زمن الإنكسار في رحيق الأزهار !!

زمن الإنكسار في رحيق الأزهار !!

من جوف العتمة وفي ساعة السحر كان اللقاء مع

القلم لقاء تراجيديا وحميماً في ذات الوقت ومع أنه
لاهث بالجراح إلا أنه وفي في هذه اللحظة اللتي يسجل
فيها أرتالاً من الإنكسار ويترجم جروحاً تشخب دماً
قانياً يحمل آهات السنين وزفرات الأيام الخاوية حيث
أودعها الغدر واللامبالاة صندوق العذاب والخيانة ,,
كيف تحول النبع إلى يباب والزرع إلى صفرة باهتة
تبعث في الروح أقسى الطعنات حين يداس العشق
بالأقدام بدلاً من أن يفرش له الأرض حين يجوز
الطريق ,,
ذلك الدرب المعبد والمقدس أصبح ليلاً حالكاً
تعشعش فيه البوم وتزور فناءه الغربان ,,
أين زهرة تلك الأيام ..؟ أين ثمرة ذلك الحب المتعانق
مع الجوزاء ..؟!! أين العشق الذي تربع على عرش
القلوب وقُدِم له القرابين وفاء وفداء !! كيف له
أصحى صريع الأنا ودبيح الضياع !!
واويلاه , هل نحن في سفن تمخر العباب لتتركنا في
أعماق البحر حُيرى لا منفذ ولا راحم ,,

أليس مرسى السفينة هو الأمان ..؟ لماذا نسلب كل هذه

الخصال المحمّلة على ظهر السفينة ,, ليرمي بنا ولها
القدر الجائر في لجة البحر ,, ونغرق ونغرق في
طلاسم هذا البحر العميق تأكل لحومنا أشرس الأسماك
بقلوبٍ لا تحمل إلا الغلظة والقسوة والعنف !!
أهكذا يكون حصاد من يزرع العشق ويرعاه ويختار
بذوره وأررضه ويسقيه بدمه ..؟حتى إذا نمى وترعرع
سقاه بدموع الفرح وعنفوان النشوة ,, حتى بات
منتظراً ثمراته اليانعة !! فما أصبح إلا على عصف
مأكول ,,
وصفرة باهتة وكل شيء مات أو يحتضر حتى
العصافير , تلفظ أنفاسها الأخيرة ,, تودعها الدموع
الحارقة ,, مات العشق على شفة الورود معتنقاً رحيقه
الزاكي , وهو يلفظ نفساً ويقول:

هل هذا إلا جزاء سنمار ..؟

,

مما راق لي