كتاب : فك اسرار ذي القرنين ،ويأجوج ومأجوج

خروج يأجوج ومأجوج اخر الزمان ..ماهية الخروج .. وكيفية الخروج
/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

تباينت اراء كثير من المفسرين والمؤرخين حول معنى ..( حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج .... ) .. فهناك الاراء

التقليدية التي يؤمن بها الكثيرون وهي الارجح ... هذه الاراء تؤمن بوجود يأجوج مأجوج كحقيقة قرانية مثبتة

ومؤيدة من السنة النبوية المطهرة .. وهذا لا خلاف فيه عند الجميع في كل الاديان .. وايضا لاخلاف عندهم في

زمن الخروج وهو اخر الزمان ... ولكن تبرز الاختلافات في ماهية وكيفية الخروج ..

في اخر الزمان يخرج يأجوج ومأجوج ويعيثون في الارض فسادا ...ويعم شرهم ارجاء الارض .. ولا يسلم

من شرهم احد حتى الحيوان والشجر ...يخرجون بعد ان يقتل عيسى عليه السلام الدجال ..واعدادهم عظيمة ..

وسأورد لكم الان حديثا صحيحا رواه احمد وابن ماجه عن ابي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم الى مدائنهم وحصونهم

ويضمون اليهم مواشيهم ويشربون مياه الارض ، حتى ان بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا

حتى ان من يمر من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان هاهنا ماء مرة ..حتى اذا لم يبق من الناس احد الا احد

في حصن او مدينة قال قائلهم هؤلاء اهل الارض قد فرغنا منهم ، بقي اهل السماء ثم يهز حربته ثم يرمي بها

الى السماء فترجع مخضبة دما للبلاء والفتنة ، فبينما هم كذلك اذ بعث الله دودا في اعناقهم كنغف الجراد الذي

يخرج في اعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون الا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل العدو

؟ فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد اوطنها على انه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي

يا معشر المسلمين الا ابشروا ان الله عز وجل قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون

مواشيهم ... ) .. في هذا الحديث الشريف ما يغني عن الاستطراد في وصف ماهية خروجهم ومدى افسادهم ..

وانتقل بكم الى بؤرة الاختلافات وهي حول كيفية الخروج .. وقد اورد المؤلف جملة من الاراء ..سالخصها لكم ..

ولي تعليق بعدها .

غالبية المسلمين تتفق على ان يأجوج ومأجوج محبوسون خلف ردم عظيم بناه ذو القرنين .. لا يستطيعون

تجاوزه او نقبه .. وانهم مذ بني الردم وهم يحاولون ثقبه للخروج ولكن الله يمنعهم من الخروج حتى يأذن في ذلك

اخر الزمان .. هذه حقيقة لا جدال فيها .. ولكن ظهرت اراء واجتهادات لابأس من ايرادها هنا من باب الاطلاع

والعلم بالشيء ..( واترك الباب مفتوحا هنا لفطنة القاريء اللبيب للجزم بصحة هذه الاجتهادات من عدمها ) :

1- هناك رأي يقول ان انفتاح الصين ودول شرق اسيا على العالم بعد عصور من الانغلاق والعزلة هو

المقصود بالخروج .
2- هناك رأي يقول ان احتلال بعض الدول للصين ودول اسيوية اخرى في القرنين الماضيين يعتبر فتحا لها

وكشفا لاهلها المعزولين عن العالم .

3- هناك رأي يقول ان تنامي القوة الاقتصادية للصين ودول اسيا هو بداية الخروج للعالم الاخر عن طريق

اغراق العالم بالبضائع والعمالة الهائلة العدد .

4- مشروع العولمة يعتبر فتحا واختراقا لتلك الدول وبابا للتغلغل من والى الصين وما حولها .

كل الاراء والاجتهادات السابقة تصب كلها في ان فتح بلاد يأجوج ومأجوج قد تم ..ولم يبق الا الفصل

الاخير منه وهو الغزو البشري ... ولكن متى ..؟؟؟؟؟ الله اعلم .