قبل مباراة الاتحاد .. لاعبو النصر يبكون عبدالرحمن بن سعود

بعد احراز دوري عام 1400 هجرية , عادت كوكبة النصر الذهبية بوجود عيد الصغير والسدحان وتوفيق المقرن ومبروك التركي وسالم مروان اضافة للجيل الصاعد بماجد ويوسف وعبدربة وهاشم سرور للركض من جديد نحو لقب دوري 1401 هجرية . وبدت الامور حينها في الطريق الى تكرار الانجاز حتى جاءت مباراة الاتحاد في الرياض وحينها تفاجىء كل من في الملعب بما فيهم الاتحاديون انفسهم بمباراة مجنونة خالفت كل التوقعات حين تفوق الاتحاد بخماسية لم تكن منتظرة . يومها افتقد لاعبو النصر للروح والحماس فعاقبتهم الكرة اشد العقاب حين سمحت لمغمورين امثال علي عشعوش بتسديد أي كرة من ثلاثين متر ليجدها في الشباك النصراوية . ثار المدرج وانقلب على ذاك التراخي وهتف تقديرآ لكفاح الاتحاديين ولم يبق نصراوي يومها الا وقد بلغ به الغيض مبلغه . شخص واحد تصرف بهدوء وعقلانية في ذلك اليوم الا وهو الرمز عبدالرحمن بن سعود الذي ركب الباص مع لاعبيه وتوجه بهم الى مقر النادي حيث سلمهم بيده مكافأة فوز كاملة مقترنة بمحاضراته الشهيرة حول النصر ومكانته واهدافه من المشاركة في الدوري واحتمالية التعرض لهزات مع استشهاده ببيت الشعر المحبب له : كبوة وقد يكبو الهمام __ خطوة للخلف وعشر للامام . في تلك الليلة اعلن الرئيس الحكيم ان الهزيمة كانت " لقاح البطولة " كهزيمة وحيدة لن تتكرر وسيعقبها انتفاضة لاتبقي ولا تذر من الخصوم .

وما ان انطلقت الجولات الخمس المتبقية حتى اكتسح النصر خصومة في ملاحم فنية ونتائج تاريخية احرز على اثرها خمس وعشرين هدفآ في خمس مباريات فكان من ضحاياها الاهلي والاتفاق والنهظة والرياض واحد . واستمر جدول المباريات وصولآ الى اخر مباريات الدوري امام الجار الاسهل فكان فوزآ تاريخيآ اكتفى فيه ماجد بغمزة رأسية مع زميله البرازيلي لنتوجها بهدفين كأول فريق يحافظ على لقب الدوري لعامين متتاليين ويضيف اليها لاحقآ كأس الملك كأول ثنائية في موسم واحد .

تلك ايام كان للجانب الاداري جانب كبير في الوصول الى اعماق عقليات اللاعبين ليزرع في وعيهم ماهية النصر وقيمة اسمه والغرض من مشاركاته . كجمهور وكلاعبين لم يكن في مخيلتنا سوى الفوز امام جميع الفرق صغيرها وكبيرها ولم يكن للتعادل مكان في مساحات انتظارنا , كنا نحضر قبل المباريات باربع ساعات استعدادآ لوجبة شهية من المتعة الفنية مصاحبة لفوز اعتدنا على تحقيقه في ستة عشر مباراة من اصل ثمانية عشر .

كم اتمنى على ادارة فيصل بن تركي العمل اليوم على توسيع مدارك اللاعبين وتبيان الرؤية المستقبلية لهم بأهمية اخلاصهم للنصر اولآ والكرة ثانيآ وللتفوق ثالثآ . على الادارة العمل على تغيير عقليات اللاعبين بأتجاه تأسيس فريق نصراوي يدرك لاعبوه صغارهم وكبارهم محليهم واجنبيهم اهمية وضع النصر في المراكز الاولى وحتمية ارتقاء افراده للمنصات وما يلزم ذلك من ايمان عميق بأن وجودهم في النادي مرتبط بهمة عالية مكسوة بحماس وجدية تعمل على وضعهم كأفضل لاعبي الدوري موهبة وحماسآ وعطاء وتبعآ لذلك قدرة على احراز الالقاب وكون التواجد النصراوي في أي بطولة يجعله المرشح الاول للظفر بها . فالنصر لم يؤسس ابدآ للمركز الثاني ولا للمشاركة الرمزية . فكل هذا التفاوت في النتائج يدل ان لاعبي النصر ينقصهم الكثير من الثقة والحماس والاصرار وانهم يقنعون احيانآ بتعادل وربما يستسلمون لهزيمة . مالم يكن في فكر كل لاعب نصراوي قبل أي مباراة انه يلعب للفوز وقادر على تحقيقه وان هدفه النهائي لا يتوقف على نتيجة مباراة ولكن على اللقب بأكمله فأن النصر سيعاني من مشكلة عدم وضوح الرؤية للاعبيه . وبودي لو وقف كحيلان على خط التماس لأي مباراة فسأل كل لاعب قبل ان يدخل الملعب ان كان يشك ولو للحظة واحدة بعدم قدرته على الفوز تلك المباراة فأن كانت الاجابة بنعم فلينزع عنه قميص النصر وليدع الفرصة للاعب اخر يؤمن بقدرتة على الفوز وادخال الفرحة في قلوب الجماهير .

مقولة : " النصر بمن حضر " لم تكن سوى اعتداد نصراوي بالفريق الاصفر ايآ كانت تشكيلته وايآ كان خصمه , فالمهم هو نزول لاعبينا لارض الملعب ممتلئين بثقافة الفوز وضرورته وحتميته وامكانيته , وعدم قبول فكرة أي نتيجة لا تتضمنه . بهذا الفكر والطموح نازل النصر لعقود عديدة اشرس الخصوم وحقق اغلى الالقاب لأن لاعبيه يومها لم يرضخوا ابدآ لفكرة المركز الثاني والخروج المبكر . جانب الوعي لدى اللاعبين امر مهم وارى ان تبذل الادارة النصراوية فيه بعض الجهد وصولآ الى عناصر واعية واثقة متحمسة تستحق ارتداء شعار طالما كان في المقدمة .
سلمان بن عبدالرحمن