زوجة أبي ذر الغفاري.............
تركت دارها في قبيلتها (غفار) ، وسعت إلى المدينة مع زوجها الذي أخلصت له ، وتحملت المتاعب التي فاقت طاقتها لاجله.
سمعت من زوجها ما تعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعلما منه الحطمة والاخلاق الكريمة، وكان دائما يقول لها ."علمني خليلي رسول الله أن أقول الحق ولو كان مرا".
وقد تمسكت بالتعاليم النبوية الشريفة ، وعضت عليها بالنواجذ ، ولم تضعف أمام ما تعرض له زوجها ، فيروى أنه حين سافر إلى دمشق وجد الناس يميلون إلى الدنيا ميلا عظيما ، ويركنون إليها ، فذهب إلى معاوية بن أبي سفيان وإلى دمشق حينئذ، ودخل معه في حوار ساخن ،أدى إلى أن شكاة معاوية لدى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فال أبو ذر لعثمان:"أتاذن لي في الخروج من المدينة؟"، فأذن له، فنزل منطقة تسمى (الربذة)، وبنا بها مسجدا ، وأجرى عليه عثمان العطاء ، وقد لحقت أمر ذر بزوجها ، وأقامت معه فيها ، إلا ان صعوبة الحياة هنالك أدت إلى مرض زوجها وكان شيخا ، فقامت في خدمته لا تمل ولا تتعب ولا تشتكي بل لت وفية له ومخلصة في إيمنانها .
في يوم من الايام ، أدركت أن زوجها على أعتاب الموت فبكت ، فقال لها زوجها :" فيم البكاء والموت حق؟" . فأجابته، بأنها تبكي لانه يموت وليس عندها ثوب يسعه كفنا.فابتسم في حنان وقال لها :"اطمئني لا تبك ، فإنك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول:"ليموتن رجل منكم بفلاة من الارض تشهده عصابة من المؤمنين " . فرأيت كل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقربىة ، ولم يبقى منهم غيري ، وها أنا ذا بالفلات أموت،فراقبي الطريق ،فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فإني والله لم كذبت ولا كذبت".
عندما فاضت روحه إلى الله تعالى ، وبينما هو مسجى على حجرها ، إذ رأت قافلة من المؤمنين قد أخذت في الظهور من جانب الصحراء ، وكان بينهم عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل عبد الله رضي الله عنه وقام بغسله وتكفينه ودفنه، ثم واسى أهله، وأخذهم معه إلى الخليفة عثمان في المدينة
|