هـكـذا عـلـمـتـنـي حـكـمـة الـله...
علمتني
أن الشكر عند الحرمان لا ينبغي أبداً أن يقل عن الشكر عند العطاء، لأنه سبحانه ما منع ولا أعطى إلا رحمة منه بعباده، فعطاؤه رحمة، ومنعه رحمة، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!
علمتني
أن الأمان في جنب الله، وأن العبد يؤخذ بقدر ضعف ثقته فيما عند الله، وتعويله على ما في أيدي الناس من منصب أو جاه أو مال أوسلطان، حيث يأبى الله إلا أن يظهر لعباده قهر سلطانه، وأن يبدى لهم بما لا يدع مجالاً للشك لدى العيان؛ مدى ضعفهم وحاجتهم إليه سبحانه على الدوام!!
علمتني
أن من أحبه الله أظهر له أثر معصيته على الفور تعثراً في أمور حياته؛ حتى يسترجع ويتدارك نفسه بالتوبة قبل فوات الأوان، أما من أبغضه فإنه يجعله ينتقل من يسر إلى يسر، حتى ولو بالغ في معصيته، وذلك لأن أخذته ستكون أخذة مهلكة لحاضره وماضيه، بل ومستقبله!! إذ لن يبالِ الله به في أي أودية الدنيا هلك!!
علمتني
أن أقصر الطرق للسعادة، هو الصدق مع الله في السر والعلن، كي تصلح لك الدارين معاً!!
علمتني
أن الوالدين هما قبطاني سفينتك إلى رضوان الله تعالى، وأن الله قد خصص لهما حساباً مفتوحاً عنوانه (كما تدين تدان) فمن قصر في حقهما، لزمه القصور من أبنائه، ومن وفَّى، وفَّى الله له في الدنيا قبل الآخرة!!
علمتني
أن أعمل بما في لدي من مال عمل الساعي، الذي يوصل البريد إلى أهله دون سؤالهم عن محتواه، فالمال مال الله، والفضل والمنة لله وحده، وما في يدك اليوم من المال، سوف تسأل عنه غداً،فإما أن يكون لك أوعليك!! فخير لك أن تحول ما في يدك اليوم إلى الحساب الذي سوف ينفعك الله به بين يديه غداً؛ حتى تكتب لك النجاة!!
علمتني
أن من عاش لنفسه كان لم يدم عمره طويلاً؛ حتى لو زاد عدد أرقام سنوات حياته!! أما من عاش لدينه وجعله قضيته الأولى، فإنه يحيى في قلوب الناس إلى قيام الساعة، وتمتد سعادته بلا نهاية ما بعد قيام الساعة؛ لأن عِظم أعماله باركت آخرته ودنياه معاً؛ حتى ولو لم تدم أيام حياته فيها طويلاً!!