مقال فرحان الفرحان أهبطوا لترتفعوا ..!!
في زمن اللا مبادىء , مازال النصراويون متمسكين بقيم لا قيمة لها , يفكرون ببراءة الأطفال , يتصرفون كالزهاد , يقفون على المسالك المعوجة المؤدية لمكتسباتهم , فيعفون عنها , لأن لهم ضمائر ما زالت تجلدهم إن هم هموا بالمسار فيها ..
الخبث .. المكر .. الإنتهازية .. الإبتزاز .. البذاءة .. المماحكة .. الفوقية .. التسلط .. نكران الجميل .. أنا و من بعدي الطوفان .. إن لم تكن معي فأنت ضدي .. رذائل سلوكية أصبحت هي الحاكمة , و هي المرجعية , بها يبدأ الأمر و ينتهي إليها , بالرغم من كل الشعارات الجوفاء التي ترفع في ثرثرات كل مساء , و تضج بها مقدمات البيانات و مبررات القرارات , و مع ذلك ما زال النصراويون أسرى لمبادئهم الرفيعة , التي صنفتهم في قائمة الأبرياء إن أردنا تحسين الوصف , و إن جاز لنا الوضع على الإطار الصحيح , فهم واقفون في مقدمة طابور السُـذج ..
خمسون عاما ً و هم يتفاخرون بمادئهم , بينما سيطر الأخرون على الواقع بكل مقدراته و مناصبه و قراراته و رجاله و لجانه , حقوقهم تهدر و كرامتهم تهان , قضاياهم تعامل كما تعامل قضايا المنبوذين , و لا أدل على ذلك من قضية زعبيل , و توريط حسام غالي و مماحكات تسجيل أحمد الدوخي , ثلاثة قضايا تقف في أخر طابور طويل من القضايا المُعطلة , تركوها لما يسمى بالنظام و بعد إن أختل النظام لم يتحركوا .. لم يتابعوا .. لم يسألوا من يعيق و من ينتقي و لم يذهبوا حتى للتفتيش ( عن من فعل .؟ و لماذا فعل ..!! ) بل إنهم تململوا فقط فوبخوا بأشد العبارات على رؤوس الأشهاد كما حدث في سجال قضية تسجيل الدوخي ..
لا حاجة للسرد , حتى نقرأ تفاصيل الواقع المحزن للنصراويين , و لكن يكفي أن نتابع المثالية و المسكنة التي يخرج فيها المسئول النصراوي للدفاع عن حقوق ناديه , و متابعة الصورة النقيضة التي يخرج فيها الأخر و هو ينتهك حقوق الأخرين بإستعلاء و فوقية و سلطوية خدمة لنادية , و من لديه ذاكرة مثقوبة , ما عليه إلا أن ينتظر لوقت ٍ لن يطول , ليتبين الحقيقة الموجعة , فالأحداث المتشابهة متتابعة , و الصور النمطية المبكية متطابقة ..
جربتم أيها النصراويون الإبرياء تحريك الضمائر , إستثرتم المبادىء التي تؤمنون بها , أوردتم الدلائل و أنهكتم الإستدلالات , و مع ذلك مازلتم في أماكنكم القديمة البعيدة , و ستظلون في البعيد , ما لم تهبطوا من علياء مبادئكم التي أصبحت أقرب للشعارات المضحكة , جربوا الخبث و الإنتهازية و المكر و الخداع و العمل في الخفاء و بقية رذائل السلوك , أهبطوا لقاع السمات السلوكية لترتفعوا , فالواقع يحتم ذلك , و ليس من سبيل لمعايشته إلا أن تطبقوا مقولة ( إذا كنت في روما فتصرف كالرومان ) , أما إن بقيتم خلف طهر مبادئكم تلقون محاظراتكم البريئة التي لن يسمعها أحد و لن يعترف بها احد , لأنكم في البعيد , بل في البعيد جدا ً , فستظلون في البعيد المُقصى ..
كل مواقفكم من قضايكم التي غُبنتم فيها , ذهبت إلى الضياع المُستهدف , و لم يسجل لكم التاريخ أنكم أنحزتم لمبدأ , بل رماكم الواقع المُعسوف بالضعف و الهوان , التاريخ لا ينتصر للضعفاء , التاريخ منذ مهده لم يدون الوسائل , بل كتب الغايات المنجزة , و لكم في غايات الأخر و وسائله خير دليل ..
نصيحتي لكم أيها النصراويين الأبرياء .. أهبطوا لقاع السلوك لترتفعوا .. أما إن بقيتم في عليائكم تروجون لمبادئكم و قيمكم القديمة , فلن ترتفعوا حتى لو هدمتم ناديكم و أقمتم على أنقاضه مدينة المبادىء الفاضلة .
لافتة مشعة :-
المنتصرون للحقيقة هم من يدفعون الثمن , و لكن الجميل أنهم لا يخسرون , حتى و إن قيل أنهم خسروا .
|