09-07-2013, 11:08 PM
|
|
الكتاب الذي يجب أن يقرأه المشجعون العرب
لا تعد ظاهرة التعصب الرياضي ظاهرة عربية وحسب، بل هي موجودة في كل دول العالم، وهناك من يقتل ويحرق حول العالم من أجل هدف صحيح تم الغاؤه والحمدلله لم نصل لتلك الدرجة بعد، و عينات الجمهور تلك بعيدة عنا، وليس بمقدوري أن أخاطب العالم، لكن والحمدلله من قدرتي أن أخاطب شريحة كبيرة في العالم العربي بفضل تواجدي في موقع أبو ظبي الرياضي.
قبل فترة طرحنا موضوعاً عن أفضل 10 لاعبين في العالم، فانهالت مباشرة الأفكار المتعصبة للعرق فهناك من طالبنا بوضع محمد صلاح وبولفضيل وعادل تعرابت، ومع تقديري لكل هذه المواهب من الدول العربية وافتخاري بها .. لكن هل هناك أي منطق بترشيحهم ليكونوا ضمن أفضل 10 في العالم؟، لو قلتم “عامر شفيع” ممكن!، طبعاً أمازحكم فهذا تعصب مني أيضاً!
قبل عامين كنا قد طرحنا موضوعاً عن أفضل المدافعين في العالم، وكالعادة جاءت أسماء غريبة عجيبة ليتم وضعها ضمن القائمة، أحدها بعدما احترف قال عنه المدرب “هل أنتم متأكدون أنه لاعب كرة قدم؟”، والآخر جاء ليلعب في دوري عربي بعدها بشهرين، فأي مدافع يكون الأفضل في العالم ويأخذ مثل هذه القرارات أو يتلقى مثل هذه الكلمات؟
ما سبق تعصب أعمى لكل من انحدر من بلادنا، وهو تعصب سيء غير مفيد لأنه ينفخ اللاعبين بشكل أكبر من حجمهم ويضع سقفاً منخفضاً من الطموح لدى الجيل الصاعد، وبالتالي اللوم علينا عندما يأتي ويقف في الملعب ولا يبذل الجهد .. أليس هو الأفضل في العالم؟
ننتقل إلى العالمية وتشجيعنا لأندية أوروبية هو أمر طبيعي فهناك ما يمكن تسميته أعلى درجات كرة القدم، لكن التعصب يظهر مع اعتبار كل فضيحة أو تصريح ضد من نشجعهم مفبرك أو مترجم بشكل خاطىء وكل الصور معمولة على الفوتوشوب، وكل فضيحة عن الخصم صحيحة وكل صورة كذلك ولو ظهر فيها لاعب بجانبه ديناصور!.
ما سبق حالة من غياب التفكير والنقد الذاتي، وبما أننا نتكلم عن النقد فإن هناك كتاباً ليس برياضي يتوجب علينا كمشجعين عرب قراءة ولو صفحة منه لنفهم أن نقد الذات ليس خيانة ولا قلة وطنية، فكتاب “كخه يا بابا” للكاتب السعودي عبد الله المغلوث، هو كتاب انتقد فيه الكاتب ظواهر اجتماعية في بلاده مع تقديم حلول، لم يكن هدفها الإساءة لمجتمعه بل تطويره.. وأنا وأنت عندما نعترف بتقصير من فريقنا أو وضع لاعب في حجمه الطبيعي نحن لا نخونهم، بل نساعدهم على التطور أيضاً.
استمتعت جداً بقراءة هذا الكتاب وكانت مقاومتي ضعيفة بأن أتوقف عن القراءة فيه، ولأنني أعمل في مجال الإعلام الرياضي فقد كنت أربط ما أقرأه صفحة صفحة بما أشاهده وقررت أن يكون هذا المقال!
|