لكل مجتمع تقاليده وخصائصه ومميزاته ولذلك ينبذ كل فكر دخيل واخلاق مستغربة مما يجعل ابناء ذلك المجتمع في حذر شديد من الاتيان بمنكر سلوكي او اخلاقي او ديني يتسبب في لفظ مجتمعهم لهم على آثره . حيثما حططت رحالك في أي بلد تجد الحديث عن سطوة عصابات خارجية على المشهد الآجرامي لذلك البلد . في امريكا يتحدثون عن المافيا الروسية وفي لندن يخبرونك بالمافيا الجامايكية وفي المانيا بالعصابات البولندية وهكذا تجد دائمآ ان الخارجين على القانون والمجتمع وافدون غريبون لا يقيمون وزنآ لآخلاقيات ذلك المجتمع وسلوكياته . وحتى محليآ ستجد ان لدينا عصابات تشادية واخرى بنغالية وثالثة نيجيرية تخصصت في التزوير وتمرير المكالمات وارتكاب السطو والسرقات .
في مجتمعنا الرياضي حالة مشابهة حرفيآ للعالم الاجرامي للعصابات المشكلة من حيث وجود عراب اجنبي واب روحي للعصابة التي شكلت تنظيمآ وسمت عليه زعيم . " المافيا العمانية " هو ما يمكن تسميته لذلك الغول الذي تمدد اثره رياضيآ واعلاميآ حتى اصبح كابوسآ يصعب نزعه في ظل الكم الهائل من التكبيل الذي مارسه هذا التنظيم لكل مفاصل الحركة الاعلامية والرياضية . شكلت البدايات الاولى لتشكيل هذا التنظيم انموذجآ مخزيآ في طريقة الاستيلاء على حقوق الآخرين ولاعبيهم من خلال شق النادي الاصل واستمالة ابرز لاعبيه الى الفرع الناشز , كما ان استغلال المناصب العليا للاقارب في الديوان للوصول الى مراكز القرار الرياضي واستثناء النادي الفرع وتسجيله مباشرة ضمن النخبة دون خوض أي تصفيات او مسابقات سجلت حالة اخرى لدور العمل السري في اختصار مسافات العمل الجاد . واكمالآ للجهود السابقة بدأ التوجه الى ولاء الصافرة واستمالتها من خلال الايعاز للاعبين السابقين بدخول المجال ( الموزان كمثال ) او الترتيب المسبق لاخضاع نظام البطولات لاهواء حضور المنصة كما في بطولات 81 و 84 هجرية . وتعزيزآ لصورة التنظيم امام العامة تم استدراج رواد العمل الصحفي للمناصب الرسمية في النادي كما حدث لرئيس هيئة الصحفيين الحالي الذي كان نائبآ للعراب التاريخي .
في عالم اليوم وعلى المستوى المحلي والعربي تنكر الجميع لكلمة زعيم التي اصبحت مرادفة للعصابات والتنظيمات السرية واذكر ان دولآ منها السعودية وسوريا كانت تسمي كثير من مناصبها الرسمية بلقب زعيم , ولكن الصورة السيئة لزعامات السرقة والنهب ساهمت في اختفاء هذه الالقاب واندثارها الا لدى التنظيمات العصابية التي لازالت تكن كل التقدير لزعاماتها وتقدر ادوارهم التاريخية في تشكيل العصابات . اتفهم كثيرآ الرغبة الهلالية في المحافظة على لقب " الزعيم " فهو يمثل انعكاسآ حقيقيآ لكل التاريخ الهلالي العصابي تأسيسآ وممارسة . كل الترتيبات التي اجاد العراب العماني حبكها وتنفيذها مهدت لهذا التشكيل المتعدد الوجوه في الاعلام والحكام واللجان وذروة سنام هذا التشكيل العصابي ان يكون له زعيم متوج به تتقاطع كل تلك المصالح وتجتمع .
سنقبل على مضض باستمرارية التعلق بهذا اللقب لدى الاجنحة الشرفية والرسمية والاعلامية والتنفيذية لهذة العصابة ولكن ما لا نقبلة هو تطبيق سياسة الامر الواقع وفرض تعاليم العصابة والقبول بريادة زعيمها ومطالبة الآخرين بالرضوخ له ولاوامره . لدينا كامل الحق بالرجوع الى اعلة سلطة رياضية ( الفيفا ) واعتماد بطولاتها والقابها والفرح بتمثيل اسيا في اول بطولة عالمية تقيمها السلطة الرياضية الاعلى في العالم . وسواء رضيت العصابة او امتعض زعيمها من توقيت الاحتفال العشري , سنقيم الافراح والليالي الملاح لأننا ببساطة صعدنا الى بطولة عالمية بعدما ارتقينا سلم بطولات تجاوزنا فية عقبات تحكيمية ومطبات عدائية شرفية ومشينا فوق كثير من الاشواك التثبيطية اللجانية ومع ذلك وصلنا وحق لنا ان نرفع شعار العالمية فوق قمة جبل الانجازات الرياضية .
لماذا كل هذه الحساسية من قبل العصابة واجنحتها ضد احتفالية النصر ؟ شخصيآ وبدون تحسس من أي القاب لا اجد أي تحفظ في تهنئة العصابة فردآ فردآ على حسن اختيارهم لمن يقودهم وابارك لزعيمهم ثقة افراد العصابة بشخصه ... ولكني اقول لهم لا شأن لكم بنا , فنحن نتعامل مع سلطة رسمية في وضح النهار وسنسلك كل الطرق الشرعية المعترف بها للوصول الى القاب المنافسة الشريفة . هنيئآ للنصر بعالميته وهنيئآ للعصابة بزعيمها .. وليفرح كل منهما بلقبه .
سلمان بن عبدالرحمن