فن الاداره وحسن التصرف

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبه نستعين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أخواني الأعزاء / أخواتي الفاضلات .

قرأت هذا الموضوع فنقلته لكم

متمنيا الاستفادة من هذا الطرح , والذي من خلال هذه القصة أن يقرأ ويطبق على نفسه , لربما يكون قد مرت عليه في حياته , وأنا أقول الإدارة نوعان .

إداراة فطرية وإدارة تعليمية

أما الإدارة الفطرية فإني أسردها لكم على النحو التالي حتى أبين لكم هذه الحقيقة .

عندما كان عمري سبعة أعوام حيث كنت أعيش في أسرة متوسطة تستطيع العيش والتأقلم في ظروف ذلك الوقت , كنت أنا الخامس بين الأسرة وكنت أحس أن في عقلي وصدري إرادة وقدرة تريد أن تنطق لتعلمني عن إدارة الحياة كشخص وأنا أنظر على صغر سني في نطاق محدود لا أستطيع النفوذ , عند ذلك الحد فما كان علي إلا أن أولد هذه الطاقة بإدارة الأسرة برغم وجود والدي وأسرتي , فقلت في نفسي من أين أن أبدأ حتى أستطيع إدارة الأسرة إدارة جيدة ؟ بالإضافة إلى المدرسة ومساعدة والدي ؟

وفي سن العاشرة من عمري بدأت أكتب الشعر والأدب وبالاطلاع على الثقافات لبعض الدول المجاورة , وفي سن الخامسة عشر أتممت المرحلة الثانوية ودخلت مرحلة جديدة وهي أكبر من عمري , وهي الحياة الزوجية بإدارة أسرة جديدة ومن ثم إلتحقت بالدراسات الاسلامية حيث حصلت على دبلوم تدريس .

كان تخصصي القرآن الكريم وعلومه , والتربية الاسلامية واللغة العربية , فقد حققت انجازات كثيرة في حياتي لي ولأبنائي , لدي من الأبناء ثلاثة ومن البنات اربع , اثنتين من بناتي متزوجات والحمد لله وأنا ما زلت في سن الشباب وهذا كله بفضل الله ثم بفضل الإدارة الصحيحة فكان قدوتي منذ صغر سني هو الحبيب المصطفي محمد عليه افضل الصلاة والتسليم
حيث تأثرت بصفاته الحميدة وأخلاقه الفاضلة , وحبه لقومه وعشيرته , حيث بدأ محمد الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم - يتحلى بهذه الصفات منذ صغر سنه وحين أصبح في سن الشباب لقب بالصادق الأمين حيث كان قومه اذا اشتدت عليهم المصائب حكموه فيما كان يشجر بينهم , وجميعهم يرضون لحكمه .

كان يذهب لغار حراء خارج مكة بعيدا ً عن المضايقات كي يخلوا مع ربه للعبادة والتقرب إليه , فأعجِبَت به خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لما فيه من الصدق والأمانة والأخلاق الكريمة , حيث كلّف بإدارة تجارتها وكان معه ميسرة الذي نقل لخديجة ما رآه من محمد الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم فأعجبت ببركته وحسن إدارته لتجارتها , فأتم الله هذه الإدارة بالزواج من خديجة رضي الله عنها .

فلقد أحسن في إدارة نفسه وإدارة أسرته وتجارته , وحين كلّف بإدارة دين الله سبحانه وتعالى وتكاثر الأفراد الذين دخلوا في دين الله معه في الاسلام وخشي عليهم من بطش قريش حيث أمرهم بأول هجرة إلى الحبشة لأنه عليه افضل الصلاة والتسليم - بدأ بإدارة هذا الدين القويم بأمر من ربه واستطاع أن يـُخـضـِع كل الرقاب التي كانت لا تؤمن بالله .

وفي غزوة الخندق عندما أشار إليهم سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق لكي يكون فاصل ما بين المشركين والمسلمين , لأن عدد المشركين كان يتجاوز العشرة آلاف مقاتل , فكانت إشارة سلمان الفارسي بحفر الخندق قد نالت القبول من الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم وفرح المسلمون بذلك , واستبشروا بنصر الله وبدأ حفر الخندق تحت إدارة الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم , حتى أنه تضمر جوعاً هو ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم وهو قادر أن يرفع يديه إلى السماء برفع هذا الضيق والكرب والجوع عنهم ولكنه يريد أن يوصل رسالته بأنه لا توجد إدارة بدون مشقة حتى يستطيع الانسان أن ينجح في حياته , والله سبحانه تعالى يقول في محكم كتابه ( وفوق كل ذي علم عليم ) فالانسان الذي لا يستطيع إدارة نفسه لا يستطيع إدارة أي شي في الحياة , لأنه أول ما يبدأ هذا الانسان وبطريقة فطرية إدارة نفسه ويشمل ذلك حتى الحيوانات .

أما الإدارة العلمية فهي مكملة للإدارة الفطرية من حيث التكتيك والتنظيم والتوسيع في إدارة الأعمال , سواءا ً كانت في القطاع العام أو في القطاع الخاص , لما لها من بعد نظر للحاضر وللمستقبل , وتبدأ هذه الإدارة من إدارة مجموعة صغيرة إلى إدارة قسم , ومن ثم إلى إدارة منشأة , ومن ثم إلى إدارة شركة وإلى ما نحو ذلك من الإنجازات , فكل منجز يؤهله لإدارة منجز آخر وهذه كلها لا تنجح إلا بحسن التدبير وصدق المعاملة والاخلاص لله .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

الله يعطيك العاافيه وبوُركت الجنه

يعطيك العافية