خسر منتخب السعودية بنتيجة 1-3 أمام نظيره الأوزبكي، ليغادر الأخضر من جديد مبكراً كأس أمم أسيا، ويعرض الجماهير السعودية خاصة والعربية عامة لصدمة، لأنه كان أحد المنتخبات الذي تأمل بها الجميع خيراً لشخصيته وتاريخه الكبيرين.
المنتخب الأوزبكي درس جيداً ما جرى أمام كوريا الشمالية، وأدرك أن عزل الهزازي والسهلاوي عن اللاعبين الأخرين يجعلهم بخطورة قليلة بسبب نوعية المهاجمين، وكان التركيز على عدم استلام نواف العابد لأي كرة من دون ضغط هائل يبدأ قبل وصولها إليه، وطبق محاور وسط الأوزبك بالتعاون مع مهاجميهم خطة عزل متقنة بين محوري الوسط والأطراف.
ظهر المنتخب السعودي بسبب الخطة الدفاعية الأوزبكية كجزر منفصلة، فكان الدوسري والفرج يمثلون منتخباً آخر غير الذي يمثله من حولهم، لأنهم لم يستطيعوا التواصل معاً، وفشل اللاعبون والمدرب كوزمين بإيجاد حلول للتخلص من هذا السجن الرهيب الذي احتاج كمية حركية أكبر من الأطراف ولاعبي الدفاع وهو ما لم يتوفر، بل ربما لم يكن ممكناً بالنسبة لقدرات اللاعبين، فكان طبيعياً أن يخرج الأخضر من دون صناعة فرصة واحدة.
ولا يمكن تحميل كوزمين أو أي مدرب آخر مسؤولية الفشل الأسيوي، وتكرار نفس الخطأ بتحميل المدرب أو لاعب معين المسؤولية سيكون سلبياً على مستقبل الكرة السعودية، لأن المشكلة واضحة في المنتج الكروي ذاته، فجودة عديد اللاعبين المتواجدين الآن بالقميص الأخضر أقل بكثير مما كان عليه الحال في الماضي، بل بعضهم ما كان ليمثل المنتخب السعودي في مباراة دولية واحدة لو كان في الأجيال الذهبية السابقة.
هناك أخطاء بديهية متكررة يرتكبها لاعبون يمثلون منتخب فاز بكأس أمم أسيا عدة مرات وكان مرعباً لكل القارة، والغريب أن هؤلاء الذين يكررون الأخطاء التي يرتكبها لاعبون ناشئون فقط يعتبرون أعمدة أساسية لعدم توفر من هو افضل منهم... ومن هنا تظهر المشكلة!
عندما خرج الألمان من يورو 2000 و2004 مبكراً، لم يكتفوا بجلد المدربين إريك ريبيك ورودي فولر وإقالتهما فحسب، بل تم وضع خطة إلزامية على الأندية والأكاديميات فيها الجانبان؛ الترهيبي والترغيبي، فكان نتيجتها نهائي أوروبي الماني لم يتوقعه أحد عام 2013، وبطولة مونديال في قارة أمريكا الجنوبية على حساب كبيريها البرازيل والأرجنتين بشكل مباشر، ومن دون اللجوء إلى ذلك، وفي ظل تخطيط الآخرين في أسيا بشكل سليم فإن الأخضر يغامر بمزيد من الصدمات المستقبلية.