دفاع النصر .. ومدرب الملاكمة !!
ليس هناك من ملاحظة يتفق عليها جميع النصراويين تتعلق بفريقهم اشد وضوحآ من تواضع مستوى الاداء الدفاعي للفريق . تسمع من اصغر مشجع في المدرجات وصولآ الى اعلى سلطة ادارية بالفريق هذا التذمر المتواصل من التفريط النقطي الذي يتسبب به اداء المدافعين ولكن للأسف لا تجد حلآ يلوح في الافق . وعلى مدار الاسبوع الماضي خرج السيد دراغان مدرب الفريق في ثلاث مقابلات صحفية ليؤكد عجزه عن ايجاد حلول لهذا الاداء الهزيل وكأن مسئوليته عن هذا الخط لا تتجاوز التذمر الذي يبديه اي متفرج خارج اسوار ساحة التدريب المعنية بايجاد الحلول .
هل هناك حل يمكن فعله لتصحيح اداء هذا الخط ؟ . بالتأكيد يوجد الكثير واهم هذه الحلول هو تغيير قناعات النصراويين حول الطريقة التي يتعاملون فيها مع مدافعيهم اثناء التدريبات اليومية للفريق . واهم من ذلك اسقاط مقولة ان اللاعب المحترف قد وصل الى الفريق وهو مكتمل وناضج من ناحية مهاراته وتقنياته الفردية ولم يبق للمدرب سوى تسخير هذه الامكانيات لصالح الفريق . وهذه النقطة بالذات ترسخ مفهوم ان مهمة مدرب الفريق تتلخص في بلورة العمل الجماعي لكامل افراد الفريق وعدم اهتمامه بتفاصيل الاداء الفردي للاعبين ومدى اكتمال جهودهم الفردية ومهاراتهم المكتسبة وان كانت كافية ام لا لخدمة كامل المجموعة وبالتالي الفريق . فنحن وللاسف في تدريباتنا نهتم كثيرآ بمدى الجماعية التي يستطيع الوصول اليها اللاعبون , ولكننا نسى في خضم ذلك السؤال ان كان اداء اللاعبين الفردي يخدم العمل الجماعي للفريق .
وحتى يسهل شرح النقطة السابقة دعوني اسأل هذا السؤال : لعبة الملاكمة لعبة فردية بامتياز ولا تحتاج سوى لاعب واحد .. فلماذا يوجد مدرب لهذا الملاكم الوحيد ؟ . ملاكم شاب وقوي ومفتول العضلات وذو لياقة بدنية عالية وروح قتالية شرسة ومع ذلك فهو لا يستغني عن مدرب ذو نظرة فاحصة يوجهه لادق الملاحظات الفنية حول اداءه ويعالج سلبياته ويطور ايجابياته . ما اريد قوله ان كل لاعب من لاعبي الفريق يحتاج الى المدرب الخبير الذي يقدم لكل لاعب على حده افضل النصائح الفنية الدقيقة التي تساعد على تطوير اداء اللاعب كفرد وحين تكتمل ادوات هذا اللاعب الفرد وتنضج كل خبراته ويصبح قادرآ على اداء كل مهامه بشكل احترافي ومفيد فحينها فقط يسهل على مدرب الفريق الاستفادة من هذا اللاعب وتسخير امكانياته لخدمة العمل الجماعي لكل اعضاء الفريق .
وحين نعود لشأن الدفاع النصراوي فلا بد ان نسأل عن تدريبات الفريق لنرى الاسلوب الذي يركز عليه مدرب الفريق . فالملاحظ ان التدريبات دائمآ وابدآ تشمل جمل تكتيكية هجومية يتم اعادة تنفيذها عشرات المرات لمهاجمي الفريق وكل ذلك لزيادة الفعالية الهجومية .. وكل هذا حسن ولا بأس به . ولكن ما الذي يتم تدريب المدافعين عليه ؟ للأسف لا يوجد شيء . فتوجيه اللاعبين المدافعين تحديدآ سواء بشكل فردي او جماعي لكيفية اداء مهامهم وطرق تكامل اداءهم الجماعي لتحييد مصادر خطورة الفريق المقابل امر لا يمكن مشاهدته في التدريبات النصراوية والتي يبدو ان من يقودها يملكون خلفيات هجومية عديدة فيما هم يبتعدون عن الجلوس مع مدافعيهم وتصحيح اداءهم بسبب عدم وجود خلفية دفاعية لدى المدربين انفسهم .
اذا اراد النصراويون حلآ سريعآ فهذا يعني التأكد ان الجهاز التدريبي النصراوي به خبرات تدريبية دفاعية واخرى هجومية تعمل بتركيز شديد وقريب من اللاعبين لنقل كل الخبرات الضرورية للاعبي كل خط ومن ثم العمل على تحسين الاداء الفردي لكل لاعب اثناء التدريبات اليومية . اما اذا كانت الادارة النصراوية ثورية وعصرية في افكارها وتريد حلول ثابتة وطويلة الاجل فهذا يعني الحرص على التعاقد مع جهاز تدريبي مكتمل فيه اضافة للمدرب العام مدربين متخصصين لكل خانات الفريق فنبدأ نسمع ان هناك مدرب مدافعين واخر مدرب لاعبي وسط واخر مدرب مهاجمين تمامآ كما نرى حاليآ مدرب حراس برغم انه لا يوجد في التشكيلة سوى حارس واحد فقط فيما خانة الدفاع المتمثلة باربعة لاعبين لا يوجد لها مدرب متخصص .
* بدلآ من لوم المدافعين الحاليين الذين يتم اهمال تدريبهم بشكل صحيح , علموهم ودربوهم على الطريقة المثالية لاداء ادوارهم ولا تغتروا ابدآ باعمارهم مهما كبرت .. فنصائح المدرب الذي بلغ خمسين عامآ لا شك ستفيد لاعب في اوائل العشرين او حتى من جاوز منهم الثلاثين .
|