لتؤثر على نغمة الانتصارات التي انتهجوها مؤخراً، كما فعلت سلفاً مراراً وتكراراً.
على إدارة النادي أن تعي أن تلك الأصوات ما هي إلا أبواقاً تختبئ خلف بعض الجماهير المحبة، والجماهير بطبعها تتعلم من بعضها البعض، ومن فائض عشقها أن تتناول ما يقال دون أدنى تفكير في عواقبه.
هنالك من يسوءه عودة العالمي لساحة المنافسة، بل قد تسبب له صداعاً إن لم ينقلب ذلك الصداع إلى إسهال مزمن، وعودة النصر لمزاولة هواية تحصيل البطولات تعني الكثير لمستقبل الكرة السعودية محلياً بل وقارياً، ولا يهمنا نحن سوى عودة الهيبة للكرة السعودية التي افتقدتها منذ ابتعاد النصر عن البطولات، فللكرة السعودية هيبة لا تكتمل إلا باكتمال مربع الكبار كاملاً أهلي ونصر واتحاد وهلال.
|