الحمد الله الذي جعل في التاريخ عبراً للمعتبرين وفي أحداثه وقصصه وعظاته مناراً للسالكين وفي تقلباته بأهل الدنيا دليلاً وعَلماً على فناء العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى أصحابه الأماجد الطيبين وعلى أتباعهم الكرام ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد : فالتاريخ علم عظيم النفع غزير الفائدة أنيس في الوحدة ومذهب للملل والسآمة أحداثه تورث العِبرة ومآسيه توجب العَبرة وهو من أعظم الوسائل التي تغرس في القلوب الفضائل وتشعل في النفوس علو الهمة ومعالي الأمور وخير الخصال
قال أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلى من كثير من الفقه لأنها آداب القوم وأخلاقهم وشاهده من كتاب الله قوله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )
وقال بعض السلف: الحكايات جند من جنود الله تعالى يثبت الله بها قلوب أوليائه وشاهده قوله تعالى ( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )
والمتأمل في كتب التاريخ والسير يخرج بالكثير من الفوائد ويحوز العديد من الفرائد ويكتسب جملة من العبر والعظات والكنوز والحكم بشتى أنواعها وأصنافها العقدية والفقهية والحديثية واللغوية والتربوية وغيرها من أصناف العلوم وأنواع المعارف
وسأعرض جملة من فوائد التاريخ وفرائد السير وكنوز السلف وحكم الخلف لعلها تكون عبرة وعظة وموعظة وذكرى لإخواني طلبة العلم ورجال الدعوة أسأل الله عز وجل أن ينفع بها كاتبها وقارئها .
وقد صنفتُ الفوائد والفرائد والقصص والعبر على أنواع العلوم والفنون حتى يسهل الوصول إليها وتتحقق الاستفادة منها كل على حسب بابه وفي فنه وعلى حسب رغبته وميوله .
ملحوظة : ما بين القوسين لبيان السنة