01-16-2013, 05:03 PM
|
|
شارع الثلاثين "شانزليزيه الرياض": مقاهٍ أوروبية الطابع عربية النفس
4 ربيع الأول 1434-2013-01-1610:30 AM
يُعدّ أبرز الوجهات السياحية في العاصمة
سبق - الرياض: جذب الأنظار إليه، وانتقلت إلى بناياته الحركة التجارية مستغلا مكانه الاستراتيجي في وسط الرياض وفي أشهر مناطقها حي العليا. يمثل شارع الأمير سلطان بن عبد العزيز(الثلاثين) المركز التجاري الأبرز في مدينة الرياض لما يتمتع به من العناصر الأساسية التي تضمن للمشاريع التجارية النجاح والاستمرار، عناصر أهلته منذ زمن لتلك الريادة، وتجددت مع التطورات والتحسينات التي تقوم بها الأمانة. يمتد شارع الثلاثين من الشرق إلى الغرب ابتداء من شارع الملك عبد العزيز من قاعدة الرياض الجوية وصولا إلى شارع الأمير تركي بن عبد العزيز جنوبا مروراً بشارع العليا العام وطريق الملك فهد بمسافة تتجاوز ستة كيلو مترات. تتنوع فيه المستويات وتختلف النظرة التي يشاهدها الزائر لذلك المكان منذ بداية الشارع حتى نهايته، إلا أن المنطقة الواقعة بين شارع العليا وشارع الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي تتميز بالأرصفة الجانبية المخصصة للمشاة التي يصل عرضها إلى أكثر من 67 متراً في كل اتجاه مع الإنارة والتشجير ومواقف عرضية للسيارات.
نخبة الشوارع
لكل شارع من شوارع الرياض مواصفات لا تتقاطع مع شوارع أخرى إلا في حدود ضيقة، مثلما كان شارع الثلاثين ما زال محط أنظار الكثيرين من المتسوقين النخبة، فالعلامات التجارية المتخصصة تجعل منه المكان الأنسب. تتنافس أبرز علامات العطور في الاستحواذ على الزبائن، فالعطور الشرقية والغربية تحتل مساحة ولها مكانة بارزة. يصف وليد الشيباني يعمل بائعاً في محل لأشهر علامات العطور زبائن الشارع بأنهم من النخبة، ويفرق الشيباني بينهم وبين زبائن المراكز التجارية الذين يتنقلون من محل لآخر، أما من يدخل هذا المحل فهو يعلم عم يبحث، وقلما يخرج أحدهم دون أن يقتني شيئا. يتوقف وليد ويتأمل الشارع بعين الراصد ويتذكر بعض المشاهد التي كانت تتكرر أمامه في زمن مضى حيث يختفي الوعي، وتغيب مظاهر التقدم، فكان قائدو السيارات يتخذون من الشوارع مساحة لاستعراضاتهم المخالفة لأنظمة المرور معرضين حياة الآخرين للأخطار، إلا أنها اختفت بشكل تام وأصبحت حركة المرور تسير بانضباط. يصف خالد عبد العزيز مدير أحد المحال الذي أمضى أكثر من 20 عاما في هذا المكان شارع الثلاثين بأنه الشارع التجاري الأبرز حينما لم تكن المراكز التجارية موجودة، فهو برز مع الطفرة التي عاشها الشعب السعودي ويأتي في المرحلة التي جاءت بعد شارع الوزير، ويؤكد خالد أنه مازال يملك مكانته وقيمته. ولفت خالد إلى نقطة مهمة ساعدت على بروز الشارع وإعطائه جمالا ورونقا تتمثل في توحيد مقاسات اللوحات التجارية فأصبحت تسير ضمن نسق جميل لا يتجاوزه صاحب المنشأة.
عناصر النجاح
تكتمل في هذا الشارع عناصر نجاح المشاريع كما عددها أبو منذر الذي يشرف على أقدم المطاعم في شارع الثلاثين الذي عاصر بداياته، فيرى أن النقاط التي تؤهل المشاريع للنجاح والاستمرار الموقع، ويعد شارع الأمير سلطان بن عبد العزيز"الثلاثين"نقطة التقاء شوارع الرياض وإلى جانبها المنتج وكل ما يقدم في هذا الشارع تتميز بالجودة والرقي، والنقطة الثالثة الطاقم الذي يقدم الخدمات، فالمحال تحرص على انتقاء العمالة التي تستطيع التعامل مع الزبائن، ومن الأشياء التي تميز الشارع هذه التحسينات التي أعطت إحساسا بالرقي والفخامة. وأشار أبو منذر إلى أن الحركة التجارية بدأت تتراجع، ولكن بشكل قليل بعد ظهور شوارع تحمل مواصفات قريبة من هذا الشارع، ويؤكد أبو منذر مكانة الشارع من خلال المحال المتزايدة التي تتخذ من الثلاثين مكانا لها.
مطاعم 5 نجوم
ينتظر مؤيد السالم الذي توقف منتظراً صاحب إحدى السيارات التي تهم بالخروج من الموقف أمام واحد من أرقى المطاعم الشرقية التي يتميز بها الشارع، نزل مع أسرته المكونة من أربعة أشخاص متجهين إلى المطعم، لفتت الكاميرا التي نحملها انتباه السالم ووجه سؤالاً يحمل مداعبة لطيفة كانت كافية لفتح باب الحوار والحديث، ومعرفة جزء من الثقافة التي يحملها رواد الشارع، كشف السالم عن الجوانب التي تجذبه للشارع وتجعله يتردد عليه باستمرار، فالمطاعم التي وصل بعضها إلى فئة الخمس نجوم من ناحية الخدمة المقدمة وكذلك الديكورات التي تعكس الفخامة، تؤمن مكاناً مناسباً لقضاء الإجازات الأسبوعية للاستمتاع مع الأسرة وتناول الوجبات في جو هادئ، يحمل الخصوصية السعودية، ولم يخف السالم أن هذا الرقي ساهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار وإن كانت هناك مطاعم مازالت تقدم خدماتها بشكل مناسب.
شوارع للحياة
تغيُّر في الفكر وتطور في الأساليب ساهما في منح شارع الأمير سلطان بن عبد العزيز"الثلاثين" حرية للتنفس والاستمتاع بالحركة والتنقل، فمساحة الأرصفة تتيح حرية الحركة والاستمتاع بالأجواء الجميلة هذه الأيام، كما أن هذه الأرصفة تؤمن السلامة للأطفال، هذه العناصر الجمالية انعكست على مستوى المحال فأصبحت تتعامل بشكل أفضل وتقدم خدمات أرقى. تستغل السويدية كريستين وزميلتها الكندية سندي اللتان تعملان في أحد المستشفيات في مدينة الرياض هذه الأيام للاستمتاع بالأجواء الربيعية. تصف كريستين الشارع بأنه الأنسب لقضاء الوقت، فترى أن الشارع بهذه المساحات المخصصة للمشاة أعطى حرية ومتنفسا، إضافة إلى التعرف على المحال التجارية والتعرف على جوانب متعددة من الثقافات من خلال المعروضات، وتضيف قائلة إن أساليب العرض التي تتخذها هذه المحال تساعد على الرؤية دون الحاجة أحيانا إلى الدخول إليها. وبين ضجيج السيارات وأقدام المتسوقين يجد الشباب متنفسا لهم، فالمساحة التي تغطيها المقاعد والطاولات لم تصادر حرية المشاة، ولم تقف عائقا أمامهم، يجتمع بندر الماجد مع فهد الماضي في هذا المكان بشكل شبه مستمر، يتفقان على جمال المكان وروعة الجو هذه الأيام، إذ يتيح لهم حرية التسوق فأغلب المحال التجارية ليست للنساء فقط فأبرز علامات العطور موجودة فيه وكذلك المقاهي وغيرها، لا يجد الماضي مقارنة بين الثلاثين وغيره من الشوارع فلكل منها مميزاته ورواده.
|