العمل الجيد يصنع الإنجازات.. هكذا هي كرة القدم بالمختصر المفيد.. عندما كان النصر يعيش في دوامة الإخفاقات لم يكن ذلك الإخفاق مجرد سوء حظ أو مؤامرة جعلته يبتعد كل تلك السنوات..! بالطبع لا.. الحقيقية أدركها النصراويون.. وكانوا ينتظرون من يملك كل مقومات النجاح حتى يظهر في الصورة.. ظهر الرمز الجديد لمسيرة النصر (فيصل بن تركي).. وأطلق العنان لأحلامه.. وقدم فريقاً قوياً لم يكن نتاج يومٍ أو ليلة.. بل أخذ وقته قبل أن يقول لمنافسيه: هل من منازل؟ تحرك بشكل سليم.. راقب أخطاءه وتعلم منها بسرعة البرق، وعاد لجادة الصواب.. في تلك الفترة التي ظن البعض أن هذا القائد سيُكمل عقد الفشل ويلحق بمن سبقوه.. اختار الاستمرار وأصر عليه إصرار الواثق، ووعد بما كان فعلاً يستطيع تنفيذه.. اتجه نحو المجد.. نظر لمن حوله وقال: هناك مجد لنا.. فأعينوني أذهب حيث هو.. تضافرت الجهود وأشعل فتيل المنافسة.. وبدأت لحظة الانطلاق.. صمت كثيراً.. ورفض أن يخوض في أي حديث حتى وهو يقف على رأس فريق جاهز من الصعب أن يخسر.. قالوا له: ماذا تعني لك متصدر لا تكلمني..؟ قال بكل هدوء: (لا شيء).. إذا لم تصبح (بطلاً لا تكلمني).. مضى دون أن يلتفت.. أدرك أن المجد قادم.. وفارس نجد عائد لا محالة.. يصفونه بكحيلان ويقول: أنتم الكحل كله..من أجلكم سيكون لنصركم شأن.. اجتمع بكل من يرى أنهم أسلحته في المواجهة بعد توفيق الله وقال لهم بكل حزن..(تعبنا) يا رجال..فهل آن أوان الحصاد..؟ فهل تفعلونها ونعيد الحياة لكرتنا التي فقدت ملحها وبريقها منذ سنين..؟ وجد في عيونهم الرغبة والإصرار.. وأوعز لمدربه الفذ النشيط أن يستغل كل تلك المحفزات حتى تصبح عوناً له لبناء مستقبل جديد كله أفراح وانتصارات وأمجاد.. بعد نهائي كأس ولي العهد لم يكن الجميع -وأعني بالجميع هنا كل من عملوا مع هذا القائد من جهاز فني وإداري ولاعبين- يرون أن هذه البطولة هي نهاية المطاف لعودة بطل.. بل الجميع كانوا يُجيبون على سؤال (عمر هوساوي) بنفس الإجابة عندما كان يسألهم: هل بقي ما نقدمه؟ كانوا يتكلمون بحس الفريق الواحد وبكل ثقة.. (سنضع بطولة الدوري بجانب هذه الكأس الغالية).. لهذا هم سيفعلون وستكون سنة النصر وأمجاد النصر.
يقول الخبير والأسطورة (محمد نور) وهو الذي عرف البطولات ولغتها بعد أن حقق بطولته الثانية والعشرين في تاريخه (لن أتحدث الآن لكن يجب أن تضعوا بجانب هذه الكأس البطولات المتبقية، حتى بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد ستكون من نصيب العالمي).. لا يتحدث رجل بقيمة (محمد نور) وهو لا يعي ولا يدرك ما يقول.. (نور) يقرأ الوجوه.. ويفهم الرغبات.. وتعلم من تاريخه كله متى تتحقق البطولات وكيف..! لهذا وكعادته عندما كان مع الاتحاد هو يتحدى ويراهن على ما يملك بعد توفيق الله.
في مساء النصر الجميل حضرت الفرحة.. وعادت الكرة في مملكتنا الحبيبة جميلة.. تستهوي الجميع.. كان الرياض في تلك الليلة في أبهى صوره.. وكانت الابتسامة لا تفارق محيّا كل النصراويين، حتى إن المنافسين البعيدين عن التعصب وصفوا إنجاز النصر بالمفرح، ومنهم من قال: تغير جو كرتنا بعودة النصر.. بل منهم من قال: ستعود كرة القدم السعودية بعودة هذا الفارس العملاق.. النصر وهو غائب أو حاضر تأثيره واضح على المنافسة..!غاب النصر فغابت المنافسة حتى إن كانت مثيرة بعض الشيء في غيبته إلا أنها إثارة ناقصة.
الدوري ينتظر (متصدره).. والفرصة مواتية لنسيان سنوات الحرمان.. فإن فعلها فارس نجد وجمع كل بطولات الموسم كما قال (نور) فستكون عودة الأبطال.. عودة من أوسع الأبواب.. وقدم نموذجاً رائعاً للعمل المنظم والناجح.
مبارك لقائد المرحلة (فيصل بن تركي).. مبارك لكل نجوم الفريق.. يقولها المنتمي للنصر وغير المنتمي.. فالمنافسة الشريفة لا تلغي كلمة (مبارك) في هذا التوقيت، فهذه أخلاق الفرسان حضرت مع مجتمع يتسم أبناؤه بالخلق النبيل والرفيع..
ودمتم بخير
منقول
للكاتب /
سلطان الزايدي