ماهي ناقصة يا زينجا
لم نكد نفرح بتوجة رئيس النصر فيصل بن تركى بشراء عقود أميز اللاعبين السعوديين لسد الثغرات الرهيبة فى القائمة النصراوية حتى فجعنا بتركيز اختيارات الأسماء الأجنبية بوسط الملعب مما يعنى عدم الاستفادة من أسماء محلية او أجنبية جلبت فى حين تبقى خانات اخرى تعانى من فراغ كبير بلا اسماء بارزة سواء محلية او أجنبية . فى الموسم الماضي سعدنا بتألق غالب وعودة احمد عباس بما يعنى اكتفاء خانة المحور النصراوية , كما ان الحصول على خدمات الزيلعى وكسب توقيع القحطانى كان رافدآ مهمآ لأطراف الوسط والهجوم النصراوى , ومع ذلك رأينا تسابق المدرب والادارة النصراوية لحشر الأسماء الأجنبية فى تلك الخانات وبدون تركيز فى حين تعانى منطقة الظهر وخصوصآ الأيسر من نقص شديد فى الأساسيين والاحتياط .
ما اعلمه ان عملية بناء الفريق هو جهد تراكمي يعمل على سد جميع خانات الفريق بشكل متوازن وخصوصآ فى القائمة الرئيسية التي حين تكتمل يبدأ الالتفات بعدها الى دكة الاحتياط , اما فى النصر فقد اصبح لدينا خط وسط تتكدس فية الأسماء الأساسية والاحتياطية فيما يعانى الدفاع من عدم وجود أساسيين يمكن الاعتماد عليهم . فى الاربع مباريات الماضية شاهنا تشكيلة النصر الدفاعية التى لم تستقر أسماء لاعبيها فى الجهة اليسرى بين الخيبرى وعيد وبرناوى وهو ما يعنى عدم قناعة المدرب بكل تلك الأسماء. وهنا يقع زينجا فى خطأ مزدوج فتبديل الأسماء كل مباراة يفقد الخط التفاهم والتجانس كما ان عدم قناعتة بتلك الأسماء كان من الواجب ان تتم قبل المعسكر حتى يمكن تدعيم الخط حينها باسماء محلية او أجنبية كي لا نتفاجأ فى وسط الموسم بخسارة الرهان على تلك الاسماء .
راقبت مباراة النصر والشباب ووجدت للشباب اكثر من عشرين هجمة مرسومة على المرمى النصراوى ولم أجد دفاعنا أجاد التمركز والتغطية والاحتواء لتلك الهجمات الا فى حالة واحدة فقط بين تلك العشرين . وقد كنا محظوظين حين افتقد الشباب ليلتها لصناع اللعب الذين يجيدون إيصال الكرة الى المهاجمين بطريقة " انت وضميرك " . ففى كل هجمة باتجاه المرمى النصراوى نرى ضعف التغطية وسوء التمركز وقلة المتابعة لتحركات المهاجم الشبابي ولو قدر للشبابيين إيصال كرة صحيحة للمهاجم الشبابي فى الوقت الصحيح لخرجنا مهزومين ليلتها . فالعقلية الغريبة التى يتسلح بها المدافع النصراوى ليست موجودة فى قاموس الكرة فهو يتسمر فى مكانة مع كل هجمة ويظل يشاهد ويتابع بكل بلاهة تحركات الكرة فى وسط الملعب بدلآ من مراقبة مهاجم الخصم ظنآ من المدافع النصراوى ان لاعبي وسط الخصم سيرسلون الكرة اليه فى النهاية وليس الى زميلهم المهاجم . وكل لقطات المباراة اظهرت مدافعي النصر الاكثر عددآ من مهاجمي الشباب يقفون فى المكان الخطأ فى كل كرة مرسلة للعمق النصراوي فى حين يكون المهاجم الشبابى حرآ طليقآ وبعيدآ عن المراقبة وقد ستر الله علينا ليلتها كون وسط الشباب غير الخبير بصناعة اللعب لم يوصل كرة واحدة صحيحة لمهاجميه غير المراقبين من مدافعينا .
ربما الآن نندم على تكديسنا العديد من الاسماء ( غالب عباس بيترى + عسيرى ) فى المحور, ( القحطانى فيجاروا ) فى الوسط الأيسر , (زيلعى وحمود وكوسيتش ) فى الوسط الايمن فى حين لانجد اسماء اساسية مقنعة فى عمق الدفاع الايسر وخلو الظهير الأيسر الى حين عودة عبدالغنى . وكم كنت اتمنى كما نبهت سابقآ بتأجيل تسمية اجانب الفريق حتى تكتمل الصفقات المحلية فلو كنا حسمنا مسبقآ صفقة القحطانى لفاضلنا بين إبقاء فيجارووا أو جلب كوسيتش واستخدمنا احدى البطاقات الأجنبية لرتق الدفاع الهش والمتهالك ولما أبقينا القحطانى على الدكه بعد ان دفعنا خمسة عشر مليون لشراء بطاقتة .
وبالقدر الذي أشدنا فية بحسن إعداد زينجا للاعبيه من الناحية البدنية واللياقية كما ظهر فى مباراة نجران , الا انني انبه إلى تغير كبير حصل بعد ذلك فالمستوى اللياقى والاستعداد البدني في مباراة الشباب لا يمت للمعسكر الايطالى بتاتآ واخشى ما أخشاه ان اللاعبين عادوا الى الرياض وسهرها و كبساتها ونسوا تفاصيل معسكر ايطاليا ونظام النوم والتغذية فية . فصغار الشبابيين امتلكوا الملعب ودفة المباراة فى الشوط الثاني ولم نواجههم بتلك الروح القتالية التي كنا عليها يوم نجران حين كنا نستعيد الاستحواذ على الكرة خلال ثوانى معدودة .
للادارة النصراوية ومدربها العذر المقبول وهم يعانون من الحرب العلنية المتصاعدة من لجان الاتحاد السعودى الذى بدأتة لجنة الاحتراف بلخبطة تسجيل اجانبنا قبل اول مباريات الموسم فيما دخلت لجنة الحكام فى الأسبوع الثالث الذى انتهى باشتراك لجنة الانضباط بحياكة إيقاف فيجارووا قبل المباراة بساعتين , ولكن على زينجا ان لا يكون لهم عونآ علينا وهو يخبص فى تشكيلة المباراة وتغيير مراكز اللاعبين وعدم ثبات التشكيلة فنحن بالكاد نركز على أهوال تلك اللجان ولسنا فى حاجة الى التشتيت الذهني الذى مارسه السيد زينجا . ومن الأمانة القول بأن النصر اتخذ بعد المباراة الأولى مسارآ هابطآ أنقذنا منة حاليآ توقف الدورى الذى يجب فية على الإدارة والقرينى والمدرب الجلوس بهدوء وحل جميع المشاكل الفنية وغير الفنية التي تحيط بالفريق , فمن الواضح ان الخلل يتعدى الميدان ليصل الى مستوى الروح والقتالية والاستعداد البدنى للاعبين . وعجيب ان يتسابق جمهور الشمس الى إهداء خمسين الف للاعبين فى كل مباراة فى حين يتقاعس اللاعبون عن جدارة استحقاق الجائزة .
اصغر فرق الدوري و أضعفها الفتح والتعاون تلعب امامنا بالتحفظ الدفاعي الكبير ومن هجمات قليلة مرتدة تحرز أربعة أهداف سهلة وساذجة فما هو الحال مع الاتحاد والهلال اللذان يلعبان بهجوم قوى ووسط متمكن يجيد صناعة اللعب و إحراز الأهداف . يحتاج الكاتاناشو الى رجال الكاتاناشو وبالتأكيد الخيبرى وبرناوى وعيد ليسوا منهم ولا يعرفونهم فالمسألة فكر وفهم وتركيز وحيوية ومراقبة بينما مدافعونا كسالى بطيئون يسرحون لا يدركون ولا يراقبون .
* بعد الصفقات الكحيلانيه أصبح للنصر اساسيون هم : راضى والدوخى وعبدالغنى وغالب وعباس والقحطانى والحارثى والسهلاوى , فإذا تجاوزنا عن خانات هؤلاء فأبحثوا عن اجانب لبقية الخانات . اما حشر النجوم في خانة واحدة و إهمال خانات أخرى فلا ينتج الا فريق أعرج يخطو مرة ويسقط أخرى !! .
سلمان عبدالرحمن
كاتب رياضي في صحيفة سبورت
|