أحمد عباس موهبة كروية مغلفة بالياقوت والألماس ..
ما أروعك ما أبدعك ..
لن أثني على مابينك وبين ربّك فهو واجبك، وواجب كل مسلم، ولكن هذا المشهد الذي يستحق الاحتفاء وتسليط الأضواء، وليس ما يسلط حالياً على ستايل اللاعب الفلاني ونوعية كريم شعره، هذه النماذج التي يجب أن تلتقطها العدسات وتكبّر بالميكروسكوبات لتعكس الصورة الحقيقة التي يجب أن يتحلى ويتخلق بها اللاعب وليراها النشء والمراهقين ويتعلقون بالجانب المضيء والجميل في هذه النوعية من اللاعبين والتي تعكس الشخصية الرياضية النموذجية.
هذه الصورة المتجرّدة والمتفرّدة والتقائية ليست صورة مصنوعة ولا كلام إنشائي مبتذل يخالف الواقع والشواهد عن ذاك أو ذلك.
أحمد عباس أفضل محور متقدم حالي فهو يجمع بين الانضباطية،الحماس،الموهبة الفطرية الحس التهديفي العالي، والقتالية الممزوجة بالحماس، وحب " النصر ".
الأجمل والأبهى أن إرادته وإدارته لذاته بالشكل الصحيح أعاد من خلالها صياغة مستقبله الرياضي ويعيد اكتشاف نفسه ليظهر بشكل لافت ومبهر منذ أول مشاركة مع النصر بعد أن شهدت تجربته عدم ارتياح وتوفيق في فترات سابقة ليس بسبب مستواه الفني ولكن لظروف أخرى ليس هي مبحثنا.
فها هو يثبت إثباتاً قاطعاً على أنه يتمتع بالإمكانات الهائلة والمستوى الفني المبهر، فضلاً عن أنه قرن هذه الموهبة بالخلق العالي ليظهر أنموذج رائع ومميز للاعب يشار إليه بالبنان أدباً وخلقاً وفناً كروياً خلاّقاً .
تواضع وتذلل لله فرفعه، فارتمى بمستواه إلى الأعلى وأصبح في نظر كثير الأغلى، في وقت تساقطت النجوم الحقيقية والورقية بعد أن صنع مجده ونجوميته بجهده وعرقه، ومنح بذلك درساً مجانياً لكل محبط ويائس وبائس في قوة التصميم والإرادة، أرسل لهم مشهداً حقيقياً يؤكد أن الهمة العالية مطلب عظيم يتمناه أصحاب النفوس الكبيرة التي تتوق إلى المعالي ، وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية فبدون هذا الوقود – بعد توفيق الله عز وجل – لن يتم لهذه الهمة منالها.
ولأنه وثق بالله وتوكل ولم يتواكل فدلّه الله على الطريق القويم والصحيح بعد أن طمأنه أن من وضع الله أمام عينه لن يخذله ولن يردّه خائباً فوّثق حبله بالله فكانت النجومية حليفة وقرينه.
آمن بقدرته وثقته بنفسه وشقّ طريقه من جديد فطرق أرضاً بكر لم يطرقها أحد قبله في كرة القدم وعاد لاعباً فذاً ونجماً لامعاً ساطعاً، فأرخى وأرسى مفهوماً جديداً لكل اللاعبين أن عدم التوفيق في مكان "ما" ليس بالضرورة قصوراً وضعفاً في الإنسان وقدراته بقدر ماهو سوء تقدير لموهوب قدير! وهاهو يصل باصراره وجهده ولخارطة المنتخب الأول بعد استطاع أن يحقق أفضل لاعب في دوري زين العام الماضي.
أحمد عباس نجم استثنائي غير عادي برهن الموسم الماضي نجوميته وسيبرهنها هذا الموسم بإذن الله بشكل جلي بعد أن نجح في نحت اسمه بجلاء في نفوس الجماهير الباحثة عن المتعة والإبداع.
هذه الصورة كأنها رسالة إلهيه لإنصاف هذا النجم المميز جداً بعد أن أنصفت زميله السابق السهلاوي وآخرين أثناء تأدية واجبهم تجاه ربهم في إيطاليا ووضعتها الصحف الإيطالية على صفحاتها الأولى في حين وضعت بعض الصحف السعودية رأسها في التراب أمام هذا المشهد، وروّجت لاحقاً لمواضيع مراكز إعلامية لاتعدو كونها للاستهلاك الإعلامي تحاول الالتفاف على الحقائق لتجمّل وتحسّن ما يناقض الواقع فالتجارة البالية لا يمررها إعلان فاسد.
صورة تقول وبجلاء ما بين العبد وربه حبل لا يقطعه حاسد ولا حاقد امعه أضاع بغيّه وغباءه دربه.
القادم بسرعة الصاروخ يعلم أن استمراره بهذا الخلق والتمسك سيكون تربعه على عرش النجومية فمن وجد الله ماذا فقد؟ ومن فقد الله ماذا وجد؟
تختيم :
سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز!
وكل أنتم والعام خير ..
|