ابـكي بــدون دمــــــوع

منْ آلموجعْ جداً أنْ تتحدثْ وْ فجأة ًتتغير نبرة ُصوتكْ وْ كأنْ (دموعكْ تتحدآكْ ) . . / إمآ أنْ تصمُتْ أوْ أفضحُكْ !

خريف ... وصوت أوراقه حفيف ... يعزف بشدة على أوتار الوجع ...
وتسقط أوراقه برفق بهدوء ... وبهدوء تعانق الأرض ... تتوسد زفرات الطريق ...

هــا أنــا ابـكي بــدون دمــــــوع ... أصــــــــرخ بــــلا صــــــــوت ... أئــــــــن بـــــلا أنــفــــــــــــاس ...

يسكنني الصمت ... وتعصرني الآهات ... وتسقط الأحلام ... تتناثر الذكريات ...
تحاكي جروح القلب ... تلامس الروح الحزينة ... وتتساقط أوراق العمر ...
يكسوها الاصفرار ... ويهجرها الربيع ...
وعودك " ..... " ... عهودك " .... " ... اغتالت الأمل ... أجهضت على أحلامي ...
أسقطتها من رحم الحياة ... قبل أن يحين موعد ولادتها ...
وخلف جدران الصمت والسكون ... أودع أحزاني ...
وأسير في ظلمة الليل ... ولا ادري متى ستنتهي الطريق ...
في سكون ذاك الليل ... وهدوء الأنفس ... ووحدة الشعور ...
اخط بحبري نبض من قلبي سيكون لك ...
سأكتب واخط بقلمي المسكين ... كل ما يذكرني بك فقط ...
لاثبت للسنين حبي لك ... واروي عطشي بذكرى عبقك ...

أستعيد أزمنتي الغائبة ... أعود طفل تمرس منح الأشياء أبعادا خرافية للحنان ...
أن الأمكنة ليست إلا مؤامرة الذاكرة ... تماما كما الاتجاهات مؤامرة التيه ...
فأي تأكيد أعمق – بنظرك – من مكان يحوله مجرد حضورِك إلى " وطن "...
إنني هناك بعد الوصول ... أتخيل لذة الربيع تنبت من صدرك ...
أرتقب " بدري " يطلع من وراء مسافات الانتظار ...
أمشي إلى الحلم البعيد و أناديك وعدا لا يموت ...
وتبدأ ابتسامتك - التي لا أعرفها - بالتشكل على ملامح وجهِك ...
معك " أنــا " بارع في وهب الألم ولكن ... لأتوجع به أكثر ...
وبارع في حشر خفقي بين الحروف ... فربما أستبقيت قلبِك حين يضرب بيننا بسور من ذاكرة ...

مرهق جدا كي أقاوم تسلل حزني هنا ... فلطـــــــــالما كان الحرف ملاذي ...
خفقي المعلق بفاصلة واغتراب .... جنوني المثقل بهاجس الفقد ...
وصولي المتأخر دائمــــا بعمر ...
لقـــــــــــــاؤنـــا ...
كــاالبكـــــــاء الممتزج بصـــوت الذكريــــــــات ...
والدمـــوع المختنقـــهـ بعبــــرات الحنيــــــن ...

أنا لم أحبٌكِ كإمرأةْ حتى إذا ما ذهبت إمرأه أتت غيرها .. أنا أحببتــكِ كوطن فكيف لوطن أن يذهب مني ويأتي غيره !!!