لاعـب نصـراوي .. بموهبـة لاتينيّـة

بقلم بندر الشهري
نشر في 8 يونيو، 2011م في 12:43 مساءً

أزعم بأن الكثير من القرّاء يتفقون معي في مسألة أصبحنا نعاني منها كثيراً وافتقدناها في الآونة الأخيرة بعد أن وصلنا إلى مرحلة لا بأس بها ألا وهي شح النجوم وندرة المواهب الكروية التي كنّا في فترة سابقة من أوائل الدول الآسيوية التي تهتم بهذا الأمر ومن أفضل الدول التي قدمت مواهب كروية من الصعب أن تتكرر في ظل الانحدار الذي تعيشه رياضتنا.

أقول من الصعب أن تتكرر وليس من المحال وهذا ما بات ملموساً في واقعنا الكروي لكن هذا لا يعني أنه لا يزال لدينا ما يجعلنا أن نتأمل وننظر للمستقبل بنظرة تفاؤلية والأسماء موجودة لكنها بندرة.

من الطبيعي أن يبرز لاعب في أحد الأندية وتكون كل عوامل النجاح مهيئة لذلك ، لكن من غير الطبيعي أن يبرز لاعب في ظروف غير مستقرة.

حديثي هذا عن لاعب تابعته طوال الفترة الماضية بدهشة ، عمل الكثير في ظل القليل ، لاعب تغلب على الأجواء المحيطة به داخل النادي واستطاع في فترة وجيزة أن يقدم نفسه بشكل رائع ، يمتاز بالخفة والديناميكية ويعرف الطريق الذي يوصله إلى منطقة الخطر ، يمتلك الحس الكروي ، انتهازي بدرجة لا بأس بها ، ولا زال بالإمكان أفضل مما كان.

كل تلك الصفات من الصعب أن تتوافر في لاعب لا تساعده الأجواء المحيطة بناديه لكنها وجدت فيه وهذا هو مربط الفرس.

فنادي النصر لا يخفى عليكم أنه يعاني كثيراً هذا الموسم بالرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها الأمير فيصل بن تركي من أجل إرضاء جمهور النصر ، لكن هناك بعض المعوقات التي ربما تؤخر عودة النصر من جديد لساحة البطولات.

من هذه المعوقات ابتعاد أعضاء الشرف الداعمين لهذا النادي ، والصّدام النصراوي النصراوي الذي نلحظه من فترة لأخرى والمطالبة ببعض المستحقات ، والأزمة المالية التي يعاني منها الفريق والتي وصلت إلى أكثر من خمسة أشهر كرواتب متأخرة للاعبين ، ناهيك عن تواجد جهاز فني غير مؤهل لقيادة الفريق إلى أمجاده السابقة ، وغيرها من الأسباب التي ساهمت في تعثر النصر بشكل مباشر أو غير مباشر.

كل هذه العوامل التي ذكرتها أعتقد من وجهة نظري الخاصة هي حجر عثرة يقف في طريق اللاعبين الذي يمتلكون من الخبرة ما يكفيهم لتجاوز مثل هذه العقبات ، فما بالك لو اعترضت طريق لاعب يعتبر في بداية مشواره الكروي ؟

هذا اللاعب الذي تحدثت عنه في البداية تجاوز كل هذا وتعامل مع المباريات بثقافة الكبار ولم يلتفت لهذه الصعوبات بل أراد أن يضع لنفسه بصمة في أذهان الجماهير النصراوية والتي أصبحت تفتقد الكثير من المواهب الكروية في الفترة الأخيرة.

في تصوّري الشخصي بأنه لاعب قادم بقوة إلى سماء النجومية متى ما حافظ على نفسه وطوّر من قدراته وركّز على جوانب النقص والتي لا يخلو منها أي لاعب.

صحيح أنه يفتقد للخبرة الشيء الكثير ، وأيضاً لا يحسن التعامل مع الهجمة بهدوء أمام المرمى مباشرة ، ويظهر متسرّعاً في أحايين كثيرة ، ويبدو عليه الارتباك في أحيان أخرى ، لكنها جوانب من السهل التغلب عليها وإزالتها متى ما أراد وحرص على ذلك بجدية وإصرار.

أتصوّر بأنه سيمحي من ذاكرة الجماهير النصراوية عقدة ( سعد الحارثي ) متى ما حرصت تلك الجماهير على النظر للمستقبل وعدم الاكتفاء بالتغنّي على الأطلال.

لا أعتقد بعد كل هذا الحديث يصعب عليكم معرفة من هو هذا اللاعب ، فهذا الحديث لا يمكن أن يقال إلا عن لاعب واحد في نادي النصر إنه ( سعود حمود ) .

هذا اللاعب الذي أعتبره مشروع قادم لنادي النصر وللكرة السعودية فيجب على الإدارة النصراوية الاهتمام به ومنحه الفرصة ودعمه ومساندته في مستقبل الأيام لأنه الأمل المشرق في ظل الغياب التام لما يمكن أن يطلق عليه موهبة فذّة في الهجوم النصراوي.

أدرك تماماً بأن هذا الأمر لا يمكن أن يتأتّى إلا بعمل مشترك من قبل اللاعب والإدارة لكنه ليس بالأمر المستحيل لأنه من المهم أن نشاهد هذا اللاعب مستقبلاً وهو يقود هجوم منتخبنا الوطني الذي عانى طويلاً من تواضع مستويات الكثير من اللاعبين.