07-13-2013, 05:30 PM
|
|
المسجد النبوي .. من جوار بيت أبي أيوب إلى التجذر في أفئدة المسلمين
خالد الجابري (المدينة المنورة)
لنشأة المسجد النبوي والاهتمام به قصة.. تبدأ محاورها منذ وصول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ مهاجرا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فارا بدينه وبقومه من بطش كفار قريش، واستمرت أحداث الاهتمام بالمسجد النبوي وتوسعته منذ تلك الحقبة الزمنية حتى العهد الحالي، إذ تجري حاليا التوسعة الثالثة في العهد السعودي بالابتداء بالجهة الشرقية من المسجد.
يقول عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة والمؤرخ الدكتور سليمان الرحيلي، استنادا إلى كتب السيرة النبوية عن تأسيس المسجد النبوي، فقد جاء أن رسول الله ــ عليه أفضل الصلاة والسلام ــ خرج مهاجرا من مكة المكرمة متجها إلى المدينة المنورة، ووصل إليها بعد رحلة طويلة شاقة فنزل في قباء، حيث أسس أول مسجد، ثم توقفت الناقة في مكان لتجفيف التمر يملكه غلامان يتيمان من الأنصار، فنزل ــ صلى الله عليه وسلم ــ وهو يقول: «ها هنا المنزل إن شاء الله». وكان ذلك قريبا من بيت «أبي أيوب» فحمل متاع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ إلى بيته ثم عرض الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن يشتري ذلك الموضع، فقيل له «بل نقدمه لك دون ثمن يا رسول الله»، فرفض ــ صلى الله عليه وسلم ــ واشتراه بعشرة دنانير وأقام عليه مسجده، إذ كانت مساحته حوالى 1600 متر مربع، وكانت أرضه من الرمال، وسقفه من الجريد وأعمدته من جذوع النخل، وحوائطه من الحجارة والطوب اللبن، وكانت قبلته ناحية المقدس، إلى أن تحولت القبلة إلى الكعبة قبل غزوة بدر بشهرين تقريبا، وقد جعل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لمسجده ثلاثة أبواب، وأعد في مؤخرته مكانا عرف بالصفة، إذ كان مأوى لنزول الغرباء وعابري السبيل والفقراء، ومن لا مأوى لهم.
التوسعة العمرية
أضيفت بعض الإصلاحات في عهد أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ فوضع أعمدة خشبية جديدة ولم يزد في المسجد شيئا، بسبب انشغاله بحروب الردة.
وفي خلافة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ اتسع المسجد، فبلغت مساحته 6400 متر مربع، ثم زادت مساحة المسجد في عهد عثمان بن عفان ــ رضي الله عنه ــ فبلغت 8000 متر مربع، وبنيت جدرانه بالحجارة المنقوشة، وزود سقفه بالساج وأضيفت إليه أبواب جديدة.
أما في العهد الأموي، فحظي المسجد باهتمام الخليفة الوليد بن عبدالملك، حيث وسعه وأعاد بناءه؛ فبنيت أعمدته من الحجارة المحشوة بالحديد والرصاص، واستخدمت الحجارة المنقوشة والجص والفسيفساء والطلاء في أعمال البناء، واستعمل الساج في تغطية السقف وأدخلت حجرات نساء النبي ــ صلى الله عليه ــ ضمن المسجد لأول مرة.
أما في العهد العباسي، فاهتم خلفاء العصر العباسي برعاية المسجد النبوي الشريف وعمارته؛ فتم تجديده وزيادة مساحته وكتابة الفاتحة وبعض آيات القرآن على جدرانه، وقد شب حريق في المسجد بسبب غفلة خادمه، فبادر الخليفة العباسي المعتصم بالله بإعادة تعميره وترميمه وتحسينه.
وقال مدير العلاقات العامة في وكالة شؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالواحد الحطاب التوسعه الثالثة والحالية، والتي عملت فيها الدولة السعودية جهدا كبيرا مرت بمراحل، إذ كانت التوسعة الأولى عام 1372 هـ (1952م) بأمر من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والثانية عام 1406 هـ بأمر الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وانتهت عام 1414 هـ.
والتوسعة الثالثة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجار العمل عليها، كما تمتعت المظلات في المسجد النبوي بطابع فريد من التميز في العمل والتقنية.
|