المنتخب الغير منتخب
د. محمد بن عبدالرحمن بوسبيت
المنتخب مجموعة منتخبة من لاعبي الوطن تتحقق فيهم الكفاءة و المهارة التي لا تتواجد في غيرهم لذا يتم انتخابهم من بين قرنائهم لرفع راية بلدهم في المحافل الدولية المختلفة.
هذا مع الأسف لا يتواجد في المنتخب الوطني السعودي حيث لا يتم اختيار اللاعبين تبعا لمستوياتهم في الدوري المحلي أو أدائهم داخل الملعب بل لاعتبارات أخرى بعيدة كل البعد عن المهنية أو الحاجة الفنية للمنتخب لذلك تتواصل إخفاقات المنتخب الوطني في أي بطولة يشارك فيها, كان آخرها ما حدث في بطولة كأس آسيا التي كان يؤمل فيها تعويض الفشل الذي صاحب المنتخب في البطولة السابقة التي شارك فيها قبل قرابة الشهر من الآن.
بنظرة بسيطة لتشكيلة المنتخب المشارك في هذه البطولة يمكن تأكيد هذه الرؤية الضيقة في انتقاء اللاعبين التي لا تخدم الرياضة السعودية و لا المنتخب الوطني وسوف أعطي بعض الأمثلة الواضحة للعيان لأي متابع للدوري المحلي لأدلل على ما قلته.
أولا: كنظرة عامه إبعاد جميع لاعبي نادي النصر الفريق الثاني في الدوري ترتيبيا من قائمة المنتخب كان مثار استغراب جميع الرياضيين حيث لا يعقل عدم تواجد أي موهبة في هذا الفريق تستحق المنتخب علما أن العنصر المحلي باتفاق المختصين كان له الدور الأهم في تقدم الفريق في مسابقة الدوري مقارنة بالمنافسين حيث كان العنصر الأجنبي الفارق في فرقهم, النتيجة المتربة على ذلك خسارة المنتخب لنجوم ربما كان في أمس الحاجة لهم.
ثانيا : كنظره خاصة اختيار ثلاثة لاعبين يلعبون في نفس المركز (الوسط الأيسر) من نادي الهلال كان حقا مثيرا للعجب لأنه لا يمكن أن يكون كل هولاء أفضل من عبدالرحمن القطاني مثلا وهم الذين لا يلعبون دائما في ناديهم بل بدلاء, فسر ذلك بإصرار بعض المتنفذين على مشاركة أكبر قدر من لاعبي الهلال في للمنتخب وهذا بالطبع يأتي على حساب الوطن.
ثالثا: الإصرار الغريب على مشاركة ياسر القحطاني كمهاجم أساسي في كل مباراة رغم وضوح إصابته على أداءه و تغييب من هو أكفا منه يؤكد مجاملة هذا اللاعب و كلنا يتذكر كيف ابعد مدرب البرازيل اللاعب روماريو عن الفريق في بطولة كاس العالم حيث لم يجامله أو يجامل فريقه و جمهوره على حساب منتخب بلده.
إن استمرار اختيار لاعبي المنتخب بهذه الطريقة التي تتداخل فيها مصالح الأفراد و مصالح الأندية مع مصالح المنتخب الوطني يقتل الحافز لدى لاعبي الأندية خاصة النجوم منهم و يهضم حقهم المشروع في تمثيل وطنهم الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مستوياتهم وبالتالي قيادة الدوري المحلي إلى الهاوية حيث تنعدم المنافسة فيه لينتج عنه مخرجات ضعيفة تمثل المنتخب أقل ما يقال عنها أنها بلا هدف واضح فضلا عن فقدها الانتماء الحقيقي .